السبت، مايو 31، 2008


كتابات أبو الحق
السابع والعشرين من مايس
2008




الحيرة العراقية



تعلمون أن" الحيرة "كانت إسما لمنطقة جنوبية عراقية, عاشت فيها قبائل عربية تحت ظل سلطة فارسية كانت تحكم العراق قبيل الإسلام,

والحيرة بادت كإسم وعنوان, أصبح لدينا "ذي قار والناصرية وسوق الشيوخ" بدلا منها, لكن الحيرة لا زالت مسيطرة على الموقف العقلاني العراقي,

جيش المهدي قتل كل من طالته أياديه , أياديه وليس يديه, فأنا أتحدث عن إخطبوط بري , لا يعرف شيئا عن بيئة البحار, إخطبوط يتغذى على البشر..

هذا الإخطبوط لم يسلم منه طفل ولا إمرأة, لا كبير ولا صغير, قتل الناس وسلب بيوتهم بعد أن سلب حياتهم , لكن يوم أن بدا الخلاف بينهم وبين أخوانهم في العقيدة, أخوانهم في التبعية لإيران, فروا إلى إيران مرة أخرى, دخلوا في كيس البطن الكنغري ذاك, وهو نفسه ذاك الكيس الدافيء الحنون الذي كان يضم خصومهم البدريين من قبلهم, فهل يتماشى ذلك مع المنطق؟؟

البدريون الذين لا علاقة لهم من قريب ولا من بعيد بغزوة بدر, ولا بالبدر الذي تغنت الأنصار بطلوعه عليها يوم الهجرة الأول, البدريون الذين شنوّا حملة شرسة على خصومهم الذين تحالفوا معهم في خمط الحكم بالأنتخابات تلك, بعدما خدعتهم ملصقات مليونية تظهر عجوزا في الغابرين لوّنت أصبعا من يدها بالحبر البنفسجي, وهي ترتجي صلاح الحياة وعودة الشباب, رفعوا شعار " خدري الجاي خدري...بدري كتل صدري" أمعنوا في تقتيل منافسيهم الصدريين, القضية هي قضية فقراء المعتقد مقابل أثرياء المعتقد , لا أكثر ولا أقل, إنهما لا يختلفان عن الزنوج والبيض من جنود الإحتلال الأمريكي, يتنافران فيما بينهما, لكن تجمعهما عقيدة واحدة يوم أن يكون الموضوع هو " تدمير الحياة العراقية"..

وفي سبيل إلقاء القبض على مجرمي جيش المهدي ممن إرتكبوا ما إرتكبوا بحق بيوت الله ورجاله وعباده,و الذين أشبعوا بغداد قذائفا حولاء و ثولاء أطلقها هؤلاء فطالت كل بيت وشارع متسببة للناس الأبرياء بالكثير من البلاء , فالبدريون الذين إحتكروا السلطة والداخلية بالكامل منذ أول يوم دخل فيه الأمريكان بغداد, البدريون هؤلاء لم يتورعوا عن إعتقال أهالي قادة المليشيات , نساءهم وأبناءهم, وأودعوهم السجون تحت غطاء تصريح المالكي بأن المليشياويين الصدريين هم أسوأ من القاعدة وأخطر , و وحده الله تعالى يعلم كم إرتكبوا بحقهم من الجرائم..

لكن هذه هي نفس التهمة التي طالبوا بإعدام صدام حسين من ورائها...فمحاكمة الدجيل لم تركز على إعدام النظام ذاك لمن هاجموا موكب رئيس الجمهورية وحاولوا إغتياله, بل تم التركيز على إعتقال عوائلهم وإعدام البعض منهم, وكانت أكبر تهمة هي لماذا حبس برزان التكريتي أربعة عشر فردا مثلا , في غرفة واحدة لا تتسع إلا لأربعة أفراد, إشكد قاسي الكَلب !! أعتقد جانوا يوكفون واحد فوك راس الثاني لأن المساحه مو كافيه!!

...هذه هي نفس تهمة صدام حسين ومخابراته التي تم الإعداد لها وتحشيد الشهود والأفادات من أجلها, علما أنها جريمة بحق أي رئيس جمهورية, فهاهو عبد الكريم خلف يتعرض لمحاولة إغتيال فتنقلب الدنيا ولا تستعدل, وهو مجرد " بيس نفر",
هذه تهمتهم ضد صدام حسين وكذا من رجاله, فكيف يمكن أن يرتكبها من يحكمون العراق الجديد من دون أن يكترث لذلك الأمريكان ومجلس الأمن الدولي ؟؟ هل هو الكيل بمكيالين مرة أخرى؟؟أم هو عمى البصيرة الأمريكي؟؟

يعني فعلا حيره, والدرب مضياكَ!!

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار