الأحد، مايو 25، 2008


الذكرى الحادية عشرة لرحيل اشهر حجي في التلفزيون فنان الشعب سليم البصري

Image

09/05/2008
عاش معه الناس تلك المواقف وعشقوا منه تلك الكوميديا
عبد الجبار العتابي من بغداد:اسمه (سليم البصري) وشهرته (حجي راضي) وهو اشهر (حجي) في التلفزيونات العربية، بل اظرف (حجي) عرفه الفن على الاطلاق، مازالت ذاكرة الناس تتوهج بذكره وألسنتهم تتسلى بمفرداته وعيونهم تشتاق اليه وتبحث في شاشة التلفزيون عنه كلما التفتت باحثة عن الضحك الجميل.فلا يمكن لاحد ان يشاهده دون ان تنفرج اساريره ولا يمكن لاحد ان يسمعه دون ان تندفع المسرة في شرايينه. كلماته تتطاير امثالا وعبارته صارت نكاتا راقية وحركاته تستغرق الناظر فيتابعه الى ان تنتهي به الحال الى الضحكفمن منا لم يضحك لـ (نحباني للو) ومن منا لم يردد (الله وياك عبوسي)، ومن منا لم يتأمل (غفوري) طويلا وينظره من فوق الى تحت فيهتز لكلماته التي تهتز امام (قادر بيك) او لم يشعر بعطفه على (رحومي) او (رجب)، ومن لم يمتلئ اعجابا بكل ما قدمه للسينما والتلفزيون خلال سنوات طويلةسليم البصري.. عاش معه الناس تلك المواقف وعشقوا منه تلك الكوميديا التي لا تنسى، الكوميديا الخالية من شوائب الضحك المصطنع او الضحك على الذقون او الضحك بلا سبب، هو ابو التلقائية بلا منازع، العفوي الذي لا يمكن لاحد ان يفرق بين تمثيله ولا تمثيله، فهو الرجل الذي اسرج العفوية في حركته وكلامه وملابسه وافكاره وتشعر به امامك وهو يحادثك او كأنه ستلتقيه بعد قليل على رأس الشارع في المحلة البغدادية، انه الممثل الذي لا يعرف كيف يمثل!! لكنه يتجاوز كل الممثلين في تمثيله حيث انه يعرف كيف يمتلئ بالحكايات والقصص المعبرة والكلمات المؤثرة فينثرها حولك سحرا وطيبة ومحبة واقناعا ليس له مثيل!! فاستحق لقب (فنان الشعب) عن جدارةسليم البصري طبقت شهرته افاق الناس وقلوبهم ونال شهرة كبيرة منذ سنوات نجوميته الاولى، واذكر هنا ما كتبه احدهم عنه: (في يوم ما كان سليم البصري ذائع الصيت ولا (جان بول بلموندو)، في يوم ما كانت شهرته وبالا عليه، حتى انه كان يضطر للاستعانة بالشرطة لتفريق المعجبين) .تمر يوم الثامن من شهر ايار / مايو الذكرى الحادية عشرة لرحيله ، لرحيل الفنان العراقي الكبير سليم البصري الذي هو مثال الفنان المبدع الملتزم الشامل الذي ما زالت اعماله في ذاكرة الناس . يقول عنه الفنان قاسم الملاك :( انا فقدت في حياتي الفنية والانسانية ثلاثة اشخاص اثروا في حياتي الفنية والخاصة احدهم الفنان سليم البصري والآخران طعمة التميمي ووجيه عبد الغني، هؤلاء الثلاثة اثروا برحيلهم كثيرا عليَّ ، واضاف : سليم البصري.. كنت ألتقي معه في ادوار قريبة من القلب وعشت معه مدة طويلة قبل ان نكون معا في النسر وعيون المدينة والذئب وعيون المدينة، كان صديقا ولي معه مواقف عديدة مليئة بالمحبة، وكنت كلما اجلس معه انسى همومي الشخصية، سليم البصري.. طيب ونظيف وفنان كبير وقد تأثرت به كثيرا، كنا ثنائيا وقد مثلت معه في فيلم (فائق يتزوج) اخراج ابراهيم عبد الجليل. رحم الله البصري فإنه فنان لا يعوض). سليم البصري.. نقرأ في اوراق حياته، انه ولد في بغداد عام 1926، بمحلة الهيتاويين، وانه لم يحمل من البصرة غير لقبه وطيبته، وفي اوراق حياته نقرأ ما كتبه عن نفسه ذات يوم، اقول ما كتبه وانا اذكر له قوله (شوف.. تره آني اعرف اكتب، بس الحجي موكاري!!)، انه يكتب: (في حياتي لمسات طريفة حين اجمعها تكون صفحة واحدة متميزة تنتشر بين سطورها المواقف الهازلة والجادة على حد سواء) ويضيف البصري موضحا (دوري في تحت موسى الحلاق) وحتى الادوار الاخرى التي كنت اسندها الى غيري خاصة (عبوسي) في شخص الزميل حمودي الحارثي ، اقول هذه الادوار كلها، كنت قد مثلتها في طفولتي امام اهلي، كثيرا ما كنت اتنكر بملابس مختلفة ولحية وافاجئ اهلي ويضيع عليهم انني ابنهم (سليم) الى أن اكشف اللثام عن وجهي)!! ويستمر البصري في سرد حكايته مع التمثيل: (ساحة (العوينة) اليوم معروفة.. لكن هل تدرون انها كانت مدرسة قضيت فيها دراستي الابتدائية، في هذه المدرسة لم اعرف التمثيل.. بل كان لي توجه اخر هو الرسم وبسببه حصلت على صفعة من معلم كان يتحدث في موضوع الجغرافية وانا مشغول برسم (حيوان يركض) كانت صفعة قوية كلما اتذكرها امسح بيدي على رأسي) ويضيف متحدثا عن بداياته (التحقت باول فرقة اهلية للتمثيل (نسيت اسمها)!، عام 1942 وكان مقرها قرب ساحة الرصافي الحالية، قدمنا عدة اعمال مسرحية منها (الصحراء) ليوسف وهبي ومثلت فيها دور احد الشيوخ الثائرين وعرضناها في مقر سينما (علاء الدين) القديمة، وكان صوتنا آنذاك لا يصل الى الصف الثاني من الحاضرين، انقطعت عن التمثيل مدة اربع سنوات بين 1944- 1948، ثم قدمت مسرحية (سليم البصري في ساحة التدريب)، اخصب فترات حياتي في كلية الاداب حيث كنت رئيسا للمسرح الجامعي وقدمت زخما كبيرا من التمثيليات القصيرة والمسرحيات كتابة وتمثيلا، فقدمت (فنان رغما عنه) انتقدت فيها المذاهب الحديثة في الرسم . ويقول عنه الفنان عبد الجبار الشرقاوي: (سليم البصري واحد من الممثلين العظام لا يمكن ان تغادره الذاكرة وهو محفور في ذاكرة العراقيين، انه ممثل تلقائي صاحب مدرسة خاصة لا تتكرر، لا يعرف التكلف ولا التصنع، انه ممثل عفوي جدا، فكان في كل دور يظهر فيه على الشاشة تجده ممتزجا مع الشخصية ومتحدا معها، ومع الاسف الشديد.. امثال البصري يفترض ان يكون لهم متحف خاص يضم مستلزماته ونماذج اعماله وطبعا هذا لا نتصوره يحدث لانه لا توجد جهة حريصة وتحب العراق لتحفظ هذه النماذج الحضارية التي قدمت حياتها لخدمة الوطن والفن ، رحم الله الفنان سليم البصري فنانا وانسانا) . سليم البصري الذي عاش حياة المحلة وخبر اهلها جيدا، خرج الى الناس بمسلسله الذي لا يسنى (تحت موسى الحلاق) الذي كتب حلقاته عام 1961 واخرجه عمانوئيل رسام (ع . ن . ر) وطار به الى اميركا فحاز على اعجاب الجالية العراقية والعربية واستمر العرض هناك لمدة ثلاثة اشهر، كانت العيون تلاحقه اعجابا ومحبة، وهو على طبعه لم يتغير، لم ياخذ من النجومية والشهرة (ريشة) يضعها على رأسه، بل كان كما هو ذلك الانسان الهادئ اللطيف المعشر القليل الكلام والطيب حد الطيبة نفسها، وقد اضحك الناس من كل قلوبهم، كأنه كان يدخلها ويدغدغها، وحين صار مديرا للتلفزيون عام 1972 كان كل همه ان يطور برامجه لما يرضي رغبات الجمهور وما يزرع البسمة في قلوبهم، وكانت هالة النجومية قد احاطته بتألق اكثر واكبر فلم تهز تواضعه ولم يتكلم كثيرا كما هو طبعه وهو القائل (الحجي موكاري)، نعم.. كان (الكلام ليس شغله) وكان يحفز نفسه وزملاءه الى الابداع والابتعاد من الكلام الكثير بدل العمل وحاول ان يقدم ما من شانه العمل على تطوير آليات التلفزيونوتقول عنه الفنانة فريال كريم : (كان كلما يراني يقبلني، وفي يوم من الايام واثناء احتفالية اقيمت في فندق الرشيد لمناسبة عرض احد الافلام العراقية، رأيته.. ومثل كل مرة قدمت له خدي كي يقبلني كما اعتاد ذلك عندما يراني.. لكنه هرب مني وهو يقول لي: (هاي أشدسوين.. مرتي موجودة!!)، فقلت له : ما دام هذا موقفك فلن ادعك تقبلني مرة اخرى.. وذهب!!، وبعد ايام حينما التقيته اعتذر مني وقال لي انه كان يعاني مشاكل خاصة في ذلك اليوم ، الفنان سليم البصري كان كاتبا ومخرجا وممثلا وانسانا رائعا، طيب للغاية ومحب للجميع وهو فنان لا شبيه له في تلقائيته وابداعه) .سليم البصري.. لم يكن بعيدا من واقع مجتمعه ومشاكله، وقد منحه وجوده كمدير للتلفزيون (تلفزيون بغداد) فرصة لتشخيص ذلك، فكان اول من دعا الى محو الامية في برنامج (القلم) الذي اخرجه (ع . ن . ر) وهو الامر الذي كرره في مسلسل ( (تحت موسى الحلاق) واعطى صورة عن محو الامية للكبار واوضح فيها التعامل مع المعلم وكيفية قراءة الدروس وكيف يمكن لهؤلاء البسطاء ان يتعلمواكان سليم البصري.. يحب ان يكتب، لكنه كان لا يحب الكلام ويحب العمل بدلا منه، حتى انه حاول بطرق خاصة ان يمنع البعض من القيل والقال والكلام الذي لا فائدة منه، لكنه كان يحب التمثيل جدا، وحبه هذا كان يدفعه الى ان يمثل ويمثل وان يحلق في التمثيل بطريقة غير مسبوقة وبما يمتلك من طاقة هائلة تجعله يؤدي بنجاح، لكن ظروفا قاهرة كانت تدفعه بيديها بعيدا من عالمه الجميل، بينما هو لا يقدر الا ان يمثل، عين هنا.. وعين هناك، فيغيب مضطرا ويعود مخيرا ويطلع على الناس مثل هلال العيد، فكان دوره في مسلسلي (الذئب وعيون المدينة) ثم (النسر وعيون المدينة) اللذين مثل فيها شخصية (غفوري) ذلك الكائن الحي الذي يعمل عند (عبدالقادر بيك) ويتعرض لسطوته وبخله وغرائب تصرفاته، ولا يستطيع الا ان يخضع له وفاء للماضي وللعلاقة..، فكان كل ما في (غفوري) يدفع المشاهد الى ان يفتح ابواب قلبه وشبابيكه لاستقبال هذه الشخصية التي ليس لها مثيل والتي مثلها سليم البصري بعفوية وتلقائية مذهلة ونجحت نجاحا مميزا.سليم البصري.. استقطب الناس بتلقائيته العجيبة وعزفه المتقن على اوتار المحبة الحساسة التي يعشقها الجميع، البصري.. كان قليل الكلام كثير الحركة والعمل وطبعه هكذا، لكنه كان يكتب وسأذكركم ببعض ما كتب من اعمال اعتقد ان ملامحها ستقف امام عيونكم وعلى طرف الذاكرة ومنها (وجهة نظر) و (ست كراسي) و (لا نوافق) و (دائما في قلبي) و (كاسب كار) و (الشارع الجديد واعمال اخرى اختتمها بـ (حقيبة متقاعد)، لكنه كان قد عمل عام 1985 في مسرحية (المحلة) الغنائية بعد قطيعة لاكثر من (25) عاما حين هجر المسرح الى التلفزيون وفيها غنى ومثل، وعن هذه المسرحية قال: (تجربة جديدة ومفيدة ولكن ملاحظاتي ان بعض الممثلين يضيفون الى حواراتهم دون استشارة المخرج او المؤلف وهي حالة تربك الممثل المقابل)، وهو هنا شخص (الخروج عن النص) ودعا الى عدم تكراره، سليم البصري اشتغل للسينما ثلاثة افلام هي: اوراق الخريف عام 1962 اخراج حكمت لبيب و (فائق يتزوج) عام 1984 اخراج ابراهيم عبدالجليل وقد قال البصري انه لولا ابراهيم عبدالجليل لما رضي ان يمثل في الفيلم وثم فيلم (العربة والحصان) للمخرج السوري محمد منير فنري، كما انه كتب قصة فيلم (حب في بغداد ) الذي اخرجه عبدالهادي الراوي . وقال الفنان صادق علي شاهين :( اول عمل لي.. اشتغلته مع الفنان سليم البصري هو مسلسل (الشارع الجديد) الذي كان من تأليفه واخراج (ع. ن. ر) وصورناه في استوديو (2) بعد توقفه واذكر ان البصري نقل نفسه من دائرة المصرف الزراعي الى دائرة الاذاعة والتلفزيون مطلع السبعينات كما اذكر ومن اجل ان يتفرغ للكتابة بعد ان نجح في العديد من الاعمال التي قدمها، وقد مثلت معه في مسلسل (كاسب كار) في دور شقي ، واضاف صادق: سأذكر لك بعض الطرائف التي حدثت لي مع الفنان سليم البصري، فذات مرة سافرنا معا الى مصر لشراء برامج من القطاع الاقتصادي هناك عام 1973، وبالمصادفة التقينا الفنان محسن سرحان وبعد التحية حيث قدمه لنا احد الاشخاص فقال سليم البصري مقاطعا (اكو واحد ما يعرف عماد حمدي!!) ، فوجئ محسن سرحان بكلام سليم وقال (انا مش عماد.. انا محسن سرحان ، عماد ذاك بشنب وانا من غير شنب) فرد عليه سليم قائلا: (يللا.. كلكم متشابهون!!)! واذكر ايضا ان سليم البصري عندما اصبح مديرا للتلفزيون طلب مني وكنت اعمل مسؤولا للتنسيق ان اتواجد صباحا وقد قال لي: ارجو ان تعاونني!!، وبالفعل اخذت اداوم من الساعة الثامنة صباحا الى الثامنة مساء، وحين شاهدني المدير العام لدائرة الاذاعة والتلفزيون سألني : اين انت؟ فأخبرته ان هذه توجيهات مدير التلفزيون الجديد، واستغرب انه لم يعرف فاتصل بسليم البصري وفوجئت انه قال له انه فعل ذلك من اجل ألا التقيه، اي بالمدير العام!!!كما اود ان اذكر ان حمودي الحارثي كان يغيظه ، فذات مرة نشر حمودي خبرا في الصحف عن تأسيس فرقة مسرحية وان سليم احد اعضائها وسط اسماء ممثلين فجاء سليم بالجريدة وقال: هل من المعقول ان يفعل بي هذا المجنون وكأنني اعمل (صانعا) تحت يده، وطبعا الخبر كان كاذبا ولكن حمودي اراد ان يغيظه ) واستطرد الفنان صادق حديثه قائلا : سليم البصري يمتلك ميزة العفوية التي لا يمتلكها غيره، ولم يكن كوميديا وانما فنان له فكرة في النقد والمواضيع التي يكتبها كانت مأخوذة من واقع الناس مثل حلقات (الى من يهمه الامر) عن شحة الماء في بغداد واسماها (لعابة الصبر) وتمثيلية عن باصات مصلحة نقل الركاب وكيف كانت هنالك تظاهرة يقودها الفنان خليل الرفاعي (ابو فارس) والتي كان شعارها (اللي يريد الكرامة يركض ويانه). كما يحب ان اقول ان البصري كتب مسرحية بعنوان (لو) لم تر النور لان الرقابة منعتها لانها كانت تنتقد الواقع التعليمي والنفاق الاجتماعي ومعلمي الرياضة والسياسات العالمية) .سليم البصري.. يوم انقطع عن التمثيل واستغرق ذلك طويلا دعاه الفنان يوسف العاني على صفحات جريدة الجمهورية في 25 / 12 / 1996 الى العودة لجمهوره لكنه رد عليه بقوله: (عزيزي ابا وسن، انا الان اعيش حالة احباط تلفني كالاخطبوط ولا فكاك منها الا بالجواب الشافي على سؤال هو: (هل انا لو نفخت.. سأنفخ في جمر لا في رماد؟) ، وقال له ايضا متسائلا بلسان حال الناس عنهما: (لماذا جئتما تشتركان بمسرحية بطلتها ملايين او مليارات؟!) ويضيف: (فمهما يكن الجواب ستكون نتيجته ان نلقي بكل ماضينا الفني والنضالي والثقافي وحتى الشخصي في واحدة من مزابل الملاهي التي رمى فيها المرحوم جعفر لقلق زادة من دون رحمة او شفقة).ولم تمض الا اشهر قليلة.. حتى كان مستشفى النعمان يحتضن جسد (حجي راضي) عليلا، ولم يتصل بأحد.. بل طلب اللقاء بـ (عبوسي) حمودي الحارثي ليراه قبل ان يموت ، وفاء صداقة ومحبة عمر، وقامت الذكريات كريح صرصر، كانت عيونه ترسم بنظراتها اذرعا لاحتضان عبوسي.. لكن عبوسي حين وصل.. كانت الروح قد فارقت الجسد، ولم يجد عبوسي للذي كان يقول له (الله وياك عبوسي) غير ان يقول له (الله معك حجي راضي) تتبعها عاصفة من الدموع، والغريب.. ان سليم البصري فنان الشعب مات غريبا وحيدا. سليم البصري.. حجي راضي، غفوري واسماء عديدة اخرى ظلت في ذاكرة الناس وستظل تحاكي التلقائية المدهشة التي كان عليها الراحل الذي في ذكراك نقول له : ذكراك ابا عقيل ستظل مشرقة في نفوس وعيون الناس ابدا.
إيلاف

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار