الجمعة، مايو 30، 2008


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

في ذكر تأميم نفط العراق: دم العراقيين المسفوح اغلي من نفطهم
شبكة البصرة
مقالة لكاتبها- العراق
مثلما سقطت الذرائع المرتدة للعدوان والاحتلال، تظهر "الآن" جلية حقيقة الدوافع الامبريالية الأمريكية الحاقدة، والثأر الرأسمالي الاحتكاري المضمر لقرار البعث الثوري بتأميم نفط العراق غير المسبوق في حينه... من حيث التحدي، والتوقيت،و الاستهداف المدروس، والتحوط للتبعات، والتأسيس والاستثمار النهضوي الوطني والقومي على انجازات القرار البعثي الخالد. قرار تأميم نفط العراق في حينه، وما تبعه... وحتى اللحظة المعاشة... شكل ويشكل محطة مفصلية في سياق المواجهة التاريخية المفتوحة والمستمرة بين البعث والإمبريالية الأمريكية وحلفائها الداخليين والإقليمين... اللذين هم الآن مرة أخرى، متخندقين مع الاحتلال الأمريكي في مواجهة المقاومة الوطنية العراقية المسلحة.

الحقد الامبريالي الأميركي والثأر الرأسمالي الاحتكاري ممثلين في الاحتلال الأمريكي للعراق، بتحالفاته المحلية والإقليمية وتجلياتها بالمصلحة الصهيونية، والتآمرية الرسمية العربية، والشعوبية الفارسية، والرجعية الدينية، والطائفية المتقابلة، يتحركون جاهدين وفي مسار تعثرهم في المواجهة التي يخسرونها مع البعث والمقاومة العراقية المسلحة، لتمرير قانون النفط والغاز، "كإجراء تشريعي" مفروض، ليهدم منتقما مفاعيل ومنجزات قرار التأميم الوطني لنفط العراق، من خلال تهديم كل مؤسسات الدولة والمجتمع العراقيين... إنها حالة ثأر حاقد بتجسيد حقيقي لحالة السطو المسلح في مواجهة قرار تأميم نفط العراق وانجازاته.

لم يسقط البعث ولم تسقط المقاومة في حالة تقابلهما القتالي المستمرة مع الاحتلال وحلفائه وعملائه النفط من منظور ستراتجية المقاومة، ولما يمكنا حتى اللحظة من تطبيق مخططات احتلالية تستهدف تطوير القدرات النفطية الإنتاجية والتصديرية بما يحقق تمويل عراقي للاحتلال ومشروعاته في العراق، حيث أن عبء الاحتلال وتكاليفه تشكل معضلة سياسية واقتصادية وتشريعية لإدارة بوش المهزوم.

إن منظور المقاومة الستراتيجي قد بني على استيعاب بعثي ناضج لأهداف العدوان والاحتلال "قبل وبعد الاحتلال" بإبعادها ومراميها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث اعمل منهاج المقاومة السياسي والستراتيجي حالة الدمج والتساوي بالتعرض القتالي غير المرتد لخارطة من الأهداف والمستهدفين، أثبتت مجريات معركة تحرير العراق صحة هذا الاستيعاب، بما مكن من إفشال المخططات العسكرية والسياسية والاقتصادية للاحتلال وحكومته العميلة. وهنا لا بد من الإشارة إلى جملة من الوقائع والحقائق:
1- تراجع القدرات الإنتاجية والتصديرية لنفط العراق عما كان عليه الحال "حتى في ظل الحصار" وفي عهد النظام الوطني الشرعي، وبالرغم من كل محاولات الولايات المتحدة وشركاتها النفطية من استغلال حالة وقوع العراق تحت الاحتلال لتمرير مخططات تتفق وحالة الثأر والانتقام من قرار تأميم نفط العراق.
2- خروج الحقول النفطية ومنظومات النقل والتصدير في جنوب القطر من سلطة وإدارة النظام الوطني إلى سلطة وإدارة النهب الآني غير المستقر للاحتلال، بما ألزمه بمشاركة مليشيات وعصابات تابعة لإيران لتأمين عمليات الإنتاج المحدودة والتصدير غير المستقرة في الجنوب... حيث التماس الجغرافي والأمني مع إيران "أصبح يشكل عاملا ايجابيا" لتمكين الاحتلال من إنتاج محدود وتصدير غير مستقر وفق حالة السطو المسلح على نفط وثروات العراق المحتل.
3- وضع حقول الإنتاج ومنظومات والتصدير في محافظتي التأميم ونينوى تحت أنظار المقاومة بما يمكنها من التحكم في منع النهب من خلال ضرب منظومات التصدير فقط إلى ميناء جيهان التركي.
4- حرمان قوات الاحتلال ومن المنتجات النفطية العراقية المكررة بما ينعكس سلبا على الاعتبارات اللوجستية لقوات الاحتلال في كل مناطق العراق، وبما يلزم الاحتلال وحكومته العميلة من مواجهة فشل سياسي وإداري واقتصادي وامني واجتماعي، يتمثل بعدم وجود الحد الأدنى من منتجات النفط المكرر في العراق المحتل.
5- قلب الصورة الحقيقة للعراق كبلد نفطي يمتلك الاحتياطي الثاني عالميا، وكان في ظروف الحصار وقبل الاحتلال ينتج ويكرر بما يسمح من تأمين احتياجات صناعته ومواطنيه بأقل الأسعار في العالم، وبما يكفي أكثر من ذلك للتصدير للخارج.

في ذكرى قرار التأميم الخالد لن يكون أمام البعث والمقاومة والعراقيين الأباة من خيار غير خيار المقاومة المسلحة باستهدافاتها المشروعة وطنيا وقوميا وإنسانيا حتى التحرير الكامل لتراب العراق، وبما يفهم الاحتلال وعملائه والمتربصين بثروته، بان الثأر من قرار التأميم سيعني في مرحلة من الرد العراقي المقاوم تأكيد رخص النفط أمام الدم العراقي المسفوح بما يسمح بان يحرق نفطا عراقيا كثيرا هو أرخص بكثير من دم العراقيين.

هذه مناسبة تنفع فيها الذكرى مثلما يحلو فيها التذكر.... ولنتذكر بمجد ومحبة و إجلال رفاقنا الرحالين في معركة تأميم نفط العراق، لنتذكر ونطلب الرحمة في عليين لسيد شهداء الآمة ومهندس تأميم نفط العراق الرفيق صدام حسين الخالد، ولنتذكر الرفيق الراحل احمد حسن البكر، ولنتذكر الرفيق الراحل سعدون حمادي.



شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار