الاثنين، مايو 19، 2008


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يوم الحزن العراقي

شبكة البصرة
شعر ابن الفرات العراقي

الرجل الذي زار الموت قبل اوانه شهيدا
نقوش في ذكرى الزمن المتعب :
ستبقى للزمان الحي حيا
تتيه مآثرا وندى عليا
وتخلد فالفداء لكم تبدى
نداء يملأ الدنيا دويا
ستخلد للفضائل والمعالي
وتبقى للمدى الرجل الابيا
ستبقى والشهود لك القوافي
تباهي في الغدا الالق البهيا
عروبي الهوى ومداك درب
تعمره الشهادة عسجديا
قحمت الموت هولا بعربيا
وما هادنت كنت (اليابليا)
وطأت رؤسهم والفجر نقع
وفخرك كنت صديقا سميا
هو ابن الامة العرباء فرد
اذا ريعت تناخى سمهريا
ستمطرهم مزابل كل جيل
وتلفظهم وقد كشفوا الخفيا
ويحيا الخانعون بكل ذل
فهم من ساوموا العلج الدنيا
لآت، والعروش اى زوال
ويبقى صبحك الدامي حفيا
وتخلد طاهرا فكرا تسامى
يفيض معينه ثرا شهيا
ويمضي الخانعون، وانت تبقى
كتابا، يرفد الاجيال وعيا
وتبقى قصة تحكي ازدهاء
الى الاجيال نكتبها رويا
وتشمخ اصيدا ما لان عزما
صبورا صابرا جلداً زكيا
لقد آمنت ان الموت حق
وكانوا للبلاد السامريا
بهرت العاملين صليب عود
فكنت بروحك العليا سخيا
صمتَّ تدير ظهرك بازدراء
الى من بات للغازي المطيا
وكنت بذاك ابلغهم مقالا
وكنت مجالدا هولا جريا
حسبنا كنت والرايات تعلوا
بشير الوجه طلقا يعربيا
ودارعة الجهاد بكل فج
تنادي من تحشّد (هاشميا)
وتضفر لليالي السود جهدا
وكنت بوقع ضابحة كميا
تشيل بقلبك الوطن المفدى
وتقطع غيظ مرزءة غنيا
ودست الموت جلدا يافتاها
وكنت الرمح لا ما انصاع ليا
وقفت تريهم في الصبر درسا
ودست بجنة المولى عشيا
وقفت عمود نور شع صبحا
تدلى من سما ربي وضيا
فاخرست الداعي ومن تجنى
بان الى الملا حقا جليا
علوت وكنت بالاملاك ساع
الى دار النعيم دنا حضيا
وسرت ولست مختارا لحتف
ولم تعقد لطارقة مُضبيا
وزرت الموت ما اهتزت عروق
وما جفلت وكنت بها فتيا
سيبقى والاله الحي ابقى
صمود. لا ضريب ولا تهيا
وتبقى كل حادبة تغني
عليك وتملا الدنيا بُكيا
وصوتك في احتدام العصف عصف
يجلجل ثورة وسنا سنيا
عقدت جموح طاحنة عصوف
لواك وكنت واهبها الوفيا
كسوت حشودهم عارا وذلا
وكم طاولت اشعبها الوطيا
تلثّم خائر وعراه رعب
وراوغ ثعلبا قلق المحيا
ستبقى كالفرات يفيض دفقا
وتمنح للتراب الحر رِيا
وتبقى في فم الاجيال تروى
حكايا صرت معدنها الثريا
لبست الموت ثوبا للمعالي
وما ساومت.. زيا عسكريا
تطاعن صابرا بشكيم عزم
وعشت منافحا. صلدا عتيا
وكم قارعت من سود الافاعي
تجرعهم بها صابا نقيا
وكم اغنيته عطش المذاكي
كأنّ الكون دونك قال هيا
وقفت تزوره الموت ابتهاجا
وداويت الصلال السود كيا
حشدت ملاويا عطش الشظايا
وكنت العصف مجتلدا حميا
وتصغر عندك الحُبُكُ الدواهي
جبهت جهامها ماكان شيا
ويعظم عند غيرك أي هول
ويحني الهام مرتاعا رزيا
لقد باعوا العراق فاي رزء
وباعوا مجدنا السامي الشذيا
كما باعوا العروبة بآحتفاء
وكان مصابها فيهم وبيا
هم الانذال في وطن تسامى
وعاشوا خلف الامريكان جَرْبا
ستقطع من رؤوس البغي روسٌ
ونبتر بالمشافر فوضويا
فيومك كم به خطت سطور
وكم سطرت لك الشعراء رويا
فماذا يا نشيد الروح يُروى
ونكتب بالدم القاني نجيا
وما قولي يفيك واي وصف
وليلي صار ليلا نابغيا
غريب سحر وجهك أي عين
تراه لتؤثر الوصل الشهيا
حملت هواك من بغداد طيرا
وعشت مكابدا للدهر لأيا
فيالك نخلة شمخت بهاء
برته الحادثات السود بَرْيا
ولم تحسب لاقزام تعاوت
حسابا كنت مقتحما عصيا
اخا عزم له في الباس باس
ويزخم كل معترك قويا
فمن بعض الشرار تشب نار
وتطوي كل خطب دبَّ طيا
ومن ارعاد طارقة عصوف
سيلبس من رداء المجد زيا
تطاول من تشاء على اقتدار
فتى الصهوات كم كابدت عيا
وتُدعي مستغاثا شق ليلا
الى العلياء شدَّ لها قِسيا
فيالك موطنا بهر الاعادي
تحمل من مطاعنها فريا
عقدت العزم عزما حين صاحت
بغير الحق وجها ما تزيا
تغالبك الليالي في خطاها
وكم قد كنت في الجُلى شكيا
وما اغليت عن نزف دماء
وقد ارخصت عمرك شاطئيا
حملنا في الضلوع هواك حبا
وما ضقنا فنادمنا بهيا
وصوتك في احتراق الافق صوت
مروعا هزه الوطن القصيا
بماذا استطيع ابث وجدي
وعصف الحزن ييقى بي نديا
خيالك في دمي عصفور حب
وذكرك لزَّبي الوجع الشقيا
وفقدك أي يأس في اورى
ومازال الهوى فينا صبيا
واي مسيل دمع سوف يشفي
فؤادي من جوى يشكو صديا
فلو اني نزفت العمر دمعا
ولو اجريتها غدقا سخيا
فما بلغت رواحلها غزارا
ثكالى منهما المي تفيا
لاني قد نكبت واي جرح
والبسني اللظى ثوبا تقيا
صباح الحزن يا وطن المآسي
ويا جرحا عظيم النزف فيا
سيشرق نجمك الزاهي مُدلا
يزيد بمطلع الدنيا حُليا
وتحملك القرون لكل قرن
وتنفض عنك ما كتبوا رديا
فعمرك في كتاب الدهر سطر
وغيرك عمره يبقى زريا
أجل.. قد نلت فخرا لا يدانى
كما قد فقت في الصبر الوليا
ابا الشهداء يا وجعا تضرّى
وحزت بصبرك الشرف العليا
تخيرك الزمان تكون عقدا
به عقد الجواهر قد تزيا
خلود عنه قصر كل قرمٍ
وفيه اجتزت بالالق الصفيا
تخلى عنك رهطل يا نداء
مقيما. لم يزل فينا وفيا
وكنت الاعزل الشاكي صمودا
وكنت دحضت للاذناب رأْيا
جريئا زانه فكر حصيف
وكنت مع العباقر عبقريا
وما قد قلت الا كل حق
وما ماريت او قلت الدنيا
سيبقى الدهر يشدو فيك حبا
وكل الكون ثغرا ليس يعيا
فما قد مُتَّ أو اواك لحد
ولكن في القلوب تعيش حيا
وحسبي من هواك الثر طيف
يكحل لي عيوني ان تهيا

18/12/2007
9/ذي الحجة/1428

شبكة البصرة
الخميس 10 جماد الاول 1429 / 15 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0508/abnforat_150508.htm

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار