الاثنين، مايو 19، 2008


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هجوم الموصل لماذا والى أين
(الجزء الثالث)
شبكة البصرة
الدكتور عماد محمد ذياب الحفيّظ
عضو إتحاد المؤرخين العرب
المقدمة :
قلنا أن إيران تسعى ومنذ فترة غير قصيرة من خلال مخابراتها السيئة الذكر وأدواتها من الكتل والأحزاب السياسية العميلة في العراق للعمل على توظيف العملاء وشراء وسائل الإعلام والإعلاميين من ضعاف النفوس مع تصفية الأصوات الإعلامية الوطنية والشريفة لتمرير أجنداتها، حتى أصبح لإيران اليوم في بعض المحافظات العراق إذاعات ومحطات تلفزيونية وصحف محلية وهم يطمحون لتكون لها محطة تلفزيونية ووسائل إعلام أخرى لترسيخ ثقافة الفدراليات والتفتيت والتقسيم وفق أسس طائفية وعرقية شوفينيّة في مختلف المحافظات العراقية في جنوب ووسط وشمال العراق.
إلا أن إتفاقية ثنائية بين الإحتلالين وحكومتهم العميلة في العراق أزعجت إيران، فقد بدأ الإحتلال الصهيوأمريكي مفاوضاته مع الحكومة العميلة في العراق للمصادقة على إتفاقية طويلة الأمد ذات إطار عسكري وإستخباري وأمني وإقتصادي ونفطي لصالح المحتل الصهيوأمريكي، وهذا ما لا يريده نظام إيران الطائفي الصفوي لأن إتفاقية الحكومة العميلة الأمنية الطويلة الأمد مع الإحتلال الصهيوأمريكي تتقاطع مع أجندات إيران الصفوية وهي تطمح لملأ الفراغ في العراق بعد إنسحاب الإحتلال الصهيوأمريكي كما يخطّطون لذلك بل وقد صرّح به ساستهم الطائفيين الصفويين أيضا في النصف الثاني من عام 2007 ميلادية.
لذلك فإن إيران تسعى اليوم جاهدة في تنفيذ مخططات المحاولات الأخيرة وبمساعدة الأحزاب الطائفية الصفوية العميلة في وسط وجنوب العراق والأحزاب العرقية الشوفينية في شمال العراق من خلال إستغفال الإحتلال الصهيوأمريكي وبعض القوى الإقليمية في المنطقة بما يناسب ويناغم مصالحها في المنطقة وصولا الى دخول معظم الدول العربية في المنطقة ولو من خلال الإستعمار الثقافي عن طريق نشر الطائفية الصفوية والفتن الطائفية والعرقية المقيتة في سوريا ولبنان وفلسطين (وخاصة في مخيمات المهجر في سوريا ولبنان) ومصر والسودان واليمن والجزائر وغيرها، فإيران تسعى ومنذ فترة غير قصيرة ومن خلال مخابراتها السيئة الذكر وأدواتها من الكتل والأحزاب السياسية العميلة في العراق الى ذلك، وهذا ما أكّدته الأحداث في المنطقة وتصريحات بعض رموز الطائفية الصفوية حول هذا الموضوع خلال الأسابيع الأخيرة.
إن عمليات الخطف والقتل والتفجيرات والإعتداءات الأخرى من إغتصاب ولكلا الجنسين والتي تقوم بها تلك المليشيات والمجموعات المسلحة والتي تمارس مثل هذه الأعمال المشينة في داخل سجون الحكومة العميلة وسجون حكومة الإقليم العميلة وسجون الإحتلالين والتي تمارس فيها مختلف وسائل التعذيب التي يمارسونها لإشباع الرغبات السادية التي تسيطر على نفوسهم المريضة، وهي ذات الجهات التي عملت أيضا على ضرب المساجد وقتل شيوخ المساجد وأساتذة الجامعات والأطباء والصحفيين وغيرهم بثقب رؤوسهم أو صدورهم بالمثاقب الكهربائية أو الحرق بالنار وقطع الرؤوس بالمنشار الكهربائي وغير ذلك من المواد الكيمياوية الكاوية والقاتلة، وأن جميع هذه الجرائم ترتكب من قبل الأحزاب الطائفية الصفوية والأحزاب العرقية الشوفينية ومن تحالف معهم وغيرهم والحكومة العميلة لا تحرّك ساكنا بل هي تدعم بشكل أو بآخر هذه الجرائم في سبيل تحقيق التطهير الطائفي والعرقي والذي يتوائم مع الأجندة الصهيوأمريكي والإيراني الصفوي، فبعد فشل ممارسات الترهيب والترغيب التي مورست ضد الشرائح الواسعة من أهل الموصل ولذلك تم إعتقال عشرات الضباط في الجيش العراقي الحقيقي لأنهم رافضون للإحتلالين لوطنيّهم وكبرياء كرامتهم وشرفهم من أن تهان من قبل الأقزام والأراذل العملاء، ولأن الحكومة العميلة تخشاهم لأنهم قد يقودوا أهلنا في الموصل نحو الصمود في مواجهة الإحتلالين، ولذلك تمارس ضدّهم اليوم عمليات الترهيب والترويع بالتعذيب ليلا ونهار سرا وجهارا وبالقتل أحيانا من قبل مليشيات طائفية ومليشيات عرقية شوفينية مدعومة من احزاب الحكومة العميلة ومن قبل مجموعات مشبوهة تعمل بداخل العراق وخارجه وبعضها بتوجيه من قبل قوى خارجية كالحرس الثوري الإيراني والفرق العرقية الشوفينية من مليشيات البيش عمالة التي يشرف عليها مستشارون من الموساد الإسرائيلي من الذين يجيدون اللغة الكردية بطلاقة ويلبسون الزي الكردي لكي لا يعرفهم الآخرون وغيرهم من التشكيلات التي تشرف عليها أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية كمخابرات السي آي أي، علما أن الإحتلالين هما المحتل الصهيوأمريكي بقيادة الصهاينة المحافظين الجدد في أمريكا، والمحتل الإيراني الصفوي بقيادة المحافظين الصفويين الجدد.
ولذلك نجد عملاء إيران الصفويون في حكومة الإحتلالين العميلة يعملون اليوم كما صرّحت مصادرهم الرسمية على بناء أسيجة متطورة فيها كاميرات مراقبة ومكهربة بمليارات الدولارات على الحدود بين العراق والدول العربية المجاورة على غرار ما قام به الكيان الصهيوني على حدوده مع الدول العربية التي ليس لها معه إتفاقيات سلام لمنع التواصل بين العراقيين وأشقائهم في الدول المجاورة.
بينما نجد الإحتلالين وعملائهم يرفضون عمل ذلك على الحدود العراقية الإيرانية ولأغراض دنيئة كي تستمر عمليات التجاوزات على الحدود العراقية البرية والبحرية والنهرية والجوية وآبار النفظ ودخول المخدرات الى العراق من إيران والمتسللين والعملاء الصفويين والمجرمين الصفويين الإرهابيين أو العمل على تشجيع زراعة المخدرات في العراق والتي كان لها الأسباب الأساسية في إنخفاض الإنتاج الزراعي في مجال زراعة القمح والشلب (الرز) وبدعم المليشيات الطائفية وفرق الموت الإرهابية وعملائهم بالسلاح وتهريب النفط والثروات الى إيران وعمليات السلب والنهب والفساد الإداري وغير ذلك من الأمور التي تتسبّب بأضرار كبيرة جداً على الشعب العراقي دون رقابة ورقيب أو من يحمي شعب العراق المثقل بالجراح بسبب الإحتلالين وعملائهم، في الوقت الذي يعيش فيه شعب العراق ويلات الفقر والمرض والجهل وعدم تنفيذ مشاريع الإعمار للبنية التحتية وإنتشار البطالة والجهل والمرض والفقر وإهكال معظم الأمور التي بأمس الحاجة لها شعب العراق.

تنفيذ الأجندة العرقية الشوفينية :
أن كل أعمال القتل على الهوية تمت وستستمر في مختلف محافظات العراق من قبل ميليشيات وفرق موت طائفية إرهابية متطرفة غالبيتها طائفية وعرقية شوفينية وغيرهم، حيث تعمل جميعها على تنفيذ مخططات إقليمية أو حزبية وكتلوية مستغلين حالة الإحتلالين والفوضى داخل السلطة وأجهزتها المختلفة في العراق أو لتلاقيها مع مصالح المحتل والطامعين في الجوار ومن تلاقت مصالحهم معه من قبل مخابرات إقليمية ودولية أو مدعومة من قبل قوى خارجية تعتبر نفسها مخوّلة من قبل الإحتلالين والحكومة العميلة وغيرهم من القوى المحلية والأجنبية الأخرى العاملة في العراق والمنطقة)، بل وحتى المحتل قام جنوده وضباطه بأعمال مشينة من خلال تدنيس المساجد برسم صلبان فرسان مالطا على جدرانها وتدنيس مصاحف القرآن الكريم بالحرق والتمزيق ورمي القاذورات عليها ورميه برصاص البنادق وغير ذلك من الأعمال المشينة التي يندى لها جبين الإنسانية دون أي إستنكار من أحزاب الحكومة العميلة التي تدّعي الإسلام مراءاتا وتقيّة وغيرهم من الدول التي تدّعي الإسلام ونصرة نبيّه وهم لا ينصرون كتاب الله تعالى وهو أشرف كتاب أنزله الله تعالى على عباده والذي يجب أن لا مسّه إلا المطهّرون واليوم الأنجاس والضالّين والمغضوب عليهم يعتدون على كتاب الله تعالى وليس هناك من يستنكر كأدنى حدّ للرفض، فهذ أعمال لا تفعلها إلا مخلوقات نكرة لا تملك أي شعور إنساني ولا تنتمي للإنسانية بشيء، والغريب في الأمر من يدّعون الإسلام من الذين هم في الحكومة العميلة الداعمة للإحتلالين وغيرهم لا يحتجّون ولا يستنكرون ولا ينبسون ببنت شفة، بل هم يباركون للإحتلالين أعمالهم أي أعماله المخزية تلك وكذلك لما تفعله تلك المليشيات الطائفية والعرقية الشوفينية الإجرامية الإرهابية ضد شعب العراق وكأنه لا حياة لمن تنادي.
كل ذلك يؤكد أن جميع هذه الأحداث طابعها تطرّف طائفي صفوي وعرقي شوفيني يشارك بها العديد من المجموعات السياسية والدينية المشاركة في السلطة الفاقدة للسيادة في الماضي والحاضر مع بقاء الإحتلالين على الرغم من كافة الرتوش التجميلية المضافة إليها، كما أن الميليشيات الطائفية والعرقية الشوفينية التي تتبع الأحزاب والحركات والمجموعات الإرهابية والمتطرّفة طائفيا وعرقيا المتجانسة في سرقة كل ما يمكن سرقته من حق شعب العراق العام وحضارته التي نهبت معظم بقاياها وهرّبت لخارج العراق وما يؤكد التطرّف الطائفي هو أن معظم قوى الأمن الداخلي والإستخباري والجيش تكاد تكون مقتصرة على المؤيدين للإحتلالين فقط في الوسط والجنوب والشمال، ان هذه الأعمال الإجرامية التي ترقى الى مستوى جرائم الحرب لا تخدم الشعب العراقي على المدى القريب والبعيد خاصة وأن بعض مجالس محافظات العراق التي يغلب عليها التوجهات الطائفية المتطرفة في وسط وجنوب والعرقية الشوفينية في شمال العراق أخذت تطالب بوحدات عسكرية وقوى أمن داخلي جميعهم من الطائفيّين الصفويين عملاء أمريكا وإيران كما في محافظة النجف ومحافظات أخرى، فضلا عن طالباني وبارزاني والحزبيهما العميلين الذين جعلوا كافة المتنفذين ومليشياتهم (البيشمركة) والشرطة وجميع الموظفين تحديدا بدءا من أصغر عامل خدمي ولغاية أكبر مسؤول في منطقتهم من العملاء العرقيين الشوفينيين فقط، ما زال المحتلين يقدمون الكثير للعملاء (معظمهم من الطائفيين والعرقيين الشوفينيين وكذلك المنتفعين والطفيليين والحاقدين على شعب العراق) فالمكاسب غير المشروعة تدفع لبث الفتنة الطائفية والعرقية وفي ذات الوقت يمعن الإحتلالين وعملائهم في قتل وتشريد ملايين العراقيين فتسبّبوا بوجود ملايين الأطفال العراقيين من اليتامى و تسببوا بوجود ملايين الأرامل وغيرهم وفي حرمان غالبية الشعب العراقي الرافضين للإحتلالين من فرص العمل، فضلا على المداهمات والإضطهاد والتعسّف والحجج واهية التي تستخدم في تجويع وتجهيل وإمراض ملايين العراقيين.
كل ذلك يتم بتحريض من قبل المحتلين وعملائه وعلى أصحاب العقول التنبّه لذلك والعمل على مساعدة أهل الموصل في محنتهم ولكي لا يعطوا فرصة للطامعين في نهب خيرات العراق ولتنفيذ خارطة الفيدراليات الجديدة والمقرر إعلانها خلال عام 2009 بعد الإنتهاء من إنتخابات مجالس المحافظات والسيطرة عليها من خلال التزوير كما فعلوا في السابق (شكل 1)، وعلى كافة العراقيين من أهل السنة والشيعة عرب وكرد وتركمان وأقليات أخرى قومية أو دينية من الوطنيين الأصلاء الشرفاء العمل جميعا من أجل خدمة جميع أهل الموصل في داخل وخارج هذه المدينة دون تفرقة أو تعصّب طائفي وعرقي كي يتمكن العراق من الوصول الى بر الأمان لينتهي العراقيين وغيرهم من هذا البلاء إن شاء الله، بذلك سوف لن نجد تطرفا له دور في التسلّط على رقاب شعب العراق وغيره من شعوب المنطقة ولنتسامى فوق هذه التفاهات من أجل كل الشعب وليس لفئة طائفية وعرقية دون أخرى، وإن كان البعض قد يقولون هذا القول للتجارة به من أجل مكاسب ذاتية وطروحات طائفية صفوية وعرقية شوفينية جوفاء يسعون للحفاظ عليها بعد أن تمكنوا من تحقيق الكثير منها، إلا أن مصيرهم الفشل كما أثبت ذلك تأريخ شعب العراق على مر العصور التأريخية.
شكل رقم 1 : يبين مخططات تقسيم العراق الى فدراليات والتي تعمل عليها في السر والعلن الأحزاب الطائفية الصفوية والعرقية الشوفينية المؤيدة للإحتلالين.

مما يؤكد الممارسة اللاديمقراطية التي يمارسها المحتلين ومن يدّعي الديمقراطية معه من العملاء في الحكومة العميلة من الذين يؤيّدونه ظلما وبهتانا، وحقيقة الأمر يمكن إعتبارها من أهم الأسباب التي تؤدي الى تصاعد الفتنة الطائفية والعرقية الشوفينية التي يريدونها أن تكون حربا طائفية غير معلنة والتي يشجع لها المحتل لإشباع رغباته الإنتقامية والطامعة أو لتقسيم العراق الى فيدراليات ضعيفة متناحرة.
علما أن القوى الطائفية والعرقية الشوفينية كانت وما زالت تسوّق لهذه الأهداف الإجرامية بل وطباعة هذه الخرائط الجديدة للفيدراليات وتوزيعها مجانا وخاصة في بعض محافظات جنوب ووسط وشمال العراق، فتتلاقفها مصالح بعض دول المنطقة بما يتناسب ومصالح المحتلين إبتداءا من أمريكا ووصولا الى إسرائيل التي تطمح في تحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات أي من الأنبار مرورا بدمشق شرقا ووصولا الى الكويت والخليج جنوبا ثم الى القاهرة ومرورا بالخرطوم ووصولا الى الصومال غربا وهي ذات الأجندة الإيرانية الصفوية بقيادة الصفويون المحافظون الجدد وهكذا أصبحت منطقتنا منطقة صراع وشعب العراق الضحية في هذه المنطقة والتي أيضا تمثل منطقة الصراع الأقليمي والدولي اليوم وغدا أي في الحاضر والمستقبل وبغير وحدة شعب العراق في مقاومة هذه الأطماع لن ينجوا العراق من نتائج هذا الصراع لا سمح الله تعالى.

رسم خارطة الفدراليات :
إن إعتقال وقتل مئات آلاف الأبرياء وترهيب أو تهجير الآلاف من مواطني الموصل وغيرهم من قبل المتطرّفين أحفاد الطائفيين الصفويين والعرقيين الشوفينيين الذين يدّعون أنهم يعملون ذلك خدمة للوطن بينما نجدهم قد قتلوا مئات آلاف العراقيين أو شاركوا المحتلين في قتل مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال والشيوخ منذ سقوط بغداد عام 2003 وعلى مدى أكثر من خمس سنوات في النجف والفلوجة والرمادي والموصل وتلعفر وسامراء والحلة وكربلاء والناصرية وكركوك والبصرة وديالى والكوت والديوانية وغيرها، فضلا عن مئات المسجونين ظلما في سجون معلومة أو مجهولة داخل وخارج العراق والذين قد تم إعتقالهم على أساس معلومات كاذبة تقدم للمحتلين وكذلك عشرات المفقودين الذين لا يعلم عوائلهم أي معلومات عنهم ولعلنا غدا سنبدأ بإكتشاف مقابر جماعية في الموصل أيضا وفيها جثث العراقيين الأبرياء وهي مجهولة الهوية.
ليعلم الجميع أنه في الأيام القليلة القادمة ستبدأ الحملة العسكرية الحقيقية ضد أهلنا في محافظة الموصل وعلى العشائر العراقية ان تبدأ بممارسات أكثر حدّة وكبرياء للدفاع عن أهل الموصل حيث ستبدأ العمليات العسكرية ضد الأحياء السكنية وبشكل عشوائي مع القصف المدفعي والجوي ضد عوائل الموصل الآمنة لتتبعها عمليات التهجير والنزوح لتترك هذه العوائل في العراء خاصة وأن عوائل الموصل ومنذ أكثر من ستة أشهر لم تستلم حصصها التموينية من المواد الغذائية كما أنهم يعانون من شحّة مياه الشرب وشحّة المواد الغذائية في الأسواق المحلية التي مازالت مغلقة بسبب الظروف الأمنية الظالمة وكذلك الحال بالنسبة للمدارس وعدم خروج الأهالي الى الأسواق لشراء المواد الغذائية الضرورية بينما الكهرباء حدّث ولا حرج فهو في إنقطاع مستمر كعقوبة جماعية لأهل الموصل الشرفاء، فالمخطّط القادم لمدينة الموصل البطلة هو ترويع وترهيب وإعتقالات وخطف وقتل وتهجير لرسم خارطة الفيدراليات الجديدة.
ويا ترى مستقبلا ما هي حقيقة حجم المقابر الجماعية الجديدة التي سيتم إكتشافها بعد رحيل منفذيها من مؤيدي الإحتلالين والذين يتركون جثث الشباب يوميا من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 – 55 سنة وجميعهم من الرافضين للإحتلالين وهي تلقى على أرصفة الشوارع وفي الأنهار يوميا دون وازع ديني أو أخلاقي أو تدفن في مقابر جماعية حيث يتواجد المليشيات الطائفية الصفوية والعرقية الشوفينية والزمن كفيل في كشف الكثير منها، في الوقت الذي نجد هؤلاء المتطرفين الصفويين والعرقيين المتطرفين من أوائل الذين يقاتلون في سبيل الملذات والمصالح الشخصية والطائفية والعرقية، فلم نجد سلطة في أكثر دول العالم تخلفا تفرح عند تدمير مدن العراق والتنكيل بأبنائهم من قبل الإحتلالين وتعرض صور القتلى في شوارع وحارات المدن والبلدات والمنكّل بهم في سجون المحتل وخارجها في سجون السلطة العراقية العلنية والسرية التي يزج فيها أبناء شعب العراق الأبرياء، وليعلم كل مخلص وشريف في العراق أنه هناك محاولات تفريس في معظم مناطق أهل العراق كمحافظة البصرة (كما في مدينة الزبير وأبي الخصيب والتنومة والخورة والسيبة والفاو) وبعض مناطق محافظة واسط (كما في بدرة وجصّان ومدينة المدائن حيث أطلال إيوان كسرى الذين يحلمون في العودة إليه) وفي بغداد(كالزعفرانية والشعلة ومدينة الحرية وبعض قطّاعات مدينة الصدر والكاظمية وغيرها)ومحافظة ديالى(كما في بلدروز وزرباطية ومندلي وبعض مناطق خانقين وغيرها)ومركزي محافظتي النجف وكربلاء، أي لقد تم تجنّس أكثر من مليونين من الإيرانيين الطائفيين الصفويين والعرقيين الشوفينيين المتطرفين والذين دخلوا العراق بعد الإحتلالين في مختلف محافظات وسط وجنوب وشمال العراق، وأكثر من مليون فرد من أكراد إيران وتركيا وسوريا وغالبيّتهم سكنوا في مراكز وأقضية ونواحي محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والموصل والحبل على الجرّار، لذلك نلاحظ أن أعداد الطائفيين والعرقيين الشوفينيين في تزايد على حساب أعداد أهل العراق الذين هاجر ونزحوا منهم الملايين في داخل أو الى خارج العراق بسبب التهديد والخطف والقتل والترهيب.
ليعلم الجميع أن هذه الفدراليات سوف لن يكون مصيرها الإستقرار بل ستستمر عمليات الإقتتال والتهجير والخطف والقتل وتفريس القبائل العربية الشيعية والعربية السنية وغيرهم من الأقليات القومية والدينية كما فعل الصفويون في عرب الأحواز منذ عام 1925 ميلادية وحتى يومنا الحاضر والذي سيحصل أيضا في جنوب ووسط وشمال العراق ولذلك وخلال سنوات قليلة ستدخل الفدراليات الجديدة التي يريدون الإعلان عنها بعد شهور قليلة في دوامات عنف وإقتتال لتنقسم هي الأخرى الى فدراليات متقزّمة غير قادرة على حماية نفسها وهذا ما يجعلها لقمة سائغة في أحضان الطامعين وصغار المحتلين لتستمر بعد ذلك عمليات الإقتتال ولأغراض ومالح ذاتية وطائفية وعرقية ودينية ومذهبية حتى يصبح الإقتتال على أدنى المستويات من أجل المال والفساد والمحرّمات، أي سيبقى أولئك ذوي الأصول الحاقدة على العراقيين يمارسون أبشع الممارسات غير الإنسانية، فمنهم الطامعون والحاقدون الذين ما زالوا يحلمون بعودة حكم كسرى والمجوس وغيرهم الى المنطقة ليعيثوا بالأرض فسادا وليزدادوا قتلا وتدميرا للآخرين.
الدكتور عماد محمد ذياب الحفيّظ : هجوم الموصل لماذا والى أين (الجزء الأول)؛
الدكتور عماد محمد ذياب الحفيّظ : هجوم الموصل لماذا والى أين (الجزء الثاني)؛
شبكة البصرة
الخميس 10 جماد الاول 1429 / 15 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0508/3emad_150508.htm

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار