الاثنين، مايو 19، 2008


اين اتحاد الفنانين العربمن ذكرى الشهيد نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الشهيد داوود القيسي واغتيال الفن الملتزم بمناسبة الذكرى الخامسة لاغتياله
شبكة البصرة
د. إبراهيم علوش

الفنان الشهيد داوود القيسي
هل يخافون من الأغنية الملتزمة فعلاً؟! لو لم يخافوا منها لما اغتالوا نقيب الفنانين العراقيين داوود القيسي بعد أسابيع فقط من احتلال بغداد!
كثيراً ما يغبن الفن الملتزم حقه، لكن الأعداء يعرفون خطره، وقد حقدوا عليه لأن أغانيه كانت من بين الأغاني المصورة (الفيديو كليب) التي كان يبثها التلفزيون العراقي بينما عقول وقلوب العرب والمسلمين مشدودة إلى أخر خبر، فكانت أغانيه عن الوطن والبعث وصدام تعلم الناس أن بغداد ما برحت صامدة.
وما زالت كثير من مواقع الإنترنت تحفظ تراث الشهيد من الأغاني السياسية، الراقية في كلماتها وأدائها الموسيقي الشرقي الممتزج بالإيقاع الكلاسيكي المتزن، بالعربية الفصحى أساساً، وأيضاً بالعامية العراقية، ومن تلك الأغاني المتميزة أغنية "هو الألق العظيم" التي جاء فيها:
هو الألق العظيم كما تراهُ
بهياً يعبر الدنيا مداهُ
عصياً لا تطاوله الأعادي
على شطيه ترتفع الجباهُ
تعانقهُ ملايين الأيادي
وتحمله على العرش المياهُ
عراق الله شرفه علاءً
وأعطاه سناءً من سناء
عراقك يا صدام... عراقك يا صدام
هو الألق العظيم!

وغير "الألق العظيم" عددٌ كبيرٌ من الأغاني التي تعبر عن انتماء الشهيد القومي والوطني والحزبي مثل "يا ستار" و"تحية" و"ميلاد البعث" و"عيد البعث" وغيرها... وكان الرئيس الشهيد صدام حسين قد لقب داوود القيسي "منشد البعث" عام 1992 في إحياء ذكرى "أم المعارك"، وكان داوود القيسي، بالإضافة لكونه نقيب الفنانين العراقيين، نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب، ومسؤولاً في حزب البعث الذي انتسب إليه منذ عام 1963 عندما كان طالباً في البصرة.
ومن الأناشيد المشهورة للشهيد باللهجة العراقية أنشودة دايمين ودايم وطنه بيكم:
دايمين او دايم وطنه بيكم
عالين اوعالي بيرغنه بيكم
اسباع ولد اسباع
صنتو شرف هل كاع
اوكل شعب ادر عينه عليكم
صناديد محد يلاوي اذراعكم
ميامين عالي يظل اشراعكم
ولله اوفيتوا الدين
اوجبتوا النصر شمسين
او كل شعب ادر عينه عليكم

ومن أجل هذا استحق الشهيد داوود القيسي حقد أعداء العراق. وفي أحد المواقع الإنترنتية المعادية للمقاومة العراقية نشر الخبر الحاقد التالي مؤرخاً في 11/5/2003:
"أقدمت مجموعة في بغداد... بقتل مطرب حزب البعث ونقيب الفنانين سابقا داوود القيسي، حيث عُرف بغنائه و تمجيده لصدام وحزب البعث منذ ظهوره الأول في بداية السبعينيات، والأهم من ذلك نشاطه الحزبي في مدينة الثورة ومدن بغداد الأخرى، حيث كان يحمل درجة عضو فرقة في نهاية الثمانينيات وبعدها تتدرج إلى عضو شعبة. وقد أصبح في موقع حزبي أكبر،على أثر محاولة اغتيال نجا منها قبيل انتفاضة 1991 البطلة، حيث أصيب باطلاقات نارية عديدة، وكان القيسي يحث الناس ويجبرهم على الذهاب إلى الجيش الشعبي ويُقدم التقارير عن الهاربين من الخدمة العسكرية والمناهضين للنظام خصوصا بين الفنانين والموسيقيين وفي المناطق الحزبية التي يرئسها." وفي استعراض للتشفي المريض ضد الغناء الوطني (وليس فقط الانتماء الحزبي) يتابع الكاتب هذا الخبر الملفق عن اغتيال قاسم سلطان الذي يحمل في طياته التهديد بالقتل: "...الأخبار من بغداد تقول أن المطرب قاسم السلطان قد قُتل أيضا. وعرف السلطان بغنائه المفرط لصدام واستخدامه لقصائد تحتوي على اسم الأخير!... ومما يذكر أيضا أن المطرب البعثي حاتم العراقي الذي أشتهر بأغنية (يا أبو اليثين عداي وقصي.. انته ضي عيونه واحنه لك ضي)، قد تعرض بيته للحرق، وجدير بالذكر انه يقيم في دبي الآن (فلت)."
ويستمر التهديد بحق الفنانين الملتزمين الجادين: "رغم أننا نتمنى أن يقُدم هؤلاء وأمثالهم مثل كاظم الساهر ومحمود أنور ونصير شمة، إلى محاكم عادلة لكي ينالوا جزاءهم... لكننا لا نضمن مشاعر الناس وثورتهم بعد كل هذا الحيف الذي لحق بهم، راجين أن لا يتكرر ذلك."

ولكن ماذا فعل هؤلاء الحاقدون عندما حكموا العراق، وأشرفوا على الفن والثقافة فيه؟ ماذا أنتجوا غير الانحطاط وتسليع الإنسان وثقافة "البرتقالة"؟!

وقد تعرض الفنان الشهيد داوود القيسي لعملية الاغتيال بعد حوالي شهر من احتلال بغداد، وكان قد التجأ إلى منزل أحد الأقارب فترة بعد الاحتلال، ولكنه أصر أن يعود إلى منزله في "منطقة الصناعة" بالقرب من "الجامعة المستنصرية" ليسكنه بشكل علني بعد شعوره بالاكتئاب والإحباط في مخبأه. وتقول مصادر مقربة من عائلة الفقيد أن شاحنة توقفت أمام منزله مساء ذلك اليوم المشؤوم وخرجت منها مجموعة افتعلت مشكلة، فخرج داوود القيسي ليعرف ماذا يجري، فجاءه اثنان وقام أحدهم بإطلاق النار على رأسه فقتله في الحال.

وقد تم نقل جثمان داوود القيسي إلى النجف الأشرف، حيث ولد، ليدفن هناك.

فهل من شك بأن الفن الملتزم يخيف أعداء الأمة؟
شبكة البصرة
الاحد 13 جماد الاول 1429 / 18 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0508/3alosh_180508.htm

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار