الجمعة، مايو 23، 2008


و هذه المرة هذيان برهم صالح في التجارة و الاقتصاد.
و سيبقى البلد في حالة فوضى طالما هنالك 300 الف من افراد الشيطان الاكبر تعيث في الارض العراقية فسادا
السومري

رأس المال ليس جباناً! !

ظلت مقولة (رأس المال جبان) مقدسة لدى الاقتصاديين منذ أن عرف المستثمرون الأسواق الجديدة التي تتطلب نوعاً من المخاطرة المحسوبة التي تشجعهم على اقتحام المنافسة ما دام قانون (دعه يعمل دعه يمر) مطبقاً وبصورة قاطعة وصارمة.وربما هذه المقولة هي التي جعلت الارتباط بين الاقتصاد والسياسة وثيقة محكمة، لأن حركة الطرفين مجدولة في سبيكة واحدة، يمكن تعريفها ب (الحكم الفعال) أو الحكومة الجيدة التي توازن أهمية بين هذين الطرفين في كل نشاط اجتماعي.وقد حاول برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي إزالة تلك القدسية عن المقولة التي أثبتت صلاحيتها وصحتها من خلال تجارب القرن الماضي الذي شهد صراعات ونزاعات وحروباً كونية لا مثيل لها في التاريخ.وحجة برهم الذي حاول تسويقها في مؤتمر دافوس شرم الشيخ هي أن الحكومة العراقية تلقت ’’طلبات من أكثر من 30 شركة عالمية معظمها من الخليج ومصر’’ على عطاء لتحويل حامية عسكرية كبيرة سابقة في بغداد إلى مجمع سكني.ولكن برهم عاد وأكد في كلمته أمراً مهماً هو أن عجلة الاقتصاد العراقي لم تنطلق بعد، ’’لكن عندما تنطلق ستكون انطلاقتها سريعة’’. ولم يفسر لماذا لم تنطلق على الرغم من أن العراق قد تحرر من قبضة ’’ النظام الشمولي الاشتراكي ’’ قبل خمس سنوات، وتحرسه قوات النظام الليبرالي الأكبر في العالم.ولكنه لم يكن محتاجاً للتصريح عن الأسباب لأن الجميع في (دافوس شرم الشيخ) يعلمون تماماً أن رأس المال ما زال جباناً، ولا يجرؤ على الذهاب إلى العراق في ظل حرب دائرة بسرعة ودون انقطاع وفي كل أنحاء البلاد ما عدا مناطق الشمال التي كانت من نصيب الأكراد في قسمة غير عادلة للثروة والسلطة.ولذلك غلب على كلمة نائب رئيس الوزراء العراقي لغة التمنيات والتطلعات والاَمال، فقال إن العراق يتوقع الحصول على عائدات نفطية بقيمة 70 مليار دولار في 2008 حيث ’’يتوقع أن يتجاوز’’ احتياطي النفط 350 مليار برميل. وهذا أمر جيد أن ينقضي نصف عام 2008 والتوقعات ما زالت قائمة على حسابات التسعينيات، حيث كان العراق ينعم بمستوى من الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي يجعله يتطلع إلى عائدات النفط.فقبل الغزو كان العراق موحداً، تحكمه إرادة واحدة، ومركز واحد، وخدمة مدنية واحدة وجيش واحد. الاَن هناك عشرات الجيوش والمليشيات وعصابات المرتزقة والحكومات والبرامج المتعارضة والطموحات المتناقضة والمشاريع المتصادمة.فيكفي أن ما أقر به برهم عندما قال إن الشركات الأجنبية الراغبة في الاستثمار في قطاع النفط في شمال العراق تجهل الجهة التي يجب أن توقع معها العقود، هل هي بغداد أم حكومة إقليم كردستان العراق؟! وهذا ليس المظهر الوحيد للتراجع في إدارة البلاد، ولكن هناك العنف الطاغي والحرب المتسعة، والتفجيرات المباغتة. فهل يجرؤ رأسمال عربي أو أجنبي أن يخاطر بالاستثمار في العراق؟ ليس الأمر تثبيطاً أو إحباطاً، إنما هو كشف حال وتصوير وضع يصعب فيه انتقال رؤوس الأموال إلى بلد تطحنه الحروب والاقتتال والعنف، ولا أحد من العراقيين يعلم متى تزول هذه المحنة.
>
http://www.akhbaralarab.co.ae/viewarticle.asp?param=96464

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار