علي الصراف
تحاول إيران ان تقدم نفسها كخصم للولايات المتحدة وإسرائيل.
بعض هذه المحاولة يعود مصدره الى أن "الثورة الإسلامية" التي قادها الخميني عام 1979 إتخذت من الخصومة ضد الولايات المتحدة، بعد إسقاط سلطة الشاه رضا بهلوي، واحدا من أبرز الأسس لشرعيتها الثورية.
ولكن، ومنذ ذلك الوقت، لم تفعل الثورة الإسلامية أي شيء يدل على وجود عداء حقيقي، لا ضد الولايات المتحدة ولا ضد إسرائيل.
التصريحات كثيرة طبعا. ولكن الوقائع ظلت، على الدوام، تقول شيئا آخر.
آه.. هناك شيء واحد فقط: حزب الله في لبنان.
ولكن دعم هذا الحزب من جانب إيران لم يكن في الواقع دعما للمقاومة ضد إسرائيل، وانما دعما للنفوذ الطائفي الإيراني يناوئ كل الذين قد يقفون ضده.
وكل ما حصل هو ان إسرائيل، بسبب من أطماعها الخاصة في جنوب لبنان، حشرت مناخيرها "بين البصلة وقشرتها" فنابها ما نابها من الأذى.
اليوم تبدو إسرائيل أعقل مما كانت من قبل. فهي تركت لحزب الله ما لحزب الله، لتأخذ ما تريده: أمن حدودها في الشمال. وهذا ما سيبصم عليه حزب الله وإيران بالعشرين، لا بالعشرة فقط.
ولكثرة المفارقات بين القول والعمل، تبدو "الثورة الإسلامية" في إيران ثورة نفاق ودجل أكثر منها أي شيء آخر. ولكن قارئ نص الرسالة التي أرسلتها إيران الى المتحدث باسم الشوؤن الخارجية الأوروبي خافيير سولانا مؤخرا، بشأن المحادثات حول "حزمة الحوافز"، يستطيع أن يلاحظ ان الكثير من ذلك الدجل، ليس سوى هزل أيضا.
فاللغة الإيجابية، التي ظلت تتغزل بفرص الحوار والتفاهم المستقبلية، كشفت في الوقت نفسه عن عقلية عطّارين تسيء تماما فهم علاقات الأخذ والعطاء. فبينما تحاول إيران أن تقايض الشيء الهزيل بما هو أكثر هزالا منه، فانها تعمدت ألا تجعل الجانب الجوهري للمقايضة بيّنا. ففي حين تريد الولايات المتحدة ان تكسب إيران رسميا الى صف الحلفاء المعلنين، فقد بدا ان كل ما تريده إيران هو أن تحافظ على حقها في ممارسة لغة الدجل.
يريد دجالو الثورة الإسلامية ان يتعاونوا. ولكنهم يريدون أن يقدموا أنفسهم كأعداء أيضا. وهذا هو السبب الذي يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يمتنعون عن ضرب إيران من ناحية، ويحاولون تأديبها، بعقوبات طفيفة، من ناحية أخرى. فهم، على عكس أصحاب العمائم، لا يستسيغون أساليب الدجل، ولا يجدون فائدة فيها. طريقتهم في التفكير غدت بسيطة: أما معي (لغة وممارسة)، وأما ضدي. في حين يريد دجالو طهران ان يكونوا مع الغزاة وضدهم في آن. معهم بالممارسة وضدهم باللغة.
وهذا قد يبدو بالنسبة للقادة العسكريين الأميركيين شيئا سخفيا، إلا انه غير مفهوم وغير مبرر بالنسبة للقادة السياسيين. ولذلك فانهم يحرصون على تصويبه، على الأقل، لتعزيز الثقة الميدانية بين الطرفين في العمل المشترك الرامي الى سحق المقاومة العراقية ضد الإحتلال.
وبطبيعة الحال، فان سياسات الدجل الإيرانية تثير مجادلات كثيرة حول الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة. وتتفاوت مواقف حتى المثقفين الذين يفترض بثقافتهم أن تؤهلهم لمعرفة الفرق بين القول والعمل. إلا أن بضعة أسئلة قد تكفي:
لماذا تدعم إيران المقاومة في لبنان ضد إسرائيل، وتنحر المقاومة ضد الإحتلال الأميركي في العراق؟
لماذا تتعامل إيران مع حكومة عملاء نصبهم الإحتلال، وكأنهم من عظام الرقبة؟
ومن أجل ماذا تزود مليشياتهم بأدوات القتل والتعذيب وفرق الموت؟
أفلا ترى إيران انهم يمثلون حكومة لصوص بلغت من الفساد حدا لم يسبق له مثيل في كل تاريخ البشرية؟
لماذا يقود الحرس الثوري الإيراني عمليات تصفيات دموية ضد البيئة الإجتماعية للمقاومة، والكل يعرف انها بيئة مواجهة ضد "الشيطان الأكبر"؟
لماذا يذبحونها لحساب الشيطان الأكبر؟
لماذا يتحاشى السيد حسن نصر الله ذكر المقاومة العراقية بخير؟
كم سيبقى من المقاومة في لبنان بعد إغلاق ملف الأسرى وشبعا؟
وهناك مقاومة واحدة هي التي تقاتل كل يوم، من دون كلل ولا تسويات ولا تأخذ إجازة، هي التي أطاحت بأكثر من 4000 جندي أميركي وجرحت أكثر من 30000 منهم في معارك لم تتوقف في مدينة إلا لتندلع في أخرى. فلخدمة أي مشروع يجري العمل على تصفية هذه المقاومة؟
وإذا كان السيد حسن نصر الله يعرف الحساب، فهل هو يقاوم بمقدار ما تقاوم هذه المقاومة؟
أيهما أكثر إيلاما للمشروع الإمبريالي والصهيوني في المنطقة؟ أمقاومة توقفت عن مواجهة العدو، أم مقاومة تنفذ عشرات العمليات كل يوم ضد جنوده ودباباته ومدرعاته؟
من المستفيد من مشروع الكانتونات الطائفية الذي ترعاه إيران في العراق ولبنان؟
لمصلحة من يجري العمل على تقسيم العراق الى أقاليم ذات طبيعة طائفية؟
لماذا أصبحت "المحاصصات الطائفية" هي الصفة الغالبة على حكومة المنطقة الخضراء في بغداد؟
هل كان يوجد في العراق، قبل الإحتلال، تنظيم القاعدة؟
هل كان التكفير جزءا من ثقافة الشعب العراقي قبل الإحتلال؟
ألا تغذي الطائفية، الطائفية المقابلة؟
وهل تخدم الطائفية أي أحد غير إسرائيل والولايات المتحدة اللذين يسعيان الى تمزيق كل شبر في المنطقة؟
لماذا تجيز حكومة عملاء إيران بقاء قوات أميركية في العراق؟
ألا يفترض بالعراق أن يعود بلدا مستقلا؟
أم ان بقاء قوات الإحتلال مطلوب لحماية هذه الحكومة؟
وإذا كانت حكومة "منتخبة" وتحظى، كما يُزعم، بتأييد الأغلبية، فلماذا لا تحمي هذه الحكومة نفسها بهذه الأغلبية؟ لماذا تحتاج ان تكون هناك قوات أجنبية لحمايتها؟
ضد من ستعمل هذه القوات؟
أضد الأقلية؟
وحتى ولو كانت تلك "الأقلية" أقلية فعلا، أفلا تستحق أن تُعامل معاملة الأقلية في دارفور مثلا؟
فلماذا تستقوي حكومة المليشيات التابعة لإيران على هذه "الأقلية" بقوات أجنبية؟
وهل قتل البشير في السودان ما قتل الجعفري والمالكي من هذه "الأقلية"؟
وطالما يوجد حرس ثوري في مليشياتها، فلماذا لا تستعين هذه الحكومة بقوات إيرانية مباشرة؟
لماذا تقوم (على سبيل التقية) بتشغيل قوات أميركية؟
وهل ستتولى هذه القوات أعمال الحماية ببلاش؟
هل الولايات المتحدة جمعية خيرية؟
ما هي المصالح التي ستلبيها حكومة المليشيات الصفوية للذين يتولون حمايتها؟
لماذا الحماية أصلا، وهي حكومة "ديمقراطية"؟
كم هي شريفة تلك العمائم التي تدخل وتخرج من البيت الأبيض؟
ولو كانت تلك العمائم شريفة، ولا تخفي تحتها عهرا، أفهل كان يجوز أن تجد نفسها في خندق واحد مع الإمبرياليين والصهاينة؟
لماذا يجوز لعملاء الولي الفقيه في العراق أن يعقدوا إتفاقات أمنية مع الإمبريالية، ولا يجوز للموارنة والدروز في لبنان أن يعقدوا اتفاقيات مماثلة؟
وبكم إصبع ستصبم المراجع الإيرانية في العراق على الإتفاق الأمني مع الولايات المتحدة؟
أليس المشروع الإمبريالي والصهيوني في المنطقة مشروعا واحدا؟
فلماذا تجوز محاربته في مكان، والتواطؤ معه في مكان آخر؟
وإذا كان العراق هو حجر الزاوية في المشروع الكوني للشيطان الأكبر، وإذا كادت كلفة الحرب أن تطيح به من عليائه، فلماذا لا يتم دحره في هذا المكان أولا، لاسيما وهو يعاني من أزمة اقتصادية خانقة؟
كم ستكون الكلفةُ تاريخيةً ومدمرةً إذا نجح مشروع الاحتلال في "إستعادة الأمن" في العراق؟
ولماذا تعينه إيران وعملاؤها على ذلك؟
وماذا ستكون النتيجة إذا كان ذلك "الأمن" يعني إستقرارا لمصالح الشيطان الأكبر في المنطقة؟
يقول الغزاة أن حكومتهم في بغداد "حكومة ديمقراطية"، ويقول الإيرانيون انها "حكومة ديمقراطية" أيضا، وكلاهما يدعمانها، فكم من الشرف أن يتحدث الطرفان بلسان واحد؟ وكم من الشرف أن يعملا معا لبقائها، كيد واحدة؟
وكيف يكون التواطؤ، إن لم يكن هذا تواطؤا؟
تزعم إيران انها تعادي إسرائيل، ولكن لماذا تحمي دباباتها الأمامية (الأميركية) في العراق؟
كم إسرائيلي سيبقى في فلسطين إذا تم دحر تلك الدبابات؟
لماذا يستلهم عملاء إيران في بغداد تجربة الجدران العنصرية الإسرائيلية؟
لماذا يصمت أصحاب العمائم الصفوية عن علاقات أعضاء حكومتهم بإسرائيل؟
لماذا يعيش ملايين العراقيين تحت خط الفقر، بينما ينهب الإيرانيون وعملاؤهم المليارات؟
كم أرملة توجد في العراق اليوم؟
وكم طفل يتيم أثمر الغزو الذي شجعت إيران عملاءها على ركوب موجته؟
أين تذهب أموال النفط؟
كم مليار ضاع واختفى في ميزانية بناء "الديمقراطية"؟
ولماذا لم يُحاسب أو يُحاكم أحد؟
كم ستكون "حصة" الشركات الاميركية والبريطانية والفرنسية من نفط العراق؟
ولماذا تُمنح حصة أصلا؟
لماذا فشلت حكومة المليشيات والعمائم، حتى بعد خمس سنوات من العيش تحت ظلال الدبابات، من اعادة الكهرباء الى مستوى ما قبل الحرب؟
بأي حق، وبأي معنى يجوز أن يتحول خمسة ملايين، من مجموع 20 مليون، الى لاجئين داخل وخارج بلدهم، لترسيخ أركان "الحكم الشيعي"؟
هل توجد حكومة أصلا لهذا "الحكم"؟ أم عصابات نهب ونصب وإستيلاء وتهريب وسرقة؟
وبعد كل الذي حصل من سفك الدماء، فهل حوكم أي أحد، من أركان حكومة المليشيات، على جرائم قتل؟
...
ومع كل جرح ينزف في العراق، يمكن للمرء أن يضيف سؤالا. وما أكثر الجراح.
وأعرف أن بعض المتفذلكين سيحاول الرد على الأسئلة بأسئلة. وما أكثر الأسئلة.
ولكن قبل أن تسقط في الإغراء الرخيص.. جاوب، يا سيدي، جاوب أولا.
إن هي إلا مجرد أسئلة.
لعلك، في الإجابة عليها، تعرف ما هو الفرق بين القول والعمل. ولعلك تعرف ان ثورة الدجالين "الإسلامية" لا تمتّ للثورة، ولا للإسلام، بأدنى صلة.
ولعل ثقافتك ستمنحك، بعدها، الجرأة لكي تدرك انهم خدم للغزاة، وأن مشاريعهم الطائفية تجعلهم أذنابا لمشاريع الإمبريالية، وانهم عار على الإسلام، ليس إلا.
تحاول إيران ان تقدم نفسها كخصم للولايات المتحدة وإسرائيل.
بعض هذه المحاولة يعود مصدره الى أن "الثورة الإسلامية" التي قادها الخميني عام 1979 إتخذت من الخصومة ضد الولايات المتحدة، بعد إسقاط سلطة الشاه رضا بهلوي، واحدا من أبرز الأسس لشرعيتها الثورية.
ولكن، ومنذ ذلك الوقت، لم تفعل الثورة الإسلامية أي شيء يدل على وجود عداء حقيقي، لا ضد الولايات المتحدة ولا ضد إسرائيل.
التصريحات كثيرة طبعا. ولكن الوقائع ظلت، على الدوام، تقول شيئا آخر.
آه.. هناك شيء واحد فقط: حزب الله في لبنان.
ولكن دعم هذا الحزب من جانب إيران لم يكن في الواقع دعما للمقاومة ضد إسرائيل، وانما دعما للنفوذ الطائفي الإيراني يناوئ كل الذين قد يقفون ضده.
وكل ما حصل هو ان إسرائيل، بسبب من أطماعها الخاصة في جنوب لبنان، حشرت مناخيرها "بين البصلة وقشرتها" فنابها ما نابها من الأذى.
اليوم تبدو إسرائيل أعقل مما كانت من قبل. فهي تركت لحزب الله ما لحزب الله، لتأخذ ما تريده: أمن حدودها في الشمال. وهذا ما سيبصم عليه حزب الله وإيران بالعشرين، لا بالعشرة فقط.
ولكثرة المفارقات بين القول والعمل، تبدو "الثورة الإسلامية" في إيران ثورة نفاق ودجل أكثر منها أي شيء آخر. ولكن قارئ نص الرسالة التي أرسلتها إيران الى المتحدث باسم الشوؤن الخارجية الأوروبي خافيير سولانا مؤخرا، بشأن المحادثات حول "حزمة الحوافز"، يستطيع أن يلاحظ ان الكثير من ذلك الدجل، ليس سوى هزل أيضا.
فاللغة الإيجابية، التي ظلت تتغزل بفرص الحوار والتفاهم المستقبلية، كشفت في الوقت نفسه عن عقلية عطّارين تسيء تماما فهم علاقات الأخذ والعطاء. فبينما تحاول إيران أن تقايض الشيء الهزيل بما هو أكثر هزالا منه، فانها تعمدت ألا تجعل الجانب الجوهري للمقايضة بيّنا. ففي حين تريد الولايات المتحدة ان تكسب إيران رسميا الى صف الحلفاء المعلنين، فقد بدا ان كل ما تريده إيران هو أن تحافظ على حقها في ممارسة لغة الدجل.
يريد دجالو الثورة الإسلامية ان يتعاونوا. ولكنهم يريدون أن يقدموا أنفسهم كأعداء أيضا. وهذا هو السبب الذي يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يمتنعون عن ضرب إيران من ناحية، ويحاولون تأديبها، بعقوبات طفيفة، من ناحية أخرى. فهم، على عكس أصحاب العمائم، لا يستسيغون أساليب الدجل، ولا يجدون فائدة فيها. طريقتهم في التفكير غدت بسيطة: أما معي (لغة وممارسة)، وأما ضدي. في حين يريد دجالو طهران ان يكونوا مع الغزاة وضدهم في آن. معهم بالممارسة وضدهم باللغة.
وهذا قد يبدو بالنسبة للقادة العسكريين الأميركيين شيئا سخفيا، إلا انه غير مفهوم وغير مبرر بالنسبة للقادة السياسيين. ولذلك فانهم يحرصون على تصويبه، على الأقل، لتعزيز الثقة الميدانية بين الطرفين في العمل المشترك الرامي الى سحق المقاومة العراقية ضد الإحتلال.
وبطبيعة الحال، فان سياسات الدجل الإيرانية تثير مجادلات كثيرة حول الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة. وتتفاوت مواقف حتى المثقفين الذين يفترض بثقافتهم أن تؤهلهم لمعرفة الفرق بين القول والعمل. إلا أن بضعة أسئلة قد تكفي:
لماذا تدعم إيران المقاومة في لبنان ضد إسرائيل، وتنحر المقاومة ضد الإحتلال الأميركي في العراق؟
لماذا تتعامل إيران مع حكومة عملاء نصبهم الإحتلال، وكأنهم من عظام الرقبة؟
ومن أجل ماذا تزود مليشياتهم بأدوات القتل والتعذيب وفرق الموت؟
أفلا ترى إيران انهم يمثلون حكومة لصوص بلغت من الفساد حدا لم يسبق له مثيل في كل تاريخ البشرية؟
لماذا يقود الحرس الثوري الإيراني عمليات تصفيات دموية ضد البيئة الإجتماعية للمقاومة، والكل يعرف انها بيئة مواجهة ضد "الشيطان الأكبر"؟
لماذا يذبحونها لحساب الشيطان الأكبر؟
لماذا يتحاشى السيد حسن نصر الله ذكر المقاومة العراقية بخير؟
كم سيبقى من المقاومة في لبنان بعد إغلاق ملف الأسرى وشبعا؟
وهناك مقاومة واحدة هي التي تقاتل كل يوم، من دون كلل ولا تسويات ولا تأخذ إجازة، هي التي أطاحت بأكثر من 4000 جندي أميركي وجرحت أكثر من 30000 منهم في معارك لم تتوقف في مدينة إلا لتندلع في أخرى. فلخدمة أي مشروع يجري العمل على تصفية هذه المقاومة؟
وإذا كان السيد حسن نصر الله يعرف الحساب، فهل هو يقاوم بمقدار ما تقاوم هذه المقاومة؟
أيهما أكثر إيلاما للمشروع الإمبريالي والصهيوني في المنطقة؟ أمقاومة توقفت عن مواجهة العدو، أم مقاومة تنفذ عشرات العمليات كل يوم ضد جنوده ودباباته ومدرعاته؟
من المستفيد من مشروع الكانتونات الطائفية الذي ترعاه إيران في العراق ولبنان؟
لمصلحة من يجري العمل على تقسيم العراق الى أقاليم ذات طبيعة طائفية؟
لماذا أصبحت "المحاصصات الطائفية" هي الصفة الغالبة على حكومة المنطقة الخضراء في بغداد؟
هل كان يوجد في العراق، قبل الإحتلال، تنظيم القاعدة؟
هل كان التكفير جزءا من ثقافة الشعب العراقي قبل الإحتلال؟
ألا تغذي الطائفية، الطائفية المقابلة؟
وهل تخدم الطائفية أي أحد غير إسرائيل والولايات المتحدة اللذين يسعيان الى تمزيق كل شبر في المنطقة؟
لماذا تجيز حكومة عملاء إيران بقاء قوات أميركية في العراق؟
ألا يفترض بالعراق أن يعود بلدا مستقلا؟
أم ان بقاء قوات الإحتلال مطلوب لحماية هذه الحكومة؟
وإذا كانت حكومة "منتخبة" وتحظى، كما يُزعم، بتأييد الأغلبية، فلماذا لا تحمي هذه الحكومة نفسها بهذه الأغلبية؟ لماذا تحتاج ان تكون هناك قوات أجنبية لحمايتها؟
ضد من ستعمل هذه القوات؟
أضد الأقلية؟
وحتى ولو كانت تلك "الأقلية" أقلية فعلا، أفلا تستحق أن تُعامل معاملة الأقلية في دارفور مثلا؟
فلماذا تستقوي حكومة المليشيات التابعة لإيران على هذه "الأقلية" بقوات أجنبية؟
وهل قتل البشير في السودان ما قتل الجعفري والمالكي من هذه "الأقلية"؟
وطالما يوجد حرس ثوري في مليشياتها، فلماذا لا تستعين هذه الحكومة بقوات إيرانية مباشرة؟
لماذا تقوم (على سبيل التقية) بتشغيل قوات أميركية؟
وهل ستتولى هذه القوات أعمال الحماية ببلاش؟
هل الولايات المتحدة جمعية خيرية؟
ما هي المصالح التي ستلبيها حكومة المليشيات الصفوية للذين يتولون حمايتها؟
لماذا الحماية أصلا، وهي حكومة "ديمقراطية"؟
كم هي شريفة تلك العمائم التي تدخل وتخرج من البيت الأبيض؟
ولو كانت تلك العمائم شريفة، ولا تخفي تحتها عهرا، أفهل كان يجوز أن تجد نفسها في خندق واحد مع الإمبرياليين والصهاينة؟
لماذا يجوز لعملاء الولي الفقيه في العراق أن يعقدوا إتفاقات أمنية مع الإمبريالية، ولا يجوز للموارنة والدروز في لبنان أن يعقدوا اتفاقيات مماثلة؟
وبكم إصبع ستصبم المراجع الإيرانية في العراق على الإتفاق الأمني مع الولايات المتحدة؟
أليس المشروع الإمبريالي والصهيوني في المنطقة مشروعا واحدا؟
فلماذا تجوز محاربته في مكان، والتواطؤ معه في مكان آخر؟
وإذا كان العراق هو حجر الزاوية في المشروع الكوني للشيطان الأكبر، وإذا كادت كلفة الحرب أن تطيح به من عليائه، فلماذا لا يتم دحره في هذا المكان أولا، لاسيما وهو يعاني من أزمة اقتصادية خانقة؟
كم ستكون الكلفةُ تاريخيةً ومدمرةً إذا نجح مشروع الاحتلال في "إستعادة الأمن" في العراق؟
ولماذا تعينه إيران وعملاؤها على ذلك؟
وماذا ستكون النتيجة إذا كان ذلك "الأمن" يعني إستقرارا لمصالح الشيطان الأكبر في المنطقة؟
يقول الغزاة أن حكومتهم في بغداد "حكومة ديمقراطية"، ويقول الإيرانيون انها "حكومة ديمقراطية" أيضا، وكلاهما يدعمانها، فكم من الشرف أن يتحدث الطرفان بلسان واحد؟ وكم من الشرف أن يعملا معا لبقائها، كيد واحدة؟
وكيف يكون التواطؤ، إن لم يكن هذا تواطؤا؟
تزعم إيران انها تعادي إسرائيل، ولكن لماذا تحمي دباباتها الأمامية (الأميركية) في العراق؟
كم إسرائيلي سيبقى في فلسطين إذا تم دحر تلك الدبابات؟
لماذا يستلهم عملاء إيران في بغداد تجربة الجدران العنصرية الإسرائيلية؟
لماذا يصمت أصحاب العمائم الصفوية عن علاقات أعضاء حكومتهم بإسرائيل؟
لماذا يعيش ملايين العراقيين تحت خط الفقر، بينما ينهب الإيرانيون وعملاؤهم المليارات؟
كم أرملة توجد في العراق اليوم؟
وكم طفل يتيم أثمر الغزو الذي شجعت إيران عملاءها على ركوب موجته؟
أين تذهب أموال النفط؟
كم مليار ضاع واختفى في ميزانية بناء "الديمقراطية"؟
ولماذا لم يُحاسب أو يُحاكم أحد؟
كم ستكون "حصة" الشركات الاميركية والبريطانية والفرنسية من نفط العراق؟
ولماذا تُمنح حصة أصلا؟
لماذا فشلت حكومة المليشيات والعمائم، حتى بعد خمس سنوات من العيش تحت ظلال الدبابات، من اعادة الكهرباء الى مستوى ما قبل الحرب؟
بأي حق، وبأي معنى يجوز أن يتحول خمسة ملايين، من مجموع 20 مليون، الى لاجئين داخل وخارج بلدهم، لترسيخ أركان "الحكم الشيعي"؟
هل توجد حكومة أصلا لهذا "الحكم"؟ أم عصابات نهب ونصب وإستيلاء وتهريب وسرقة؟
وبعد كل الذي حصل من سفك الدماء، فهل حوكم أي أحد، من أركان حكومة المليشيات، على جرائم قتل؟
...
ومع كل جرح ينزف في العراق، يمكن للمرء أن يضيف سؤالا. وما أكثر الجراح.
وأعرف أن بعض المتفذلكين سيحاول الرد على الأسئلة بأسئلة. وما أكثر الأسئلة.
ولكن قبل أن تسقط في الإغراء الرخيص.. جاوب، يا سيدي، جاوب أولا.
إن هي إلا مجرد أسئلة.
لعلك، في الإجابة عليها، تعرف ما هو الفرق بين القول والعمل. ولعلك تعرف ان ثورة الدجالين "الإسلامية" لا تمتّ للثورة، ولا للإسلام، بأدنى صلة.
ولعل ثقافتك ستمنحك، بعدها، الجرأة لكي تدرك انهم خدم للغزاة، وأن مشاريعهم الطائفية تجعلهم أذنابا لمشاريع الإمبريالية، وانهم عار على الإسلام، ليس إلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق