الخميس، أغسطس 14، 2008

القيادات الكردية والعويل على حائط مبكى كركوك

كركوك مدينة عراقية تعود للعراق ولشعب العراق ومن حقّ أي عراقي من أي مكان في العراق العيش فيها.
وجّه القيادي الكردي محمود عثمان قبل أيام انتقادات لأمريكا وبريطانيا بشأن موقف الدولتين "السلبي" من التصويت على قانون المحافظات في برلمان الاحتلال في بغداد. وفي خبر لوكالة الأنباء الفرنسية خصّ محمود عثمان في مؤتمر صحفي في مدينة السليمانية تركيا أيضاً بانتقادات لاذعة متّهماً إياها بالوقوف وراء نتيجة التصويت الأخيرة من خلال "المناورة لخلق برلمان معاد للأكراد". وأضاف عثمان مشيراً إلى تركيا بالقول:

"إنها تقف وراء المصادقة على المادة 24 من قانون المحافظات في محاولة بكل الوسائل للحطّ من المكاسب التي حصل عليها الأكراد بعد سقوط صدام حسين".

أما عن أمريكا فقد قال عثمان "إنها لم ترد" على محاولات تركيا للموافقة على قانون المحافظات في البرلمان بينما ضغطت بريطانيا على الأكراد للقبول بمطاليب العرب والتركمان.

من الواضح أنّ السياسيين الأكراد لن يفهموا أبداً أنّهم بموقفهم المعادي للعراق ووحدة أرضه ومدنه وشعبه إنما يحفرون بأيديهم أنفاقاً مظلمة تحت بنيان "المكاسب التي حصل عليها الأكراد" الذين يدّعون قيادتهم. إنّهم بأعمالهم العدوانية المستأسدة في ظل الاحتلال الأمريكي – البريطاني – الصهيوني – الإيراني للعراق يثيرون كراهية الشعب العراقي لهم، ويثيرون بدون مبرّر العداوة ضدّ الشعب الكردي في العراق الذي تمتّع دائماً بأخوّة وتعاطف خاص من كافة قوميات وطوائف الشعب العراقي الأخرى حتى في أحلك الظروف. القادة الأكراد وفي ظل الاحتلال الأمريكي استحوذوا على أموال طائلة من ثروات العراق ذهب الكثير منها لجيوبهم الخاصة. كما أنّهم ومنذ أول أيام الاحتلال يحتكرون العديد من المناصب الحكومية العراقية المهمّة والكثير من المناصب العليا في الجيش والقوات المسلّحة بدعم من قبل المحتل الأمريكي. كلّ هذا بدون أن يكون للدولة العراقية وموظفيها من القوميات الأخرى أي حقّ في مناصب سياسية أو حكومية أو عسكرية في المدن العراقية في شمال الوطن التي تقع تحت سيطرتهم، إنها حكر صرف على قادة وأعضاء الحزبين. لا بل والأسوأ من هذا يمارس القادة الأكراد المسيطرون على مدن شمال العراق بقوة السلاح الأمريكي العنصرية تجاه العراقيين من العرب بشكل خاص ولا يسمحون بحرية الحركة لهم في المدن التي يسيطرون عليها – السليمانية وأربيل ودهوك - بدون وثائق ثبوتية ووكلاء يكفلونهم.

إنّ تصريحات محمود عثمان ضدّ تركيا بدون أن يطلع العالم كيف تدخّلت في التصويت في البرلمان، في وقت ساعد هو وغيره من القادة الأكراد أمريكا على احتلال العراق إنما تعكس أنانية مفرطة وكره شديد للعراق العربي. فإذا سارت الأمور لصالحهم وكرّست نفوذهم ونهبهم فهي جيدة ومفرحة حتى لو دمّرت العراق وشعبه، أما إذا ظهرت أية إشارة من أية جهة ضد مصالحهم الشخصية فهي "محاولة بكل الوسائل للحطّ من المكاسب التي حصل عليها الأكراد".

أيها القادة والسياسيون الأكراد أنتم بحاجة لمراجعة النفس وتقييم أوضاعكم قبل أن تدور الدوائر ولات ساعة مندم. أنتم بحاجة لبعض الدروس في الوطنية والإخلاص للشعب والأمة... فقد أنستكم أمريكا والصهيونية وجود وأهمية هذه المفاهيم. وإن كنتم تقنعون أنفسكم بأنكم تخدمون الشعب الكردي والقضية الكردية فقط ولا يهمّكم غير ذلك، فالآخرون من حقّهم إذن التفكير بنفس الطريقة وعندها لن تجدوا مهرباً من مواجهة الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه وطوائفه بضمن ذلك العراقيين من أبناء الشعب الكردي المخلصين لبلدهم العراق ودينهم الإسلامي... أما أنتم فسحقاً لكم في أحضان أمريكا والصهيونية.

إنّ كركوك هي مدينة عراقية تعود للعراق ولشعب العراق ومن حقّ أي عراقي من أي مكان في العراق العيش فيها والتمتع بحقوق المواطنة العراقية. توقفوا عن محاولات تقسيم العراق بالقوة مستغلين وجود المحتل الأمريكي. فالاحتلال سيزول إن عاجلاً أم آجلاً ووقتها لن يغفر العراقيون لكم خياناتكم.

لقراءة المزيد من وكالة الأنباء الفرنسية انقر
هنا.

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار