إمبراطورية الشر الولايات المتحدة الأمريكية
شبكة البصرة
محمد أسعد بيوض التميمي
في ظل رياح النصر الكبير القادم من الشرق والإعصار المالي الذي يضرب الولايات المتحدة وببالغ الفرح والسرور والسعادة والتشفي يسُرنا أن نزف البُشرى للمستضعفين والفقراء والمساكين في الأرض والشعوب المقهورة عامة والمسلمين منهم خاصة نبأ الإنهيار الوشيك لأمريكا في جرف هار بعد أن اصبحت في حالة ميؤوس منها (HOBLESS) بعد أن قصمها الله واليكم البيان
(أفمن أسس بُنيانهُ على تقوى من الله ورضوان خيرُ أم من أسّس بُنيانهُ على شفا جُرُف هار فانهار به في نار جهنم واللهُ لا يهدي القوم الظالمين*لا يزالُ بُنيانُهُم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قٌلُوبُهُم واللهُ عليم حكيم) (التوبة: 1109+110)
إن إستكبارالولايات المتحدةعلى العالم بعد الحرب العالميةالثانيةبغيرالحق لم يكن بالإستعمار المباشر، وإنما تم بموجب الإعتماد على ركيزتين قام عليهما النظام السياسي الأمريكي وهما (الركيزة الإقتصادية العملاقة والركيزة العسكرية الفتاكة) ومن أجل تحقيق هذا الإستكبار أنشأت عدة أدوات عسكرية وسياسية وإقتصادية، فالعسكرية (حلف الأطلسي) والسياسية (هيئة الأمم المتحدة) وما ينبثق عنها من مؤسسات، اما الإقتصادية فهما التوأمان (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) فبواسطة هاتين التوأمين اغرقت العالم بالديون تحت غطاء تقديم الدعم الإقتصادي والتسهيلات المالية وتمويل خطط التنمية في العالم الذي سمته (بالعالم الثالث) إستخفافا به، وكانت تشترط أن لاتُنفق هذه الأموال على مشاريع إنتاجية تحقق عائداً، بل مشاريع تحتاج الى صيانة وإنفاق مستمر حتى يبقى الإقتصاد في حالة إرهاق، وكانت تُشجع الحكام الفاسدين على نهب وسرقة هذه الأموال حتى يبقوا تحت سيطرتها، فعن طريق هاتين المؤسستين (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) وبمليارات معدودة إستولت امريكا على مقدرات الشعوب وسخرتها لخدمة إقتصادها وصادرت إرادتها السياسية ونزعت سيادة الدول وصارت تُعين الحكام وتنزعهم متى شاءت، وهكذا أخضعت العالم لسُلطانها وإرادتها، فقوتها العسكرية الهائلة هي وليدة قوتها الإقتصادية الفلكية، وهاتان القوتان أنتجتا نفوذها السياسي المُسيطر على العالم، فإنهيار الركيزة الإقتصادية يعني بالضرورة إنهيار الركيزة العسكرية وبالتالي إنهيار نظامها السياسي مما يؤدي الى إنتهائها كدولة عظمى عذبت البشرية عذابا نكراً، فهذا الإنهيار الكبير سينهار معه المنظومة الرأسمالية بالكامل كما حصل للمنظومة الإشتراكية عندما سقطت مع سقوط الإتحاد السوفياتي دفعة واحدة.
فالكارثة المالية التي حلت على رأس امريكا ليست ازمة مالية، بل هي ريح صرصرعاتية سخرها الله عليها، فهي لن تبقي ولن تذر، فهي أشبه ما تكون ب (إعصار تسونامي) سيعصف بها ويخسف بدارها كما خسف الله بقارون وبداره الأرض، فالولايات المتحدة الأمريكية هي قارون هذا العصر لسان حالها يقول كما قال قارون والذي كانت مفاتيح خزائن أمواله ينوء بحملها عصبة من الرجال الأشداء (إنما أوتيته على علم مني).
وهاهي أمريكيا قارون هذا العصر ونتيجة لقوتها الإقتصادية والعسكرية التي لم يمتلك أحد من قبل مثلها توحشت وتغولت على البشرية تريد ان تلتهمها وتهضمها وتخرجها على شكل فضلات تشكلها كما تريد، فرسالتها رسالة الشر والظلم والعدوان والقهر والنهب والسلب والبطش، وهذه هي رسالة الشيطان، فقوتها الإقتصادية والعسكرية افقدتها الصواب والعقل والبصر والبصيرة والرحمة وجعلتها قوة منفلتة من عقالها كالثور الهائج والحصان الجامح والبغل الجموص والوحش المسعور وصارت عقيدتها التي تحكم سلوكياتها هي القوة الصماء المجردة من الرحمة والشفقة، فأخذت تدوس كل من يقف في وجهها أولا ينصاع لجنون عظمتها أو يعترض على سياساتها الشريرة، وهذه القوة المنفلتة جعلتها تُقرر أن تتحول الى الإستعمار المباشر، فتحتل العالم بقوتها العسكرية وإعادة صياغته صياغة جديدة وبالشكل الذي تريد، فبدأت في العراق وافغانستان فوقعت في شر أعمالها، حيث بعث الله عليها عباداً لهُ إستلوا عليها سيوف الله فجعلوها تترنح وتتخبط بدمها تحت وطأة ضرباتهم الربانية، وها هو الله سبحانه وتعالى يرسل عليها (إعصار تسونامي مالي) ليضرب المؤسسات المالية والبنكية والشركات الكبرى والبورصات في الولايات المتحدة بعنف، فهذا الإعصار ليس وليد اللحظة وحدث فجأة ودون مقدمات، وإنما هو وليد نظامها المالي والإقتصادي والسياسي الذي أسس على الظلم الذي يجعل الغني يزداد غناً ودون حدود والفقير يزداد فقراً ودون حدود، فعقيدة نظامهم المالي تقول (دعه يعمل دعه يمر دون حدود) وهي أيضا وليدة حروب عدوانية شنتها (عصابة البنتاغون) التي إستولت على قرار المؤسسات في الولايات المتحدة، فوضعت إمبرطورية الشر على سكة الزوال دون كوابح وهي وليدة هزات مالية وسياسية وامنية متعاقبة ضربت الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية العقد الأول للقرن الواحد والعشرين، وهو نتيجة حتمية للنظام الرأسمالي الربوي المتوحش والظالم والذي لا يعرف الرحمة ولا الشفقة ولا الإنسانية وكل هذا يندرج في سنة الله في الظالمين ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ففي موضوعنا هذا سنحاول أن نحلل جميع هذه الأسباب التي جعلت طرقعة جدران الولايات المتحدة الامريكية تُسمع عن بُعد ومن وراء المحيطات مُنذرة بالإنهيار القادم والذي سينهار معه الإقتصاد العالمي بكامله. :
أولاً: الأسواق المالية والبورصات ومايجري فيها دون حسيب ولا رقيب وإرتباط جميع المؤسسات المالية والبنكية والشركات المساهمة بها، فبداية يجب ان نعرف ان الأسواق المالية والبورصات وحجم التداول والنشاط المالي الذي يجري فيها لايُعبرعن القوة الاقتصادية الحقيقية لأية دولة في العالم بما فيها امريكا التي تمتلك اقوى وأضخم اقتصاد في العالم، سواء كانت هذه الاسواق تشهد حركة شراء وبيع نشطه أو ضعيفه، وسواء كانت الاسعار في حالة ارتفاع وإنتعاش أوهبوط حاد وإنكماش، فالقوانين والانظمه والأليات المُتحكمه في عمليات البيع والشراء والتداول فيها جعلت منها أماكن للمُضاربات والمقامرة والمغامرة الاقتصادية وصناعة اقتصاد وهمي والكسب السهل غير المشروع، حيث نتائج المضاربة في الاسواق المالية والبورصة تظهر فوراً، فهي أموال (طازجة ساخنة)، أي ان النتائج تكون يومية وفي نفس اللحظه وقبل ان تبرد كلعبة القمار، فالامر لايتعلق بالمتاجرة بسلعة خدمية تبيعها اوتحصل عليها مقابل ثمن معين ولا بسلعة إنتاجية تحتاج إلى تكاليف إنتاج وفترة زمنية لتصنيعها ومن ثم لتخزينها ومن ثم لبيعها قد يصل هذا الزمن إلى عام كامل حتى تحصل على النتيجه ربحا أو خساره، وإنما الأمر في هذه الأسواق يتعلق بسلعة وهمية معظم الذين يتاجرون بها لايملكونها، فأحياناً كثيرة تتم صفقات ضخمة وبالمليارات لشراء أسهم وبيعها بفارق زمني بسيط قد يكون في بعض الاحيان دقائق أو ساعات قبل ان يُدفع ثمنها من قبل المشتري وقبل ان تُسجل بإسمه رسميا فيُحقق ارباحا طائلة دون ان يدفع سنتا واحداً، فبصفقة وهمية واحدة ممكن ان تصبح مليونيراً، فكم من المليونيرات في امريكا هُم من هذه النوعية، وقد تصبح مُفلساً وانت في مكانك، فكبار المتعاملين في البورصة يُحققون ارباحاً هائلة من الإستثمار بالوهم، وهذا الأسلوب بالمضاربة في البورصات يُعرف (بالبيع والشراء على المكشوف) وغالباً مايكون الذين يتعاملون بهذا الأسلوب هم من كبار المضاربين الذين يتحكمون بألية الاسعار من خلال التحكم بألية العرض والطلب التي تحكم تحديد سعر الأسهم المتداولة في السوق وليس الوضع المالي الحقيقي للشركات المتداول اسهمها في السوق، وهؤلاء في معظمهم خليط من أصحاب الشركات والمؤسسات والبنوك والمصارف العملاقة التي توفر لهم تسهيلات مالية فلكية دون ضمانات، فهم يحصلون على ثروة طائلة من خلال بيع الخداع والوهم لبعضهم بعضا ولصغار المضاربين، فيُحققون بذلك الملايين والمليارات، وهؤلاءهم انفسهم الذين يُضاربون على أسعار النفط وجعلوا سعره في الأشهر الماضية يفوق كل التوقعات وليحرموا كل فقراء العالم من الدفء في الشتاء مما جعل من الأطفال يموتون من شدة وقساوة البرد ومن الجوع، حيث أن إرتفاع أسعار النفط أدى الى إرتفاع أسعار المواد الغذائية والحاجيات الضرورية ليجنوا المليارات من وراء ذلك، مما ساهم في تسريع الإعصار المالي الحالي حيث كانوا يقومون بالمضاربة على أسعار النفط بواسطة الإعتمادات البنكية مما جعل الأرقام تتضخم في البنوك فوق طاقتها وأضعاف سيولتها، فهناك عشرين شركة امريكية عملاقة تُشكل 80% من الإقتصاد الامريكي فإنهيار هذه الشركات، فالله عزيز ذو إنتقام، وهنا نريد ان نوضح للقاريء كيف لاتمثل هذه البورصات والأسواق المالية الإقتصاد الحقيقي والقيمة الحقيقية للإسهم المتداولة فيها، فقد تكون هناك شركة وضعها المالي صعب وتحقق خسارة، ومع ذلك فان سعر سهمها في السوق المالي والبورصه يساوي اضعاف قيمته الحقيقية، فلو فرضنا ان شركة ما القيمة الاسمية لسهمها هو دولاراً واحداً وأن عدد أسهمها خمسة ملايين سهم، أي أن رأسمالها يساوي خمسة ملايين دولار، وأن هذه الشركه قد حققت خساره بما نسبته 20% من قيمة رأسمالها فمن المفروض ان يُصبح سعر سهمها في السوق (80) سنتا بدلاً من دولار، وان قيمة رأسمالها اصبحت اربعة ملايين دولار بدلاً من خمسة ملايين دولار، أي أن قيمة السهم الاسمية يجب أن تنخفض بقيمة الخسارة التي تحققت لتُعبرعن الوضع المالي الحقيقي للشركه، ولكننا قد نجد العكس، فنتيجه للمضاربه على هذا السهم من قبل بعض المضاربين المختصين بالمضاربة في السوق المالي ان سهم هذه الشركه قد أصبح بدولارين وقبل أن تمارس عملها وقبل أن تحسب مصاريف التشغيل التي تنفق لتهيءة الشركة للعمل والتي تدفع من رأس المال، أي أن قيمة السهم السوقية أكثر من قيمته الإسمية (بدولار وعشرين سنتا) أي أن هذه الشركة تضاعفت اسهمها بما يساوي ستة ملايين سهم إضافية وهمية وقبل أن تمارس نشاطها فمن أين جاءت هذه الستة ملايين الوهميه؟؟؟
خمسة ملايين من الفرق بين القيمة الاسمية والقيمة السوقية، حيث أن القيمة الاسمية تساوي دولار واحد ولكن القيمة السوقية دولارين وهناك 20% خسارة لم تخصم من قيمة السهم الاسمية أي مايساوي مليون سهم من الخمسة ملايين المُكتتب فيها تضاف إلى الخمسة ملايين الزيادة الناتجة عن سعر السوق فيصبح المجموع ستة ملايين زيادة عن القيمة الحقيقية لأصول الشركة لايوجد مقابلهم اية موجودات حقيقية للشركة حتى تغطيهم، فمثلاً لو تم تصفية هذه الشركة وتم جرد موجوداتها فهل ممكن أن يحصل حامل السهم على ما قيمته دولارين لكل سهم أم أنه لن يحصل إلاعلى ما قيمته (80) سنتا لكل سهم، لذلك فاننا سنجد أن الذي إشترى سهم هذه الشركه عند التأسيس بدولار واحد وبقي محتفظاً به انه قد خسر (20 سنتا) أما الذي اشترى السهم بأكثر من دولارين فستكون خسارته بمقدار نسبة الزيادة عن قيمته الاصلية عند شرائه، أما الذي ضارب وباع السهم بأكثر مما إشتراه فانه قد حقق ربح بنسب مختلفه قد تصل الى (100%) فالذي اشترى السهم بدولار وباعه بدولارين فانه قد حقق ربح بنسبة (100%) فهذا الربح هو بالحقيقه نصب ونهب وسرقه لأموال كثير من المتعاملين في السوق الذين خسروا، حيث أن هذا الربح تحقق من خسارة هؤلاء نتيجة فعل المضاربين على السهم فهو ناتج الفرق بين القيمة الحقيقية للسهم والقيمة الوهمية التي تحققت نتيجة المضاربة وليس نتيجة زيادة حقيقية في موجودات الشركة أو زيادة في الإنتاج أو في الأرباح غطت قيمة هذه الزيادة بل بالعكس فان هذه الشركه موضع المثال قد حققت خسارة وأن السهم فقد من قيمته (20%) طبعا نحن هنا في هذا المثال لم نأخذ بالإعتبار مصاريف التشغيل بالحسبة لتبسيط المثال.
وبالمقابل فان هناك شركات تحقق ارباحاً ولكن سهمها المتداول في السوق قيمته أكثر من قيمته الحقيقية، فمثلاً إذا كان قيمة السهم الإسمية عند التأسيس يساوي دولار وان هذه الشركة قد حققت أرباح بنسبة 20% فمن المفروض ان تصبح قيمة السهم الحقيقيه تساوي القيمة الإسمية دولار مضافاً إليها الربح عشرين سنتا فتصبح (120 سنتاً) طبعاإذا كان هناك إحتياطيات تأخذ بعين الإعتبار ولكن نتيجة المضاربات فان سعر السهم يصبح مثلاً بخمسة دولارات أي ان هناك زيادة بقيمة السهم في السوق عن قيمته الحقيقية ثلاثة دولارات وثمانون سنتا فهذا الفرق يذهب إلى جيوب المضاربين حيث انهم يقومون ببيع اسهمهم لجني ارباح سريعة وبطريقة اشبه ما تكون بلعب الورق (الشده أو الكوتشينا).
(طبعا ما ينطبق على وول ستريت ينطبق على جميع الأسواق المالية والبورصات في العالم فهي مستنسخة عنها) فمن خلال هذه المضاربات فان الاسواق المالية والبورصات في وول ستريت تجدها قد تحولت إلى مائدة للقمار وللنصب والإحتيال وتزييف المعلومات المالية، حيث يقوم كبار المضاربين بجمع جميع الاموال التي يلعب بها صغار المضاربين من خلال تحكمهم بالية تحديد الاسعار في السوق، فهم لديهم القدرة على قيادة السوق وتوجيهه الوجهة التي يريدونها وعلى مواجهة الخسارة المدروسة اكثر من مرة استدراجاً لصغار المضاربين الذين يتبعون حركتهم، فعندما يجدونهم يزيدون الطلب على سهم شركة ما فإنهم يبدأون بالتوجه نحو هذا السهم ظانين بأنهم سيحققون أرباحاً سريعة إلى أن يوقعوا بهم فيلحقون بهم الخسارة التي تجعلهم يفقدون أموالهم وما ربحوه في المرات السابقه.
فمن عمليات النصب والإحتيال المشهورة التي فضحت في السنوات الأخيرة بما يتعلق بشركة (انرون) الامريكية المختصه بانتاج الطاقة في الولايات المتحدة الامريكية وما جرى لها في عام 2002 فهذه الشركة تعتبر من أكبر الشركات في العالم وخصوصاً في امريكا المختصة في هذا المجال والتي كان يساهم فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، حيث تم تزييف حسابات هذه الشركه وتضخيم أرباحها وأصولها من أجل رفع أسهمها في بورصة نيويورك، حيث أن كبار المساهمين ومن بينهم الرئيس الامريكي بوش الاب قاموا ببيع أسهمهم في السوق وحققوا أرباحاً عالية جداً وعند إنكشاف الحقيقية هبطت الأسعار بحدة مما ألحق خسائر فادحة بحملة أسهمها وكانت النتيجة أنها قد أفلست.
ففي صحيفة الرأي الأردنية وفي الصفحة الاقتصادية نشرت بتاريخ 14/7/2002 تحت عنوان (الفساد المحاسبي يؤثر بقوه على بورصة نيويورك) واشنطن - (دب ا) أدت موجة الجرائم المحاسبيه في الشركات الامريكية إلى هبوط مؤشرين لأسعارالأسهم لدى إغلاق التعامل الأول ليُسجلا أفدح خسارة خلال اسبوع منذ هجمات 11 أيلول الماضي، وفي واشنطن اجتمع الرئيس الامريكي جورج بوش مع فريق شرطة مكافحة الجرائم الماليه ليتحادث معهم بشأن سلسلة الفضائح المحاسبية للشركات الكبرى، وقد أدت الفضائح المحاسبيه في الشركات التي كانت تعتبر من الجبابرة مثل (انرون وتايكوانترناشيونال ليمتد وجلوبال كروسينج ليمتد وورلد كوم) إلى هبوط أسعارالأسهم الامريكيه إلى أدنى معدلات لها منذ 1997 وتخشى إدارة بوش أن تلطخها هذه الفضائح التي أغضبت عشرات الملايين من الناخبين الذين يملكون أسهما والتي قد تعرقل تدارك كساد العام الماضي تدريجياً.
فالتلاعب بالحسابات بما يخدم كبار المساهمين تعتبر من أخطر الأساليب والألاعيب التي تستخدم في تزوير وخداع المستثمرين في الأسواق والبورصات المالية وفي التحكم بأسعار الأسهم والسندات المتداولة في وول ستريت وغيرها، وهكذا يبقى كبار المقامرين سادة الموقف ويتحكمون بالية السوق كما يريدون، ويقامرون بإموال ودائع البنوك وليس بإموالهم وكأنهم يجلسون على طاولة قمار، فهؤلاء جعلوا من وول ستريت من سوق مالي من المفروض أن يتم فيه بيع وشراء اصول الشركات بواسطة الأسهم المتداولة فيه وضمن شروط وانظمة وقوانين ورقابة معينة إلى مكان للمقامرة حتى وصل الأمر بهؤلاء المقامرين ان يقامروا بإقتصاد الولايات المتحدة فيجعلوه ايلا للسقوط بأية لحظة، ونتيجة لذلك اصبحت القيمة السوقية لهذه البورصات والأسواق لاتمثل القيمة الحقيقية لها، فقيمة الأسهم المتداوله فيها لا تساوي قيمة الموجودات والأصول الحقيقية لهذه الشركات، فمثلاً يُقدر معظم الخبراء الإقتصاديون بإن الموجودات والأصول الحقيقيه لبورصة (وول ستريت وبورصة طوكيو وبورصة لندن وبقية البورصات الرئيسة في العالم ككوريا وسنغافورة وهونغونغ) تساوي50 تريليون وان قيمة (بورصة وول ستريت السوقيه) لوحدها تساوي 150 تريليون فإذا ماعلمنا ان (الإقتصاد الامريكي يُشكل ثلثي إقتصاد العالم) فهذا يعني بأن (بورصة وول ستريت) مفروض تكون قيمتها الحيقيقية ثلثي الخمسين تريليون دولار الحقيقية أي ما يقارب من 32 تريليون دولار مما يعني انه يوجد 118 تريليون دولار في (وول ستريت) زيادة عن القيمة الحقيقية وهذا الفرق يُشكل قيمة الأرباح الوهمية التي جناها كبار المقامرين في وول ستريت والتي كانوا يحصلون على قيمتها من سيولة البنوك التي يسيطرون عليها مما جعل البنوك الأمريكية مجتمعة غير قادرة على تلبية سحوبات العملاء اي أن هؤلاء المقامرون السحرة إستولوا على سيولة البنوك مقابل الوهم وجعلوا هذه البنوك مدينة لهم بقيمة العجز في السيولة، مما جعل النظام المالي الأمريكي والإقتصادي برمته أيلاً للسقوط والإنهيار في (جرف هار) فقيمة هذا الفرق الوهمي يفوق كثيرا مجموع الدخل القومي الأمريكي بما فيه الجهاز المصرفي الأمريكي ومجموع الدخل القومي للدول الأوروبية مجتمعة وبقية دول العالم، فقد يقول قائل جاهل بعلم الإقتصاد والمال بأن امريكا تستطيع ان تغطي هذا الفرق بطباعة الدولارات، ومن سيسألها، فهذا مستحيل لأن التوسع بطباعة الدولار دون التوسع بالإنتاج من السلع والخدمات كمن يصب الزيت على النار فهو يؤدي الى تفاقم الكارثة الإقتصادية، حيث يفقد الدولار قيمته، فالقاعدة الإقتصادية التي تحكم عملية اصدار النقد في اية دولة من دول العالم تقوم على (ان قيمة النقد الموجود في السوق يجب ان يساوي قيمة السلع والخدمات الموجودة في السوق، فزيادة اصدار النقد عن قيمة السلع والخدمات المنتجة والموجودة في السوق يؤدي الى التضخم اي ارتفاع أسعار الخدمات والسلع حتى تتوافق مع كمية النقد الموجود في السوق وهذا يؤدي الى ان تفقد العملة قوتها الشرائية وبالتالي قيمتها).
إن التوسع بإصدار العملة دون غطاء سواء كان هذا الغطاء إنتاج إضافي من السلع والخدمات أو الذهب أو العملات الأخرى كمن يُصدر شيكات بدون رصيد لا قيمة لها، فمثلا شخص لديه حساب في البنك بمليون دولار وسحب شيكات بعشرة ملايين دولار فهذا يعني بأن شيكات بقيمة تسعة ملايين دولار من التي أصدرها ليس لها غطاء أو قيمة وستُعرض صاحبها الى الإفلاس الحتمي، فإذا ماعلمنا ان الدخل القومي الأمريكي مما ينتجه من السلع والخدمات قيمته الإجمالية 12 تريليون دولار فمن المفروض ان يكون النقد المتداول في السوق يساوي 12 تريليون دولار، فلو قامت الحكومة الأمريكية بإصدار 12 تريليون إضافية لتغطية العجز فإن الدولار سيفقد من قيمته 50% ولو قامت بإصدار 12 تريليون إضافية فإن الدولارسيفقد مرة اخرى نصف الخمسين بالمئة وهكذا حتى تصبح قيمته صفرا، وإذا ماإستمر طباعة الدولار بهذا الشكل فإنه سيصبح ورقا لامعنى ولاقيمة له، فإصدار دولارات جديدة لتغطية الفرق يحتاج الى زيادة الإنتاج من السلع والخدمات بقيمة الفرق وهذا مستحيل في ظل الوضع الحالي الميؤوس منه، حيث ان السرطان قد تفشى في الإقتصاد الأمريكي، لذلك فإن السبعمائة مليار دولار التي قررت الحكومة الأمريكية ضخها في الجهاز المصرفي لإنقاذ الموقف سيشفطها المقامرون السحرة الذين جعلوا البنوك بكل أرقامها الفلكية غير قادرة على أرقامهم الفلكية التي حصلوا عليها من مقامرتهم بالوهم، فالسبعمائة مليار ما هي إلاحبة أسبرين لمريض بلغت روحه الحلقوم وهو يُرغرغ، فضخ هذه السيولة كمن يضخ الماء في بئ مخزوق أو في أنابيب مهترءة، ومايجري اليوم في امريكا هو نفس المقدمات التي أدت الى نشوء الأزمه الإقتصاديه العالميه عام 1929 عندما إنهار السوق المالي والبورصه في نيويورك دفعة واحدة مما أثر على إقتصاديات جميع الدول، فحصل الإنهيارالإقتصادي العالمي الشهير الذي سُمي ب (الكساد العظيم) حيث أفلس جميع المضاربين في البورصة صغاراً وكباراً وجميع الشركات المتداوله اسهمها في السوق وحتى المؤسسات الفرديه، وكذلك عندما حصل يوم الإثنين الأسود في 18/10/1986 حيث إنهار السوق المالي والبورصة في نيويورك مرة أخرى فتبخرت مليارات الدولارات بضربة واحدة، وهناك الإنهيار الشهير لسوق المناخ في الكويت عام 1982 حيث كانت الخسارة التي لحقت بالمتعاملين في السوق والاقتصاد الكويتي تقدر بمئتي مليار دينار تقريباً، وهاهي الاسواق المالية والبورصات في كثير من الدول العربية ومنذ نهاية عام 2005 تتعرض الاسهم فيها لهبوط حاد مما أدى إلى إفلاس الكثير من صغار المضاربين رغم محاولات الحكومات التدخل لوقف هذا الهبوط المتفاقم، وهاهو هذا الهبوط يتفاقم اليوم تجاوبا مع ما يجري في وول ستريت فأرصدة هذه البورصات توشك ان تتبخر فهي مربوطة عضويا ب (وول ستريت) فالعبودية السياسية تولد العبودية الإقتصادية، وهاهي البورصات والبنوك والمؤسسات المالية في أوروبا وأسيا تنهار أعصابها وتصاب بالرعب والذعر، فأمريكا تضع العالم الأن على حافة جرف هار.
ثانياً: الربا فالله سبحانه وتعالى توعد الربا بالمحق وبحرب على الربويين
(يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يُحبُ كُلّ كفار أثيم* إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة لهُم أجرهم عند ربهم ولا خوفُ عليهم ولا هُم يحزنون* يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تُبتم فلكُم رؤوس أموالكُم لا تظلمون ولا تُظلمون) (البقرة:276 - 279)
فالربا سبب كل الكوارث الإقتصادية في السابق واللاحق، حيث أن الإقتصاد العالمي اليوم قائم على الربا، ويتحكم فيه الربويون الكبار اصحاب المؤسسات الماليه الضخمة ومعظمهم من اليهود، فهو من إختراعهم لإمتصاص دماء الشعوب والأمم الأخرى، وبما انهم هُم الذين إخترعوا البنوك التي كانت أساس فكرتها تقوم على الإحتفاظ بأموال الذين لديهم فائض من الأموال بخزائن أمينة مقابل وصولات وكانت هذه الأموال من الذهب فصاروا يقرضون هذه الأموال بموجب وصولات مقابل نسبة معينة ومن ثم صارت هذ الوصولات يتداولها الناس لتسهيل المعاملات فيما بينهم، ومن هنا نشأت (فكرة النقود الورقيه والغطاء الذهبي للنقود) ومن ثم تطورالأمر فتبلور عن هذا الأمر البنوك الربوية ونتيجة لطمع وجشع الربويين أخذت هذه البنوك تتوسع بتقديم التسهيلات البنكية بما يفوق قيمة رأسمال البنوك والودائع البنكية وهذا بما يُسمى (خلق النقود المصرفية) وهي نقود وهمية حيث تقوم البنوك بمنح تسهيلات بما يساوي عشرة اضعاف كل وديعة بنكية توضع لديها، فمثلا وديعة بمليون دولار يقوم البنك بمنح تسهيلات مقابلها الى عملائه بعشرة ملايين دولار على أساس بأن هذه التسهيلات لن يسحبها العملاء دفعة واحدة وإنما بالتقسيط، وأن البنك يعتمد في تمويل هذه التسهيلات على أساس ما يُسمى (بسياسة التدفق النقدي) ولكن عندما يعجز المدينون عن السداد في الوقت المحدد فإن التدفق النقدي يتوقف مما يجعل الجهاز المصرفي يتعرض لأزمة سيولة فيصبح غير قادر على تلبية مامنحه للعملاء من تسهيلات ولا مايُواجهه من سحوبات يومية ممايؤدي إلى إنهيار الجهاز المصرفي بأكمله وهذا ما حصل في البنوك العملاقة في الولايات المتحدة الامريكية وكان أخرها (LEMAN BROTHERES- ليمان برذرز)، وعندما يعجز المقترض عن السداد في الوقت المحدد والمتفق عليه يتم زيادة النسبة المضافة حتى تصبح في بعض الاحيان هذه الزيادة تفوق أصل المبلغ المقترض، وهذه الزيادة غير المعقولة والتي لارحمة فيها تجعل المقترض في كثير من الاحيان غير قادر على سداد أصل المبلغ ولا الزيادة التي أضيفت إليه والتي تصل في كثير من الأحيان اضعافا مضاعفة مما يجعل في النهايه (المُقرض الربوي الذي يقوم بدوره الأن البنك) يقوم بالحجزعلى جميع أملاك المقترض المنقولة وغير المنقولة، وهكذا يصبح الناس فريسة سهلة للربويين، ولقد استطاع اليهود خلال قرنين من الزمن تحويل (نيويورك الى مدينة مقدسة عند الربويين وول ستريت قبلتهم يتوجه اليها جميع الربويين في العالم في معاملاتهم وتعاملاتهم المالية والتجارية) فتجدهم في جميع انحاء العالم يُولون وجوههُم شطرها وأنظارهُم شاخصة إلى الشاشات التي تنقل مايجري فيها حياً وعلى الهواء مباشرة، فيرتفع ضغطهم وينخفض حسب صعود ونزول الأسعار، فلقد تحول (اساطنة المال الربويين من اليهود في نيويورك) الى غول منفلت يريد ان يبتلع جميع ثروات العالم، فهذه عقلية اليهود القائمة على الطمع والجشع والغش والإحتيال وعدم الرحمة، فالربوي عندما يعجز المدين عن السداد لايرحمه ولايشفق عليه وليس عنده رحمة الإسلام وإن كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة.
فمن الأسباب الرئيسة التي ادت الى الأزمة المالية الحالية في امريكا التوسع في منح القروض للإستثمار في العقار، وعندما عجز المقترضون عن السداد في الوقت المحدد زادت عليهم الفوائد وتضاعفت القروض، ونتيجة لذلك قامت البنوك بالحجز على المقترضين مما جعل كل اصولها موجدات ثابتة واموال غير منقولة، ومما ادى إلى تفاقم ازمة السيولة وهذا ماعُرف (بأزمة الرهونات العقارية) التي اوصلت الأمور الى حافة الهاوية.
ثالثا : أحداث 11/9/2001 كانت بالنسبة الى امريكا حداً فاصلا في تاريخها، فالولايات المتحدة بعد هذا التاريخ دخلت مرحلة الأفول، فضربة نيويورك وواشنطن كانت ضربة في الرأس اصابتها في مقتل وجعلتها تترنح وافقدتها البوصلة، فعدا أنها كانت أكبر إهانة يتعرض لها الأمن الأمريكي فهي قد أصابت الركيزتين اللتين تقوم عليهما قوة امريكا القوة الإقتصادية في برجي التجارة العالمية والقوة العسكرية المتمثلة في البنتاغون، فالخسائر التي نجمت عن هذه الضربة كانت حوالي (اربع تريليونات) خلال اسبوع فقط مما أفقد الإقتصاد الأمريكي توازنه، فبعد هذه الرمية الربانية إنفرط عقد كثير من المؤسسات المالية والبنوك والشركات العملاقة فأخذت تنهار بالتتابع، فلو أنفقت امريكا مافي الأرض جميعا فلن تنقذها مما هي فيه، فمن هو هذا الذي ينجوا من رمية الله راميها، فالله سبحانه وتعالى توعد المستكبرين في الأرض بغير الحق بالدمار والهلاك، فهذه سنة الله المُستكبرين ولن تجد لسنة الله تبديلا.
(فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوةأولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بإياتنا يجحدون* فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات لنُذيقهُم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الأخرة أخزى وهُم لا يُنصرون) (فصلت:15+16)
(فكيف كان عذابي ونُذُر) (القمر: 21)
فهاهي الأعاصير تطحن الولايات والمدن الأمريكية طحناوتفرمها فرما وتجعلها كأنها أعجاز نخل منقعر، فهذه الأعاصير والله أعلم أشد دمارا وهلاكا من الأعاصير التي أهلكت قوم عاد.
رابعا : ورطة امريكا في العراق وافغانستان على يد المجاهدين الذين اوقعوا امريكا في شر أعمالها، فنتيجة لهذه الورطة انفقت امريكا مايُقارب (الاربعة تريليونات من الدولارات خلال خمسة سنوات) ذهبت هباءاً منثوراً مما أرهق الخزينة الامريكية، وهاهي اليوم تستجدي من جاءت اليهم بعدها وعديدها للقضاء عليهم ولكنها وبإذن الله لن تخرج من هذه الورطة إلامخذولة مدحورة مهزومة لتعود إلى وراء الميحطات من حيث أتت وهي تلعق جراحها القاتلة بإذن الله التي أصابها بها المجاهدون الحقيقيون حملة راية التوحيد.
هذه بعض الأسباب والعوامل التي ادت الى إستفحال الأزمة المالية في الولايات المتحدة، والتي تحولت إلى إعصار وجعلت امريكا في حالة ميؤوس منها والتي لا يُمكن مهما أوتيت امريكا من قوة ان تنقذها منها، فهذه حرب من الله على امريكا التي تمثل نهاية الظلم في التاريخ وبلغ ظلمها مداه بوصول (عصابة المحافظين الجدد) الأشرار الى مركز السلطة والقرار والقوة فيها الذين أرادوا أن يجعلوا العالم عالما امريكيا خالصا لهم من دون الناس تحت مُسمى (العولمة) فسنة الله في الظالمين لاتتخلف، فمن اراد أن يؤمن بما نؤمن به إيمانا يقينياً فعليه ان يقرأ تاريخ البشرية ليرى كيف كانت نهاية إمبرطوريات الشر وأخرها (توأم امريكا الإتحاد السوفياتي الملحد)
(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما أخرين) (الانبياء:10)
فإنني أبشر المستضعفين في الأرض عامة والمسلمين خاصة بأن امريكا اصبحت على حافة جرف هار وأيلة للسقوط فيه في أية لحظة، فطرقعة جدرانها بدأت تُسمع عبر المحيطات في جميع أرجاء الكرة الأرضية بوضوح تام وإنها أصبحت غير صالحة للإنقاذ وفي حالة ميؤوس منها،
وإن مابشّربه والدي رحمه الله في (كتابه الغيب في المعركة وكتابه زوال إسرائيل حتمية قرأنية) تحت عنوان الإنهيار القادم قبل عشرين عاما بدأ يتحقق وسنعمل بإذن الله على نشره قريبا وهو موجود على موقعه، وهذا التنبأ ليس معتمدا على الفتح بالفنجان ولاالضرب بالرمال ولا بالمندل ولاالعلم بالغيب، وإنما إعتماداً على ماجاء في القرأن والسنة، فرحمك الله ياوالدي فكم كنت اتمنى ان تكون حيا بيننا لترى بأم عينك إنهيار امبرطورية الشر الأمريكية التي حرمتك من وطنك فلسطين المباركة ومن الصلاة في مسجده الأقصى الذي كانت روحك معلقة به لتشفي صدرك، فلطالما دعيت عليها وبشّرت بإنهيارها وبإنهيار ربيبتها (إسرائيل) فإنهيار امريكا هوالعلامة الكبرى على زوال (إسرائيل) من أرضنا المباركة ولكن مشيئة الله فوق كل مشيئة ولانقول إلامايُرضي الرب لاحول ولاقوة إلابالله، فنم قرير العين ياوالدي، فوعد الله لنا بالنصر الكبير الذي كنت تبشر به في وسط اليأس الذي أصاب الأمة قد بدأ يتحقق على أيدي من بشرت بإنبعاثهم في كتبك ومقالاتك واحاديثك وخطبك، فهاهم المجاهدون في العراق وافغانستان أصحاب العقيدة الصحيحة الذين يقاتلون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى يهزمون امريكا، وها هو قائد الحلف الأطلسي في افغانستان يعترف ويُقر بالهزيمة ويُعلن يأسه من تحقيق النصر ويستجدي المفاوضات مع المجاهدين هناك ولكن المجاهدين يرفضون بإباء وبشمم وعزة المؤمنين ويفرضون شروطهم
(ولايحسبن الذين كفروا سبقواإنهم لا يُعجزون) (الأنفال:19)
(يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) (الدخان: 16)
الله اكبر الله اكبر والعزة لله ورسوله والمؤمنين والحمد لله رب العالمين
الكاتب والباحث الإسلامي
محمد أسعد بيوض التميمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق