حكومة العملاء تغضب على الآلوسي، ليس لأنه زار الكيان الصهيوني.. إنما لانتقاده ايران - معلومات خطيرة

2008-09-15 :: كتابات - علي الحمـداني ::

* قام مثال الألوسي رئيس " حزب الأمة العراقية الديموقراطي " ، النائب في البرلمان العراقي بزيارة الى إسرائيل .*

الهدف المعلن من الزيارة هو المشاركة في " المؤتمر الثامن لمكافحة الإرهاب "* قرر البرلمان العراقي ( وبالإجماع ) رفع الحصانة عن الألوسي ॥ في حين طالب مصدر في البرلمان لم يعلن عن إسمه في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية عن النية في إتخاذ جملة إجراءات بحق الألوسي بسبب زيارته لإسرائيل منها منعه من السفر ومنعه من حضور جلسات البرلمان وإقامة دعوى قضائية ضده ।* أهم ماتضمنته تصريحات الألوسي في المؤتمر وبعده هو مهاجمة النظام الإيراني والدعوة لتشكيل تحالف إقليمي ضده .قبل مناقشة كل هذه التداعيات ، وقبل الخوض في التفاصيل ، لابد من وقفة لمعرفة ماهية هذا المؤتمر الذي يعقد عادة في إسرائيل ، والتي أعتقد أن القارئ الكريم بحاجة اليها لأهميتها . ( راجع كتاب البروفيسور شافيز مصدق أحمد " الحرب على الحقيقة ، والتضليل حول أحداث 11 سبتمبر " والذي تم نشر ملخص مترجم له على 14 حلقة " راجع علي الحمداني ، سلسلة مقالات : الحرب على الحقيقة ، شباط / آذار 2008 / موقع كتابات )يقول ، البروفيسور فيليب بول ، الأستاذ في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية ، في دراسة له مدعمة بالوثائق حول " حركة الإرهاب العالمي 1968 ـ 1978 " ـ لاحظ الفترة الزمنية ـ ، أن بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقا ، دعا الى مؤتمر " القدس للحرب على الإرهاب " برعاية معهد " جوناثان نتنياهو " ، وهو المعهد الذي كان قد أسسه بنيامين تخليداً لذكرى شقيقه العقيد جوناثان ، والذي قتلته المقاومة الفلسطينية عام 1968 ،والذي إنبثق عنه مؤخراً " معهد السياسات ضد الإرهاب " التابع لأكاديمية " هرتسيليا " الإسرائيلية ، والذي رعى المؤتمر الأخير ( الثامن ) .. كان ذلك ، أي مؤتمر ( القدس ) ، هو المؤتمر الأول ، أو المؤتمرالتأسيسي ، وقد حضره كل من :ـ مناحيم بيغن ، رئيس وزراء إسرائيل لاحقاً ، ورئيس منظمة " أراغون " الإرهابية الصهيونية سابقاً .ـ بنزيون نتنياهو ، شقيق بنيامين ، أصبح لاحقاً بروفيسور في جامعة كورنيل ..ـ شيمون بيريز ، لاحقاً زعيم حزب العمل الإسرائيلي .ـ الجنرال حاييم هيروتز ، رئيس المخابرات الإسرائيلية " الموساد " سابقاً .ـ اللواء مايير أميت ، رئيس المخابرات الإسرائيلية سابقاً .. عرف عنه إجتماعاته بمصطفى البرزاني في إسرائيل ، وزيارته له في شمال العراق .ـ العقيد أهارون باريف ، رئيس المخابرات الإسرائيلية سابقاً ..ـ اللواء شلومو كازيت ، رئيس المخابرات الإسرائيلية سابقاً ، منسق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني " البرزاني " .ـ بول جونسون، رئيس تحرير جريدة " نيو ستيتسمان " الأمريكية..ـ سير هيو فريزر، نائب عن حزب المحافظين البريطاني، ووزير المستعمرات سابقاً ..ـ ريتشارد بايبس، بروفيسور في الشؤون الروسية ، مستشار لدى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لاحقاً.ـ ري كلن، نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سابقاً.ـ اللواء جورج كيفن ، قائد القوة الجوية الأمريكية سابقاً.ـ جورج هيربرت بوش ، رئيس المخابرات المركزية ، ثم رئيس للولايات المتحدة ، والد الرئيس جورج بوش الحالي .هكذا إذن بدأ هذا المؤتمر تحت يافطة مكافحة الإرهاب ، ولعب أدواراً مهمة في الحركة الصهيونية ، والسياسة الدولية ، إبتداءاً من تأسيس قاعدة لوجستية في روسيا للتنسيق بخصوص تهجير اليهود الروس الى إسرائيل .. مروراً بأدواره في مجازر عديدة ضد الفلسطينيين تحت مسميات الإرهاب ومكافحته ، ومروراً بأحداث 11 أيلول / سبتمبر وإعادة رسم السياسة الدولية في الهيمنة الأمريكية / الإسرائيلية ، وما يسمى بمكافحة " القاعدة " والإرهاب الإسلامي ! وأخيراً وليس آخراً دوره السياسي والإعلامي في التمهيد لإحتلال العراق وتكثيف الأنشطة الصهيونية العاملة على تفتيت العراق إنطلاقاً من شمال العراق برعاية الحزبين الكرديين الإنفصاليين ، وبعض القادة السياسيين / الدينيين من الشيعة الموالين لإيران فيما يسمى الإئتلاف !أعتقد أنه بعد هذا السرد التاريخي ، الموثّق في أكثر من دراسة وكتاب ، أصبح واضحاً لدينا ، ماهو مؤتمر مكافحة الإرهاب الثامن الذي حضره النائب العراقي مثال الألوسي ، مع أكثر من 1000 شخصية من الباحثين والخبراء والإعلاميين والسياسيين من مختلف أنحاء العالم .وسواء كان حضور مثال الألوسي للمؤتمر ، بصفته الشخصية أو الرسمية ، فإن هناك فعلاً تساؤلات يمكن أن تثار بخصوص ذلك .. ولكن وبعيداً عن إصدار الأحكام بشكل عاطفي ، أو من أجل التستر على أدوار معينة مماثلة أو هي أسوأ قامت بها شخصيات عراقية سياسية وحزبية ، دينية أو علمانية ، حيث تقوم الآن بمهاجمة الألوسي وزيارته ، فالموضوع يحتاج الى بحث سريع ومقارن ، وقد تهيأ الجميع لإعدام الألوسي سياسياً !! لا شك أن الجريمة الكبرى التي تقف وراء الحكم هي .. ( الدعوة للتعاون بين دول المنطقة ... ضد إيران (...!)لقد قام أحمد الجلبي ، رئيس حزب المؤتمر العراقي ، بإقالة مثال الألوسي من قيادة الحزب ، بعد زيارته الأولى لإسرائيل ..! هل أن ذلك أتى نتيجة غيرة الجلبي على العراق أو العروبة أو الإسلام ...؟طبعاً لا .. ودورالجلبي معروف في التعاون مع أميركا وإسرائيل قبل وبعد الإحتلال ... وشراكته مع كبرى شركات المحاماة في نيويورك والتي يمتلكها يهود هي معروفة أيضاً .. لابل أن زيارات الجلبي لإسرائيل وكذلك تنسيقه بين الموساد الإسرائيلي والحزبين الكرديين الإنفصاليين قبل وبعد مؤتمر صلاح الدين الخياني ضد العراق أصبحت من الثوابت المعروفة ..لقد أراد الجلبي ... تجميل صورته بمساحيق الوطنية .. والأبعد من ذلك والأهم تخوفه من إعتماد أميركا وإسرائيل على الألوسي ، خصوصاً بعد إهتزاز موقفه مع الأمريكان وقيام الجيش الأمريكي بمصادرة أوراقه وأجهزة الحاسوب الموجودة في مقر حزبه في شارع الأميرات في المنصور في بغداد !!!( راجع : علي الحمداني ، نقلاً عن كتاب " آرام روستن " : أحمد الجلبي وجون ماكين صديقان حميمان .. الرجل الذي دفع أميركا الى الحرب " موقع كتابات )رفع لواء الحرب ضد الألوسي هذه المرة ، إئتلاف عبد العزيز الحكيم ، عن طريق جلال الدين الصغير ، وموقع براثا ..الحقائق تقول : لقد سوّق لمثال الألوسي لدخوله الى مجلس النواب ، جلال الدين الصغير نفسه ، وموقع براثا كان أحد أدوات هذا التسويق ..!قام رئيس الإئتلاف، عبد العزيز الحكيم ، بزيارة " هنري كيسنجر " في واشنطن ، والمعروف عن كيسنجر أنه أحد أبرز زعماء الصهيونية العالمية وهو يهودي أصلاً ، وقد لعب في السابق ، ولايزال يلعب وهو في الظل ، في رسم معالم السياسة الأمريكية الشرق أوسطية ومنها إحتلال العراق ..! فهل أن زيارة إسرائيل أكثر وطأةً من زيارة أحد أكبر صناع سياستها في العالم ..؟؟أم لأن صاحب تلك الزيارة كان : ( السيد ) عبد العزيز الحكيم ...؟!ثمة أسئلة تنتظر جواباً من الحكومة العراقية التي تتشكل غالبيتها من (الإئتلاف): الحكيمي ، حزب الدعوة ، والتحالف الكردستاني .. ولهؤلاء جميعاً الأغلبية في المجلس النيابي :ماذا عن النشاط الإسرائيلي في شمال العراق ، أو مايسمى بكردستان ، وبرعاية البرزاني والطالباني .. وكيف سكتت الحكومة على ذلك طوال هذه المدة .. لابل الأهم هو كيف سكت الإعلام الإيراني نفسه عما يحدث هناك .. وأين هي إذن حالة العداء الإيرانية ـ الإسرائيلية ـ الأمريكية ..؟؟ماذا عن العشرات من شركات الإستثمار الإسرائيلية العاملة في العراق ...؟وماذا عن عناصر الموساد في المنطقة الخضراء وفي أبنية السفارة الأمريكية وأجنحة فنادق الخمس نجوم .. هل يعقل أن المالكي والحكيم يجهلان ذلك ولا يعرفان عنه شيئاً ..؟؟هل هما لايعرفان أيضاً من هي مجموعة شركات " كارلايل " الأمريكية .. ومن هي شركة " هيلبيرتون " ..؟! ومن هي شركة " بلاك ووتر " ..؟! وهل هما يجهلان أدوار هذه الشركات في النزيف العراقي بشرياً وإقتصادياً ...؟؟ثم إذا كان الألوسي قد إستحق غضب السادة والخاصّة .. فأين كان هذا الغضب عندما صافح جلال الطالباني ( رئيس جمهورية العراق ) إيهود باراك وفي مؤتمر دولي أيضاً ... وعندما إجتمع بعضهم !! وبرئاسة برهم صالح مع الوفد الإسرائيلي ..؟؟ إذا إستحق مثال الألوسي ، رفع الحصانة عنه ، وربما هو يستحق ذلك .. فلماذا لاترفع الحصانة عن النائب الكردي في البرلمان محمود عثمان مثلاً ، وهو الذي قد زار إسرائيل لأكثر من أصابع اليد الواحدة منذ أن كان ضمن معية مصطفى البرزاني في الستينات من القرن الماضي وحتى الآن وهو يعمل مع إبنه مسعود رئيس إقليم كردستان ...؟!! هذه الزيارات المثبتة والموثقة بالصور والتي لاينكرها حتى الأكراد أنفسهم !ولماذا تم التعتيم على الزيارة السرية لمسعود البرزاني الى إسرائيل قبل حوالي الشهر ..؟لقد إنفجر بركان الغضب (بوطنية) غير مسبوقة ومن قبل أركان الحكم في العراق، الذين نعلم ويعلم العالم، ونشهد على ذلك، أنهم من رعايا إيران وأحبائها وأبنائها البررة والمتعاونين معها وبلا حدود .. على الألوسي هذه المرة ، ولكن لم يحدث أي شيئ من ذلك خلال زيارته الأولى الى إسرائيل ، ونتحدى علي الأديب وجلال الصغير وغيرهم أن يثبتوا لنا عكس ذلك .. السبب أن الألوسي هذه المرة قد هاجم إيران ودورها في العراق والمنطقة .. ولم يفعلها في المرة السابقة ..! فاستحق اللعنة ورفع الحصانة عنه ..الموضوع إذن ، ليس زيارة إسرائيل ، بل التجاوز على ولي النعمة إيران ، أم هل نقول أن (اللطم من أجل الهريسة ، لامن أجل الحسين ...!)أخطأ الألوسي بزيارته العلنية... وأصاب في مهاجمة إيران.. ولكن.. حتى نعرف أن إيران عدوة فعلاً لإسرائيل وأميركا.. علينا أن نحلل ضمن الظواهر.. ويوم تطل علينا الحقيقة برأسها.. سيكون لنا حديث آخر