(CNN) -- أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، بتحملها لجزء من المسؤولية عمّا انتهت إليه الأمور بالعراق، قائلة إن هيكلية الحكومة الأمريكية إبان إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، كانت "غير مناسبة."
واعتبرت رايس أنه كان من الأفضل إبقاء إدارة الأمور في العراق بيد الجيش الأمريكي، غير أنها رأت بأن إسقاط صدام سيُنظر إليه في المستقبل على أنه "إنجاز إستراتيجي كبير" لإدارة الرئيس جورج بوش، والولايات المتحدة.
وفي لقاء مع قناة "فوكس نيوز" قالت رايس إن الحكومة الأمريكية لم تكن تتمتع بالهيكلية المناسبة للتعامل مع الأوضاع التي ظهرت بعد سقوط النظام العراقي السابق.
ولدى سؤالها عن موقفها من سياسة وزير الدفاع السابق، دونالد رامسفيلد، قالت رايس إن الحرب في العراق بدأت بشكل جيد، لكن الخطأ بدأ بعدم تسليم مسؤولية الاحتلال كاملة للجيش.
وأضافت: "أتحمل مسؤولية هذا الأمر.. لم يكن لدينا الهيكلية المناسبة،" وذلك في إشارة إلى المهام التي كانت تتولاها عام 2003 في منصب مستشارة الأمن القومي للرئيس بوش، حيث يُعتبر التنسيق بين وزارتي الدفاع والخارجية، وبين سائر الأجهزة الأمنية والعسكرية على رأس مهامها.
لكن رايس اعتبرت أن إسقاط نظام صدام حسين سيُنظر إليه في المستقبل على أنه "إنجاز إستراتيجي كبير" لبوش والولايات المتحدة، بعد التغييرات التي طرأت على الوضع العراقي.
وأوضحت موقفها بالقول: "لدينا الآن ديمقراطية شابة وبلد متعدد الأعراق، وقّع مؤخراً اتفاقية تاريخية مع الولايات المتحدة لتأسيس علاقات طويلة."
وأبدت رايس بدورها ندمها بسبب عدم دقة المعلومات الاستخباراتية التي مهّدت لغزو العراق باعتبار أن لديه أسلحة دمار شامل، لتكرر بذلك الموقف عينه الذي اتخذه بوش، حيث تمنت لو أنه كان بوسعها العودة إلى الوراء لمعرفة "حقيقة" ما كان يحوزة العراق، قبل أن تستطرد بالقول إن ذلك مستحيل.
غير أن رايس رأت أن قرار إسقاط نظام صدام حسين كان صحيحاً ضمن الظروف التي اتخذ بها، لأن احتمال أن يكون لدى بغداد أسلحة دمار شامل كان "غير مقبول."
يذكر أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، كان قد عبّر في مقابلة تلفزيونية أجرته معه محطة ABC الاثنين عن أسفه "لإخفاق الاستخبارات" فيما يخص مدى التهديد الذي مثله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال بوش: "لقد خاطر الكثير من الناس بسمعتهم وقالوا إن أسلحة الدمار الشامل تعتبر سبباً كافية للإطاحة بنظام صدام حسين.. وهو أمر لم أكن لأكرره ثانية، ولكنني أتمنى لو أن المعلومات الاستخباراتية كانت مختلفة.. على ما أعتقد!"
وعندما سئل عما إذا كان ممن الممكن أن يأمر بغزو العراق لو كانت لديه معلومات دقيقة بأن صدام حسين لم يمتلك أسلحة دمار شامل، قال بوش: "هذا سؤال مثير.. إنه مسألة لم أكن لأكررها.. ولكن بالنسبة لي من الصعب أن أتوقع ذلك."
يشار إلى أن بوش سيترك منصبه وهو يتمتع بأدنى شعبية بين الأمريكيين كرئيس للولايات المتحدة
تعليق الرابطة
بدأت تتساقط الاقنعة الديموقراطية المزيفة عن وجوه حكومة البيت الاسود بعد ان دنى وقت خروجهم غير مأسوف عليهم ،فبعد اعتراف بوش الارعن بارتكاب خطئا كبيرا تجاه العراق ها هي وزيرة خارجيته الشمطاء كونداليزا تعترف مجددا بخطئها بادارة الحرب وتعزو ذلك الى تسليم المهام بعد الغزو الى الجيش الامريكي وهو عذر اقبح من ذنب ،فما بني على خطأ فهو خطأ ونتيجة لأعترافهم بخطأ المعلومات التي توفرت حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وهو السبب الرئيسي المعلن لأحتلال العراق فتوالي الاحداث بعدها ونتيجتها كانت خطئا كبيرا واستمرار السياسة الامريكية على هذا النحو سيؤدي بها الى الهلاك السياسي حتما ،وما استلمه اوباما من تركات ثقيلة من سابقه بوش ستجعل الحظ السئ حليفه في منصبه الرئاسي القادم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق