السبت، ديسمبر 13، 2008

فتى بغدان


شبكة البصرة
قصيدة لشاعرها ابن الوطن

أحبائي اروي لكم حكاية حزينة للغاية
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان
كانت هناك صبية رائعة الحسن والجمال
شعرها كخيوط شمس الربيع الدافيء
قسماتها تعطيك أحلى لون من الألوان
عشقها كل البشر من الجنوب إلى الشمال
فتنت الشيخ والأمير والسلطان
غنية بأخلاقها وجمالها وبالأموال
بنوا لها قصران يقطعه نهران عميقان كعمق الأجيال
وحدائق نخيل وأشجار زيتون ورمان
كانت سخية تحب الخير والإحسان
أكرمت المحتاج وألبست العاري وأطعمت الجوعان
قصورها دار ضيافة للأحباب والخلان
وفي احد الأيام ولد طفل يتيم
مدقع الفقر رث الملابس حزين
تربى على كرم أهله الكرماء
وتعلم حب وطنه وناسه الاصلاء
فكبر الطفل وأصبح شابا يافعا
وسمع من جدته قصة الجميلة ست الحسان
فعشقها قبل أن يراها وتراه
وهام بها لكرمها ولسحرها الأخاذ
فقرر الرحيل لبلد البلدان
مهما كلف الأمر من آلام وأحزان
فهام الملهوف الشوارع والجادات
يبحث عن حلم راوده لسنوات
عن الصبية فاتنة الفاتنات
فكان الجواب هي تريد فارس الفرسان
وليس من يعيش في غياهب النسيان
فارسا يحميها من شرور العوادي والأزمان
فكان القرار... أن يزيدها حبا بإصرار
وكانت العيون تحوم حولها كالغربان
واستطاع الانتصار على كل الفرسان
وهناك التقت عيناهما فآن الأوان
وعرفت الجميله من يستحقها ألان
وتأكد الفتى أنها الحضن الدافئ والأمان
فازدانت البلاد بالسعادة والأفراح
ولحبها لمعشوقها أعطته الأملاك والأطيان
فتحول الفتى رجلا غنيا يملك بسالة الشجعان
فأحبها وصانها وعاشوا بسلام ووئام
وبدا للأعداء غيظهم والحسد من الأخوان
فاستكثروا عليه النعمة ببغدان
فتكالبوا عليه الاعاجم والأعراب
فانتفض الفارس البطل الهمام
وخلع عنه ملابس الأمراء
وامتطى صهوة فرسه الشهباء
واستل سيفه ولبس الدرع وحمل الرماح
وقاتلهم دفاعا عن عطر ملهمته الفواح
فغارت عليه جميع القطعان
فصال وجال كما الأسد الجوعان
فقتل الكثير من الضباع والغربان
فغدروا به طمعا الأصحاب والجيران
فسقط السيف وكسر الرمح وكبا الخيال
فأسر البطل العاشق الولهان
فكان يوما حزينا لست الحسان
فقد غاب المحبوب وغاب الحنان
وادلهمت السماء وسقط الثمر من الأشجار
فدبر بليل اسود فاغتاله الأعوان
وساد الصمت الرهيب المكان
ورقصت أسراب النسور الجائعات
فسقطت مملكة الجميلة ولبست الحداد
وأصبحت مملوكة لرعاع السلطان
وهذه نهاية قصة فتى بغدان
الذي دافع عن محبوبته ضد الطغيان
ولا تحزنوا يا أحباب فللقصة بقية
فسوف يولد للفتى آلاف الفتية
سيعيدون البسمة والفرحة إلى جميلة الجميلات
ليعيشوا عيشة سعيدة وينسوا الآهات
فهل عرفتم أحبابي من هو فتى بغدان
ولكم جائزة هي قبلة من ثغرها البسام

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار