كتابات أبو الحق
تاسع من ك1
2008
المفاهيم المقلوبة تسود الساحة , هذا حال العراق منذ ربيع 2003
فاللصوص يحاكمون الأبرياء
والشرطة في أذيّة الشعب, أمر بديهي في ظل وزارة داخلية , تستلم رواتبها من دولة خارجية , خارجة عن القانون والدين
وإبن البلد أصبح عدو البلد بينما إبن الحرام وزبالتها أصبح ولي أمر البلد
والدين أصبح بيد من لا دين له , كهنة يكرّهون العراقيين بكل حروف الدين
ومليارات الدولارات تهرق كل يوم في كل مضمار إلا فيما يرضاه الله وينفع الناس
والعسكر يتلثمون بينما المتمردون يسفرون عن وجوههم
والمنابر أصبحت للجهلة من الرويبضات والمتفيهقون وكل أعجمي اللهجة
أنتم تعرفون كم عانى العراقيون من الحرمان من نعمة الكهرباء , شيء لا يعود إلى التسعين اللعينة تلك أو الثامنة والثمانين السابقة لها فحسب , فعصابات "مص- طفى البرزاني" , البطريق الهيئة, المَنبوش الصفحة , لا رحمه الله ولا أنعم عليه برائحة الجنة , عصاباته تلك كانت مدمنة على نسف خطوط نقل الطاقة من محطة الدبس بكركوك , منذ العام 1967 ولغاية السبعين , وكم لعنّا البارزانيين من يومها , مع كل ظلمة نزلت على رءوسنا, وكم تفنّنّا بإبتداع أشكال السباب على أشرف مناضليهم , إن كان فيهم رجل أو شريف أو مناضل ..مع كل إنطفاءة حل محلها دخان اللالة والفانوس , حتى الصباح..
وفي خضم هذه المحنة , تشتهي أن يطلع عليك ذات يوم, جني يهديك أمنية ضائعة إسمها " إصلاح التيار " فإذا بقزم بدلا من ذلك , طبيب فاشل مستهلك الصورة , يطلع عليك بفكرة من أفكار المنفوخين غذائيا , بديلة عن تلك الأمنية, ب " تيار الإصلاح " خاصته ,...
شسّالفه يا جماعة ؟؟ هل تم تركيب دماغ هذا الدكتور بالمقلوب أم أن كثرة التنعم بالتيار الكهربائي في زريبته الخضراء , خضراء الدِمَن تلك , أنسته ما يترجّاه أبناء العراق , وهم يطئون بأقدامهم كل يوم , فوق بحيرات من النفط , ويمتلك بلدهم خيرات حِسان , جعلت شذاذ الآفاق يسعون إليها و لعابهم يسيل للذقون من فرط الطمع !!
وربما كانت فقرة منهجية لم يفلح واضعو المناهج بدسّها في مناهج التربية الوطنية أيام زمان , أن ( العراق بلد غني , يسكنه شعب فقير , لا يصله من حظ الخير الذي أودعه ملك الملوك فيه إلا النزر اليسير) , ويعرف صدق هذه العبارة كل من سكن أي بلد غير العراق , برغبته أو برغبة المليشياويين , وتألم لمناظر النور تنير دياجير الليل وتزيّن واجهات المحال والدور , في أبعد قراهم , إن في تركيا أو سوريا أو الأردن , ...والماء الذي يصل لأعلى جبالهم في عمان وغيرها , وهم لا نهر لديهم أصلا , والوقود الذي يجعل الخيول الجامحة في محركات السيارات تزمجر بغضب مع كل دعسة على دوّاسة الوقود , بينما هنا يمزجون إدرار الخيول والبشر مع الوقود الذي يبيعوه لك بغالي الأثمان , وجماله ... بالتقنين ..
نحن من نمتلك من الخير ما يكفي كل محتاج في المنطقة من حولنا , أولى بأن نكون من يتمتع بما لدينا ونكتفي بالخير الغزير هذا , لا الخائن الحقير ولا الأجنبي المغير , هذا , لا أن نلقي بثقلنا على غيرنا ونشعره بكل أشكال البرم والتبرّم من كثرة اللاجئين منا إليه وهو البلد الفقير الصغير ,....
وبناءا على ما يدور منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق في العام 2003 , فأنت ترى أن العراقيين ينتقلون بشكل نمطي وممنهج , من بلدهم إلى بلاد الغربة , ولا لوم على أحد من المهاجرين في هذا , فالنار التي أوقدت لهم وعليهم هنا , كانت ولا زالت أكثر من طاقة وتحمّل الإنسان العاقل والشريف , من إستطاع منهم إلى الهجرة سبيلا .... أما من لم يستطع , أو ثقلت أحماله فلم يبق بيده إلا أن يبقى كأي قبطان ملتزم بقواعد المهنة , يغرق مع مؤخرة السفينة الجانحة , فذاك ,.. إلَه ألله , كما يقول العراقيون ..يتحدثون عن عشرات الآلاف من العراقيين , يغادرون يوميا , ويحل محلهم عشرات الآلاف من أكراد تركيا وأكراد سوريا وأكراد إيران , وخونة العراق ممن سكنوا إيران منذ عقود ..وعساكر من أميركا ومن بقية البلدان , كل هؤلاء يدخلون بينما العراقيون يخرجون , في قانون " إحلال" سكاني , مشابه للأحلال الكيمياوي أو الفيزياوي , إنها أيام ولادة إسرائيل اللقيطة تلك , مرة أخرى..
وبالنسبة لغير المتمعّن , تبدو الهجرة حلا جيدا جدا , فمن ذا الذي يكره أن يتحوّل إلى حيث المعيشة أفضل , والعائلة تتحرك ببيئة أأمن , والرجل المناسب ميسّر له أن يكون في المكان المناسب , ويستقر في مجتمع ومؤسسات حكومية أو أهلية لا تؤمن بنبوة محمد إبن عبد الله من دون أدنى شك , لكنها تؤمن بأنه لا يجوز أن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟
...كثيرة هي مميزات البلدان الأخرى على العراق , من منا ينكرها ؟؟ لكن العراقيين شعب قنوع بمستلزمات الحياة , غالبا , أو فلنقل ,كذا كانوا وكذا ألفناهم , هم خُلقوا في بيئة متربة لا سبيل لجعلها مثل مدن تركيا , أنقره مثلا , فمن يقف بباب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين هناك , يستطيع أن يلمح بلكونة شقة مقابلة لباب المفوضية , وفيها سنادين زهور رائعة , ودولاب خشبي " يصطجّ " من فرط النظافة , تعجز أن تحتفظ بهكذا لمعان ونظافة مظهر لموجودات دواخل بيتك في العراق , دواخله وليس خوارجه, مهما شقيت وتكبدت من جهد تنظيفي يومي ,....... العجاج أو الغبار , هو شريكنا بالحياة وبالبطاقة التموينية , ومثله أمور أخرى كالجوّ الجهنمي صيفا, هي وليدة البيئة , ومع هذا فقد تعايش آباؤنا وأجدادنا معها وتقبلوها راضين مخبتين , وقلة منهم إختارت أن تهاجر لغير العراق , رغم شظف العيش , أتحدث هنا عن سنين الأربعينات والخمسينات والستينات تلك , ولا أقصد شيئا مهينا بحق من هاجر وإستقر خارج العراق , فأنا أدرى بأسباب الهجرة وأعرفها , والهجرة هي اصلا حق مشروع كفله القرآن وتعهد الله فيه بأن يقف مع المهاجر الحقيقي ,ويفتح له أبواب السعة في الرزق والعيش ...
هذه الأفكار والهواجس لا تغادرني طيلة ساعات الوعي من كل يوم , ولا أرى المغادرة النهائية حلا لمن هو مثلي , فداخلي شيء إسمه " الهم" ..لا يطيق مني فكاكا , أعلم أنني يوم أن أستلقي على العشب الأخضر في أية جنة من جنان الله الأرضية , سألتفت يمينا ويسارا , وأحس به مضطجعا قربي..كما هو هاجس نيتشه ذاك , إن لم تخنّي الذاكرة ..... فما نفع الفراق والحال هكذا إذن ؟؟
أعود فأقول , إن غالبية العراقيين هم من النوع القنوع , ويعطون أهمية كبيرة لتفاصيل دقيقة من تفاصيل حياتهم العراقية , ويُكبرونها , وما يبدو شيئا بسيطا لدى غيرهم , يتضخم لديهم هم ويستحوذ على وجدانهم ,
لكنهم ....
لكنهم....
لكنهم يوم أن يستقروا خارجا , ويتعايشون هم وأبناءهم وبناتهم مع الوضع الراقي هناك , لن يكون بإمكانهم أن يعودوا للعراق أبدا ,,,فمن ذا الذي يختار العودة للنار ؟؟ ومن من الذراري سيرضى بالعودة لبلد آبائه آنذاك ؟؟
أنا موقن أن هذا هو هاجس كل عراقي إضطر للمغادرة , فهم يعرفون ذلك حتما , لذا أنا موقن من مصداقية الدموع التي سيذرفونها , وهم يلجون بوابة الطائرة ...
وداعا أيها المهاجرون ..وداعا في حياة موجزة لا فرصة للقاء ثان فيها, بقيّة حياة قصيرة لن يفلح أفضلنا طريقة بأن يكسر حاجز التسعين فيها ...
لقد أرادت زبانية المأبون بُش و حلفاؤه الصهاينة , أن يجعلوا العراق حفرة من حفر جهنم , بمعونة شركائهم بالجريمة هذه , من الإيرانيين عبدة النار, وجحوشهم البارتيين الفجّار , وقد كانت كذا فعلا, لكن ليس على العراقيين فحسب , فالنار التي أنشأوها جاءت كمية غير متجهة , تلسع وتشوي وتكوي , بمختلف الإتجاهات , بخلاف النار المقابلة ....
تحية لمن أشعل النار المقابلة بوجه الأعداء وجعلهم لا يتحرّجون من كشف هواجسهم وجبنهم ومهانتهم ... أللهم إجعلها بردا وسلاما على ابناء بلد إبراهيم الخليل ..
تحية عميقة من القلب وتهنئة بحجم الكرة الأرضية للشرفاء الذين عبثا يريد المحتلون والخونة أن يخلطوا هوياتهم بهويات المجرمين ...
وكل عيد أضحى , وكل عيد غيره , وهم بألف خير ..
تاسع من ك1
2008
المفاهيم المقلوبة تسود الساحة , هذا حال العراق منذ ربيع 2003
فاللصوص يحاكمون الأبرياء
والشرطة في أذيّة الشعب, أمر بديهي في ظل وزارة داخلية , تستلم رواتبها من دولة خارجية , خارجة عن القانون والدين
وإبن البلد أصبح عدو البلد بينما إبن الحرام وزبالتها أصبح ولي أمر البلد
والدين أصبح بيد من لا دين له , كهنة يكرّهون العراقيين بكل حروف الدين
ومليارات الدولارات تهرق كل يوم في كل مضمار إلا فيما يرضاه الله وينفع الناس
والعسكر يتلثمون بينما المتمردون يسفرون عن وجوههم
والمنابر أصبحت للجهلة من الرويبضات والمتفيهقون وكل أعجمي اللهجة
أنتم تعرفون كم عانى العراقيون من الحرمان من نعمة الكهرباء , شيء لا يعود إلى التسعين اللعينة تلك أو الثامنة والثمانين السابقة لها فحسب , فعصابات "مص- طفى البرزاني" , البطريق الهيئة, المَنبوش الصفحة , لا رحمه الله ولا أنعم عليه برائحة الجنة , عصاباته تلك كانت مدمنة على نسف خطوط نقل الطاقة من محطة الدبس بكركوك , منذ العام 1967 ولغاية السبعين , وكم لعنّا البارزانيين من يومها , مع كل ظلمة نزلت على رءوسنا, وكم تفنّنّا بإبتداع أشكال السباب على أشرف مناضليهم , إن كان فيهم رجل أو شريف أو مناضل ..مع كل إنطفاءة حل محلها دخان اللالة والفانوس , حتى الصباح..
وفي خضم هذه المحنة , تشتهي أن يطلع عليك ذات يوم, جني يهديك أمنية ضائعة إسمها " إصلاح التيار " فإذا بقزم بدلا من ذلك , طبيب فاشل مستهلك الصورة , يطلع عليك بفكرة من أفكار المنفوخين غذائيا , بديلة عن تلك الأمنية, ب " تيار الإصلاح " خاصته ,...
شسّالفه يا جماعة ؟؟ هل تم تركيب دماغ هذا الدكتور بالمقلوب أم أن كثرة التنعم بالتيار الكهربائي في زريبته الخضراء , خضراء الدِمَن تلك , أنسته ما يترجّاه أبناء العراق , وهم يطئون بأقدامهم كل يوم , فوق بحيرات من النفط , ويمتلك بلدهم خيرات حِسان , جعلت شذاذ الآفاق يسعون إليها و لعابهم يسيل للذقون من فرط الطمع !!
وربما كانت فقرة منهجية لم يفلح واضعو المناهج بدسّها في مناهج التربية الوطنية أيام زمان , أن ( العراق بلد غني , يسكنه شعب فقير , لا يصله من حظ الخير الذي أودعه ملك الملوك فيه إلا النزر اليسير) , ويعرف صدق هذه العبارة كل من سكن أي بلد غير العراق , برغبته أو برغبة المليشياويين , وتألم لمناظر النور تنير دياجير الليل وتزيّن واجهات المحال والدور , في أبعد قراهم , إن في تركيا أو سوريا أو الأردن , ...والماء الذي يصل لأعلى جبالهم في عمان وغيرها , وهم لا نهر لديهم أصلا , والوقود الذي يجعل الخيول الجامحة في محركات السيارات تزمجر بغضب مع كل دعسة على دوّاسة الوقود , بينما هنا يمزجون إدرار الخيول والبشر مع الوقود الذي يبيعوه لك بغالي الأثمان , وجماله ... بالتقنين ..
نحن من نمتلك من الخير ما يكفي كل محتاج في المنطقة من حولنا , أولى بأن نكون من يتمتع بما لدينا ونكتفي بالخير الغزير هذا , لا الخائن الحقير ولا الأجنبي المغير , هذا , لا أن نلقي بثقلنا على غيرنا ونشعره بكل أشكال البرم والتبرّم من كثرة اللاجئين منا إليه وهو البلد الفقير الصغير ,....
وبناءا على ما يدور منذ بدء الحرب الأمريكية على العراق في العام 2003 , فأنت ترى أن العراقيين ينتقلون بشكل نمطي وممنهج , من بلدهم إلى بلاد الغربة , ولا لوم على أحد من المهاجرين في هذا , فالنار التي أوقدت لهم وعليهم هنا , كانت ولا زالت أكثر من طاقة وتحمّل الإنسان العاقل والشريف , من إستطاع منهم إلى الهجرة سبيلا .... أما من لم يستطع , أو ثقلت أحماله فلم يبق بيده إلا أن يبقى كأي قبطان ملتزم بقواعد المهنة , يغرق مع مؤخرة السفينة الجانحة , فذاك ,.. إلَه ألله , كما يقول العراقيون ..يتحدثون عن عشرات الآلاف من العراقيين , يغادرون يوميا , ويحل محلهم عشرات الآلاف من أكراد تركيا وأكراد سوريا وأكراد إيران , وخونة العراق ممن سكنوا إيران منذ عقود ..وعساكر من أميركا ومن بقية البلدان , كل هؤلاء يدخلون بينما العراقيون يخرجون , في قانون " إحلال" سكاني , مشابه للأحلال الكيمياوي أو الفيزياوي , إنها أيام ولادة إسرائيل اللقيطة تلك , مرة أخرى..
وبالنسبة لغير المتمعّن , تبدو الهجرة حلا جيدا جدا , فمن ذا الذي يكره أن يتحوّل إلى حيث المعيشة أفضل , والعائلة تتحرك ببيئة أأمن , والرجل المناسب ميسّر له أن يكون في المكان المناسب , ويستقر في مجتمع ومؤسسات حكومية أو أهلية لا تؤمن بنبوة محمد إبن عبد الله من دون أدنى شك , لكنها تؤمن بأنه لا يجوز أن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟
...كثيرة هي مميزات البلدان الأخرى على العراق , من منا ينكرها ؟؟ لكن العراقيين شعب قنوع بمستلزمات الحياة , غالبا , أو فلنقل ,كذا كانوا وكذا ألفناهم , هم خُلقوا في بيئة متربة لا سبيل لجعلها مثل مدن تركيا , أنقره مثلا , فمن يقف بباب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين هناك , يستطيع أن يلمح بلكونة شقة مقابلة لباب المفوضية , وفيها سنادين زهور رائعة , ودولاب خشبي " يصطجّ " من فرط النظافة , تعجز أن تحتفظ بهكذا لمعان ونظافة مظهر لموجودات دواخل بيتك في العراق , دواخله وليس خوارجه, مهما شقيت وتكبدت من جهد تنظيفي يومي ,....... العجاج أو الغبار , هو شريكنا بالحياة وبالبطاقة التموينية , ومثله أمور أخرى كالجوّ الجهنمي صيفا, هي وليدة البيئة , ومع هذا فقد تعايش آباؤنا وأجدادنا معها وتقبلوها راضين مخبتين , وقلة منهم إختارت أن تهاجر لغير العراق , رغم شظف العيش , أتحدث هنا عن سنين الأربعينات والخمسينات والستينات تلك , ولا أقصد شيئا مهينا بحق من هاجر وإستقر خارج العراق , فأنا أدرى بأسباب الهجرة وأعرفها , والهجرة هي اصلا حق مشروع كفله القرآن وتعهد الله فيه بأن يقف مع المهاجر الحقيقي ,ويفتح له أبواب السعة في الرزق والعيش ...
هذه الأفكار والهواجس لا تغادرني طيلة ساعات الوعي من كل يوم , ولا أرى المغادرة النهائية حلا لمن هو مثلي , فداخلي شيء إسمه " الهم" ..لا يطيق مني فكاكا , أعلم أنني يوم أن أستلقي على العشب الأخضر في أية جنة من جنان الله الأرضية , سألتفت يمينا ويسارا , وأحس به مضطجعا قربي..كما هو هاجس نيتشه ذاك , إن لم تخنّي الذاكرة ..... فما نفع الفراق والحال هكذا إذن ؟؟
أعود فأقول , إن غالبية العراقيين هم من النوع القنوع , ويعطون أهمية كبيرة لتفاصيل دقيقة من تفاصيل حياتهم العراقية , ويُكبرونها , وما يبدو شيئا بسيطا لدى غيرهم , يتضخم لديهم هم ويستحوذ على وجدانهم ,
لكنهم ....
لكنهم....
لكنهم يوم أن يستقروا خارجا , ويتعايشون هم وأبناءهم وبناتهم مع الوضع الراقي هناك , لن يكون بإمكانهم أن يعودوا للعراق أبدا ,,,فمن ذا الذي يختار العودة للنار ؟؟ ومن من الذراري سيرضى بالعودة لبلد آبائه آنذاك ؟؟
أنا موقن أن هذا هو هاجس كل عراقي إضطر للمغادرة , فهم يعرفون ذلك حتما , لذا أنا موقن من مصداقية الدموع التي سيذرفونها , وهم يلجون بوابة الطائرة ...
وداعا أيها المهاجرون ..وداعا في حياة موجزة لا فرصة للقاء ثان فيها, بقيّة حياة قصيرة لن يفلح أفضلنا طريقة بأن يكسر حاجز التسعين فيها ...
لقد أرادت زبانية المأبون بُش و حلفاؤه الصهاينة , أن يجعلوا العراق حفرة من حفر جهنم , بمعونة شركائهم بالجريمة هذه , من الإيرانيين عبدة النار, وجحوشهم البارتيين الفجّار , وقد كانت كذا فعلا, لكن ليس على العراقيين فحسب , فالنار التي أنشأوها جاءت كمية غير متجهة , تلسع وتشوي وتكوي , بمختلف الإتجاهات , بخلاف النار المقابلة ....
تحية لمن أشعل النار المقابلة بوجه الأعداء وجعلهم لا يتحرّجون من كشف هواجسهم وجبنهم ومهانتهم ... أللهم إجعلها بردا وسلاما على ابناء بلد إبراهيم الخليل ..
تحية عميقة من القلب وتهنئة بحجم الكرة الأرضية للشرفاء الذين عبثا يريد المحتلون والخونة أن يخلطوا هوياتهم بهويات المجرمين ...
وكل عيد أضحى , وكل عيد غيره , وهم بألف خير ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق