الأربعاء، ديسمبر 10، 2008

مهزلة ( البرلمانيين العراقيين )في مطعم بسيدني





الثلاثاء, 09 ديسمبر 2008 00:00
عبد الجبار ناصر

جاء الوفد (البرلماني) وليد المحمية الخضراء إلى سيدني بناء على دعوة من رئيس البرلمان الاسترالي. هذا ما قيل وما نشر، فليس مهما أن يكون الوفد قد جاء فعلا بدعوة رسمية أو للسياحة أو مجرد (تغيير جو) أو لعقد مقاولات جانبية تتعلق بشركات مسجلة باسم نواب الشعب المسكين. لم يكن واردا الاطلاع على وجهات نظر العراقيين في نظامهم الجديد ولا التعرف عما يواجهونه من مشكلات، فلم يدر ذلك في بال أعضاء الوفد الذي يتكون من خمسة أعضاء فقط هم (حيدر العبادي ورضا جواد تقي وعلي حسين وهادي حسين والسيدة غفران الساعدي ). ونظرا لضخامة عدد أفراد الوفد، فقد أنيطت رئاسة الوفد باثنين، وليس بواحد كما جرت العادة، وهما (الشيخ) خالد العطية- والرجل إيراني الأصل خامنئي الهوى- النائب الأول للمشهداني (لسان الشعب الناطق بالحكمة والرزانة، حلْوٌ رشيق، وحَسَنٌ أَنيق، وعذب سائغ، وخَلُوب رائع) والنائب الثاني السيد عارف طيفور- بلبل المرجعية العشائرية الكردية. ومما يجدر ذكره، كما يقول الإخباريون من أتباع ومقلدي هيئة الإعلام العليا، لم يأت النائبان عبر انتخابات شعبية بل جاءا من خلال قوائم مرقمة في انتخابات نزيهة أمينة ديمقراطية صانتها بنادق وهراوات العصابات الكردية ومافيا عائلتي الطالباني والبارزاني وبنادق عصابات الزعيم الأحول وهي ذات البنادق التي قاتلت الجنود العراقيين في جبهات القتال مع الجارة العزيزة إيران.
المهم أن وكلاء البيشمركة والزعيم الأحول (والحقيقة ليس ما فيه حولا بل ردة حسن فتكت أفئدة التوابين!) أشاعوا بين أبناء الجالية العراقية ممن ضرب الله على عقولهم بالغباء والسذاجة، أن النائبين المحترمين سيناقشان (مع الجمهور) أمورا في غاية الأهمية. فظن بعض ذلك الجمهور، وأكثره لا يفقه شيئا حتى في أحكام الوضوء والنجاسة، أنهم ربما سيسمعون أسرارا عن المحمية الخضراء واتفاقية وضع القوات الأميركية في العراق، أو على الأقل أن يسمعوا منه ما اختص فيه من أحكام الجنابة وصلاة الميت ودفع الزكاة وخمس آل البيت.
لكن أيا من ذلك كله لم يحدث. كان اللقاء في وليمة في مطعم عراقي، وطبعا كانت الأكلة هي السمك. لم يترك (العطية) مجالا للحوار والنقاش قبل أن تتربع صواني السمك المشوي على المائدة عملا بقاعدة (خير البر عاجله). وقبل أن يمد (العطية أو السيد النائب) يده (الكريمة) المزينة بالخواتم (وأصبح المعممون في العراق ملوك الخواتم) إلى طبق السمك، رفع رأسه المثقل بالعمامة البيضاء وكأنه قد تذكر شيئا، وحسبت الرعية المرافقة أنه لا بد سيتحدث عن شأن عراقي غاية في الأهمية، فحبسوا أنفاسهم التي اختلطت برائحة السمك اللذيذ وعطر الطرشي النجفي. قال الشيخ وهو يهز أصبعه (لا قطع الله له أصبعا): والله لن آكل حتى أعرف.."
قاطعته الرعية التي ملأت المطعم العراقي والتي جاءت لتناول ما لذ وطاب على حساب وكلاء صاحب ردة الحسن وولده الذي تلقى دروس تربيته في أزقة شاه عبد العظيم. صاح بعضهم: "هل يريد شيخنا أن يعرف عدد الموالين لسيدنا أطال الله عمره وعمر ولي عهده المبجل؟"
صاح البعض الآخر: "لا يا جماعة الخير، مولانا الشيخ يريد أن يعرف إن كنا سننتخب قوائم المجلس الأعلى في انتخابات بلديات فيرفيلد وبانكستاون وغرانفيلد."
صاح آخر بصوت جهوري: "ما هذا يا أيها المؤمنين؟ الشيخ يعرف جيدا أن حكومة أستراليا الكافرة لا تسمح (لجماعة المجلس) بالترشيح. ما يريد الشيخ أن يعرفه، كما أحدس، هو إن كنا مع الاتفاقية الأمنية أو ضدها."
رفع الشيخ (روحي له الفدى) يده الكريمة التي تباركت بملامسة أيدي بريمر وبوش ورايز ورامسفيلد وغيتس، ووقعت قرارات سيادة العراق وصانت وحدته مع قيادات التحرير الأميركية. سكت الجميع وانحنت الرؤوس فبدت عمامته البيضاء كأنها صحن طائر فوق عاصفة الصحراء . قال (أرواح العراقيين له الفدى): لن آكل حتى أعرف.."

علت الضجة من جديد وكل متعصب لرأيه وتوقعاته فيما سيقوله معالي فخامة الشيخ(العطية) النائب الأول (أفاض الله عليه من نور هدايته ما كشف به عن حقائق الدين، وأنطق لسانه بحجته التي قمع بها ضلال الملحدين، وصفى سرائره من وساوس الشياطين، وطهر ضميره عن نزغات الزائغين، وعمر فؤاده بأنوار اليقين. آمين).
أضطر أخيرا الشيخ العطية (أرواح المسلمين له الفدى) أن يقف صارخا بصوت مجلجل طغى فيه الغضب على ما تميز به من رحمة، فكأن روح المشهداني قد حلت فيه: " أردت أن أقول لن آكل قبل أن أعرف إن كان هذا السمك بصدف أم بغير صدف"!!!!


jabbaraus@hotmail.com


هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته


ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار