فى ذكرى استشهاد البطل النبيل صدام حسين
شبكة البصرة
محمد يوسف
يا أبناء أمتنا الخالدة..
كل فصول المأساة منذ احتلال بغداد، هى فى وضوح الشمس. وكان أوضحها يوم أن لف حبل الموت رقبة واحداً من أبنائك الأبطال هو الشهيد صدام حسين المجيد، الرئيس الشرعى للجمهورية العراقية، فجر يوم عيد الأضحى لعام 1427ه وبينما كان حجاج بيت الله الحرام فى ذات اللحظة يكملون مناسك حجهم.. ذلك الشهيد يا أمتنا الذى ضحى بكل شىء نقول كل شىء حتى لم يتبقى له من كل هذه الدنيا ما ظل قابضاً عليه الى لحظة النهاية، سوى القرآن الكريم، وإرادة تكسر الفولاذ، وإصرار لم يغادره لحظة واحدة على الدفاع عن شرفك وعن كرامتك.. لذلك عليك يا أمنا وأمتنا أن تتجرعى حزناً وألماً حتى يفيض بهما بحر وخليج العرب.. وعليك يا أمنا وأمتنا ألا يغادرك الأمل فى الخلاص، لأنه قادم، بل لم يكن يوماً أقرب إليك مما هو الآن. حيث سقطت كل أوراق التوت، وهتكت كل الستر والأسرار، وبانت عورات كل الأعداء والرجعيين الخائنين واضحة أمام سيف الإنتقام.. القادم لا محالة.
لحظة أن هوى الجسد النبيل معلقاً فى حبل الشنق، زغرد كل الخونة وأولاد الكلاب، وأولاد الحرام، الذين لا يعرف لهم أب ولم يرضعوا لبن امهاتهم، وإنما أرضعهم العدو لبن الخيانة النجس الذى يناسب حلوقهم القذرة.. كان الشهيد البطل أقوى من جبروت الإمبراطورية الأمريكية الفاجرة.. إن وهو خلف القضبان فى "مهزلة المحاكمة " أو وهو أصلب من الصخر أمام حبل الموت، الذى كان يقطر بالغل بقدر ما كان مضفراً برغبة بربرية فى الإنتقام.
يوم أن دلهم الخونة على موقعه وهو يقود المقاومة، ليمثل أمام المنحطين بوش ورامسفيلد تنكيلاً وإذلالاً، فإذا به يبصق على الإثنين، فتوعداه بالموت. ومن وراء القضبان مجرداً من كل أسباب القوة إلا ذاته فائقة القوة والتماسك.. لعن القاضى ولعن أبوه، ولعن الإمبراطور الفاجر بوش وأبوه ولعن المحتلون والرجعية العربية النجسة.. وقدم خطاب مجد وتمجيد للأمة العربية وللشعب العراقى.. وكان ذلك الثعبان الأرقط الأصلع الذى جلس فوق كرسى القاضى يرتجف خوفاً من البطل، قد ابتلع إهانته وإهانة أبيه ولم يرد.. ولم يتحملوا زئيره من وراء القضبان، وخافوا أن يكشف باقى عوراتهم.. فعاجلوه بالشنق.
ورغم أن العقيدة الإسلامية تحرم التمثيل بالمقتول ولو كان فى ميدان حرب، إلا أن المنحطين لم يرعووا لشرع ولا لشريعة، وتم التمثيل بالبطل ثلاث مرات. واحدة وهو حى حينما جلبوا حثالات مذهبية وقفوا يشاهدون الشنق، ويشاهدون البطل ثابتاً فى مواجهة الموت كالطود الراسخ، يحتضن المصحف الشريف ويحتضن إرادته ونظراته الحادة المطمئنة والواثقة، وابتسامة الكبار الشامخين ترتسم على شفتيه فى مواجهة الفناء (!!).. فتملكهم سعارهم المذهبى المقيت والمريض والنتن، وتقيأوا منه ما تقيأوا، أمام وفى حضور بعضاً من كبار الخونة السياسيين العراقيين، الذين لا يبيتون ليلهم إلا على "حجر" الأمريكى البريطانى المحتل والفاجر. وهؤلاء المذهبيون هم أنفسهم المتماهون فى الصغر والصغار، ومن ينبطحون على بطونهم أرضاً أمام العدو خارج قاعة الشنق، بينما "يستأسدون" على البطل بقوة ذات العدو، وعلى الفور عاجلهم البطل الشهيد بالهتاف بحياة الأمة العربية والعراق، ونطق مكرراً الشهادتين فى ثبات وإيمان شامخ ورفيع، قبل أن تغلق عينيه الى الأبد عن هذا المشهد المنحط من أعدائه وأعداء العراق والأمة، وهو نفسه المشهد الشريف والخالد والنبيل منه.
والثانية.. أنهم أطلقوا ست رصاصات على الجثمان الطاهر بعد الشنق كما صرح بذلك مسئول أمنى أمريكى كبير فى شهر نوفمبر الجارى.
والثالثة.. يوم أن راحوا يعيدون ويكررون نشر وإذاعة ما صوروه وسجلوه لمشهد الإستشهاد هذا.. كأنما لم يشف غليلهم ما حدث، فأرادوا أن يتشفوا أكثر وأكثر حتى ترتاح قلوبهم المريضة، وحتى يتموا العمل على أكمل وجه كما أمرهم سادتهم.. وأيضاً كأنما أرادوا من تكرار نشر المشهد، أن يتأكدوا أن البطل قد استشهد فعلاً!؟.
إنهم خونة ومنحطون يا أمتنا.. فوق أنهم أغبياء!! لأن سيدهم لن يرحمهم، إذ هم مأجورين تنتهى مدة استئجارهم بعد انتهائهم من تنفيذ ما كلفوا به. وسوف لا يتردد لحظة فى تعليقهم على ذات الحبل لو فكروا مرة واحدة فى التأخر عن تنفيذ ما يلقى عليهم من أوامر.
إننا نعرفهم يا أمتى.. نعرف أسمائهم ومناصبهم، وعناوين عروشهم وألوان الكراسى التى "يتمتطعون" عليها عمالة وخيانة للشعب العربى بطول الوطن وعرضه. نعرفهم بالعدد ونعرف أولادهم وأرقام هوياتهم..
ونحن نريد من "تلك الفوضى الخلاقة" أن تحرق فى أتونها وأن تجتث من الجذور، كل الأعداء والخونة الذين يعتلون سدة الحكم فى النظام السياسى العربى، يقهرون الشعب ويسرقون مقدراته بالنهار، وبالليل هم يمسحون بلاط أسيادهم فى واشنطن ولندن وباريس وطهران، خدم مجردون من الإرادة ومن الكرامة ومن مجرد حق الإمتعاض.
التحية والإكبار لروح شهيد الأمة صدام حسين المجيد.
عاشت الأمة العربية خالدة مقاومة
عاش الناصريون رصيد الأمة ورهانها الى المستقبل
وعاشت لها روح الإنتقام فى مواجهة الأعداء والخونة
Firstline_youssof@hotmail. com
القاهرة فى 4/12/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق