الأحد، أكتوبر 12، 2008

مراسل شبكة CNN الأمريكي: لماذا بيت طارق عزيز ؟(1) .. " فعلمت إنه رجل دولة ومن الطراز الأول"




كتابات - آسر عبدالرحمن عباس الحيدري

في عام 1958 تم الإعلان في بغداد عن قيام ثورة الرابع عشر من تموز، وإنهاء الحكم الملكي وقيام الجمهورية العراقية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم ورفيقه في السلاح المشير عبد السلام محمد عارف. وبعد بضع سنين من قيام الثورة تم إصدار قانون الإصلاح الزراعي والذي قيل فيه ((حينها)) إنه كان قانونا لنصرة الفقراء ومكافحة الإقطاع وتوزيع الأراضي على الفلاحين... على أثر إعلان هذا القانون هاجت ثائرة الإقطاع وأذنابه في العراق وفي بعض دول الجوار الجغرافي للعراق. فحاولوا وبشتى الوسائل إفشاله، حاولوا بالمال والرشى وحاولوا بالإشاعة والإرهاب وحاولوا إثارة الرأي العام الداخلي ضده لكنهم وفي كل هذا وذلك فشلوا فشلا ذريعا وذلك لأن هذا الرأي العام الداخلي كان حقيقة هو المستفيد الأول والأخير من تطبيق بنود هذا القانون...

أخيرا لجأوا إلى تأليب الرأي العام الدولي وخصوصا رأي عام دول الجوار الجغرافي للعراق ووجدوا ضالتهم بنظام الشاه المقبور والذي خرج ((حينها )) للتو من ثورة إصلاحية قادها ضده الدكتور محمد مصدق والتي أشبعته هو ونظامه جراحا لا يزال ((حينها)) ينزف دما وألما، فتحالف معهم وحرك أزلامه واذنابه من الرجعية الاجتماعية والتي كانت ولا زالت تعمل لصالح المشروع الإيراني الصفوي في العراق... فأصدرت الحوزة العلمية والمتمثلة ((حينها)) بزعامة وقيادة المرجع آية الله السيد محسن الحكيم الطباطبائي أصفهاني فتواها الشهيرة والتي لا تجيز فيها الصلاة على الأراضي المستصلحة والموزعة على فقراء الفلاحين وكان قانون نص فحوى الفتوى يقول (( لاتجوز الصلاة فوق الأرض المغصوبة )) وخط تحت نص فحوى الفتوى توقيع السيد محسن الحكيم الطباطبائي.....

في عام 2003م وفي اليوم التاسع من الشهر الرابع لهذا العام شنت الإدارة الأمريكية وحليفتها الإدارة البريطانية حربا للإطاحة بالنظام العراقي في بغداد، حربا أسمياها بحرب الديمقراطية والقضاء على الديكتاتورية والبحث عن أسلحة الدمار الشامل. ثم قيل لاحقا أنها حرب إعادة الإعمار والبناء، وكانت نتيجتها الحتمية سقوط ذلك النظام ودخول قوات التحالف إلى بغداد وبقية المحافظات العراقية الأخرى..

استبيحت بغداد عشرة أيام وتم السلب والنهب فيها وأمام مرأى ومسمع العالم حيث لم يسلم من السلب حتى متحف بغداد الوطني. وكان من جملة ما نهب ومن ثم سلب واستملك هي دور وبيوت مسؤولي النظام العراقي السابق وكانت من ضمنها دار متواضعة صغيرة تقع في منطقة الجادرية من بغداد تعود ملكيتها إلى نائب الرئيس العراقي السابق ووزير خارجيته في فترة الثمانينات طارق عزيز والتي صودرت ومن ثم استملكت من قبل السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة (( الإسلامية)) في العراق والدائر حول الفلك الإيراني الساطع في العراق هذه الأيام..

أما لماذا دار طارق عزيز استملكت من قبل السيد عبد العزيز الحكيم لتكون مقرا له ولأولاده دون غيرها من بيوتات مسؤولي النظام السابق؟؟ فهذا يعود الى سبب نص نفس فحوى الفتوى التي أصدرها والده المرجع السيد محسن الحكيم إبان فترة الستينات لإسقاط قانون الإصلاح الزراعي. نص الفتوى (( لاتجوز الصلاة فوق الأرض المغصوبة)) فكان السيد عبد العزيز الحكيم كما نقل لي مصدر مسؤول ومؤسس في المجلس الأعلى وهو من أقاربي ينظر إلى بيت طارق عزيز ( المسيحي ) على أنه غنيمة من غنائم الحرب وبالتالي تجوز إقامة الصلاة فوق أرض بيته على عكس دور باقي مسؤولي النظام السابق من المسلمين والتي تدخل دورهم في باب الدور أو الأراضي المغصوبة وبالتالي لا تجوز ولا تقبل أي صلاة تقام فوق أرض دورهم.
______________________

-1 " في نهاية القرن الماضي" توفيت والدة طارق عزيز فنقل جثمانها المسجى الى الكنيسه للصلات عليها وذلك وفقا للطقوس الكنسية المتبعة في الديانة المسيحية وكان من ضمن تلك التعليمات ان يضع جميع من حظر تلك الصلوات اطراف اصابع يده اليمنى على كتفه الايمن ثم ينقلها ويضعها على كتفه الايسر ثم يرفعها ويضعها على جبين مع قول كلمة امين وذلك اذانا بانتهاء تلك الصلوات ففعل الجميع ذلك الا طارق عزيز.... فأثار ذلك العمل انتباه مراسل شبكة CNN والذي كان حاضرا لتغطية هذا الحدث . فلندع الرجل يكمل لنا احداث قصته . .

يقول مراسل شبكة CNN فأقتربت منه اي طارق عزيز وقلت له انت مسيحي لماذا لم تفعل هذه الحركة ( واشار بيده ) كما فعل الجميع او تقول كلمة آمين على جثمان والدتك المسجى امامك في الكنيسه ؟ )

فقال له طارق عزيز – ( نعم انا مسيحي واعتز بمسيحيتي لكن عراقيتي فوق مسيحيتي ثم انا امثل العراق ولا امثل الطائفة ) .

يقول مراسل شبكة CNN (( فعلمت انه رجل دوله ومن الطراز الاول وعلمت كذلك لماذا استأمنه صدام حسين على اخطر المناصب في الدولة العراقية رغم قلة نسبة عدد المسيحيين في العراق )) ... هذا هو طارق عزيز الرجل الذي ضرب مثلا في الوفاء والوطنية ... فيا ترى اليس من حق العراق الدامي الان ان يطلب رجلا مثل طارق عزيز يصلح ما افسده الفاسدون والخونه والطائفيون والقتلة .. ادعو الله

asserabas@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار