قد يبدو السؤال موضوع العنوان خروجا عن المألوف والمتعارف عليه, ولربما يعتبره البعض نوعا من قلة الادب, بينما قد يثير عند البعض هواجس وظنونا ويشعل فتيل حملات إعلامية تسقيطية ضد كاتب المقال, ولكن المهم في الموضوع برمته هو النوايا الحسنة ولا شيء سوى النوايا, وبما أن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى, فإنني وعملا بتلك القاعدة أطرح هذا التساؤل الذي أعتبره مشروع جدا جدا لانه ينظر للحاكم من باب المحاسبة الشعبية والرقابة العامة والمسؤول هو أول من تنطبق عليه كل مواصفات الالتزام الحرفي بالقوانين , فقد لاحظت مثلا أن كبار المسؤولين العراقيين الحاليين بدءا من (دولة) رئيس الوزراء نوري المالكي وليس إنتهاء بمدير إدارة المجاري في بلدية الناصرية مثلا يرسلون عوائلهم ونسوانهم وأطفالهم للعيش في بريطانيا العظمى وإلى لندن الصمود والتصدي تحديدا ويبقون هم في أماكنهم المحروسة من عين البشر في المنطقة الخضراء (حماها الله ), بل أنني أعرف أحد البرلمانيين العراقيين من حزب المالكي ( الدعوة) يعيش في دمشق الصمود, بينما زوجته تعيش في بريطانيا العظمى وتستلم مساعدات من صندوق الضمان الاجتماعي رغم أن المحروس زوجها المستشار والنائب الهمام يقبض رواتبه الخرافية بالدولار من الحكومة العراقية وسع الله مخرجها, فهل للجشع والطمع لدى الاخوة المؤمنين حدود أو سدود أو آفاق نهائية ? أعود للمسؤولين الاخرين الذين يعيشون بمفردهم في الغابة العراقية التناطحية وحقيقة لا أعرف السبب سوى الرغبة على مايبدو بحماية الاهل والاقارب من دورات الموت والقتل والاغتيال العشوائية في مدن العراق المختلفة, ولكن السؤال هو إذا كان المسؤولون لا يستطيعون ضمان أمن عوائلهم فكيف يستطيعون ضمان أمن الانسان العراقي الذي إنتخبهم كما يقولون في تلك الانتخابات العجيبة المطبوخة وفق مواصفات العمائم الثقيلة والمرجعيات المختلفة, خصوصا أنها كانت الانتخابات الوحيدة التي جرت تحت تهديد من (صاحب الزمان) عجل الله فرجه بتطليق النسوان إن لم ينتخب فلان وفقا لاوامر الانس والجان, كيف يحلو للمسؤول العراقي وخصوصا من الحزب القائد ( الدعوة وشركاه) أن يستلم رواتبه ومخصصاته المليونية التي ما خصصت له إلا لاجل العمل على حماية دماء وأعراض ومصالح عباد الله بينما يعيش أهله في سعة من العيش وفي حرية يمارسون التسوق في أكسفورد ستريت واللطم في مؤسسة أهل البيت ويقرأون الدعاء كل ليلة, أليس في الامر مهزلة كبرى واستهانة فظيعة بدماء العراقيين ومصالحهم, ولكنني أتساءل أيضا هل وجود النسوان في بريطانيا هو بمثابة إنشاء القواعد الامنة إنتظارا ليوم الزحف والهروب الكبير حين تحل الواقعة وينسحب الرفاق الاميركان من المنطقة الخضراء ويعود الرفاق لقواعدهم الامنة التي كانت لهم رغم أن بعضهم أيام المعارضة ومنهم رئيس الوزراء المالكي لم يعش في بريطانيا أبدا بل كانت بريطانيا قاعدة من قواعد الرفيق المناضل الملا إبراهيم الجعفري (قدس سره) وطبعا لم يكن يمارس الطب في منفاه البريطاني بل كان يمارس اللطم والوعظ والارشاد, فسبحان مغير الاحوال, ويا رب إرزقنا كما رزقتهم, أما بريطانيا فقد تحولت اليوم لقاعدة من قواعد نسوان من يعدون أنفسهم ليوم الهرب الاكبر, والله حالة, والله طرطرة.
* كاتب عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق