الأربعاء، أكتوبر 15، 2008

اهالي حديثة يستقبلون الزوبعي بالترحم على روح الرئيس الشهيد صدام حسين والدعوة الى المقاومة

كتـب المقال د مصطفى الطيب
الثلاثاء, 14 أكتوبر 2008 19:47

خلال زيارته إلى مدينة حديثة فوجئ سلام الزوبعي نائب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الرابعة السابق بتجمع حاشد من أهالي المدينة يترحم على روح الرئيس الشهيد صدام حسين ،ويطلق شعارات معادية للاحتلال الأمريكي والحكومة التي نصبها في المنطقة الخضراء ، وعندما حاول أفراد حماية الزوبعي منع المتظاهرين من إطلاق شعاراتهم وأهازيجهم التي تعبر عن وحدة العراق ،انبرى لهم شيخ مسن من أهالي المدينة بالقول إن الفترة التي كان فيها حزب البعث العربي الاشتراكي يقود السلطة لم نعرف أيا من مظاهر الطائفية والعنصرية وعمليات القتل والتشريد والتهجير التي إشاعتها حكومة الاحتلال الرابعة ،وأضاف الشيخ ألحديثي إننا أيام الحكم الوطني كنا نعيش بسلام ووئام ومحبة وإخوة ،لذا من واجبنا أن نترحم على روح الشهيد صدام ونحن إلى أيامه .

وكانت مدينة الدجيل قد شهدت هي الأخرى تجمعا كبيرا لمواطنين من أهالي المدينة عبروا فيه عن حنينهم إلى عهد الرئيس الشهيد صدام حسين خلال جولة أقامتها القوات الأمريكية لصحفيين أجانب في المنطقة ،وقال مواطن من أهالي المدينة لوكالة رويتر إننا نحن إلى أيام حكم الرئيس الشهيد الذي كان أنبل حاكم عرفناه ولو جاء اليوم إلى مدينتنا لهتفت مرحبا به ولدعوته إلى وليمة في بيتي رغم إن شقيقا لي قد اعدم في قضية الدجيل ... ولم يكتف المواطن بذلك بل انه أعلن بأعلى صوته هاتفا مترحما على روح الرئيس الشهيد وبعزة العراق وتحريره من المحتلين وعملائهم كي يسمع الجنود الأمريكان ،حسبما أوردت ذلك وكالة رويترز للأنباء .

والسؤال الذي يطرح نفسه بعد أكثر من خمس سنوات على احتلال العراق وإقامة النظام" الديمقراطي !" المحروس بحراب الأمريكي ، ما الذي يدفع بالعراقيين للحنين إلى أيام الحكم الوطني ،والإعلان عن ذلك أمام وسائل إعلام أجنبية ومسؤولين حكوميين ،رغم ما يكتنف ذلك من مخاطر جسيمة في ظل سيادة علاقات الحقد والانتقام وإلغاء الآخر خصوصا إذا الأمر متعلقا بحزب البعث العربي الاشتراكي وفترة قيادته للدولة طيلة خمسة وثلاثين عاما والتي يحاول الحكام المنصبين من قبل قوات الاحتلال محوها من الذاكرة العراقية لأنها تشكل دافعا أمام العراقيين لموجهة الاحتلال وأعوانه .

والإجابة لا تحتاج إلى عناء كبير ،فالعراقيون كانوا جميعا يشعرون بالأمن والأمان تحت خيمة وطن واحد ،لا يعرفون الطائفية والعنصرية والمناطقية الضيقة ،ومن يتعامل بما يفرق أبناء الوطن الواحد ،مهما كانت نواياه وأهدافه ،فانه يجابه بموقف موحد واحد يركز على وحدة الوطن والشعب والتاريخ والدين وكل الجوامع المشتركة الموحدة لنسيج المجتمع . كما إن العراقيين يشعرون إنهم كانوا ينتمون لوطن يشكل ثقلا كبيرا في المنطقة وقوة إقليمية تحظى باحترام وتقدير من كل الدول المحيطة والدول الأخرى ،رغم محاولات الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومن يسير في فلكها لإلحاق الأذى بالعراق وتجربته والعمل على إضعافه وإلغاء دوره كعنصر فاعل من عناصر استقرا المنطقة ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن ارتفاع أعمال القتل والتشريد والتهجير والتهديد وسيادة قيم الفرقة والتناحر التي تغذيها إطراف إقليمية لها أهدافها التوسعية في العراق مثل النظام الإيراني ودفعه لعملائه ومرتزقته لممارسة أفظع الإعمال الإجرامية ضد أبناء الشعب العراقي الذي عاش على مدى تاريخه الطويل ، متآخيا موحدا متحابا ،تربط نسيجه الاجتماعي روابط لا تعرف الانفصام ،وقد شهدت سنوات الاحتلال العجاف عمليات التهجير والتطهير العرقي والطائفي والقتل على الهوية وتفضيل المصالح الأجنبية على المصالح الوطنية وهو ما أثار حفيظة العراقيين وجعلهم يعلنون مواقفهم المناهضة لكل ما جاء به المحتلون وأذنابهم ،أما الحياة اليومية للمواطن العراقي فقد باتت تشكل له أزمة حقيقية لا يستطيع الفكاك منها ،فارتفاع الأسعار وارتفاع تكاليف المتطلبات المعيشية ووصول اغلب شرائح المجتمع إلى ما دون مستوى خط الفقر المتعارف عليه دوليا ،فقد أصبح من العسير على المواطن توفير قوت عياله اليومي في ظل إصرار حكومي على افقاد البطاقة التموينية تأثيرها في حياة المواطنين والتي وفرتها الحكومة الوطنية أيام الحكم الوطني وفي ظل اعتى هجمة امبريالية حاولت استهداف العراقيين في معاشهم اليومي وتدمير منجزهم الحضاري طيلة العقود الأربعة السابقة للاحتلال ،إضافة إلى شيوع أمراض اجتماعية لم تكن معروفة عند العراقيين كالإدمان على المواد المخدرة وانتشار ظواهر التسول والاتجار بالأطفال وعمليات السرقة المنظمة المدعومة من أجهزة حكومية متنفذة .

إذن كثيرة هي الأسباب التي تدفع بالعراقيين للحنين إلى أيام الإحساس بعراقية الانتماء ووحدة الوطن وسماحة العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع وليس اقلها الإعلان عن موقف شجاع يستذكر بحنين جارف أيام التوحد ،أيام الحكم الوطني الذي قاده شهيد الحج الأكبر الرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه الذين وضعوا الوطن في سويداء القلب وحدقات العيون .

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار