وصف بالانقلاب الأبيض على المالكي.. الإنقسام في حزب (الدعوة) يخرج إلى العلن وأنصار الجعفري يسيطرون على المكاتب في النجف
2008-06-07 :: الملف – بغداد ::
دخلت العلاقات الشيعية - الشيعية في العراق منعطفاً جديداً بعد تكريس الانشقاق في حزب "الدعوة" الحاكم، وإعلان الحزب بزعامة نوري المالكي فك الارتباط برئيسه السابق ابراهيم الجعفري الذي اسس تياراً جديداً قال بعض المصادر انه استولى على مراكز ومكاتب الحزب في عدد من المدن، خصوصاً في النجف ويسعى الى قيادة جبهة سياسية معارضة. وأصدر حزب "الدعوة الاسلامية" بياناً يؤكد انهاء ارتباط ابراهيم الجعفري به بعد ان شكل ما يسمى بتيار الإصلاح الوطني. وجاء في البيان أن ما قام به الجعفري هو تحرك ذاتي لا تربطه علاقة تنظيمية بحزب الدعوة الاسلامية، والساحة العراقية ليست في حاجة الى مزيد من الشعارات والتشرذم بل في حاجة الى تكاتف. واضاف إننا في الوقت نفسه نعرب عن احترامنا لخياره، رغم اختلافنا معه، ونؤكد أن المساحة التي تجمعنا وإياه أكبر من تلك التي نختلف معه حولها. وكان قياديون مقربون من المالكي وصفوا تحرك الجعفري بأنه انقلاب أبيض، بعد ورود معلومات عن انضمام مسؤول الحزب في النجف اليه، وتحويل كل مكاتب الحزب لمصلحة الحركة الجديدة. وقالت المصادر ان مكاتب أخرى للحزب في حي الكاظمية، شمال بغداد، وفي عدد من مدن الجنوب رفعت شعارات التيار الجديد وصور الجعفري، ما شكل مؤشراً على تصعيد خطير للخلاف بين الجانبين، خصوصاً أن جناح المالكي سيسعى الى استرداد المكاتب. وكان الجعفري أقصي من زعامة حزب «الدعوة» خلال انتخابات داخلية بعد أشهر من اخفاقه في الحصول على تجديد ولايته رئيساً للحكومة. ويعود تاريخ تأسيس «الدعوة» الى بداية الستينات من القرن الماضي على يد المرجع الشيعي محمد باقر الصدر. وكان أول حزب سياسي شيعي يحمل طابعاً دينياً. وخاض منذ ذلك الحين صراعاً دامياً مع السلطة. وانتقل في بداية الثمانينات الى ايران لينضم الى «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في مناهضة النظام السابق قبل ان ينفصل عنه بعد عامين، ويؤسس تنظيماً جديداً باسم حزب «الدعوة - تنظيم لندن» الذي قاده الجعفري منذ ذلك الحين. وشهد الحزب انشقاقات أخرى، حملت اسم «الدعوة - تنظيم العراق» و «حركة أنصار الدعوة». واكد النائب فيما يسمى «تيار الإصلاح الوطني» الذي يتزعمه الجعفري، فالح الفياض ان «منهج التيار يستمد فكره من شخص الجعفري، وهو منهج بناء وإيجابي ينأى عن التقاطعات الحزبية والأجواء السلبية من أجل بناء العراق». ونفى انسحاب الجعفري من «الدعوة» او انقلابه على قياداته. ويرتبط إعلان التيار الجديد ببروز تفاهمات سياسية على تشكيل جبهة برلمانية تضم كتلة الصدر (30 نائباً) والقائمة العراقية (24 نائباً) وكتلة الحوار الوطني (11 نائباً) وحزب الفضيلة (15 نائباً) بالاضافة الى تيار الجعفري الذي ما زال وزنه غير معروف في البرلمان وداخل حزب «الدعوة»، مع تسرب معلومات عن انضمام 10 برلمانيين إليه، بعضهم من المستقلين داخل كتلة «الائتلاف» الشيعية وخارجها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق