بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ولقد حذرنا من هذا.. ونبهنا
شبكة البصرة
المقاتل الدكتور محمود عزام
وأخيرا صدر قرار اللجنة الاولمبية الدولية بإحالة قرار حكومة الاحتلال والمحاصصة الطائفية في العراق بحل اللجنة الاولمبية العراقية إلى اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الدولية في 4 حزيران 2008 في أثينا لإصدار عدد من القرارات والإجراءات العقابية بحق الرياضة العراقية وسلم هذا القرار إلى وزير المحاصصة الطائفية لقطاع الشباب رسميا..
وعندما وصف كل من بوش ورايس المالكي بأنه (رجل قوي!)..وهو تعبير غالبا ما يستعمل لأغراض دبلوماسية وخاصة في السياسة الأمريكية للدلالة على ارتباط هذا الشخص أو ذاك بمنهجها من جهة ولتشجيعه للاستمرار بهذا التعاون والتحالف رغم الاعتراضات الدولية والمحلية..إلا أن المالكي فهم هذا الوصف بأنه يعني (ديكتاتور! ولا يتراجع في قراراته!)..
وهذا ما لمسه لمس اليد طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية المحاصصة فالمالكي لحد الآن يرفض (التنازل!) عن (بغلته) ويقر بحق التوافق بما طلبته من مطالب..وأرغم التوافق والحزب الإسلامي وحلفائهم على التنازل عن أغلب مطالبهم..واليوم يرفض أدناها..ويتدخل في نسبهم ووزراتهم..
والمالكي لم يعين نصف وزراء حكومته المستقيلة..رافضا كل مطالب الآخرين واستحقاقاتهم ومقترحاتهم.. وضرب عرض الحائط بتحالفه القديم مع حزب الفضيلة والتيار الصدري والقائمة العراقية والتيارات الصغيرة التي غرر بها ووقفت إلى جانب الائتلاف العراقي وأوصلته لرئاسة الوزارة.. إضافة إلى فقدانه لدعم التوافق..
ولم يركن ولم يستكين ولم يهدأ هذا الثور الهائج الذي لم يصدق إطراء بوش له وهو الذي دخل حديثا للعبة الأمريكية القديمة في إسقاط النظام الوطني العراقي بعد أن هيا لهذا العدوان دهاقنة الخيانة من بيت ألجلبي وعلاوي والحكيم والأكراد والذين جاءوا بحزب الدعوة ليتصدر مهمة (أعمار العراق الجديد!)..والذي تحول إلى منفذ لسياسة ومنهج وتبعية وحقد وانتقام حزب الدعوة العميل فقط..
فالثور الهائج (يقاتل ويناطح رقصا وطربا!) ذات اليمين وذات الشمال..
فهو يقود فيالق الظلام والحقد والكراهية والحسد والانتقام الإيرانية عددا ومنهجا لمحاربة مناضلي العراق ورجال النظام الوطني السابق الذين وقفوا كالطود الشامخ في وجه الهجمة الصفراء التي هبت على العراق من قم وطهران وقاتلوا نفس جيوش الظلام التي يقاتل بها اليوم حماة العراق والمدافعين عن شرفه وعزته..
وأخذ يختلق التسميات لعمليات الإبادة الجماعية وقتل واعتقال الأبرياء من الناس وتهديدهم وإرهابهم..مرة في البصرة والجنوب والفرات الأوسط.. ومرة في بغداد ومرة أخرى في ديالى والموصل وتكريت..في عمليات استعراضية حيث يستعين بالطائرات والدبابات الأمريكية للتدمير العشوائي وهدم الدور والبنايات وإشاعة الذعر والفزع بين الأطفال والنساء..
المالكي اليوم بكل كيانه وأحاسيسه وأفكاره وماضيه الأسود وبكل إمكانات الولايات المتحدة وإيران والعراق الأسير لديهم وكل حقد التاريخ.. يخوض حربا ضد البعث والمقاومة الوطنية العراقية ورجال نظام المجد والفخر والكرامة في دولة العراق الشرعية التي اغتصبها هو وحلفاءه..
وفي نفس الوقت يقاتل بقوة وبطرب شديد جبهة التوافق العراقية والحزب الإسلامي بيده اليمين..ويقاتل بيده اليسار التيار الصدري..ويضرب برجله اليمين حزب الفضيلة وبرجله اليسار القائمة العراقية وأياد علاوي الذي يقف وراء ترشيح دخول حزبه للتحالف الشيطاني في مجلس الحكم واللجنة الرئيسية..وفي وقت (انقطاع ذيله.. الجعفري) مؤسسا له حزبا جديدا فان المالكي يخوض اليوم حربا خفية لمناطحة الحكيم بالقرن اليمين والتحالف الكردستاني بالقرن اليسار..
ومع إن المالكي متحالف مع الأمريكان صوريا ضد إيران إلا انه سيذهب إلى إيران ليتحالف معهم ضد الأمريكان!....
وبهذه الصورة المتداخلة من التخبط والطيش والحقد الأعمى لا نعرف بأي وسيلة يدير الحكومة والوزراء ويفاوض الأمريكان!..
وكيف تذكر المالكي ومستشاريه والسفارة الأمريكية في وسط هذه العاصفة من تراب هذه المعارك وهذه التحديات وبعد أكثر من خمس سنوات من أن اللجنة الاولمبية العراقية ولاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم هم من (بقايا النظام السابق!!)..
ولماذا نستغرب أن يكون الحقد والكراهية والتبعية قد وصلت إلى حد اعتبرت هذه الحكومة حسين سعيد الذي سجل هدف الفوز التاريخي على إيران عدوا لدودا ومن بقايا النظام السابق الذي الحق بإيران الهزيمة والعار؟..
أليس القلم أمضى في أحيان كثيرة من الرصاصة؟..
كذلك التسديدة الناجحة في كرة القدم..فهي تشبه قذيفة مدفع 155 ملم ذاتي الحركة!..
وحسين سعيد النائب الأول للجنة الاولمبية العراقية هو الذي أبكى ابن الشاه في بطولة الشباب في السبعينات بتسجيله هدف فوز العراق على إيران في عقر دارهم!..
وهذا ما حذرنا منه في يوم 9 نيسان 2003!!..وما بعده..
لقد قلنا إن كل أبطال العراق..في الجيش والشرطة والأمن والمخابرات ومؤسسات الدولة ومبدعيها وكوادرها وكفاءاتها هم أعداء لهذه الزمرة الخائنة..وسوف لن يستثنوا أحدا.. الذي قاتلهم والذي ساندهم..ومن سيقاتلهم ومن يلتجئ إليهم.. وسيفتشون حتى عن المعدات والعجلات والمدافع التي ضربت والطائرة التي أغارت على إيران..وسيلاحقون حتى أسماء الناس..وسيغيرون أسماء المدن والشوارع والساحات..وسيفكرون كيف يغيرون تراب العراق وشجره ونخيله وأنهاره..
وقلنا إن هؤلاء لن ينسوا أحدا..ومن يتوقع (من الضباط والعسكريين ورجال المؤسسات الأمنية والدكاترة والمدراء العامين وموظفي الدولة كافة والشرفاء والوطنيين والمثقفين والرياضيين وكل شرائح المجتمع) من انه سوف لن يأتي اليوم الذي يقوم به هؤلاء الخونة بمحاسبة وملاحقة كل من ظهرت الفرحة في عيونه بنصر العراق في كل مواجهة سابقة مع أعداءه وفي كل الميادين فهو واهم ومخطئ..
وقلنا للبعض من الذين التحقوا بركب دلال خمر قريش وغانياتهم وحذرناهم من إن من يموت عند هؤلاء سيكون مصيره جهنم فقتلاهم في النار.. وشهدائنا في الجنة..
وحتى الذي خان ضميره وتنكر لحزبه يوم كان في الحزب..ومهد لهم الطريق وأقنع بوش بالحرب وتعاون مع كل المخابرات الأجنبية بأنواعها ضد وطنه وشعبه لكي يوصلهم لحكم وسرقة وتدمير العراق وتحقيق أحلامهم في الانتقام العشوائي..لم ولن يسلم منهم!!..وهو يعرف ذلك جيدا..وأول العلامات كان انفضاض أصحابه الذين أأتمنهم من حوله وذهابهم بكل ما حصلوا عليه من (غنائم) عندما كان في السلطة وتوجهوا مسرعين إلى حضن الدعوة والحكيم!!..
أنه اليوم نداء للتوبة..
لمن خانته الإرادة وغلبت عليه الطائفة أو الصلة ويدعي بأنه محتاج للوظيفة..لمن ظن أن نارهم ستنطفئ باغتيال القائد الشهيد الخالد صدام حسين الذين صفقوا له كثيرا وضحى بنفسه من اجلهم..إنها الفرصة الأخيرة لمن تنكر لحزبه ونضاله وادعى اليوم إنه كان مرغما على ذلك ونسى تكالبه وتنازعه وتدافعه ليتقدم الصفوف!..إنها فرصة لكل الشرفاء ليهبوا وينتفضوا ويلفظوا ما لحق بهم جراء عملهم الرسمي وعلاقتهم مع هذه السلطة المارقة والخائنة والمزورة والسارقة..
ومكان العراقيين الشرفاء مع المقاومة الوطنية العراقية..لا مع هؤلاء..
هؤلاء جاءوا ليدمروا كل العراق..وأول ما يستهدفوه ويحاربوه..هو كل القيم والمبادئ الإنسانية والتاريخية والخلقية..وكل منجز كان للعراق يمثل خطر جدي عليهم سواء كان ذلك في مجال السياسة أو القوة والاقتدار وفي الفن والإعلام والرياضة..فما يسعد الشعب ويريحه يغيظهم..وليس لكراهيتهم وحقدهم حدود..
فهم يكرهون حتى الإيمان بالله لأنه يبعث على الطمأنينة والاستقرار والصبر للنفس العراقية..
فهؤلاء ليسوا رجال حكم ومسؤولية وتفهم لحاجات شعبهم ولا يهمهم سمعة العراق ولا فرحة الشعب...وهم غير معنيين بنفحة الأمل لشبابه ومستقطع من الزمن ليعيش لحظة من الزمن الماضي!!..وهو يراقب فريقه الوطني بكرة القدم ويشجع لاعبيه السنة والشيعة والمسيحيين من شمال العراق أو وسطه أو جنوبه..وقالوا علنا: " لن نتراجع عن قرارنا حتى لو منعوا فريق العراق من اللعب!".. ولا تتعجبوا حين تسمعوا أنهم يريدون منتخب وطني لكرة القدم للأكراد وآخر للشيعة وثالث للسنة ورابع للأقليات!!..
وهم يتقنون فن المراوغة والكذب والحيلة والتنصل من التزاماتهم على الرغم من معرفتهم بأن التنصل لا يلغي تقليل شانهم وتصغير حجمهم وافتضاح أمرهم..فالقيمة والقدر والشأن لا يهمهم بقدر أهمية إرضاء أسيادهم وأولياء نعمتهم..
أما البعث والنظام السابق..واستخدامهم الخائب لكلمة بقايا..فما يمثله الحزب والنظام الوطني الشرعي اليوم من رجال ونساء ومقاتلين يفوق بالعدة والعدد والتدريب والإيمان والصبر والصمود والقدرة والاستعداد للتضحية والفداء ما كان قبل الحرب..
ليس لنا بقايا..نحن موجودون في كل مكان وكل العراق لنا..
ونحن قادمون وستستغربون أمواجنا الهادرة..وكم كنا قريبين..
أما أنتم..
فلستم إلا بقايا مما لفظته الإنسانية ونفرت منه الأخلاق والقيم وعاب عليه الزمن والتاريخ..وفسدت بضاعته مع الأيام..أنتم أعداء الفرحة والبهجة والزهو والفخر والكرامة..
وكيف لا..وهم من شق بطون الأمهات وقتل الأجنة أمام الآباء..
ثم قاموا بقطع يد الأب ولسانه ووضعوه في النار حيا..لأنه تغنى بحب العراق وقاتل دفاعا عنه!..
mah.azam@yahoo.com
شبكة البصرة
الثلاثاء 29 جماد الاول 1429 / 3 حزيران 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق