جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــ
لن يحرم المتابع لنشاطات روّاد حانة المضبعة الخضراء من متعة الضحك على مرضى ( المؤامرة والمؤامرة المضادة ) ، التي يسمّونها مرة إنقلابات ومرة فتنة طائفية ، أو حرب قوميات ، طريفها : يقين جميع روّاد الحانة من حقيقة بشرية تفيد أن : من يخون بلده وشعبه مقابل مال أو منصب مستعد لخيانة أقرب الحلفاء اليه في ذات الحانة ، التي ماجمعت غير خونة وأرباب عملهم ، أيا كانت درجات الإئتلاف والإتحاد والتوافق التي يسيّرون أعمالهم بها .
وقد يذهب البعض الى قرين : حقيقة ( ما يبنى على باطل فهو باطل ) في أمر هؤلاء ، فيجد أن ما يوصّف الحال هو : ( مايبنى على خيانة آخره خيانة ) ، فتتضح مبررات كل الإنقسامات والإنشقاقات ، وتقلبات التحالفات الجديدة والقديمة ، بين هؤلاء ، وكلها اساليب دفاعية للنجاة من خيانة متوقعة ممن إنشقوا أو تخيّطوا في ذات الحانة ، عندئذ لا يجد المتابع أحدا من هؤلاء يطيق فراق مائدة المقبّلات التي رصفها صاحب الحانة لضباعه على الظن والوهم أنها ( مجانية ) ، ( بوفيه ) ، ولكنها في حقيقة الأمر من لحم ودم العراقيين الذي أدمنوه .
إدارة الإحتلال نجحت والى حد بعيد في زرع ( فوبيا الخيانة ) في نفوس عملائها ، وبالمقابل نجحت في جعل هؤلاء يوقنون الا ّ منقذ ولاملاذ لهم غير تلك الحانة المحاصرة بالعراقيين الرافضين لها ، حتى أن محمود المشهداني ، الذي طرد من باب البرلمان العراقي عنوة ، اعلن انه يخطط للعودة من شبّاك مائدة المقبلات هناك عاجلا ، مع انه اعترف مرات بعمالته وعمالة برلمانه ، وشكا مرات ومرات من كلاب صاحب الحانة التي تتشمّم كل عميل يوميا خوفا من ( خيانة ) محتملة ، فضلا عن الكشوفات ( السونارية ) المخزية التي يتعرضون لها رجالا ونساء هناك .
واذا كان من مضحكات ( فوبيا الخيانة ) في عراق اليوم الجديد ان موظفي معظم الوزارات ( العراقية ) لم يروا وجوه وزرائهم الا من خلال وسائل الإعلام ، لأن هؤلاء لم يزوروا وزاراتهم غير مرة واحدة ، أو إثنتين في كل عام ، خوفا ورعبا من موظفيهم ، ويديرون وزاراتهم من حانة المضبعة الخضراء بالهاتف ، بل أن بعضهم بات يدير وزارته من خارج العراق ، لإشتداد وطأة هاجس الخيانة على مفاصل وعيه ، فمن الأكثر إضحاكا أن هؤلاء لايثقون الا بمن نال ( صك غفران ) امريكي او ايراني او من ذيل الطرفين الكوندي ، وحتى من نال مثل هذا الصك يبقى مشكوكا به على خيانة مفترضة قادمة آجلا أم عاجلا .
وتنتفخ شراعات الخيانة الأقليمية عند ضباع الحانة عادة بكل ريح قادمة من واشنطن أو طهران ، على طول وعرض جهات البنتاغون واعلام الملالي المعمّم ، وبما يفسر ( المعجزة ) التي تحدث عنها ( نجاد ) قبل اشهر ، اذا ليس من السهل على الإطلاق على ( مسؤولين ) أن يؤدّوا دور متعادين ، أمام شعوب الأرض ، وهم حلفاء يأكلون من لحم ذات الفريسة التي وقعت بن مخالبهم ، فيراهم المرء مرة يهاجمون هذا الطرف ومرة يهادنونه ، وكأن إنقلابا ب ( 180 ) درجة قد حصل ، ليس وفق مصالح العراق قطعا ، بل وفق مصالح الإدارة المشتركة في حانة المضبعة الخضراء وروّادها من أمريكان وأيرانيين وكوند .
على ان الأكثر طرافة في عالم ( الفوبيا ) العراقي هذا هو ما أثارته ( قندرة ) منتظر الزيدي ، التي إختلف فقهاء البرلمان العراقي في إتخاذ موقف جلي وواضح منها ، ولم يختلفوا طبعا وطبعا على عمالتهم التي اعلنها محمود المشهداني مرات ومرات ، والإختلاف جاء جوابا عن سؤال :
أي دور يمثلون أمام الشعب العراقي ؟!
أيؤيدون ( القندرة ) أم يرفضونها ؟!
وفي آخر المحصلات أنهم ، ووفق يقينهم ويقيننا ، قد خسروا الشعب العراقي في هذه الجولة ، فضلوا ربح رواتبهم كنواب ، أو كدوّاب ، كما يحلو للعراقيين وصفهم ، على هذه التجارة الوطنية البائرة ماليا ، لأنهم على يقين من ( الخيانة ) جاهزة لكنسهم جميعا بضربة واحدة من صاحب الحانة وشيطانها الأكبر حليف معممّي محور الشر وحاضنة الشرق الوسخ الجديد في شمال العراق .
محمود المشهداني ، لم يعد محمودا كرئيس برلمان ، وهو ليس أوّل القرفين من هذه الشيزوفرينا المرضية ، ولن يكون الأخير، فها هو برهم صالح ، وبطرقة أخرى وشكل آخر ، يحذر من فتنة قومية : بين العرب والأكراد ، أظرف ما في مبناها ومعناها معا أنه : هو واحد من أسسوا لتفجيرها في ذات الحانة ، مع جلال الطالباني ومسعود البرزاني ، مما يذكرنا بذلك الطفل الذي صنع لنفسه إفعى من من طين ثم فر ّ مرعوبا منها !! .
ولكن وبكل بساطة لايجد المتابع مثل هذه الفتنة ، الخيانة ، خارج المضبعة الخضراء ، لأن عرب واكراد العراق غير المصابين بمرض ( فوبيا الخيانة ) ، ممّن لم يستقبلوا الغزاة ( بالورود ) ولا يرون في ( بوش ) ( هدية من الله ) للخونة حسب ، لن يقاتلوا بعضهم بعضا قطعا ، بل سيقاتلون من خانهم جميعا لمجرد مال أو منصب ، ويبقى السؤال الدائم على مسرح حانة المضبعة الخضراء :
من سيخون من يخون في عالم الخونة ؟! .
jarraseef@jarraseef.net
ــــــــــــــــــــــــــ
لن يحرم المتابع لنشاطات روّاد حانة المضبعة الخضراء من متعة الضحك على مرضى ( المؤامرة والمؤامرة المضادة ) ، التي يسمّونها مرة إنقلابات ومرة فتنة طائفية ، أو حرب قوميات ، طريفها : يقين جميع روّاد الحانة من حقيقة بشرية تفيد أن : من يخون بلده وشعبه مقابل مال أو منصب مستعد لخيانة أقرب الحلفاء اليه في ذات الحانة ، التي ماجمعت غير خونة وأرباب عملهم ، أيا كانت درجات الإئتلاف والإتحاد والتوافق التي يسيّرون أعمالهم بها .
وقد يذهب البعض الى قرين : حقيقة ( ما يبنى على باطل فهو باطل ) في أمر هؤلاء ، فيجد أن ما يوصّف الحال هو : ( مايبنى على خيانة آخره خيانة ) ، فتتضح مبررات كل الإنقسامات والإنشقاقات ، وتقلبات التحالفات الجديدة والقديمة ، بين هؤلاء ، وكلها اساليب دفاعية للنجاة من خيانة متوقعة ممن إنشقوا أو تخيّطوا في ذات الحانة ، عندئذ لا يجد المتابع أحدا من هؤلاء يطيق فراق مائدة المقبّلات التي رصفها صاحب الحانة لضباعه على الظن والوهم أنها ( مجانية ) ، ( بوفيه ) ، ولكنها في حقيقة الأمر من لحم ودم العراقيين الذي أدمنوه .
إدارة الإحتلال نجحت والى حد بعيد في زرع ( فوبيا الخيانة ) في نفوس عملائها ، وبالمقابل نجحت في جعل هؤلاء يوقنون الا ّ منقذ ولاملاذ لهم غير تلك الحانة المحاصرة بالعراقيين الرافضين لها ، حتى أن محمود المشهداني ، الذي طرد من باب البرلمان العراقي عنوة ، اعلن انه يخطط للعودة من شبّاك مائدة المقبلات هناك عاجلا ، مع انه اعترف مرات بعمالته وعمالة برلمانه ، وشكا مرات ومرات من كلاب صاحب الحانة التي تتشمّم كل عميل يوميا خوفا من ( خيانة ) محتملة ، فضلا عن الكشوفات ( السونارية ) المخزية التي يتعرضون لها رجالا ونساء هناك .
واذا كان من مضحكات ( فوبيا الخيانة ) في عراق اليوم الجديد ان موظفي معظم الوزارات ( العراقية ) لم يروا وجوه وزرائهم الا من خلال وسائل الإعلام ، لأن هؤلاء لم يزوروا وزاراتهم غير مرة واحدة ، أو إثنتين في كل عام ، خوفا ورعبا من موظفيهم ، ويديرون وزاراتهم من حانة المضبعة الخضراء بالهاتف ، بل أن بعضهم بات يدير وزارته من خارج العراق ، لإشتداد وطأة هاجس الخيانة على مفاصل وعيه ، فمن الأكثر إضحاكا أن هؤلاء لايثقون الا بمن نال ( صك غفران ) امريكي او ايراني او من ذيل الطرفين الكوندي ، وحتى من نال مثل هذا الصك يبقى مشكوكا به على خيانة مفترضة قادمة آجلا أم عاجلا .
وتنتفخ شراعات الخيانة الأقليمية عند ضباع الحانة عادة بكل ريح قادمة من واشنطن أو طهران ، على طول وعرض جهات البنتاغون واعلام الملالي المعمّم ، وبما يفسر ( المعجزة ) التي تحدث عنها ( نجاد ) قبل اشهر ، اذا ليس من السهل على الإطلاق على ( مسؤولين ) أن يؤدّوا دور متعادين ، أمام شعوب الأرض ، وهم حلفاء يأكلون من لحم ذات الفريسة التي وقعت بن مخالبهم ، فيراهم المرء مرة يهاجمون هذا الطرف ومرة يهادنونه ، وكأن إنقلابا ب ( 180 ) درجة قد حصل ، ليس وفق مصالح العراق قطعا ، بل وفق مصالح الإدارة المشتركة في حانة المضبعة الخضراء وروّادها من أمريكان وأيرانيين وكوند .
على ان الأكثر طرافة في عالم ( الفوبيا ) العراقي هذا هو ما أثارته ( قندرة ) منتظر الزيدي ، التي إختلف فقهاء البرلمان العراقي في إتخاذ موقف جلي وواضح منها ، ولم يختلفوا طبعا وطبعا على عمالتهم التي اعلنها محمود المشهداني مرات ومرات ، والإختلاف جاء جوابا عن سؤال :
أي دور يمثلون أمام الشعب العراقي ؟!
أيؤيدون ( القندرة ) أم يرفضونها ؟!
وفي آخر المحصلات أنهم ، ووفق يقينهم ويقيننا ، قد خسروا الشعب العراقي في هذه الجولة ، فضلوا ربح رواتبهم كنواب ، أو كدوّاب ، كما يحلو للعراقيين وصفهم ، على هذه التجارة الوطنية البائرة ماليا ، لأنهم على يقين من ( الخيانة ) جاهزة لكنسهم جميعا بضربة واحدة من صاحب الحانة وشيطانها الأكبر حليف معممّي محور الشر وحاضنة الشرق الوسخ الجديد في شمال العراق .
محمود المشهداني ، لم يعد محمودا كرئيس برلمان ، وهو ليس أوّل القرفين من هذه الشيزوفرينا المرضية ، ولن يكون الأخير، فها هو برهم صالح ، وبطرقة أخرى وشكل آخر ، يحذر من فتنة قومية : بين العرب والأكراد ، أظرف ما في مبناها ومعناها معا أنه : هو واحد من أسسوا لتفجيرها في ذات الحانة ، مع جلال الطالباني ومسعود البرزاني ، مما يذكرنا بذلك الطفل الذي صنع لنفسه إفعى من من طين ثم فر ّ مرعوبا منها !! .
ولكن وبكل بساطة لايجد المتابع مثل هذه الفتنة ، الخيانة ، خارج المضبعة الخضراء ، لأن عرب واكراد العراق غير المصابين بمرض ( فوبيا الخيانة ) ، ممّن لم يستقبلوا الغزاة ( بالورود ) ولا يرون في ( بوش ) ( هدية من الله ) للخونة حسب ، لن يقاتلوا بعضهم بعضا قطعا ، بل سيقاتلون من خانهم جميعا لمجرد مال أو منصب ، ويبقى السؤال الدائم على مسرح حانة المضبعة الخضراء :
من سيخون من يخون في عالم الخونة ؟! .
jarraseef@jarraseef.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق