الجمعة، أكتوبر 24، 2008

تصريحات أمريكية وقحة بحق الشعب العراقي بخصوص مهزلة الاتفاقية الأمنية وعار خماسي الحكم




تصريح أقل ما يقال عنه أنه وقح بحق الشعب العراقي ذلك الذي أطلقه رئيس هيئة الأركان الأمريكية المأفون مايكل مولن للصحفيين المرافقين له على متن طائرة عسكرية كان يستقلها في زيارته إلى أوروبا , حيث تناقلتها وسائل الإعلام يوم الثلاثاء 12 ت1 2008 وهذا الأدميرال مايكل الذي أطلق تصريحه الوقح بتعمد لكي يوهم نفسه أنه أحد المنتصرين في احتلاله للعراق حيث شمل بهذا التصريح كافة أطياف الشعب العراقي بدون استثناء والذين أغلبهم اليوم ليس رافضين وحسب لصك الانتداب والمهانة الذين يطلقون عليه جزافآ ( الاتفاقية الأمنية ) وإنما العراقيين رافضين أصلآ لوجودهم كقوات عسكرية محتلة لبلد عضو مهم في المجتمع الدولي .

كان على الأدميرال مولن أن يفرق بين خماسي الطغمة الحاكمة وبين أطياف واسعة من الشعب العراقي رافضة بصورة مطلقة لما يدعيه اليوم .
حيث صرح للصحفيين " من أن العراق سيخاطر بالتعرض لخسائر كبيرة ما لم يصادق على الاتفاقية الأمنية و بان الوقت ينفد أمامهم ، ولا يدرك العراقيون خطورة الوضع الآن " ويضيف كذلك " من أن العراق يغامر بخسارات على الصعيد الأمني لها تبعات كبيرة ما لم يصادق على الاتفاقية التي توفر الأساس القانوني لبقاء القوات الأمريكية في العراق , وبهذا النحو فستكون هناك خسائر للشعب العراقي ولها تبعات كبيرة وأن الجيش والشرطة غير مستعدين لحماية امن العراق في الوقت الحالي " .

مثل تلك التصريحات الخطيرة سوف يتم ترجمتها إلى حملة شرسة تقوم بها قوات الإحتلال وعلى أرض الواقع وذلك بافتعال عمليات تفجيرات مفتعلة ومدروسة في مناطق ومدن محددة وبسيارات مفخخة ودرجات نارية وعبوات ناسفة مطورة تلقى من الطائرات المروحية أو الطائرات بدون طيار , وكذلك قد يؤدي بهم الأمر إلى حملة اغتيالات واسعة النطاق وهذا ما سوف تكشف لنا الأيام القادمة , وهذا الموضوع تحديدآ سبق أن حذرنا منه بمقالات سابقة تناولت تداعيات وخطورة الشأن الأمني العراقي , وكان أخر هذه الاغتيالات السياسية من حصة التيار الصدري ونائبه في ما يسمى بالبرلمان ( العراقي ) صالح العكيلي الذي تم اغتيالها في شارع مغلق بالكامل من قبل السيطرات الأمريكية وسيطرات ما يسمى بالشرطة والجيش ( العراقي ) وتم تسويف قضية التحقيق ومن هي الجهة المستفادة بشكل أساسي من وراء هذا الاغتيال وكعادة حكومة خماسي الحكم الفاسدة في جميع عمليات الاغتيالات والتفجيرات المفتعلة فقد تم طمس قضية التحقيق .

رأينا كذلك كيف أن جميع القوى الوطنية العراقية الرافضة للوصاية الاستعمارية الجديدة التي يطلقون عليها خماسي حكومة الخزي والعار ( الاتفاقية الأمنية ) لأنها في حقيقة الأمر ليست سوى صك عبودية مجاني جديد يتم تقديمه على طبق من ذهب إلى قوات الاحتلال ومرتزقته , فحكومة نوري ( المالكي ) تريد من وراء المماطلة في مسألة التوقيع على اتفاقية الخزي والعار أن تضمن حقها في الاستمرار بالحكم لعشرات السنين القادمة وكذلك عدم ملاحقتهم قانونيآ مستقبلآ بدعاوى فساد واختلاس المال العام وتهم بالإرهاب , وليس كما حاولت ميليشيات شبكة إعلام ( المالكي ) أن يوهم به بعض السذج من أن عدم توقيعهم على هذه الاتفاقية هو خوفه على مصلحة ( العراق ) وهي النغمة الجديدة التي حاول أن يروجوها من خلال أعلامهم الأصفر الحزبي الطائفي , وهذه هي البضاعة الفاسدة التي يحاولون اليوم تسويقها إلى الشعب العراقي وما هي إلا محاولات ومزايدات رخيصة تلك التي نسمعها من أفواه سراق العراق بخصوص ما يعرف اليوم بمهزلة الاعتراض أو عدم التوقيع على ( الاتفاقية الأمنية ) بصيغتها الحالية .

والتصريح الأخر الساذج الذي أطلقه الأدميرال مايكل مولن حول إيران بقوله " إيران تعمل جاهدة على إفشال تبني الاتفاقية الأمنية بالضغط على أتباعها لعدم قبول التوقيع عليها " وهذا تصريح أخر اقل ما يقال عنه انه غبي فهو يعرف جيدآ أن إيران أصبحت لا عب منافس رئيسي لهم على الساحة العراقية بعد أن سمحتم بقصد مبطن على تسهيل وصول مرتزقتها إلى سدة حكم , ومدى معرفتكم المسبقة بالنتائج الكارثية التي سوف تترتب على هذا الأمر في المستقبل , وقد استطاعت إيران بسبب غبائكم السياسي في العراق وبواسطة ازلامها أن تتوغل في جميع أجهزة الدولة ( العراقية ) تحت مرأى ومسمع منكم , وبالمقابل تعمل إيران وترد لكم الجميل على خنق التيار العراقي العربي الشيعي قدر المستطاع وعدم إثارته وحمل السلاح ضد قواتكم المحتلة , وبالتالي فتح جبهات إضافية مقاومة لكم انتم في غنى عنها على الأقل في الوقت الحاضر بعد التدهور الخطير في اقتصادكم وفرص تعويض خسائركم المادية والبشرية العسكرية وصعوبة تعويضها على الأقل في السنوات القليلة القادمة .

ولكن لم يذكر لنا الأدميرال مايكل مولن لأنه ببساطة لا يمتلك الشجاعة الكافية كـ ( محارب ) عن حقيقة القنوات السرية العاجلة التي تم فتحها خلال الأشهر القليلة الماضية مع أجهزة النظام الإيراني لغرض الاتفاق على صيغة تفاهم نهائية ترضي الطرفين , وبدون المساس بالوضع الأمني والعسكري على الأقل في الفترة القادمة , وما زالت المفاوضات قائمة وعلى نطاق من السرية العالية .

إيران تتفاوض مع الولايات المتحدة حول ( الاتفاقية الأمنية ) بلسان مرتزقتها في خماسي الحكم وتريد أن تضمن حصتها كاملة وغير منقوصة من الغنيمة العراقية الدسمة , وأمريكا وفريقها الأمني والعسكري المفاوض يريدون أن تكون السيطرة الإيرانية فقط على العتبات المقدسة في كل من محافظتي كربلاء والنجف والسماح بدخول البضائع التجارية وهذا احد أوجه الخزي والعار الأمريكي تجاه العراق , فمن جهة يصرح القادة العسكريين الأمريكيين بخطورة التدخلات الإيرانية في العراق , وانعكاسها على الواقع الأمني , ومن جهة أخرى يتفاوضون معهم في الخفاء لغرض وضع حل نهائي يرضي الطرفين لغرض تقسيم النفوذ ومن أهم بنود الخلاف الأمريكي ـ الإيراني لتقسيم النفوذ , هو رغبة إيران بالسيطرة المطلقة على الجنوب العراقي وبصورة شبه مطلقة ويكتفي الأمريكان بدورهم بالسيطرة على وسط وشمال العراق فقط , إضافة إلى عدم التدخل في القرارات الهامة والمصيرية التي يتخذها مجالس المحافظات الجنوبية التي سوف يتم إنشاءها في العراق بخصوص إنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي , والتي سوف يتم تزوير نتائجها مسبقآ وحسم الحكم بين زمرة حزب الدعوة بقيادة نوري ( المالكي ) وزمرة المجلس بقيادة عبد العزيز ( الحكيم ) وكذلك مسالة الحقول النفطية وعدم السيطرة المركزية عليها من قبل وزارة النفط , وإنما تكون الصلاحيات المطلقة لمجالس المحافظات بخصوص توقيع العقود النفطية وتطوير الحقول وحتى تصدير النفط ومجالس المحافظات سوف يتم تشكيلها حتمآ بصورة صورية تسيطر عليها إيران وحرسها الثوري الإيراني بالخفاء ويتم تحريكهم من خلف الستار كدمى , وهذا ما يرفضه كذلك المفاوض العسكري الأمني السري الأمريكي . في حقيقة الأمر أن طبخة التوقيع على ( الاتفاقية الأمنية ) ليست ناضجة لغاية الآن وبالصورة التي تريدها إيران ومفاوضيهم بالنيابة خماسي الحكم وبالنتيجة ضمان مستقبلهم السياسي والاقتصادي إلى أمد طويل .

بالنسبة إلى قيادات الصهيوبيشمركة المتمثلة بمسعود البرزاني وجلال الطالباني فأنهم يوافقون على هذه ( الاتفاقية الأمنية ) بالمطلق وقد بصموا عليها بالعشرة حتى بدون مناقشة أي بند فيها لأنهم يعتبرونها ضمان أكيد لاستمرار حكمهم الميليشياوي , ومصادرة حقوق ومستقبل الأكراد الأحرار من الرافضين لهيمنتهم المطلقة على المحافظات الشمالية التي يسيطرون عليها الآن بقوة السلاح وإرهاب ( بيش مركتهم ) .

أما بقية اللاعبين الاحتياط في العراق من مثل حزب الفضيلة وقائمة أياد علاوي وغيرهم من الفصائل السياسية الثانوية فأنهم يلعبون في الوقت الضائع وتأثيرهم أصبح اقل تأثير من ذي قبل على الساحة السياسية العراقية بعد أن تم تحجيمهم من قبل خماسي الحكم الفاسد والمتمثل بزمرة حزب الدعوة ( الإسلامية ) جماعة نوري ( المالكي ) وزمرة الحزب( الإسلامي ) جماعة طارق الهاشمي , وزمرة مسعود البرزاني وزمرة جلال الطالباني وزمرة دكاكين المجلس وذيوله جماعة عبد العزيز (الحكيم ) وهؤلاء هم الذين يصرحون ألان إمام الجميع بمزايدات إعلامية رخيصة ليس إلا وهم الذين يتفاوضون على حاضر ومستقبل العراق , ولكن بلسان عجمي فارسي مبين , وليس بلسان عراقي وطني لأنهم بعيدين جدآ عن هذه الصفة العراقية الوطنية لأنهم يشعرون في داخل نفوسهم بالضعف والدونية تجاه اللاعبان الرئيسين في العراق .

أملنا كبير من قبل جميع القوى الوطنية العراقية من مختلف الفصائل السياسية وشخصياته الوطنية البارزة أن لا يتم تمرير أي مشروع استعماري جديد لاستعباد شعب العراق وثرواته الوطنية القومية تحت مسمى التوقيع ( اتفاقية أمنية ) ونحن نسميه صك انتداب طويل الأمد بدون أي تحفظ من قبل خماسي الحكم الفاسد , وكان الله في عون العراق والعراقيين من مثل هذه الزمرة الفاسدة العفنة التي تحكمه الآن بفضل الغباء المفرط للسياسيين والعسكريين الأمريكيين عندما مهدوا الطريق وسمحوا لهؤلاء بالوصول للسلطة والحكم بعد أن كانوا بالأمس القريب يتسكعون في شوارع دول اللجوء يعتمدون في عيشهم على مساعدات الضمان الاجتماعي الذي تقدمه الحكومات الغربية ( الكافرة ) لهم , إضافة إلى عملهم في النصب والاحتيال وتزوير الأوراق الرسمية وتهريب العملات الصعبة هذه هي الأعمال التي كانوا يجيدونها بامتياز قل نظيره بين أقرانهم الأخريين وبدون منافس لهم واليوم نراهم يصبحون من ملاك الأراضي والعقارات وشراء الأسهم وتكديس الأموال المسروقة من خزينة الدولة العراقية المنهوبة أول بأول في بنوك الغرب ( الكافرة ) حسب ما كانوا يطلقون على بلدان اللجوء الغربية التي يتواجدون فيها من خلال محاضراتهم السقيمة في الحسينيات والمساجد ومراكزهم التي يطلقون عليها جزافآ ( إسلامية ) هذا هو حقيقة العراق الديمقراطي اليوم الذي بشر به الأرعن جورج بوش الصغير .

أن الأمل الوحيد للشعب العراقي اليوم وفي المستقبل هو بتوحيدهم كلمتهم بطرد المحتل ومرتزقته والتفرغ التام لبناء العراق وتنميته , وعدم السماح لأي دولة بالتدخل في شؤون العراق الداخلية أو الخارجية مهما بلغت قوتها , في توحدكم قوة ترهب الأعداء ويحترمكم الأصدقاء وفي تفرقكم بهذه الصورة القبيحة ستكونون فريسة سهلة الهضم من أي دولة حتى ولو كانت دولة فقيرة نامية , يجب الكف عن تقسيم أنفسكم إلى مذاهب وطوائف وقوميات متناحرة فيما بينكم أنتم عراقيون أولآ وأخيرآ ويجب أن يكون انتماءكم العراقي قبل أي انتماء صوري أخر .


سياسي عراقي مستقل
باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار