نداء عاجل
شبكة البصرة
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحييكم تحية العروبة التي اعزها الله سبحانه بالاسلام وتحية الاسلام الذي حمّله الله العزيز الحكيم امانة برقاب العرب الصادقين المرابطين... وبعد.. هذا النداء يمثلني شخصيا ولا صلة له بأية جهة سياسية كانت وانا معروف وموقفي معلن على اني بعثي رافض للاحتلال ومجاهد في سبيل الله والوطن ان شاء الله.
اريد بدءا" ان اثبت قناعاتي المبنية على معرفة دقيقة وحياتية معاشة فيما يخص موقف حوزة النجف الاشرف من اتفاقية توطين الاحتلال التي يجري الآن تهيئة الاجواء للاعلان الرسمي عن ايقاع بلدنا الحبيب وشعبنا العظيم في حبالها المجرمة الخبيثة ولا اقول التوقيع عليها لان التوقيع قد تم منذ زمن بعيد وهو زمن سياتي التاريخ القريب ليكشف انه ربما يكون احد وثائق مؤتمر لندن سيء الصيت لما يسمى بالمعارضة العراقية. فحوزة النجف مهما قيل ويقال اعلاميا لا تختزن موقفا معارضا لحكومة الاحتلال لان هذه الحكومة هي الممثل الطبيعي لارادة الحوزة ومراجعها وميليشيات هذه الحكومة، ومنها جيش المهدي والتيار الصدري مهما قيل اعلاميا ايضا عنه، هي ما يعرف في الجنوب والوسط العراقي الحبيب باسم (جند المرجعية). وحيث ان هناك اكثر من مرجع في الحوزة وان التطابق التام بينهم امر مستحيل لانه يعني ببساطة الغاء الآخر فان لكل مرجع جنده الاقرب له والاكثر ولاءا. ومرجعية السيد السيستاني طبعا هي الاكبر نسبيا وان الغالبية العظمى من المليشيات تخضع لسطوتها ومع ذلك فان لها ميليشياتها الخاصة بها كما سنذكر لاحقا.
المرجعيات في النجف موافقين على الاتفاقية، مَن يعلن منهم ذلك علنا ومَن لا يعلنه بصيغة اظهار جزء من الباطن. وان من الخطل ان يلتفت أي عراقي شريف او ينتظر موقفا غير هذا لان الحوزة مستفيدة من الوضع الذي خلقه الاحتلال للاسباب الملخصة ادناه:
1 – الحوزة ورجالها استلمت سلطة تحت ظل الاحتلال لاول مرة في تاريخ العراق وهو ما كانت تعمل على تحقيقه منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى ساعة الاحتلال الغاشم المجرم.
2 – الاحتلال مكن ايران من تحقيق غاياتها في العراق وكما لم يحصل من قبل في كل تاريخ الجوار العراقي – الايراني السابق بما في ذلك عصور الاحتلال الفارسي المباشر لارض الرافدين، والحوزة في جل مكوناتها ايرانية بالجنسية او بالهوى او بكليهما.ان الاحتلال قد انجز بالنيابة عن ايران وعن حوزة النجف تحقيق التمدد الفارسي تحت خيمة ولاية الفقيه وتسييد المذهب وكانت قد عجزت عن تحقيقها لا في الحرب المباشرة ولا فيما تلى الحرب من احداث معروفة للجميع.
3- حقق الاحتلال للمرجعيات اقتسام سلطة ادارة المراقد المقدسة وكانت الاضرحة الكبيرة في كربلاء والنجف من حصة السيستاني. ولا يخفى على احد ان الايرادات المالية لهذه الاضرحة تربو على خمسة مليارات دولار سنويا ومن العبث ان ننتظر من المرجعيات ان تتنازل عن هذا الوضع (الحلم) وانها مستعدة للتعاون مع كل شياطين الارض لاستمراره وتجذيره والحفاظ عليه اطول زمن ممكن والاحتلال يشكل حماية لهذه المكاسب بل انه هو من مكّن الحوزة والمرجعيات من الوصول اليها.
4- ان المرجعيات اصلا قد كان لها الباع الاطول في ترسيخ الاحتلالات المختلفة في الوسط والجنوب العراقي بعد الغزو حيث عملت على تخدير ابناء العراق هناك تحت عنوان ان المقاومة السلمية هي التي ستخرج المحتل وان مناضلا على غرار غاندي (السيستاني) سيخرج الاحتلال بما لا يزيد عن ستة شهور ثم صارت سنة ثم امتدت سنين بعد ان تفاعلت تداعيات الداخل العراقي وارهاصات العمل المخابراتي للدول المحتلة وخاصة بريطانيا واميركا وايران والكيان الصهيوني بالطرق المعروفة لفضيلتكم ونحن نعرف يقينا ان الحوزة ومراجعها طرف فاعل في كل ارهاصات هذه التداعيات والتفاعلات.
لقد اسست مرجعية السيستاني جيشا خاصا بها اسمه جيش الاضرحة وكدّست الاسلحة الحديثة في مراقد الائمة الاطهار وحواليها وهي تدير دولة باطنية ايضا اسمها دولة الاضرحة عندها هياكلها وانشطتها التجارية ومقاولاتها الخاصة واعلامها الخاص بها. وان بعضا من وجوه الصراع الذي يدفع ثمنه من دماء (اولاد الخايبه) الذي وصل الى حدود الاقتتال لاكثر من مرة بين جيش المهدي وجيش الاضرحة وانتصر فيه طبعا جيش الاضرحة قبل ان ينتصر جيش المالكي على عصابات المهدي دون ان يلتفت الاعلام كثيرا فهو ليس صراع ايديولوجي ولا عقيدي بل هو صراع على اموال المراقد ووارداتها وانتم ادرى ان مثل هكذا صراعات قابلة للاحتواء بين فترة واخرى ويمكن النظر الى الطافي منها اعلاميا وسياسيا على انه محض توزيع ادوار لا اكثر ولا اقل خاصة وان الذئاب متربعة على عروشها ولا تخسر شيئا لان خلق الله المهووسة باكاذيب المذهب والمذهبية هي التي تُنحر وهي التي تُباع وتُشترى.
وانتم سادتي تعرفون البير وغطاه، فسواد الناس وعامتهم من اهلنا الشيعة بسطاء وخاضعين لسيطرة قدسية السادة ومن العسير التفكير بحل ديمقراطي لهذا الخنوع غير المبرر اصلا. وبذلك فان الحوزة واحزابها قد استفادت كثيرا من هذا الحال فسكتت او شجعت ضمنا على تصفية مئات الآلاف من مناضلي البعث العرب المسلمون وضباط الجيش والطيارين وكوادر الدولة المختلفة لكم الافواه ونشر الرعب والخوف بين الناس وبسط سطوة ديكتاتورية الحوزة والمراجع وهي في محصلتها النهائية بسط لسطوة الاحتلال وعملاءه من جند الحوزة واعوانهم.
والآن.. وبعد هذه المقدمة التي توضح لفضيلتكم الدور الاخلاقي المزدوج تجاه شعبكم في العراق نطرح على فضيلتكم سؤالا جوهريا قبل كل شئ... وهو... مَن هم الرجال الذين تؤسس عليهم هيئة علماء المسلمين الخيرة المجاهدة كقوة فاعلة على الارض في رفضها للاتفاق الذي سيوطن الاحتلال في بلدنا ويحول سلطة القرار من الامم المتحدة الى اميركا وشركاءها؟
انا طبعا اعرف الجواب قطعا وهو ببساطة ان سلاحكم هو كل ابناء العراق الغيارى النجباء الشرفاء من الرافضين والمقاومين للاحتلال وافرازاته البغيضة... وهذا جواب لا يوجد ما هو ابلغ واروع منه.
هل، اذن، رجال البعث المجاهدين وانتم تعرفون يقينا ثقل عملهم الميداني ودورهم الباهر في انطلاق المقاومة وديمومتها وتوسعها وتعرفون سعة انتشارهم كتنظيم سياسي على كل ساحة العراق دونما حساب لاي اعتبار جغرافي او اجتماعي عرقي او ديني او طائفي من ابناء العراق المعنيين بشمولية مرجعيتكم الدينية ام لا؟
ولمصلحة مَن تبقى فصائل الجهاد متفرقة يحرك بعض عوامل فرقتها هاجس التكفير الذي لا مبرر له ويحرك بعضها عوامل اخرى مادية وشرعية مفتعلة؟ متى ستستخدم ايها العراقي العروبي المسلم المجاهد خصوصيات وضعكم الشخصي المختلف نسبيا عن خصوصية اخوكم في الله والعراقية والعروبة والجهاد عزة النفس والعروبة عزة الدوري لتبحث عن آلية اللقاء الذي يضع ارادة رب العزة ومعاني ديننا الحنيف ومصلحة الوطن فوق الاجتهادات الفرعية والمواقف الارثية السابقة التي لم يعد الارتكاز عليها سوى معولا يهدم اساسيات مقاومتنا البطلة.؟
نحن نرى ان البعث كطرف مجاهد وكتنظيم سياسي غير بعيد عن هيئة علماء المسلمين قدر تعلق الامر باهداف التحرير والروح الجهادية المؤمنة بحتمية انتصار العراق وفي كونه الطرف العراقي العروبي الاهم على الساحة العراقية الذي لم ولن يتنازل عن حقوق الوطن والمواطنين التي اعتدت عليها جيوش الغزو وادلاء الخيانة ولم ولن يعترف لا بالاحتلال ولا بما افرزه على الارض وهو تنظيم جامع للعراقيين كما الهيئة الغرّاء وانا اجد نفسي كشيعي جعفري عروبي بعثي منضويا تحت لواءها كممثل لاسلامنا الحقيقي معنويا واعتباريا بل وحتى ماديا ان شئتم والعديد من اخوتي في فصائل الجهاد في جبهة الجهاد والتغيير والجهاد والاصلاح يعرفون هذه الحقيقة ويعرفون ايضا انني لست الشيعي الوحيد الذي يناصر ويوالي هيئة علماء المسلمين بل معي مئات الآلاف من مناضلي البعث في الوسط والجنوب العراقي لاننا كما تعرفون اولاد واخوة شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله واحسن اليه قد رضعنا مقت الطائفية ونبذها ولن نحيد عن منهجنا هذا الى يوم الدين.
لماذا سيدي تمتنع قناتنا العزيزة، قناة الرافدين، عن بث عمليات الجهاد التي تنفذها فصائلكم المجاهدة.. نعم اقول فصائلكم المجاهدة في جبهة الجهاد والتحرير وتقصر تغطيتها على فصائلكم الاخرى كالجهاد والتغيير والجهاد والاصلاح؟
من سيكون غيركم اكثر رشدا واسلاما وشموخا وقدرة على التسامح وعبور ضغائن الامس لكي يسعى باتجاهات توحيد مقاومتنا الظافرة بعون الله ويوجه عملها السياسي والاجتماعي والاعلامي مع ترك الرجال الاشاوس يصولون ويجولون بسلاح الحق الرباني المنتصر على ما يتاح لهم من فرص الهجوم والكر والفر حتى يأذن الله بنصره؟
انا الفقير الى ربي ارى ان عوامل الجفاء اضعف واوهن بكثير من عوامل اللقاء مثلما ارى ان الاجابة على كل تساؤلاتي يحكمها مضمار مسير واحد هو مصلحة العراق الواحد الموحد وانتم الاجدر للهرولة على ثراها الطيب الحبيب لتحقيق الغايات النبيلة السامية في التحرير كما انني اعرف وارى ان قيادة المجاهد عزة الدوري وخبراته الواسعة وشجاعته وعمق ايمانه بالله وسيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومبدئيته الوطنية والقومية ونزاهته وعفته المجربه كفيلة بان تهبكم المحبة والصدر الواسع.. فعراقنا المذبوح يستحق منكم كل انواع التضحية ومنها ان نعبر وقائع نراها مؤلمة وتدين بعضنا ومنها فكرة التكفير التي يتعامل بها بعض رفاق الجهاد وطغت طغيانها المدمر الذي تعرفونه في هيجان القاعدة الذى ادى الى ما ادى وانتم سادة العارفين.
رغم انني اعلنت في بداية رسالتي انني امثل نفسي فحسب غير اني كبعثي عراقي عروبي مسلم صدامي غير معزول القناعات ولا اراني قد كتبت موقفا شخصيا ولا تصورات تغرد خارج سرب خلفياتها وقناعاتها الراسخة. وانتم سيدى وشيخي الجليل ابناء العراق ولم تكونوا في كل الاحوال في خانات عداء ظالم مع الدولة الوطنية وقيادتها التاريخية حتى لو كنتم على رؤى مختلفة كليا او جزئيا فاختلاف الروى امر والبغضاء المقيتة كفانا وكفاكم ربنا سبحانه شرها امر وشان مختلف. ويشهد الله اني كنت منذ زمن طويل اتوق الى معانقة كلمات هكذا رسالة لانني احب بلدي واحب ديني المسلم المحمدي البعيد عن عوامل العداء حتى لو تفاعلت فيه اجتهادات تشريع وفقه متنوعة ونحن اقدر خلق الله على احتواء هكذا تنوير وتغاير وتنوع اجتهادي ضمن اطار رسالتنا المحمدية السمحاء وعراقيتنا وعروبيتنا الموصوفة بالرجولة الفذة والعلم الواسع والعقلية المتفتحة.
وارجو ان يتعامل رفاقي ابناء البعث العظيم مع هذه الرسالة ضمن اطرها العراقية الشريفة وان يجدوا وسائل لا ارى انها عصية عليهم وهم المجربون في كل الساحات وعلى كل الاصعدة تعاون على فتح الصفحة التي اعتقد انها لم تغلق يوما بالكامل الاّ انها لم تفتح الى الآن بالكامل ايضا وفق تقديري.. فلقد بلغ ايها الاخيار السيل الزبى وان عراقنا الواحد الموحد يئن في لحظات احتضار تاريخية بين سكين تذبح ابناءه واخرى تمزق جغرافيته الموحدة التي وجدت منذ الازل لتكون عنوانا للتوحد والمحبة والسلام.
اللهم اشهد اللهم اني لم اقل حرفا واحدا الاّ من اجل عراق نعشقه ونتوق لعودته ابا" لكل ابناءه من اقصى الشمال حتى اقصى الجنوب وانا ادرك تماما ان لكل منّا محتواه ومكنوناته من الرأي الآخر ان لم يكن جادا في توحيد الرأي ولكل منا اسبابه ومسوغاته.. لكن دعونا نغلبها كلها وننتصر للعراق وبعد ان ينتصر العراق وصوت الله والعروبة والاسلام فسيكون حينذاك لكل حادث حديث مع اننا نمتلك الارادات والقدرات على صياغة افق دولتنا المحررة الآن وكجزء من لقاءنا على طريق الله والجهاد والمقاومة وكلنا نتفق على انها دولة التعددية والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة بين الاحرار النجباء في بلد يخلو من العملاء الطائفيين الخونة والقتلة وتجار السحت الحرام.
والله اكبر
عاش العراق
عاشت مقاومتنا البطلة
Victory.coming@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق