الاثنين، مايو 12، 2008

يُمّه!! زوومبيييي!!!!



كتابات أبو الحق
الحادي عشر
من مايس2008


كان لي صديق له عبارة متميزة....في تلك الثمانينات وقت أن إنتشر جهاز الفيديو القديم ذاك, أبو الكاسيت الجبير اللي يشبه كتاب البؤساء, يقول صديقي أن أي واحد يشتري جهاز فديو , يستيقظ صبيحة اليوم الثاني, ليجد أمام باب بيته مغلفا مجهول هوية المرسل, فيه ثلاثة كاسيتات , أولها فلم إثارة من النوع الرخيص, والثاني فلم رعب عن الزوومبيز, والثالث فلم " الصعود إلى الهاوية"...
....والزوومبيز هم مخلوقات خيالية من بنات أفكار الذهنية الأمريكية المتوقدة, شأنهم شأن مصاصي الدماء والأزبري, لا وجود لهم في دنيا الله الجميلة, لكنها من إفرازات العقلية السايكوباثية الأمريكية التي لا ترتاح ما لم تخلق شيئا بشعا ترعب العالم به وتسترزق من ورائه..
الزوومبيز بنظرية الفلم هم أجساد موتى تتحرك , بفعل لعنة ما, تتحرك بشكل يرعب الزعاطيط ويؤرق عليهم ليلهم, في حين أنه لا يُفلح إلا بإضحاك الكبار إلى حدّ الإستلقاء على القفا , أجساد الزوومبييز تتحرك بشكل مراجيح بشرية تسير ببطء وهي تمد أياديها للأمام, كما لو كانت تُجري فحص الغدة الدرقية, وسيرها البطيء لا يمنعها في النهاية من بلوغ أهدافها المرسومة, فهي في نهاية المطاف ستصل إلى حنجرة المرأة السفيهة التي تكتفي بالصراخ الهستيري بدلا من أن تسرع بالركض أو أن تركَع الزوومبي الذي يلاحقها برفسة على مناطقه الحساسة بما يجعل الجثة المتحركة تنعل أبو هذاك اليوم الأسود اللي وافق صاحبها بيه على تمثيل هالدور الكسيف!!
الزوومبيز إنقرضوا, حالهم حال تلفزيونات الأبيض والرصاصي مال ناظم الغزالي هذيج, لكن صورتهم تتكرر اليوم على أرض العراق ولبنان, خالجتني الفكرة وأنا أرى على شاشة الأخبار متاريسا ترابية قبيحة المنظر تشوّه جمال المدنية اللبنانية, وإطارات سيارات مشتعلة تنفث دخانا أسود بلون الحقد الجاثم على القلوب تلك, هناك دائما من لا يروق له أن يرتقي أبناء البلد بوطنهم, وان يجتهدوا لجعل حياتهم على أرض وطنهم أحلى وأيسر, أن يتمكنوا من جعل دنياهم القصيرة وحياتهم الفانية أقرب ما يمكن للجنة وليس للجحيم..وهل لغير هذا يهاجر أبناؤنا وأبناء الهند وباكستان وأفريقيا إلى كل دولة أوربية أو أمريكية نائية؟؟
هناك من لا يرتاح لهذه الصور الحياتية الرائعة و لأن جلّ إهتمامه ومَبلغ نشوته العقلية هي في فرض نفسه كصنم يأمر الآخرين فيطيعوه, يطلب منهم أن يغطسوا رؤوسهم في السبتتنك فيفعلون من غير أيّ إعتراض, إنه لا يقتنع بأن الله لا يرضى بأن يأخذ بشر حقير دوره, فهو لا يرتضي هذا الدور المحدود, يريد أن يكون أكبر تأثيرا في حياة الطليان,...وهاي مشكله أكبر من كارثة التسونامي , أسمّيها أنا بالتسونامي المعمّم!!
تقبيح الشوارع النظيفة بأكوام التراب القبيحة لم يكن آخر خطوة , فقد بدأوا اليوم بما إعتادوا عليه هنا, إستهداف مواكب التشييع, وقتل من لا ينتمي للون فروتهم, فنحن لم نتخلص من عقيدة الفرقة التي زرعها في خلايا أدمغتنا زعماء القره – قوينلو أولئك و الآق – قوينلو, خصومهم , الخروف الأسود والخروف الأبيض, يطلبون من الله أن يخلق لهم خروفا رصاصيا حتى يكفوا عن إعتماد أحد اللونين, إما الأبيض وإما الأسود...عقلية الرفض لكل ما لا ينضوي تحت العلم الموحّد اللون....
أمس تراموا بالنيران وباعوا هيوات الإرهاب والإرعاب, رأينا إمرأة تلطم على رأسها من الرعب, والرصاص والتفجيرات يرعبانها فيما طفلها وزوجها أمامها والكل تجتهد لتفادي موت محدق, الكل باستثناء الطفل البريء,
...أمس فعلوا ذلك, واليوم لم يكتفوا بمن مات فطمعوا بزيادة رصيد القتل لديهم , حتى لو كان ضحاياهم الجدد من المشيعين, وغدا, سنشهد تهجيرا وقتلا وإغتصابا, غدا سنشهد فتاوى تبيح فئة الدم الفلانية, سنشهد شبانا مجانين من فرط نشوة التحزّب والتمذهب, يقطعون الرءوس ويشوونها على النار في تفاخر محموم, غدا سنشهد المصيبة التي تفصل أبناء الشعب إلى نصفين اليوم, وإلى أربع أرباع غدا, وستة عشر فصيلا بعد غد, سنشهد هذه المصيبة توصل أتباعها إلى درب الصد ما رد....درب اللاعودة, عندما تصل إحصائيات القتل المنهجي وعمق التنكيل والتقطيع باللحوم البشرية إلى حد إستحالة المغفرة والنسيان.....
إنها النتيجة الحتمية للسماح لعقائد الزوومبيز بالتشكّل في عقول رجال الدين ومن يتبعونهم من السياسيين, هؤلاء السايكوباثيين الذين لا ترتاح نفوسهم إلا لمنظر الأبنية المحطمة والجثث المتعفنة وروائحها تزكم أنوف الناس,
إنها النتيجة الحتمية للسكوت عن طموحات فارسيّة وترك الباب مواربا لأسلحة يتم نقلها إلى داخل البلد, وتدريبات تجري في معسكرات الشيطان, تدريبات على القتل والتفنّن بالقتل, ولا أدري كيف دخل حصان طروادة هذا من دون إن تعي أجهزة المخابرات و وسائل الإعلام الحرة التنقل والمطلقة اللسان, أحسب أنهم قتلوا سمير قصير ذاك وجماعته من أجل إخراس أصواتا كان يمكنها فضح مخططاتهم مبكرا..

ما فائدة أن تربّي أولادك وتنشئهم على الحب وتوخّي الصدق وتعشّق النظافة وتمنّي الخير للغير, كل الخير لكل غير, فيما ألف ألف من جيرانك يفعلون العكس؟؟

ما منطقية أن تنهك حياتك وأنت تتوخى تخريج خلفة لك ترفع إسمك وتستجلب الرحمات على روحك, فيما ألف ألف غيرك يجتهد بكل ما أوتي من قوة وإرادة لإتحاف العالم بزوومييز تدمّر البلد وتهلك الحرث والنسل, أركان الحسناوي وأمثاله؟؟
ربما سيطلع علينا غدا نسخة لبنانية منه , شيء من قبيل " طيزلكّن الزحلاوي"!!

بيروت....يا أخت بغداد في المحنة, يا من لا تعرفين الأمن والأمان ولا تدوم في أيامكِ الهدنه , فكل عقد من الزمن, تمرّ عليك أسراب الجراد لتحصد ما زرعتِ دأبا ..كل ذات مرة يتذكّر جمال بيئتكِ و عذوبة نسمات بحركِ والجبل, وشموخ أرزكِ العتيق , يتذكّر هولاكو كل ذلك فيغتاظ , ولا يجد بدّا من أن يجيّش جيوشه لتدمير صنيعكِ,
بيروت أنا لا أحكي عن همّ بعيد, فالقاتل عندكِ هو نفسه قاتلي ..هو نفسه من أسلم بغداد بيد العلوج , هو نفسه من فتح أبواب قلعة الرشيد, هو نفسه من أفسد طيبة البصرة , وذبح نساءها وقطّع لحوم أولادها..

بيروت يا زينة عيون العرب .........مرحبا بكِ في الجحيم!!..
...أقول ما قلتُ , عسى أن تتعظ جموع العرب , وعسى أن يفهم العالم المتحضّر ما يدور هنا وما ألمّ بقلبي من ألم , فقد جفّ الحبر في دواتي وأنهكت الكتابةُ مني الكفّ والقلم...

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار