بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل نصر الله ضل طريقه نحو تل ابيب؟
شبكة البصرة
إياد محمود حسين
لقد ضل نصر الله طريقه إلى تل ابيب التي يريد تحريرها من الصهاينة بخطبه الرنانة، بعد أن اشرت له البوصلة أن تحرير مزارع شبعة وفلسطين يمر أولا عن طريق بيروت، كما كان قبله ولي نعمته الخميني عندما كان يصرح من خلال حربه مع العراق أن تحرير القدس يمر عبر بغداد. فأن خادمه المطيع نصر الله يحاول نزع سلاح باقي المنظمات والاحزاب والانفراد بالساحة اللبنانية، فكيف سيصدق الشعب اللبناني أن سلاح حزب الله سيحميهم من اعتداءات اسرائيل المتكررة بعد أن اكتشف ذلك الوجود الكبير من مقاتلي الحرس الثوري الايراني داخل صفوف حزب الله يقاتلون بجانبه فقد كشفت الاحداث الاخيرة في وقوع بعض الاسرى المقاتلين الايرانيين بيد الجانب المقاوم لسيطرة حزب الله من مليشيات وليد جنبلاط. ان اشتراك هؤلاء المقاتلين يعطي لنا الدليل الثابت بتورط ايران في احتلال بيروت وانها تدعم نصر الله وحزبه بالاموال والمعدات العسكرية وحتى بالمقاتلين المتدربين، أما سعادة المندوب السامي السفير الايراني في بيروت فقد تولى بنفسه القيادة السياسية لمعارك بيروت.
أن سيطرة حزب الله المفاجيْ للعاصمة اللبنانية جعل من التيار السلفي والقاعدة يعلنون النفير العام، ويستنفرون الشباب للاستعداد نفسيا ولوجستيا للمرحلة القادمة من المعارك المقبلة مع حزب الله، نظرا للظروف الراهنة التي يمر بها لبنان وتداعياتها الخطيرة من سيطرة مليشيات نصر الله التي نقلت فوهات بنادقها الموجهة نحو اسرائيل فجأة صوب الاتجاه الشمالي من لبنان، وهذا العمل اصاب الطائفة السنية في لبنان بخوف شديد وبجرح عميق في الصميم. كان الشعب اللبناني يعتقد أن حزب الله يكدس اسلحته التي يستلمها من ايران من اجل مقاومة العدو الاسرائيلي، فقد خدعه الإعلام السياسي لنصر الله وحزبه فأكتشف أن هذا السلاح الضخم كان يكرس لليوم الموعود في محاربة الطرف الاخر المعارض لطموحاته الخفية في لبنان، مثلما يفعل شريكه في العراق المالكي وبطانيته في محاربة المقاومة في الموصل ورجالها المجاهدين.
في لبنان لاتوجد مقاومة حقيقية بل مجرد عرض العضلات من قبل حزب الله على الشعب اللبناني بأنه حامي الحمى والمدافع الاول والاخير عن الشعب الفلسطيني المسكين. فهل هذه المقاومة ملتهبة ومستمرة مثل المقاومة العراقية التي لايعترف بها هذا المخدوع بأوهامه الفنتازية؟ كلا والف كلا وهذه حقيقة يعرفها نصر الله قبل غيره أن مايحدث في لبنان صراع بين اطراف وميليشيات حزبية وعائلية وحتى مذهبية لاشعال الفتنة بين السنة والشيعة. ميليشيات قامت بعد مقتل الحريري لاخذ الثأر من القتلة كما يدعون ودول عربية تساعدهم وتمدهم بالمال، وبالمقابل مليشيات جنوبية يقول صاحبها بأنه يؤمن بفكرة ولاية الفقيه الفارسية الأصل، وهو بعيد كل البعد عن الفكر القومي العربي الوحدوي تساعده وتدعمه ايران الصفوية.
أن تحرك مليشيات حزب الله للسيطرة على بيروت ومقاتلة الطرف المعارض لاتجاهاتها الطائفية هو قرار إيراني صدر من قم وطهران لان نصر الله يعمل على تنفيذ الاوامر التي يتلقاها من المرشد الاعلى للثورة الإسلامية في ايران علي خامئني. فنصر الله يعمل على تنفيذ اجندة ولاية الفقيه في لبنان تماما، ولايحيد عنها قيد انملة. ويجب علينا أن لاننسى أن احتلال العراق هو الذي شجع حزب الله على اعلان اهدافه الحقيقية التي برزت للعيان من محاولة الهيمنة على القرار السياسي في لبنان مثلما يفعلون ألان في العراق. يعلم الجميع من محللين ونقاد وسياسين أن الصراع المذهبي الذي بات واقعا حقيقيا ماثلا إمام عيوننا افرزه الاحتلال الأمريكي للعراق، وساهم في تذكيته ونشره الفرس بالتعاون مع قوات الاحتلال الأمريكي في العراق
إذن أن ماحدث في لبنان هو صراع من اجل بسط النفوذ والهيمنة على الساحة اللبنانية بخطط مدروسة في طهران وقم على حساب العرب، ونصر الله يطبق هذه الخطط المبرمجة بعد أن تلقى كل هذه المساعدات المالية والاسلحة المتنوعة عن طريق مطار بيروت الدولي الذي هو واقع تحت سيطرة ونفوذ حزب الله. تتراكم الاسلحة والصواريخ من ايران وتخزن لليوم الموعود ونحن لم نسمع صوت طلقات الرصاص على العدو المحتل لمزارع شبعا، بل سمعنا فجأة وبدون سابق انذار اصوات اتباعه وهم يصرخون (اللهم صلي على محمد وال محمد) في بيروت وصواريخهم تهدم البيوت والعمارات وتقتل المواطنين، كأنهم دخلوا القدس محررين. حزب الله لم يقاوم اسرائيل المحتلة إلا في مناسبات قليلة تحركها اصابع أهل العمائم في قم من اجل الحفاظ على مكاسبهم التآمرية في العراق المحتل، بينما نرى المقاومة العراقية الجهادية على العكس من ذلك لاتجد الدعم المعنوي والمادي من الخارج من اموال وسلاح وخاصة من دول الانبطاح العربي ، وحتى الإعلام العربي لاينطق بحرف واحد مساندا هذه المقاومة الباسلة التي رفعت رأس العرب عاليا.
المقاومة العراقية تجاهد في نضالها الوطني ضد قوى الشر من الأمريكان وايران والعناصر المرتبطة بمشروعهم السياسي، لأنها تعلم انه هناك تحالفا بين كل هذه الاطراف من اجل اضعاف العرب والهيمنة عليهم، وبما أن ايران تسير وفق منهج طائفي فأن اتباعها المستقوين بها في العراق ولبنان ينفذون هذا المنهج الايراني وفق ولاية الفقية على الساحة اللبنانية . لقد استغل حزب الله موقف أهل السنة المناهض للقوى المؤيدة للامريكان والذين وقفوا مساندين حزب الله عن طيبة قلب بدون أن يدركوا المشروع السياسي الطائفي المستقبلي البعيد المدى لهذه الحزب. الطائفة السنية بكل فصائلها السياسية وقفت إلى جانب معسكر المقاومة الحقيقية ولكن ليس تحت قيادة مذهبة لايهمها إلا تحقيق مصالحها الشخصية. سلاح المقاومة يجب أن يكون متحدا في لبنان والعراق ضد قوى محتلة للاراضي اللبنانية والعراقية وليس موجها لصدور الشعب اللبناني على اختلاف طوائفهم الدينية والمذهبية. نحن مع المقاومة اللبنانية التي تحوي كل فئات الشعب اللبناني وطوائفه واحزابه الوطنية والقومية والإسلامية، فكل الاطراف المعارضة لسياسة الحكومة الحالية تعلم أن هذه الحكومة لاتخدم إلا اهداف الأمريكان والاسرائلين، وان السياسة الامريكية لاحتواء لبنان والسيطرة عليه قد فشلت فشلا ذريعا واصابها انتكاسة كبيرة لاتعوض مما جعل الائتلاف الحاكم بقيادة السنيورة الذي يدعمه بوش في حالة من الفوضى والاضطراب، بعد أن كان بوش يعتبر أن لبنان سيصبح نموذجا لمسعاه في تحقيق الديمقراطية في العالم العربي، مثلما كان يطمئن العراقيين بجعل العراق واحة الحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط، إلا أن السحر انقلب على الساحر في العراق ولبنان.
وفي الختام. مازال هناك شعاع من الأمل ينتشر في كل مكان في العالم العربي في صفوف شباب امتنا العربية الذين يؤمنون بمستقبل أمتهم ويعملون مخلصين على استنهاض روح المقاومة والصمود من أجل بناء المستقبل في كل قطر عربي، داعياً الى لم الشمل والتضامن والاتحاد متجاوزاً كل العوائق هازئاً بالحواجز المصطنعة التي اقامها الاستعمار الغربي، فالمقاومة العربية الجهادية هي التي ستوحد نضال الشعب العربي في القضاء على الانبطاحيين من حكام وملوك وامراء.
وفي زمن ليس بعيداً سيصحو العالم كله على نهضة عربية شاملة تودِع اليأس والذل في ذاكرة التاريخ كما أودعت اوروبا وامريكا مذابحها وحروبها المذهبية قبل ان تتوحد.
شبكة البصرة
الخميس 10 جماد الاول 1429 / 15 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق