شبكة البصرة
كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي – بغداد
لنعد بذاكرتنا الى فترة تشكيل مجلس الحكم كأول محاولة امريكية لتنفيذ خطة التأسيس الطائفي للعراق الجديد، عراق ما بعد الاحتلال، في تلك الفترة كانت عناصر ورموز العمالة بمختلف ميولهم واتجاهاتهم الوسخة يطرشون العالم في كل وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، يرددون شريطا" واحدا"، هو ان الامريكان غير قادرين على ضبط الأمن في البلد وان الأمن لن يستتب وان الاوضاع لن تعود طبيعية، الاّ في حالة واحدة هي ان تطلق يدهم في ادارة الملف الأمني. واكثر من طرق على هذا الباب هم رموز الطائفية الصفوية على لسان عرابهم الديوث احمد الجلبي ومجموعة السماسرة من عديمي الشوارب (بالمناسبة ارجوا ان تتذكروا حملات الاعلام الواسعة التي مررها هؤلاء على ما اسموه ثقافة الشوارب)، ومنهم انتكاس قنبر وحيدر الموسوي ومعهم كريم بدر ومحمد حسن الموسوي والحملدار ابراهيم الاشيقر الافغاني، والفرس كل من عبد العزيز اللئيم وعلي الاديب والعبادي والفياض وصانع العاهات موفق الربيعي، واسندهم ظهير العهر اياد علاوي وجماعته. وكان الشعار الذي يتحرك تحته هؤلاء الخونة هو ان اهل العراق (على اساس انهم عراقيين والعياذ بالله)،أدرى بالكيفية التي يطوقون بها الفوضى والانفلات الامني. وخلف العبارات المتهالكة والعويل المسعور هذا كانت تختفي حقيقة انهم يريدون ان تطلق ايديهم في استباحة الدم العراقي عبر التصفيات الجسدية والقتل الطائفي وممارسة كل انواع الارهاب التي تعلموها في مدارس العمالة والانحدار الخلقي وكواليس المخابرات الدولية التي تتلمَذوا فيها وفق تصورات وقناعات مخبولة ومريضة فحواها ان العراقيين لا ينضبطون، الاّ تحت طائلة الخوف والترهيب.
كانت الادارة المدنية والعسكرية الامريكية في تلك الفترة قد تصرفت بطريقة حجمت فيها دور مليشيات بدر القذرة ومجاميع موت الجلبي الى حدود معينة، وكانت حلقة الصراع او اختلاف الرؤى بين المحتل وعملاءه تتمحور حول مسالة اطلاق يد الاحزاب الطائفية وميليشياتها لتنفيذ برامج الموت المعدة في ايران والكويت وشمال الوطن، ووفق قوائم تضم كل قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي وكوادر الدولة وضباط الجيش من مختلف الصنوف والاجهزة الامنية وكوادر البلد العلمية والصناعية. وكان تصاعد الفعل المقاوم البطل كل يوم ابتداءا من نيسان 2003، يضع الامريكان في زوايا حرجة ويُطيح بكل تصوراتهم وخططهم وآمالهم السوداء ومعه يتصاعد ضغط الاقزام لاطلاق يدهم تحت حماية امريكا للانطلاق الاوسع في حملات الموت لكادر الدولة الوطنية الذي يظل بقاءه حيا" يتحرك يؤرق هؤلاء ويضع كل مستقبلهم في دوائر التيه واللا يقين. وفي ظل مثل هذه الاجواء كان قرار الاحتلال المجرم بضرب الفلوجه وحصلت ملحمة الاسود الاولى في فلوجة البطولة والفداء. وكانت احلام العصافير هي ان احراق الفلوجة بقنابل الفسفور واليورانيوم كفيل باستتباب الامن واعطاء المحتل وعملاءه فرصة النوم ليلة واحدة في بغداد التي اعلن المجرم الكبير بوش ان العمليات العسكرية قد انتهت فيها وان المهمة قد ان...جز..ت! في الوقت الذي كانت الطائرات العمودية تنقل القيادات المدنية والعسكرية الامريكية ورموز العمالة ليناموا بضع ساعات في دول الجوار.
توالت الاحداث مع تصاعد منسق ومنظم لعمل المقاومة البطلة على كل الساحة العراقية. وكان المجاهدون ينفذون عمليات قصف وهجمات مخطط لها بعناية فائقة في بغداد والانبار وكربلاء والنجف والبصرة وبابل ونينوى وصلاح الدين، وكان رجال العراق النشامى في ديالى والانبار وكركوك يلبسون زي الحرس الجمهوري ويمشطون المدن وكأنهم يتجولون في زفة عرس وينتقون اهدافهم وكأنهم يواجهون جرابيع واقزام، وليس اميركا أعظم قوة في الدنيا. كانت ضربات تأريخية مثل ضربات فندق الرشيد وقصر المؤتمرات وضربة مقر قيادة الاحتلال في كربلاء وفي ازالة مقر اطلاعات الملاصق لمقر بدر في بعقوبة من على وجه الارض، تؤشر فعلا" عسكريا" متكاملا" من كل الاوجه السوقية والمخابراتية وجعل الامريكان وعملاءهم يفقدون صوابهم. لقد صار كل عراقي يتحرك راجلا" او في عجلة هدفا" مخيفا" يتم التعامل معه على اساس عدائي.. وكان العملاء الاراذل يصعدون الضغط على اميركا لاطلاق يدهم تحت ذريعة انهم أهل مكة وأدرى بالكيفية التي يجعلون بها العراقيين يخضعون... خسئوا.
لقد دفع اليأس الامريكي الذي يمكننا القول انه ترسخ في نهاية 2004 من امكانية تحقيق النجاح العسكري على الارض وتخبطهم في التعاطي مع معطيات لم يحسبوها بشكل سليم ودقيق عن المقاومة والقبول الواسع شعبيا" الذي صوره لهم عملاءهم الخونة وخاصة احمد الى اتخاذ قرار زيادة مساهمة الاحزاب الصفوية والمليشيات المجرمة والقوات الامنية التي تشكلت على اسس طائفية ايضا" في مواجهة شعبنا ومقاومته البطلة. أمرين اذن قادا اميركا الى زيادة الاعتماد على العملاء ومنحهم ادوارا" اكبر في قتل الشعب العراقي:
الاول: دفع عراقيين ممن وقعوا في شراك أو أصلا كانوا ضمن تشكيلات العملاء كي يشكلوا دروعا بشرية للاميركان وهم يقومون بدورياتهم المختلفة في شوارع صارت كلها مصدرا" للموت والخوف والتوجس وفي تنفيذ عمليات عسكرية محددة يكون ايضا" فيها اهل مكة والأدرى بشعابها في مقدمة الصولة وأول من يسقط مضرجا" بدماءه في وطيسها الحامي وتحت عتمة غبارها المتصاعد.
الثاني: تصعيد وتائر الفتنة الطائفية المخطط لها امريكيا وصهيونيا ووجدت ظالتها عند احزاب وميليشيات الشيعة المظلومين وقياداتهم الفارسية الصفوية.
وهكذا جاءت صولات النجف والفلوجه الثانية والبصره والناصرية والعمارة وغيرها وها نحن الآن امام صولة الموصل.
المؤكد ان كل الصولات السابقة قد اثبتت للأمريكان قبل غيرهم ان من يدعي امامهم بانه من أهل مكة والأدرى بشعابها لم يكن يحلم بأكثر من ان يُذبح بحراب الامريكان وتحت حمايتهم اركان الدولة العراقية الوطنية وكوادرها العملاقه لكي يتخلص من شبح الخوف منهم وما يمثلونه من تهديد لمستقبل اهل مكة وعمليتهم السياسية البائسة، ولكن وبعد ان تم تنفيذ الجزء الاعظم من برنامج الذبح تبين ان اهل مكة لا يفقهون شيئا" عن شعابها حيث ان كل كادر وطني شريف سقط شهيدا" قد جاء خلفا" له عشرات الكوادر. هذا من جهة ومن جهة اخرى وجد الامريكان ان عملاءهم يضيعون في غابات المقاومة البطلة الممتدة من ام قصر حتى دهوك. وان المثلث الساخن قد انجب مثلثات ومربعات ومكعبات ساخنة وان المقاومة تتنقل برشاقة وترف بين افياء غابتها الوارفة التي وجد الامريكان انفسهم بكل عظمة قوتهم وجبروتهم غير قادرين على الاحاطة او التكهن بحفر الموت والاهانة والاذلال المنتشرة فيها وكأنها اقدار الهية لفناءهم. ولكن اللعبة الامريكية قد استنتجت معطيات من تجربة الميدان تشي بضرورة الاستمرار بالصولات غير المباركة.
قد تكون الصولة على الموصل لا تشبه بقية المغامرات الدموية التي حصلت في اجزاء اخرى من الوطن الجريح. فللموصل خصوصيات يدرك كلاب الحراسة الامريكان العديد منها. فأم الرماح وأم الربيعين ستكون نموذجا" متقدما" لرشاقة الفعل المقاوم البطولي. وأول علامات النصر الكبير باذن الله هو تردد الامريكان وعملاءهم على الاقدام على تنفيذ جريمتهم الجديدة. وهذا التردد ليس مرده خوفا" وتحسبا" لخسائر موجعة مؤكدة ستقع بفيلق الغدر بدر والجحوش الكرد الذين أناط الامريكان بهم تنفيذ جريمة الموصل، بل مرده الى قناعات عميقة بان معركة الموصل ستحمل مفاجئات غير سارة البتة وان نتائجها كيفما كان شكل المواجهة سيكون وبالا على العملية الاحتلالية وبرنامجها السياسي العميل.
وسواءا" قاتل المجاهدون في الموصل بالصيغ التقليدية وهذا ما هو مستبعد او سواءا" اتبعوا تكتيكات قتال مدن مبتكرة ومستنبطة من تجارب الفلوجتين الاولى والثانية وسواها من مواجهات العز العراقي فان اليقين المؤمن يستدل على ان حبال الموت ستلتف في مدينة الرماح حول عنق الاحتلال ورصاص الرحمة سوف يطلق على ما تبقى من احلام الغربان لأهل مكة الذين لا يعرفون شيئا" عن شعابها وسيخرجون آخر ما في جعبتهم من عنتريات لطالموا طرشوا آذان الناس بها، ولعمري انهم يفضحون أنفسهم امام الامريكان ويثبتون لكل العالم انهم قتلة ومجرمون وملفقين كذابين، ويضيفوا دليلا" آخر لكل ابناء شعبنا المظلوم انهم سفاحين وعديمي خلق وضعاف بصر وبصيرة.
هل ستنحصر فداحة ما يجني العملاء بنهر دم عربي مسلم مقدس في نينوى العرب الغيارى، اذ ان تأريخ البشرية كله يعرف بان الدم دوما" ينتصر على السيف، أم انهم سيخسرون ايضا" مع نهر الدم الذين سيغرقون به آخر ورقة اسناد امريكي لافعالهم الشاذة المنحرفة لتبدأ مع صولة الغربان في الموصل صفحة تحرك جديد لقوة الاحتلال تستبدل فيها البساطيل المسماة عبد العزيز واحمد والهاشمي وابو اسرائيل بوجوه جديدة؟
لا يعنينا كثيرا" مصير العملاء الخونة فهو بالنسبة لنا معروف باليقين انهم الى مزابل التاريخ وجهنم ولعنة الناس أجمعين، لكن ما يعنينا اكثر هو ان العملاء ورغم ان اميركا قد اطلقت يدهم القذرة في الملف الامني وزادت على يدهم ارجلهم ومع ايديهم وارجلهم كان الظهير الامريكي بكل قواه وامكاناته، الاّ ان الامن المنشود قد ظل حلم عصافير. وبدلا" من مهرجان تسليم الملف الامني في المدينة الواحدة لمرة واحدة فقد جرت عدة مهرجانات دعائية مضحكة مبكية. لكن الهمرات والدبابات لم تفارق ما بين حرمي كربلاء المقدسة ولا محيط ضريح علي عليه السلام في النجف ولا مضايف عشائر القادسية ولا حي الجولان والعسكري والبعث في الفلوجة ولم يرفع ولا حاجز اسمنتي من شارع السعدون ولا بغداد الجديدة ولا شارع فلسطين في عاصمة النصر الحتمي القادم بغداد!!! بل زادت. وبعد خمس سنوات تبنى فيها دولة كاملة بكل تفاصيل الدولة بالامكانات التي وضعت في بغداد لتوطيد الأمن نتحدى أيا" كان ان يرى مديرا" عاما" في أي وزارة يتجول في شارع من شوارع بغداد بدون جيش حماية (ان نزل الى مكان ما)، فكيف هو اذن حال رموز الخيانة الذين اصيب معظمهم بالكآبة على اقل تقدير لانه لا يستطيع ان يشتري لنفسه بدلة من محلات الكرادة داخل الراقية! وما سيترتب على معركة الموصل الحدباء هو:
- اشتعال المقاومة في الانبار وديالى وصلاح الدين وبغداد وكركوك والانبار والجنوب باذن
الله.
- ستعلن العروبة عن نفسها بأبهى صور الاعلان وسيكون عرسا" لابناء مدينة الرماح
المشهود لهم بالشجاعة والبطولة والخبرة العسكرية.
- ستهان وتستهلك العجلات وبعض المعدات الذليلة التي باعها الامريكان وحلفاءهم على
جيش عبد العزيز سرطان وعلاوي مناحة وابراهيم تكية (التكية هي دكان صغير يرتب
من الخشب والقماش تتم فيه مراسم اللطميات والبكائيات في عاشوراء وصفر وتتخذ
غطاءا" للمارسات الصفوية الملعونة)، لكي تقوم الحكومة العراقية (ذات السيادة المطلقة)
بشراء معدات وعجلات غيرها ورحم الله من أفاد واستفاد.
- سيقتل آلاف من ابناء شعبنا وهو الثمن المتفق دفعه من قبل (المعارضة) لامريكا
والصهيونية وبلاد الفرس (اوطاني) لقاء تسليمهم دفة الحكم والملف الامني ولو مظهريا"
وبالرياء والبهتان.
- ستبقى ارض الحدباء تبتلع الغزاة وادلاء الخيانة واراذل العجم ومن ارضها ستنطلق
رايات النصر والتحرير باذن رب رحيم يمهل ولا يهمل.
وسيبقى المالكي ابن بار للطائفية والصفوية هو ومن معه لان برامج سفك الدماء لم تكن يوما" دليلا" على العلمانية ولم تقدم لأحد في التاريخ على انها شهادة براءة من انتماء معلن كالشمس الى معسكر خيبر وطابور كسرى ومزبلة كامب ديفيد ولن تكون صك انتماء لعراق لا ينتمي اليه المالكي ومن معه حتى لو تكلموا لكنة طويريج وحملوا القابا" تبدل كل سنتين. ان سفك الدماء واغتيال ارادة شعب والانتماء الى الاحتلال المجرم هي ثوب المالكي وجوهره الذي تتعامل به وتعرفه سيدة المالكي وتاج راسه كونداليزا رايس وان تبدل الثوب او الجوهر بقدرة قادر فان كعب حذاء كونداليزا سيكون كافيا" لاغلاق مجاري نوري التنفسية ومجاري عبد العزيز سرطان وعديم الحياء ومعدوم الغيرة القواد احمد الجلبي وذاك الذي اكل تراب البسطال ولم يعد احد يتذكر اسمه رغم انه اخذ عنوانا ضخما" للافتاء الشرعي لحزب الديوثية اللا اسلامي محسن عبد المجيد (أم عبد الحميد؟: تعرفون حضراتكم ان اسماء المحررين والفاتحين لا تحفظ في زمن العهر الامريكي) والباكي على اطلال عز ما دام اسابيع ابن عمنا العاق اياد عتاوي.
ثوب العواري ما يدوم فسحقا لمن ارتداه ذليلا
ومرحبا" بمعركة الموصل التي ستخترق رماحها صدور الغل والثأر الكريه
مرحبا بواقعة الحدباء التي ستحرق بأذن الله ورقة العمالة الاخيرة
Victory.come@yahoo.com
شبكة البصرة
الاحد 6 جماد الاول 1429 / 11 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق