بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
خذوا فقهكم واتركوا لنا أخلاقنا
شبكة البصرة
حسين عبد الخضر
الغصة في القلب كبيرة.. اكبر من أن تعبر عنها الكلمات ولا الصراخ، فالمسالة تتعلق بالشرف.. شرف العراقيات.. نعم أيها الأخوة.. شرف العراقيات الذي صار سلعة يتاجر بها ذوي العمائم واللحى الطويلة في مزادات عهرهم وسفالتهم. هل يعقل هذا؟ ليست هذه هي المسالة. انه يحدث، وهذا هو المهم. اصرخوا إذن.. ارفعوا أصواتكم والعنوا هذا الزمن الحقير، فان هذا من حقكم، لكن الاكتفاء بالشجب والاستنكار، بالرفض والإدانة، لن يجدي نفعا. القضية كما ذكرت قضية شرف العراقيات المعروض في سوق الحيل الشرعية والفتاوى الشيطانية التي تغلف أقذر أفعالها بأحابيل فتاوى ما انزل الله بها من سلطان.
المشكلة أن هناك نساء جائعات.. أرامل ومطلقات، أصبحن مسؤولات بسبب غياب رجالهن عن إعالة عوائلهن، ولأنهن يعانين من البطالة أيضا، فقد صدق عليهن قول فيكتور هيجو في ماساته : إذا جاع الرجل استجدى وإذا جاعت المرأة باعت. لكننا نعيش في مجتمع إسلامي. المكاتب الدينية فيه أكثر ن براميل القمامة وأكثر من حفر الشوارع. ولان الإسلام دين الإنسانية يحث على الصدقات، ويجعل جزاء الصدقة بعشرة أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء، ورجال الدين هم أولى من يسعى إلى كسب الثواب (كما هو المتخيل) فان أولئك النسوة يقصدن هذه المكاتب لعلهن يحضين فيها بمن يسعى إلى نيل رضا الله تعالى، فيعرضن بؤسهن على رجال الدين (في الإسلام لا وجود لهكذ ا وظيفة، فهناك العالم والفقيه، المسلم والمؤمن، البر والتقي..... الخ، ولا وجود لهذا المصطلح) ولا يتوقعن أبدا أن خطاهن سوف تقودهن إلى أوكار الرذيلة حيث (لكل خطيئة فتوى تبررها على حسب دين أولئك الزنادقة) يطلبن الصدقة، فيقايضن بزواج المتعة مقابل حصولهن على حقهن في مال الله! نعم، هذه المكاتب تبتز عيال الله سبحانه، وبطريقة (شرعية) لا أظن أن إبليس نفسه قادر على اختراعها. يدنوا الشيخ التقي من المرأة العائلة، يكلمها بلطف ديني منافق : لماذا تلجئين إلى (الكدية) في حين أن هناك طريقا أحفظ لكرامتك! تسال المرأة : ما هو؟ وكلها أمل في أن تحظى بوظيفة أو أي شيء آخر غير ما يدور في ذهن الشيخ القذر، لكنها تصدم بجواب الشيخ : تزوجي متعة، وسوف تحصلين على من يعيلك. تسود الدنيا في وجهها، لأنها تعتقد أنها وصلت إلى أفضل مكان يمكن أن يحل لها مشكلتها، وان لم تجد حلا هنا، فلن تجده في أي مكان آخر. لكن الشيخ متقي الشيطان، يدنو منها بلطف أكثر، ويأخذ في تعديد فضائل زواج المتعة الشرعي الذي حرمه عمر كاسر ضلع الزهراء (عليها السلام). وهنا لا يبقى أمام المرأة غير خيارين. أما أن تلطم الشيطان على وجهه وتبصق في لحيته، أو أن تستجيب لداعي الجوع، فتكفر، وتبيع جسدها لتلبي إلحاح معدتها وعيالها. قد تقبل المرأة بـ (زواج المتعة) وهي تعلم، والشيطان يعلم أن هذا العقد باطل لأنه عقد تحت الإكراه.. إكراه الجوع الذي من المفروض أن تجد من يهرع لدفعه هناك طلبا لثواب الله تعالى أو تلبية للنزعة الإنسانية الأصيلة في قضاء حاجت الملهوف.. ألم يسمع (رجال الدين) بفضل قضاء حاجة الملهوف؟ بلى سمعوا، لكنهم ليسوا سوى سفلة معممين أو كما يعبر عنهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) قطاع طرق. بل هم أسوأ قطاع طرق.. أنهم منتهكي أعراض.
أخشى أن لا أكون قد عبرت بالشكل الكافي. إخواني، أخواتي. هناك أعراض نساء تنتهك تحت وطأة العوز باسم زواج المتعة.. هل زواج المتعة حلال؟ نعم يقولون انه حلال، وانه شرع لتلبية الرغبة الجنسية للنساء اللواتي لا يتمكن من الزواج الدائم لظروف معينة. ويقولون أيضا : أن هذا الزواج من شأنه أن يضع العلاقة الجنسية التي هي غريزة أساسية لدى البشر في إطار شرعي، فلا يكون هناك زنى. لكن ما يحدث الآن، وفي كثير من الحالات، هو استغلال حاجة النساء للمال، وإجبارهن على القبول بهذا الزواج، بينما الغرض الأساسي لهن هو سد العوز المادي، أي إنهن مكرهات على القبول به، وكل عقد بالإكراه باطل. ولذلك أوجه ندائي إلى الأخوة الشرفاء من أصحاب الغيرة والنخوة، العراقيين الأصلاء. أن يؤسسوا لصناديق صدقات في كل محلة أو مدينة يقوم عليها أناس شرفاء لغرض إعالة النساء المعوزات بما تجود به نفوس أهل الخير والغيرة، لينقذوا أعراضنا من الوقوع في فخاخ شياطين المتعة من سماسرة الدين المزيف والأخلاق المنحطة. وفي نفس الوقت ارفع ندائي هذا إلى المرجعيات الشريفة التي لا أظنها تقبل بهذه التصرفات، لينفقوا أموال المسلمين في حفظ ماء وجوههم وستر أعراضهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. والى المراجع وأصحاب الغيرة فقط أوجه سؤالي هذا واترك الإجابة لهم : أمامك شرف معروض في سوق الجوع، أما أن تشتريه وتحافظ عليه أو أن يشتريه غيرك وينتهكه.
Husaen2000@maktoob.com
كتابات
شبكة البصرة
الاربعاء 9 جماد الاول 1429 / 14 آيار 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق