سقوط حزب الله..!
2008-05-11 :: المصدر: صالح القلاب الراي - عمان ::
الإنتصار الإلهي الذي حققه حزب الله يومي الخميس والجمعة الماضيين على شوارع بيروت الغربية وعلى التلفزيونات والصحف والوسائل الإعلامية التي لا تسبح بحمده ولا تسجد لتوجيهات الولي الفقيه في طهران وترفض ان تستظل بظل فسطاط الممانعة والمقاومة لا يشبهه إلا ذلك الإنتصار الذي حققته حركة أمل بقيادة نبيه بري ، على المخيمات الفلسطينية بعد حصار ظالم استطال الى ان اضطر أهلها الى إباحة أكل الموتى والقطط والكلاب وذلك الحصار الذي فـُـرض على ياسر عرفات في العام 1983 في مخيمات الشمال اللبناني بـ ديكور فلسطيني معروف ومعروفة أدواره ومن غير المستبعد ان ينضم لحرب حسن نصرالله هذه لتوريط الفلسطينيين في معركة ليست معركتهم .حاصرت حركة أمل المخيمات الفلسطينية ذلك الحصار الظالم الذي استدام وتواصل شهوراً قاسية طويلة بحجة ان الفلسطينيين باعوا قضيتهم وأنهم مُفرطون وحوصر ياسر عرفات في مخيمات الشمال اللبناني بحجة أنه مستسلم وأنه إنحاز الى مصر والى كامب ديفيد وأنه تخلى عن المقاومة ويومها نشرت إحدى المجلات الفلسطينية الثورية جدّاً صورته متشحة بالسواد مع عنوان هو : المنبوذ !! .يوم الخميس الماضي اجتاح حزب الله ومعه حركة أمل التي تنافسه على الهوية المذهبية شوارع بيروت الغربية وهاجم المؤسسات الإعلامية التي ترفض التقية وترفض الانصياع لتعليمات الولي الفقيه وتقف ضد عودة الأمن المستعار بنفس السلاح الذي حوصرت به المخيمات الفلسطينية وحوصر به ياسر عرفات في الشمال اللبناني في ثمانينات القرن الماضي وبنفس الأبعاد السياسية وبنفس التهم العمالة لإسرائيل وللولايات المتحدة .وكما في الأمس البعيد كذلك اليوم فـجوقة المصفقين من اليسار الكاذب والتقدمية المزيفة انطلقت على الفور لتبرر الجرائم التي أُرتكبت يومي الخميس والجمعة الماضيين كما كانت بررت الجرائم التي أُرتكبت ضد المخيمات الفلسطينية فالوطنية بالنسبة لهؤلاء هي التي اجتاحت شوارع بيروت الغربية وهي التي دمَّرت المؤسسات الإعلامية والصحف وأحرقتها وكتمت أنفاسها لأنها أوكار خيانة !! ولأنها تخـدم الإمبريالية الأميركية وتابعة للعدو الصهيوني .إن ما جرى يوم الخميس الماضي وبعد ذلك كان متوقعا أن يجري منذ ان صدرت تلك الفتوى المعروفة بعد حرب الإنتصار الإلهي بأن حكومة فؤاد السنيورة منتج إسرائيلي !! ويجب ان تسقط ولهذا فقد ركز البلاغ العسكري رقم واحد ، الذي أصدره المنتصرون على شوارع بيروت الغربية وعلى المؤسسات الإعلامية والصحف التي لا تسبح بحمد الولي الفقيه والذين بهذا الإنتصار عـوضوا التخلي عن مواقعهم في الجنوب لتنتشر فيها القوات الدولية ، على المطالبة بإستقالة هذه الحكومة التي هي آخر رمز دستوري لوحدة لبنان .كان بالإمكان التعامل مع القرار الحكومي المتعلق بشبكة إتصالات حزب الله وبنقل ضابط المطار المتورط بالعمل لصالح ميليشيات حسن نصرالله ونبيه بري بالطرق اللبنانية المعتادة لو لم يكن هناك قرار مسبق بالقيام بهذا الإنقلاب العسكري الذي أخطر ما فيه أنه اتخذ طابعاً مذهبياً وأنه استهدف الطائفة السنية التي بإسمها استصرخ مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد القباني العرب والمسلمين ليقفوا ضد هذا الطغيان المذهبي المسلح الذي يستهدف الوحدة الإسلامية .لم تواجه جيوش حزب الله التي تسلحت بعشرات الألوف من الصواريخ والتي أقامت دولة مذهبية تابعة لـ الولي الفقيه في طهران في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية ، بإسم المقاومة ، أي ميليشيات مسلحة فتيار المستقبل تيار سياسي ثقافي وإعلامي وهو إئتلاف نيابي ولذلك فإن جنود هذه الجيوش التي نقلت خيمها ومعسكراتها بعد حرب الإنتصار الإلهي من الجنوب الى ساحة رياض الصلح إنطلقوا في شوارع بيروت الغربية كالذئاب المسعورة .. ينهشون ويدمرون ويعتدون على حرمات المنازل . وهذا سقوط مريع لهيبة هذه المقاومة وانكشاف لحقيقة أنها تحولت الى رأس جسر للمخططات الإيرانية - الفارسية في هذه المنطقة ... ربما ان شوارع بيروت الغربية الخالية والخاوية خسرت معركة مع جيوش الولي الفقيه بقيادة حسن نصرالله ونبيه بري لكن ما يجب ان يدركه هؤلاء ان نيران الفتنة الإسلامية التي أوقدوها ستنتقل إن هي استمرت الى ساحات قريبة وبعيدة وأن المتورطين وبخاصة الذين بيوتهم من زجاح سيدفعون الثمن إن عاجلاً أو آجلاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق