بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صراع العملاء في لبنان وقضية الصراع في السودان والصومال، كل تلك الصراعات لا يمكن أن تنتهي إلا بعد انتصار المقاومة العراقية الباسلةلان تلك الصراعات لم توجد إلا للتعتيم عليها
شبكة البصرة
بقلم : عبد القادر أمين القرشي
العضو الأسبق للجنة التنفيذية للجبهة القومية
لقد سبق لي في إحدى مقالاتي السابقة أن كتبت إن التعتيم في السابق لأي موضوع هو ألا تذكره وسائل الإعلام إلا بالنزر اليسير، لكنه في مرحلة سيطرة أمريكا على العالم تحت ظل الرئيس بوش الصغير لا يكتفي بتجاهل أخبار الموضوع بل تصنع أمريكا وحليفتها إيران الفارسية اللتان تحتلان مع بقية حلفائهما العراق، نعم تصنعان أحداثا وفتناً تتقاسمان الأدوار فيها بواسطة عملائهما مثلاً في لبنان بحيث تظهران وكأن أمريكا ضد إيران الفارسية لأنها تذود عن الإسلام والعرب وكأن من يوالي إيران إنما هو الذي يجسد مصلحة الإسلام والعرب ومن يوالي أمريكا إنما هو الذي يجسد عملاء أمريكا ومصالحهم ومصالحها فحسب أما في الصومال والسودان فمثيرو الحروب والصراعات عملاء لأمريكا وقلة قليلة عملاء لإيران الفارسية.. وتريد أمريكا وإيران الفارسية أن تلفتا أنظار العالم كله بما فيه الأمة العربية إلى تلك الصراعات.. ولا شك أن التعتيم بواسطة افتعال الحروب والفتن هو اخطر تعتيم لا يفهمه بأنه تعتيم إلا من مارس النضال والجهاد وقاسى أهواله ضد الامبرياليين الغربيين وضد المجوس أعداء العروبة والإسلام وأعداء الرسول صلى الله عليه وسلم وأعداء آل بيته وصحابته الأخيار وخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم...... أما العامة من الناس فربما انطلى على بعضهم ذلك التعتيم واعتبروه صراعات مبادئ وقيم... أما المفكرون الشرفاء الذين لا يسوقون أفكارهم ومبادءهم في السوق السوداء فيدركون حقيقة ذلك التعتيم الحديث الذي يكلف من يصنعوه مبالغ طائلة.
وأي موضوع اليوم لا بد أن تعتم عليه أمريكا وحلفاؤها الصفويون الفرس غير موضوع المقاومة العراقية الباسلة وانتصاراتها التي أضحت معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى وأضحت عجيبة ثامنة من عجائب الدنيا السبع.. نعم أي موضوع هام وخطير تعتم عليه أمريكا وإيران الفارسية غير موضوع جرائم هاتين الدولتين المستعمرتين للعراق ضد العزل المدنيين التي فاقت كل تصور حيث سقط أكثر من مليون ونصف مواطن عراقي أعزل برصاص أمريكا وإيران الفارسية وحلفائهما من بقية الدول التي شاركت ولو بجزء بسيط في احتلال العراق..أما المقاومة العراقية فقد تخندقت بخنادق لا تراها أمريكا ولا تراها إيران الفارسية مما جعلها تكبدهما خسائر تفوق التصور وتفوق مئات المرات ما تعترف به أمريكا في أجهزتها الإعلامية التي بلغ بها النفاق إلى حد أن تخفي حتى الكوارث الإلهية التي تصيب أمريكا بأكثر مما أصابت الصين أو ميانمار أو بنجلاديش أو اندونيسيا أو بورما مع أن تلك الكوارث إرادة إلهية لا يعلم أهدافها إلا الله وحكمة يراها ولا نراها نحن.. لكن إعلام أمريكا وعملائها يتستر على كوارث أمريكا ويظهر بقية الكوارث وكأن أمريكا منتصرة على إرادة الله.. فتباً لها من أجهزة إعلامية منحطة إلى أدنى درجة من الانحطاط.
إن هذا التعتيم على طريقة افتعال فتن وأحداث في لبنان بواسطة عملاء أمريكا وإيران الفارسية وفي السودان والصومال بواسطة عملاء أمريكا.. نعم هذا التعتيم على المقاومة العراقية الباسلة وعلى جرائم هاتين الدولتين وعملائها في العراق وآخرها في هذه اللحظات في الموصل تحت شعار ما سميت بعملية زئير الأسد.. ذلك التعتيم سيستمر ولن ينتهي على الإطلاق إلا بانتصار المقاومة العراقية الباسلة بعد أن تدفن بقية قوات أمريكا وإيران الفارسية تحت رمال العراق.. لأن انتصار المقاومة التي أعدها الرئيس المجاهد الشهيد صدام حسين ويقودها الآن نائبه المجاهد عزت إبراهيم الدوري سوف يجعل عملاء أمريكا وإيران الفارسية في لبنان وعملاء أمريكا في السودان والصومال يتلاشون تلاشي فقاعات قذائف المدافع في أيام الاحتفالات والأفراح..وستستطيع حينذاك الشعوب العربية في تلك البلدان أن تقرر مصيرها دون ضغط أمريكي أو إيراني فارسي..وحتى قضية إيجاد دولة في فلسطين أو إيجاد تهدئة في غزة لا يمكن أن يحدثا لأن أمريكا وإيران الفارسية تدفعان بعملائهما هناك بحيث يبقى الصراع بين فصائل المقاومة.. لكن شعب فلسطين بعد تحرير العراق سيواصل جهاده حتى تحرير فلسطين دون الحاجة إلى وساطات التهدئة ودون الحاجة إلى ما سميت خارطة الطريق أو إلى تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد لأن عراق صدام وعراق العروبة كان مصدر العون لها.. ومن يعارضني في آرائي هذه وفي نظرتي إلى المستقبل فسأعطيه ما يشاء من الوقت ليثبت عكس ما أقول أو يعطيني مدة أقصاها كذا وأدناها كذا لتنتهي هذه الأحداث في لبنان وفي السودان وفي الصومال أو لتقوم دولة في فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل الغاصبة أو حتى لتوجد هدنة في غزة.
أن كل المعلقين والمحللين الذين تبرزهم الفضائيات العربية العميلة لأمريكا وإيران الفارسية ليتحدثوا عن الصراعات في لبنان والسودان والصومال مثلاً هم جميعاً مقاولون مع أميركا، إيران الفارسية إلا ما ندر ومهمة أولئك المحللين هي التعتيم الأسود الحالك في آفاق احتلال العراق وما تلاه من جرائم فضيعة في حق المدنيين العزل وتعتيم على اشتداد المقاومة العراقية الباسلة وما خلفته من هزيمة نكراء لأمريكا وإيران الفارسية وخسارات فادحات في الأرواح وفي المال..لأن أي محلل من أولئك المحللين أما أن يبرز مع عملاء إيران الفارسية أو مع إسرائيل الغاصبة وأمريكا.. وحتى المتصارعون عندما يتحدثون باسم حزب الله أو تيار المستقبل يبرز كل منهم تحامله إما على أميركا وإسرائيل وإما على إيران الفارسية ولا واحد من الطرفين يستشهد بما فعلته أمريكا في العراق من جرائم أو إيران الفارسية من جرائم في العراق أيضا وهما أي الطرفان المتصارعان في لبنان يؤيدان الوضع في العراق كما هو وكأنما لم يحصل فيه ما هو حاصل من جرائم فضيعة ترتكبها أمريكا وإيران الفارسية ضد المدنيين العزل وما هو حاصل كذلك من مقاومة لم توجد مثلها في التاريخ الحديث أو بمستوى تصاعدها أو بمستوى ما خلفته للعدو من خسارة في الأرواح والمال والعتاد.. وإذا تحدث بعض عملاء إيران الفارسية في لبنان عن المقاومة فيظهرها وكأنها مقاومة المجرم الغشوم مقتدى الصدر مع أن مقتدى الصدر بمثابة سكين فارسية مسمومة ذبحت بأمر من أمريكا وإيران مَنْ أعدوا المقاومة قبل الاحتلال بسنوات عدة وفي طليعتهم الرئيس الشهيد المجاهد صدام حسين رحمهم الله جميعاً.. إن من يعتقد أن المقاومة أعدت على عجل بعد الاحتلال فهو سطحي التفكير يقبل ما يقال ولا يـُعِمل عقله وتفكيره ليستنتج حسب المعطيات التاريخية والميدانية أراء حرة وليست ترديد ما تقوله وسائل الإعلام المنحطة.. والحقيقة أن تلك المقاومة أعدت حسب ما وصلت إليه من تحليل منذ عام 1991م حتى عام الاحتلال البغيض 2003م.. لأن تصاعدها واشتداد ذلك التصاعد يدل على أنها معدة سلفاً ولأن اعتمادها على الله وعلى إمكانيات العراق المالية التي قال عنها المدعو الهاشمي أحد مسئولي ما تسمى بدولة العراق التي نصبتها أمريكا وإيران الفارسية قال ما معناه بعد اغتيال الرئيس المجاهد صدام حسين قال (لقد أعدموا صدام حسين قبل أن نعرف أين ذهب احتياطي العراق من الأموال وقدره ستمائة مليار دولار فلا هي في البنوك العراقية ولا هي خارج البلاد باسمه أو باسم أي مسئول آخر) وهذا يدل أن الرئيس المجاهد صدام حسين ترك تلك الأموال للمقاومة ووضعها حيث وضع الصورايخ أرض جو وأرض أرض وآلاف الدبابات وملايين الأطنان من الذخيرة والعتاد وعشرات آلاف العلماء في صناعة الأسلحة بحيث لم يعلن الاحتلال أنه حصل على كل ذلك أو بعضه.
إن عملاء إيران الفارسية الصفوية في لبنان يتبجحون يقولون : إن حزب الله يمتلك عشرين ألف صاروخ بل أكثر من ذلك بكثير ولا يقولوا لنا لماذا إسرائيل الغاصبة حرة طليقة في مزارع شبعا اللبنانية؟؟ أما المقاومة العراقية فهي تجاهد الاحتلال بتلك الصواريخ والمعدات العسكرية والمال الذي خلفه جميعاً للمقاومة نظام شهيد العروبة والإسلام الرئيس المجاهد صدام حسين واستشهد ولم يكن يملك إلا ملابسه رضي الله عنه ورفاقه الشهداء رضاءه عن الصحابة الأخيار جميعاً أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.. وسحقاً لمن عاداه وما يزال يعاديه حتى بعد استشهاده وسحقاً لمن يتشدق بمقاومة إسرائيل وأمريكا وعملائهما في لبنان وهو راضٍ كل الرضاء عن الأوضاع في العراق وكأن أمريكا في العراق شيء وأمريكا في لبنان شيء آخر.. وسحقاً لكل من يدعي أنه يقاوم إيران في لبنان وعملاءها وهو راض كل الرضاء عن الأوضاع في العراق وكأن إيران الفارسية في العراق غير إيران الفارسية في لبنان..
ولا بد لي أن أورد هنا أنموذجين من القيادات اللبنانية المتصارعة اليوم في لبنان وأنموذجين من أقوال كل منهما التي أوردتها قناة الجزيرة بعد احتلال أمريكا للعراق بمساندة إيران الفارسية الرئيسية لها حتى يدرك القارئ حقيقة تحالف المتصارعين والتقاءهم الراضي عن احتلال العراق.
الأنموذج الأول : حسن نصر الله.. إذ قال يتهم الرئيس المجاهد صدام حسين في خطاب مشهور له أوردته قناة الجزيرة(ومَـن المجرم القاتل للسيد محمد باقر الحكيم غير صدام حسين لأنه قاتل سفاح إلى آخره...) وقد كذب حسن نصر الله بدون إرادته واحد من جنسه وهو المدعو عبد العزيز الحكيم عندما حدثت صراعات بينه وبين مقتدى الصدر عندما قال (إن مقتدى الصدر الذي قتل السيد الخوئي هو نفسه الذي قتل أخي محمد باقر الحكيم) وقد أوردت ذلك التصريح قناة الجزيرة.. بل أن حسن نصر الله قد سبق له أن قال (لقد كانت أمريكا نصف متواجدة أيام حكم صدام حسين وهي الآن متواجدة كلية لتحرر العراق فما عليها الآن إلا أن ترحل فقد انتهت مهمتها) فأي جهاد في لبنان يا حسن نصر الله ضد أمريكا وإسرائيل وأنت تعتبر أمريكا جاءت إلى العراق لتحرره وانت على علم أيضا أن إسرائيل تتواجد ضمن قوات الاحتلال؟؟
هذا ضحك على الذقون سينتهي عندما تنتصر المقاومة العراقية الباسلة إن شاء الله.
الأنموذج الثاني.. وليد جمبلاط.. إذ لعن الرئيس المجاهد صدام حسين واعتبر الانتخابات التشريعية حسب زعمه في ظل أمريكا حرة وديمقراطية وهو يعلم أن عملاء إيران الفارسية هم المسيطرون على زمام تلك الانتخابات المزيفة التي لم تحدث مثلها انتخابات قوائم لا يعلن عن المرشحين فيها في تاريخ الانتخابات منذ أن بدأت في العصور المتأخرة من تاريخ البشرية.. ولقد أعدتُ لعنته إليه في مقال نشر حينها قبل سنوات في صحيفة "الإحياء" اليمنية.
فهل لعنتك يا وليد جمبلاط لشهيد العروبة والإسلام وألد أعداء أمريكا وإيران الفارسية الصفوية خاصة بعد احتلال أمريكا وإيران وحلفائهما للعراق.. هل لعنتك تلك دليل على أنك تجابه اليوم أنت وأمثالك في أحد أطراف الصراع إيران الفارسية في لبنان؟؟
أن اليمنيين هم منبع العروبة والفكر وناشرو الإسلام في جميع أرجاء العالم أثبتوا أنهم نبع التفكير الذي تنقشع أمامه كثافة الضباب التي تصنعه أجهزة أمريكا وإيران الفارسية وفي طليعتها قناة الجزيرة وقناة العربية وقناة المنار الفارسية.. نعم تنقشع أمام حدة ذلك التفكير وعمقه كثافة الضباب لتتبين الحقائق.. وعندما أقول اليمنيين أقصد الدولة والشعب ورئيس الدولة الأخ المناضل الفذ علي عبد الله صالح.. أما شواذ اليمنيين فهم عباد العمالة والدولار الذين يعتبرون أن الوحدة اليمنية قامت على عجل خاصة بعد احتلال العراق قالوا ذلك وهم في أمريكا وبريطانيا أولئك لا يحسب لهم حساب إلا في تلك الفضائيات الأمريكية والإيرانية الفارسية.. ومرة أخرى أقول سيظل تحليل المحللين المقاولين بأسعار عالية في تلك القنوات يكرر نفسه يوماً بعد يوم لا تَصْدُق كلمة مما قالوه فعلى سبيل المثل لا الحصر.. قال أحد أولئك المحللين لقناة الجزيرة قبل علم ونيف وهو اللواء طلعت مسلم قال(إن البوارج الحربية الأمريكية التي هي في طريقها للخليج إنما تهدف لضرب إيران) ومر عام ونيف...... ولم تضرب أمريكا إيران.. وهاهو نفس هذا المحلل يصرح لقناة النيل قبل أيام ((إن أمريكا ستدخل مع إيران في معركة عسكرية، لكن إيران مستعدة للمواجهة )) وستمر السنوات ولا حرب هناك بين الدولتين المتحابتين الحليفتين ضد العروبة والإسلام ولكن المحللين يحصلون على تحليلاتهم هذه السنة من الدولارات ثلاثة أضعاف تحليلاتهم في السنة الماضية.. هذا هو واقع الإعلام العميل.. تجارة في تجارة وتعتيم في تعتيم.. ولكنه سيزول على أيدي المقاومة العراقية الباسلة أطال الزمن أم قصر.. ولا غرابة إذا قلت إن الشعب
الأمريكي والشعب الإيراني المسلم غير عباد القبور وأعداء الصحابة الأخيار والشعوب التي شارك حكامها في احتلال العراق... تلك الشعوب تتمنى أن يزول الاحتلال من العراق في وقت قصير من الآن حتى يوقف نزيفها من الأرواح والأموال التي تفقرها.. لكن المقاومة العراقية هي وحدها التي ترجو إطالة بقاء الاحتلال لكي لا تعطي مجالاً لبقية جنود الاحتلال أن يرحلوا أو يهربوا ولكي تدفنهم في العراق وتـُبقي جندياً واحداً منهم ليكون شاهداً حياً على ما حدث في العراق كما قال الرئيس المجاهد صدام حسين ولكي تصل أمريكا إلى مستوى حضيض الحضيض في هزيمتها لتصبح من أفقر فقيرات الدول.. وليس هذا ببعيد ولا عزيز ولا مستحيل على الله القوي العزيز الجبار الذي قال في كتابه الكريم : ((وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)) صدق الله العظيم.
صنعاء - الجمهورية اليمنية
15/5/2008م
شبكة البصرة
الاربعاء 9 جماد الاول 1429 / 14 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق