أهالي بغداد يستعملون الجدران الكونكريتية كلوحات اعلانية

(حلاقة هاني.. أطفر وتلگاني)..! – تقرير مصور
2008-05-01 :: موفد الرابطة العراقية في بغداد ::

بغداد لم تعد تلك المدينة الجميلة التي طالما تعلقت بها أفئدة أبناءها وتغنى بها الشعراء، فلم يعد هناك طريق في شوارع بغداد إلا وتقطعت أوصاله إربا بفضل الجدران العازلة التي عزلت الأحياء عن بعضها وأغلقت منافذها سوى منفذ واحد لاتجده الا بشق الأنفس.. وتحولت المدينة الى غرف كونكريتية قبيحة محكمة الاغلاق.. وعند غياب الجدران تسد الشوارع بركام القاذورات والسيارات المحترقة والنفايات في منظر يبعث على الغثيان..ومن الملفت للنظر أن العراقيين قد بدأوا (يتعايشون) مع هذه الجدران ويستعملونها كلوحات للاعلان، ولكن شتان بين الاعلانات التي تدعو الى الطائفية المقيتة السوداء وتصفية الخصوم في بعض المناطق من العاصمة، وتلك التي احالت تلك الجدران الى كتاب مفتوح للاحاديث النبوية الشريفه التي تدعو الى الحب والتسامح ونبذ الفرقة والوحدة والاخاء في مناطق اخرى!وبرغم كل ما مر بالعراقيين من مآسي فانهم لا يزالون يتمتعون بروح النكتة التي لا تفارقهم في احلك الظروف ، وتلك ميزة ندر ان يتمتع بها من مر بمثل ما مروا به ، فهناك "جدار الحب" الذي اتخذه احدهم وسيله للتواصل مع حبيبته فكتب عليه عنوان بريده الالكتروني ورقم هاتفه النقال، فيما أعلن أحد الحلاقين عن صالونه للحلاقة والذي وارته الجدران خلفها بكتابة (حلاقة هاني.. اطفر وتلكاني) وغير ذلك كثير.نعم لقد استتب شيء من الأمن في مناطق بغداد بسبب عزلها عن بعضها بالجدران الكونكريتية، لكنه تمهيد تخطط له قوى الاحتلال والأحزاب الطائفية المتعاونة معه والسائرة في الفلك الايراني لجعل الفصل المذهبي حقيقة واقعة على الأرض لن يمكن تغييرها بسهولة، خصوصا مع تبادل المهجرين لمنازلهم وخطورة استقرارهم لقترات طويلة في الأماكن الجديدة. لكن العراقيين يذكرون دوما النكتة الشائعة (شيلمهن) والتي كانت تشير الى صور الرئيس الراحل المنتشرة في كل أرجاء العراق.. ويقولون عندما يزول الاحتلال سنرفع جميع هذه الجدران في نصف يوم وستختفي دواعي العداء المذهبي التي لم نعرفها قبل مجيء المحتل.
تخيلوا هذا شارع حي الجامعة..!!