2008-04-29 :: الخبر الجزائرية ::
بلغت قضية الأطفال العراقيين المحتجزين في عمان من قبل جمعية ''شيفيت أخيم'' الإسرائيلية درجة من التعقيد والخطورة، بعدما عمد أعوان هذه الجمعية إلى ممارسة ما يشبه عملية ''غسيل مخ'' لأهالي الأطفال المرضى.بحسب المعلومات التي تحصلت عليها ''الخبر''، أول أمس السبت، فإن أعوان ''شيفيت أخيم''، بالتنسيق مع القس المسؤول عن كنيسة ''النعمة الإنجيلية'' الموجودة بمنطقة المحطة في عمان، قاموا بإبلاغ أهالي الأطفال العشرة الباقين (وهم بنات) بأن ''الأخبار التي تقول بإمكانية علاجهم في مكان آخر غير تل أبيب مجرد أكاذيب وغير صحيحة، في الوقت الذي سيتم استرجاع الأطفال الأربعة الآخرين الذين أخذهم الدكتور العراقي الكبيسي''.واستعمل القس ''دوري''، بمساعدة موظفة أمريكية تدعى ''براندا''، القوة لمنع الصحفيين من الاقتراب من كنيسة النعمة الإنجيلية حيث يتم احتجاز الأطفال العشرة منذ 3 أيام، تحسبا لترحيلهم إلى تل أبيب. ومن جهته، قال الدكتور الكبيسي، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أمس، إن السلطات الكردية في إقليم كردستان بشمال العراق تتابع القضية، خصوصا أن الأطفال العشرة المحتجزين في كنيسة النعمة الإنجيلية هم أكراد. ونقل الكبيسي عن مسؤول كردي رفيع المستوى أنه ''يتم حاليا متابعة الأمر باتجاه توفير مبلغ من المال للتكفل بهؤلاء الأطفال''.وإلى غاية مساء أمس استمر أعوان الجمعية الإسرائيلية في التعتيم على أهالي الأطفال حول حقيقة وجود جهود غير إسرائيلية لعلاج هؤلاء الأطفال، ومنها التحرك الجزائري الذي كان في واجهة المشهد منذ بداية الأسبوع الحالي. وحسب ما توفر من معلومات فإن ''طبيبا عراقيا كرديا اتصل هاتفيا بعائلات الأطفال المحتجزة في الكنيسة لإقناعها برفض التسفير إلى تل أبيب، لكن محاولته باءت بالفشل، بسبب خوف العائلات من خسارة العلاج نهائيا من جهة، وممارسة الجمعية الإسرائيلية ضغوطا نفسية كبيرة عليها من جهة أخرى''.واتصلت ''الخبر''، أمس، هاتفيا بـ''أم أوروس''، وهي سيدة كردية موجودة بكنيسة النعمة الإنجيلية بالعاصمة عمان، لكنها رفضت الحديث بمجرد أن علمت أن محدثها صحفي جزائري، ولم تتمكن سوى قناة ''أم بي سي'' من التقاط صور للأطفال المحتجزين في الكنيسة، بحسب ما قاله الدكتور الكبيسي. وفي سياق متصل، راسل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أمس، السفير العراقي بالجزائر وأبلغه استعداد المركزية النقابية للتكفل بالأطفال العراقيين المتواجدين في عمان.من جهة أخرى، كشف الدكتور قاسم، الأمين العام لعمادة الأطباء الجزائريين، أمس، خلال ندوة صحفية عقدها بالعيادة متعددة الخدمات الينابيع بالعاصمة، أن تكلفة علاج الأطفال العراقيين التي تعتزم العمادة تحويلهم من عمان إلى الجزائر، ستقارب 200 مليون سنتيم للطفل الواحد. وجدد السيد بقاط، أمس، ما سبق أن نشرته ''الخبر'' حول قضية الأطفال العراقيين الذين تريد جمعية إسرائيلية نقلهم إلى تل أبيب لتلقي العلاج من أمراض القلب التي يعانون منها. وقال السيد بقاط ''فور وصولنا إلى عمان سنلتقي أولياء الأطفال الذين علمنا أنهم ابتهجوا لتحركاتنا لنقلهم للعلاج في الجزائر''. وواصل ''كما سنقوم بالاطلاع على الملفات الطبية للأطفال الأربعة عشر، وإرسال ملخصات عبر الفاكس للأخصائيين''.وفي حال عدم قدرة المصالح الطبية الجزائرية على تقديم العلاج لاستعصاء المرض، قال: ''تلقينا مكالمات من حوالي 30 عيادة خاصة، أكد أصحابها استعدادهم للتكفل بكل المصاريف، بما فيها مصاريف النقل، بالإضافة إلى استعداد الأمين العام للعمال الجزائريين للتكفل بكل المصاريف، وفي حالة عدم قدرتنا على علاج بعض الحالات، سنقوم بنقلها إلى أوروبا، ولدينا اتصالات عديدة، منها فدرالية الأطباء الإيطاليين التي أعربت عن استعدادها للتكفل بالأطفال''.وكانت ''الخبر'' قد فجرت، الأربعاء الماضي، قضية هؤلاء الأطفال العراقيين على لسان الجراح العراقي عمر الكبيسي، قبل أن تتحول إلى قضية إنسانية دولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق