السبت، مايو 03، 2008

اخجل من نفسك فأنت قطري

يا قطر... لم اللوم عليك أو العتاب
وفاء أسماعيل

عندما أعرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق ( مناحم بيجين ) للسادات عن رغبته في توقيع اتفاق سلام شامل مع العرب قال له السادات ( ما تخافش كلهم ح ييجوا ورايا ) و كان السادات يدرك تماما ان خروج مصر من حلبة الصراع العربي - الصهيوني وتوقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل وماهى إلا اتفاقية اعتراف بوجود كيان غير شرعى واتفاقية استسلام بمعناها الصحيح ( كامب دافيد 1978م ) سيتبع ذلك الاعتراف انفراط العقد وسقوط حباته تباعا وانجذابها إلى الخندق الذي تخندقت فيه مصر مع اسرائيل ..فمصر هى الأم وهى الرائدة اينما تسير تسير وراءها كل الدول العربية كبرت حجمها أو صغرت ..وايضا الكيان الصهيوني كان يدرك تماما أهمية خروج مصر من دائرة الصراع الصهيوني – العربى .. ليتلاشى حجم هذا الصراع شيئا فشيئا ويتم اختزاله وانحساره في خانة ضيقة ليتحول من ( صراع عربي - صهيوني ) إلى ( صراع ( صهيوني – فلسطيني ) ومن ( صراع وجود ) إلى (صراع حدود ) وبمرور الزمن تحول هذا الصراع المسمى صراع ( صهيوني – فلسطيني ) إلى صراع صهيوني مع المقاومة في غزة بعد نجاح الصهاينة في اختزال القضية كلها في نطاق أضيق من ثقب الإبرة كما يقولون . والاستفراد بعناصر المقاومة والإمعان في اغتيالهم ، ونفيهم ، وتأليب الراى العام والدولي ضدهم وشجعهم في ذلك وقوف الدول العربية بأنظمتها وشعوبها تتفرج على عمليات القتل والإبادة دون ان تحرك ساكنا بل ان أكثر ما يشجع الكيان الصهيوني على ذلك هو هؤلاء الذين اصطفتهم إسرائيل إلى صفها واختارتهم ليكونوا لها شريكا في العداء والصراع ضد رجال المقاومة واقصد بهم مايسمى بالسلطة الفلسطينية . الحق يقال ان هذا الوضع العربي المخزي.. هو من دفع الصهاينة للامعان في جرائمهم والاستمرار في الإبادة العلنية للشعب الفلسطيني . وأخر صور هذا الوضع الذي لم يجلب لنا كشعوب إلا العار هو موقف قطر عندما استضافت على أرضها وزيرة خارجية هذا الكيان الصهيوني المعادى للأمة وإمعان الإعلام القطري في استفزاز الشعوب العربية عندما تصدرت صحفه صورة صاحب السمو من الوزن الثقيل جدا يصافح سعادة وزيرة الخارجية الإسرائيلية الرشيقة وأسفل صورتهما الخبر يقول (التقي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي بفندق شيراتون الدوحة صباح أمس بعدد من أصحاب السعادة المشاركين في منتدي الدوحة الثامن للديمقراطية كما التقى سعادة السيدة تسيبي ليفني نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية الإسرائيلية ) ولا أدرى من أين حصل صاحب السمو على سموه ولا من اين حصلت ليفنى على لقب السيادة والسعادة ؟ كما لا أدرى كيف كان شعور أصحاب المعالي و الشوارب الوزراء القطريين وهم يحتفون بسعادة الوزيرة تسيبي ليفنى ويصفقون لها على كلماتها عن الديمقراطية وحديثها عن خطر حماس وحزب الله ونعتها لهما بالإرهاب أمام جمع خفير من النخب المثقفة ( أو من يدعون الثقافة ) المدعوة لحضور المنتدى المروج للديمقراطية بالمفهوم الصهيوني ؟ محظوظة أنتى يا تسيبى ليفنى بحفاوة العربان والغربان ، ومحظوظة بضيافة أصحاب المعالي والسمو والشوارب ، وبحماية أصحاب الغتر والعقال وهم يسيرون خلفك كالنعاج يدهم على زناد أسلحتهم لصون قوامك الممشوق والتصدي لكل من يحاول تهديد حياتك أو امنك بأوامر صارمة من صاحب البلاد والعباد المفدى وصاحب الوزن الثقيل الذي تجاهل جرائم عصابات الكيان الصهيوني مؤخرا في غزة وتجاهل حجم الدماء التي سفكت على الأرض وعدد الشهداء المتناثرة أجسادهم في الشوارع والطرقات !!! ولكن هل هذا الموقف العار جديد على أميرهم المفدى ؟ والله ليس بجديد فقد استقبل من قبل اعتى عتاة الصهيونية في منتدياته الشكلية القطرية ، وزادت حفاوته لهم كلما زادوا في قتل أبناء الشعب الفلسطيني حتى اننى اجزم ان قطر لم تعد سوى نادي صهيوني يتحفنا فيه رئيسه في كل مرة بلقاء حار مع عنصر من عناصر العصابات الصهيونية تكريما لهم على جرائمهم وإمعانهم في قتل الأمة فمن قبل استقبل شيمون بيريز ( قاتل أطفال قانا ) وأعضاء الكنيست الصهيوني وفى كل مرة يخرج علينا صاحب المعالي حمد بن جاسم آل ثاني مبررا لقاءاته معهم واستضافتهم لتلك العصابات بأن ( قطر تستقبل هؤلاء في العلن بينما الدول الأخرى تستقبلهم في الخفاء ) لنصفق له صراحته وعلانيته ، ونتلمس له ولأمير بلاده المفدى العذر . ذكرني تبريره هذا بلص سأله ضابط شرطة القي القبض عليه متلبسا : لماذا تسرق ؟ فقال للضابط : أهو انا فقط الذي يسرق ؟ الكل يسرق فلما تحاسبني أنا على فعلى ؟ أو بعاهرة عندما تسألها لما عهرك وفجرك وانحلالك .. فترد وهل انا وحدي العاهرة .. كلهن عاهرات ، فاجرات فلما لا ترى سواى ؟ دون ان تذكر مبرر مقنع للعهر والانحلال . حمد بن جاسم آل ثاني كلما سأله احد عن علاقاته بالصهاينة هو وأميره المفدى يتحفنا بإجاباته التي أصبحت ماركة مسجلة لكل العرب : ليس وحدنا من يلتقي ويستقبل أعضاء الحكومة الصهيونية بل نحن وحدنا الذين نعلن عن تلك اللقاءات بكل صراحة وشفافية وكأن التصريح بالعهر والإباحية والفجور يعد منتهى الصراحة والشفافية ومنتهى الديمقراطية !!! ** قطر التي تدعى دوما ( انها رغم صغر حجم مساحتها الجغرافية إلا وان لها دور اكبر من حجمها على الساحة السياسية كحجم أميرها المفدى في الثقل والوزن ) وتعتقد أنها كسبت هذا الحجم وهذا الدور بوضعها تحت الحماية الأمريكية عام 2003م ، يوم وافقت على إنشاء اكبر قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها في ( العديد والسيلية ) ولا يخفى على أحد دور تلك القواعد في غزو العراق وتدميره ، فيحاول أميرها المفدى ان يثبت لأسياده الأمريكان انه ورث عنهم الديمقراطية والعقلية الذهنية المتفتحة ، وهو بذلك أراد منافسة مصر ، والسعودية ، الأردن على قلب أمريكا وعرف ان اقصر الطرق للوصول إلى قلب البيت الأبيض للحصول منه على صك الغفران والبقاء ، هو إرسال رسالة محبة لتسيفى ليفنى لحضور منتدى الديمقراطية لتعلمه وتعلم الحضور معنى الديمقراطية ، هذا هو الهدف المعلن .. ولكن الهدف الخفي فأنا لا أستبعد ان يكون هذا اللقاء مجرد واجهة لترتيب الأمر لإقامة علاقات دبلوماسية علنية وموثقة بين قطر والكيان الصهيوني فكثيرا ما يردد الإعلام القطري المزيف ان ( قطر لا تربطها علاقات دبلوماسية ولا قنوات شرعية بإسرائيل ) وكأن كل ما تفعله قطر على رؤوس الأشهاد لا يخضع لمسمى العلاقات الدبلوماسية الشرعية مع انها ترتبط بعلاقة زواج موجودة في الأصل بين الطرفين ولكنه زواج ينتظر الإشهار به ويتحول من زواج مخفي في السر إلى زواج معلن إعلان رسمي وموثق دون اى التفات لما تفعله اسرائيل بالمنطقة ودون مراعاة لمشاعر أطفال غزة المحاصرين . ** أيها السادة والسيدات ، يا شعوب العالم العربي المقهورة المظلومة .. لن أقول لكم سوى انكم يحكمكم جهلاء ، شوارب مستعارة ، أشباه رجال لا يشغل بالهم سوى كراسي الحكم وكيفية البقاء حتى لو كانت على أشلاء الأطفال والشيوخ والرجال ، وشرف الامة وعرض النساء . انتم والله عند حكامكم خارج كل الحسابات ..فلا تنشدوا ولا ترجو منهم اى خير في هذا الزمان .. زمن العهر والفجر والانحلال.. أخرجوهم من حساباتكم واعتمدوا على سواعدكم ولا تلوموا أصحاب المعالي الجهلاء على جهلهم بمفهوم النخوة والرجولة والعروبة .. فهل يفهم مثل هذا الأمير المفدى معنى الكرامة العربية والتضامن والاعتصام بحبل الله بين العرب والمسلمين أو معنى الأمن القومي العربي ، وكيفية نصرة القضايا العربية ؟ وهل الشرف كان يوما له عنوان عند السادة الحكام ؟ حكام قطر الأشاوس ماهم إلا عدد فردى من طابور الهرولة نحو العدو كما هرول كبيرهم السادات الذي تنبأ بقدومهم وهرولتهم على الأقدام زاحفين أمام العتبات الصهيونية ، امير قطر واحد ممن انسلخ بإمارته ومملكته وضيعته الخاصة من العروبة وراح يبحث له عن هوية وقومية تحترم بين بلدان العالم بعد ان أصبحت العروبة مسبة ، وعار على كل إنسان يلبس ثوبها وينطق بلسانها ، مبررا فعلته بتسابق الكل ، وهرولتهم لتلبية نداء العولمة ، مطهرا يده من البداوة إلى الحداثة والدمقرطة المزيفة ... لم يتبقى لكم يا شعوب العرب سوى الانتظار لتحصوا عدد المهرولين الزاحفين نحو اولمرت وليفنى ، ولم يبق لكم سوى انتظار الإعلان عن موت العروبة في كل مكان وخلع أثوابها ، وقطع لسانها ، وتفتيت جسدها إلى أشلاء متناثرة صغيرة اسمها الشرق الأوسط الكبير .. تتربع على عرشه الصهيونية العالمية والأمركة الدولية .. ولم يبق لحكامنا الأشاوس سوى التوقيع على تسليم الأوطان ونزع عقالهم وغترتهم وكسر سيوفهم ،أو تسليمها لصاحب القلنسوة اليهودية كما سلموها من قبل لبوش العظيم واستبدالها بعصا الخرفان والأغنام لتصبح في يد راع يلبس ملابس راعى الأبقار .. فلا هو ( كاوبوى ) ولا هو من ( فرسان العرب القدماء ) بل مجرد خيال مآته وليس بخيال ... فمن هانت عليه العراق وشارك بذبح أهلها يهن عليه العروبة والإسلام فلم اللوم أو العتاب ؟!!!!
وفاء إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار