وزارات عراق صدام .. وأوكار وأعشاش الغربان اليوم
المقاتل الدكتور محمود عزام
الحديث عن المقارنة بين قيادة العراق بالأمس وبين من يتحكم به اليوم..وبين الانتماء للعراق وحكومته الوطنية السابقة وبين نفس الانتماء اليوم في العراق المحتل حديث ذو شجون ..ويحتار المواطن البسيط في طريقة تبرير مايحدث اليوم بمقارنته بالأمس !!..هل هذا الحطام الذي نراه هو العراق ؟..يوم كان العراق ..وكان البعث وكان صدام ؟..
الأمس واليوم!
وزارات الدولة العراقية منذ نشأتها ورغم تعاقب أنظمة الحكم فيها من ملكية وجمهورية لم يحصل لها تدمير وهدم وتفتيت وتزييف مثلما حصل لها اليوم بعد الاحتلال ..وتكامل اداء هذه الوزارات بعد عام 1968 لتصبح مع تطورها والرعاية الكبيرة التي كانت تحضى بها منارا للمعرفة وصقل المواهب ..للتخصص والابداع وتعمل وفق قيم ومباديء وسياقات وأنظمة وقوانين وتسلسل للتقييم والترفيع ونظام وتعليمات للعقوبات والمكافئات والايفادات والمعالجة الصحية واحترام للزمن وخاصة بعد تسلم الشهيد الخالد صدام حسين لرئاسة الوزراء ومتابعته الشخصية لنشاطات كل وزارة بحيث أصبح دوام منتسبي كل دوائر الدولة قبل الساعة الثامنة صباحا يوميا ..وكانت هذه الوزارات ترتبط بسياسة الدولة العامة الواحدة والمعروفة ولم يكن العمل فيها وفقا لمنهجية الوزير او انتماءاته الطائفية او العشائرية او القومية ..وكانت تهدف لخدمة المواطن الذي هو أساس وجودها ..
هذه الوزارات تقسمت اليوم بين الاطراف السياسية وابتعدت عن هدفها المركزي وأصبحت اليوم أوكارا وأعشاشا للخيانة والجاسوسية والعمالة والرذيلة ومقرات لتفتيت وحدة الشعب العراق وتمزيق صورته المتداخلة الألوان والتي ميزت قوته وقدرته ووحدته على مر العصور..أصبحت وزارات دولة العراق الجديد! كهوف مظلمة لاترى النور وقد هجرتها العقول والكفاءات والكوادر والعلماء والخبرات ..وأعشاش للغربان التي تنعق بالموت والدمار والانتقام والحقد والحسد والكراهية ومراكز للطوائف والقوميات والاحزاب لتكريس حالة الانقسام والتجزئة الانسانية والفكرية والاجتماعية والسياسية ..مراكز لتثقيف العاملين على صيغ ومباديء وقيم جديدة على المجتمع العراقي والشخصية العراقية والتي تهدف لاشاعة الولاء للأجنبي وتحريم الدفاع عن الوطن!!..وتبرير الاحتلال والتعامل معه والسير بمخططاته وتنفيذ اجندته ..وأصبح في هذه الوزارات مكاتب خاصة للاحزاب المتنفذة والمسؤولة عن كل وزارة ..ومكتب خاص للمتابعة والاشراف الامريكي ومن يرتبط بالامريكان واجهزتهم الاستخبارية ..وتم توزيع هذه الوزارات وفق مبدأالمحاصصة فأصبحت عدد من الوزارات للطائفة الفلانية وتلك للطائفة الاخرى وهذه للدين الفلاني وتلك الوزارات للاكراد وهذه للعرب السنة وتلك للشيعة !!.. فمنتسبي الوزارات التي يسيرها حزب الدعوة أو حزب الحكيم أو الصدر يجب ان يكون كل موظفيها من الاستعلامات الى الوزير من المنتمين الى هذا الحزب وتحرسها ميليشيلت هذه التيارات وتتحكم في مقدرات الوزارة لجان حزبية من هذه الاحزاب ..وهذه الوزارات للاكراد وتلك للتوافق حتى أصبحت الشهادة والاختصاص والخبرة والكفاءة والنزاهة هي آخر ما ينظر اليه في التقييم والتعيين والترفيع!.. وينسحب هذا التقسيم على كل شيء بحيث ان الوزارة الفلانية لديها اليوم عيد الاضحى.. والوزارة الفلانية تحتفل بالعيد غدا!!..وهذه الوزارة تحتفل بعيد نوروز وتلك تحي ذكرى عاشوراء بينما الوزارة الفلانية تحي ذكرى المولد النبوي وهكذا!!..
وأصبح العديد من وزارات الصدر والحكيم والمالكي مقرات تنفيذية لتوجهات الاحزاب وأوكارا وسجونا ومعتقلات ومراكز اعدامات وتحولت كل مخازن هذه الوزارات وبعض طوابقها الى مناطق مخصصة للتعذيب والاستجواب والاعتقال والاغتيال.. ويقوم موظفي الوزارة من هذه الاحزاب بنقل جثث المقتولين في سيارات الوزارة ورميها في مناطق غير ماهولة او رميها على قارعة الطريق وبعض الوزارات تسلم جثث المغدورين الى الطب الشرعي مباشرة!!..ومن هذه الوزارات الصحة والداخلية والامن القومي ؟؟
وزارة الصحة التي كانت لكل العراقيين وتحوي خيرة الاطباء وأندر التخصصات والمعدات ويقوم منتسبو مؤسساتها بواجبهم باخلاص وتفاني ويواصلون الليل والنهار لتقديم افضل الخدمات الصحية والعلاجية على الرغم من ظروف العراق الذي كان يرزح تحت الحصار الظالم.. واليوم قتلت ميليشيات الحكومة الطائفية العدد الكبير من هؤلاء الاخصائيين وهجرت الكثيرين واجبرت الباقين على ترك العراق بحثا عن الأمان المفقود وسيطر على الوزارة الجهلة والاميون والقتلة والسراق وتحول المؤتمر الطبي الصباحي للاخصائيين والأطباء الى تجمع حول الوزير والمدراء العامين للقيام بتنفيذ جانب من الشعائر الدينية الخاصة بطائفة محددة كبداية لنهارعمل جديد!!..وحولوا الوزارة الى مكاتب للاستفسار والاستجواب لكل مراجع يدخل وقد لايخرج سالما بشكل مطلق!..
أما في وزارة الخارجية العراقية فترى العجب اليوم ..هذه الوزارة التي كانت واحدة من مدارس تعليم الدبلوماسية والاصول في التعامل السياسي والعلاقات الثنائية المبنية على التكافؤ والتعامل بالمثل والتي كانت تربط العراق بدول العالم أجمع ويجري اختيار السفراء والمسؤوولين في كل سفارات ودوائر واقسام الوزارة وفق معايير ثابتة واصول معلومة ..ووزارة الخارجية اليوم أصبحت بكل سفاراتها وممثلياتها في الخارج وفي أقسام ودوائر الوزارة وكرا للبرزانيين أولا ثم الطالبانيين ثانيا ثم للاكراد الآخرين وبعد ذلك للبقية رغم اصرار والحاح الحكيم والمالكي والجلبي على تقاسم مناصب فيها وبقي هذا الحال منذ ولاية علاوي ولحد الآن وتمارس أغلب سفاراتنا طقوس وتعليمات واحتفالات الحزبين الكرديين وكان هذه السفارات تمثل أقليم كردستان فقط وليس كل العراق ويتحدث السفير والقائم بالأعمال والوزراء المفوضون الاكراد باللغة الكردية او الانكليزية ويرفضون التحدث باللغة العربية ويجري تعامل الموظفين في السفارة منهم باللغة الكردية مع المراجعين..والعراقي الذي يراجعهم عليه ان يجلب معه احد يتحدث الكردية !!..وسفراتنا في الخارج تعج اليوم بالبيشمركة من قتلة الابرياء والعزل والنساء والاطفال وهم يتبجحون بأعمالهم وقد حولوا سفرات العراق وقنصلياتها من خلال مناصبهم الدبلوماسية الى تجمع لاغواء المستثمرين والطامعين بالاستثمار في كردستان اضافة الى اعتبار واجباتهم في السفارة هي لتنظيم برامج ترفيه المسؤولين الاكراد او قضاء أشغالهم والذين يزورون هذه الدولة او تلك!!.. وغالبا ما يقدم السفير الدعوة للمسؤولين في الدولة المعنية والذي يلتقي بهم لزيارة الاقليم والمشاركة في استثماراته!! وهو لايتحدث عن شيء أسمه العراق لانه معين من البرزاني وعليه تقديم الولاء والطاعة له قبل الحكومة العراقية أو رئيس وزرائها ..وغالبا ما يكون لأقليم كردستان مكاتب تمثيل له في عواصم الدول المهمة وتقوم هذه المكاتب بتوجيه وادارة السفارة ويتقدم ممثل الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني على السفير الكردي في كل سفارات دولة العراق الديمقراطي الجديد!!..
والتعليم العالي الذي كانت جامعاته ومراكز أبحاثه منارا للعلم والمعرفة والبحث والتطوير والمساهمة في كل نشاطات الدولة أصبح اليوم ملكا لعائلة ولحزب متخلف وفي الوقت الذي كان الاتحاد الوطني لطلبة العراق طليعة مناضلة لتوجيه ورعاية الطلبة والدفاع عن حقوقهم أصبحت التنظيمات الطلابية اليوم تمارس شعائر الطائفة واجبار الطلاب والاساتذة عليها وتجعل كل ايام الشهر ولكل السنة الدراسية مناسبات دينية لممارسة شعائر الطوائف ولا يستطيع أي استاذ او رئيس قسم او عميد كلية ورئيس جامعة ان يعترض والا سيكون مصيره مع المختطفين والجثث المجهولة الهوية!!
أما وزارة التجارة فقد انحدرت الى أدنى مستوياتها وسيطر الفساد على كل فعالية فيها بعد ان اجتثوا واغتالوا وطردوا وحاربوا رجال العراق الحريصين على شعبه واستولت عصابات الحكيم والدعوة والصدر على دوائرها وعاثوا في الارض فسادا بعد ان احتضنهم كل من احمد الجلبي والسفير الايراني فأصبحت عقود التجارة لا تفي بأسعارها الا بطريقة واحدة وهي التحايل على النوعية وحتى اذا كانت فاسدة .. لكي يتمكن التاجر من تسديد التزاماته لسلسلة من المرتشين لا أول لها ولا آخر..
وفي وزارة التربية التي كانت تربي اجيال العراق على حب الوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيله ويجري اختبار الطلبة على حفظ الاناشيد الوطنية التي تتغنى بالعراق والامة العربية وتراثنا الاسلامي المجيد ..تختفي اليوم من هذه الوزارة ومؤسساتها الاحاديث عن الوطنية والقومية والتراث الاسلامي وانتصاراتنا عبر التأريخ حيث صوروا رغبة الملوك والاجداد العظام والرؤوساء الوطنيين بأنها نزعات توسعية وعدوانية على شعوب الجوار وقام هؤلاء الخونة بتزوير كل التأريخ وجعلوا المعتدين الذين غزوا ارض الرافدين وعاثوا فيها قتلا وتدميرا عبر التأريخ ابطالا ومحررين وزوروا مفهوم القومية وحذفوا منها كل ما له علاقة بهويتها وجعلوا من يناضل من أجلها شوفيني وعنصري ورفعوا كل ماله علاقة بمقاومة شعبنا وحقه بالدفاع عن ارضه ومستقبله.. وتلاعبوا بكل مناهج التربية والوطنية والتاريخ والجغرافية والتراث والدين !..
ووزارة النفط العراقية التي كانت العامل الاساسي المحرك لمنظمة اوبك واوابك ودورها في استقرار النفط العالمي ورسم السياسة النفطية للعراق والدول المنتجة الآخرى وما كانت تمثله من رمز للسيادة العراقية ..حيث كان العراقيون هم المتحكمون في هذا القطاع والمحافظون على ثروة الاجيال ..كانت هذه الوزارة رمز الارادة السياسية للدولة عندما تم استخدام النفط كسلاح في معارك الامة ..اليوم هذه الوزارة يعبث بمقدراتها زمرة فاسدة تتحكم بمصير ثرواتنا وتسمح لأيران بالسيطرة على آبارنا وتطرد مختصينا بناءا على اوامر الامريكان المكتوبة التي سمحت لبعض من العاملين السابقين بالبقاء وطرد كل كوادر وزارة النفط التي عانى وشقى من اجلهم الشعب لتأهيلهم وتطويرهم واعدادهم ..وسرقة النفط الخام مستمرة وتحت مرأى ومسمع القوات الامريكية واشرافهم ورعايتهم واصبحت سياستنا النفطية تتخذ في أقبية أحزاب الحكيم والدعوة لتنفيذ الاجندة الايرانية لتذهب الخطة للمصادقة من قبل الامريكان !!..لقد أثبتت وزارة النفط اليوم وسياسة الحكومة الحالية النفطية أنه اذا تعلق الامر بسرقة ونهب ثروات العراق فسيتفق كل أعداء الشعب العراقي جميعا وبلا استثناء أذا لم يختلفوا على حصص السرقة والنهب!!..
والصناعة والزراعة والنقل والمواصلات والاتصالات والثقافة وما تبقى من وزارات فهي مؤجلة اليوم في العراق ولا يوجد وقت لدى المسؤولين لمعرفة اسباب ذلك!..بعد ان استلم العديد من الاشخاص مسؤولية وزير في الدولة العراقية الديمقراطية التعددية الجديدة وهم في السويد ولندن وألمانيا وايران بلا ادنى معلومات عن طبيعة عمل وزارتهم التي استلموها!!..
اما وزارات اقليم كردستان ! ووزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ..فلكل من أوكارها اليوم قصة تدمير وتفتيت خاصة بها!!..
الحديث عن المقارنة بين قيادة العراق بالأمس وبين من يتحكم به اليوم..وبين الانتماء للعراق وحكومته الوطنية السابقة وبين نفس الانتماء اليوم في العراق المحتل حديث ذو شجون ..ويحتار المواطن البسيط في طريقة تبرير مايحدث اليوم بمقارنته بالأمس !!..هل هذا الحطام الذي نراه هو العراق ؟..يوم كان العراق ..وكان البعث وكان صدام ؟..
الأمس واليوم!
وزارات الدولة العراقية منذ نشأتها ورغم تعاقب أنظمة الحكم فيها من ملكية وجمهورية لم يحصل لها تدمير وهدم وتفتيت وتزييف مثلما حصل لها اليوم بعد الاحتلال ..وتكامل اداء هذه الوزارات بعد عام 1968 لتصبح مع تطورها والرعاية الكبيرة التي كانت تحضى بها منارا للمعرفة وصقل المواهب ..للتخصص والابداع وتعمل وفق قيم ومباديء وسياقات وأنظمة وقوانين وتسلسل للتقييم والترفيع ونظام وتعليمات للعقوبات والمكافئات والايفادات والمعالجة الصحية واحترام للزمن وخاصة بعد تسلم الشهيد الخالد صدام حسين لرئاسة الوزراء ومتابعته الشخصية لنشاطات كل وزارة بحيث أصبح دوام منتسبي كل دوائر الدولة قبل الساعة الثامنة صباحا يوميا ..وكانت هذه الوزارات ترتبط بسياسة الدولة العامة الواحدة والمعروفة ولم يكن العمل فيها وفقا لمنهجية الوزير او انتماءاته الطائفية او العشائرية او القومية ..وكانت تهدف لخدمة المواطن الذي هو أساس وجودها ..
هذه الوزارات تقسمت اليوم بين الاطراف السياسية وابتعدت عن هدفها المركزي وأصبحت اليوم أوكارا وأعشاشا للخيانة والجاسوسية والعمالة والرذيلة ومقرات لتفتيت وحدة الشعب العراق وتمزيق صورته المتداخلة الألوان والتي ميزت قوته وقدرته ووحدته على مر العصور..أصبحت وزارات دولة العراق الجديد! كهوف مظلمة لاترى النور وقد هجرتها العقول والكفاءات والكوادر والعلماء والخبرات ..وأعشاش للغربان التي تنعق بالموت والدمار والانتقام والحقد والحسد والكراهية ومراكز للطوائف والقوميات والاحزاب لتكريس حالة الانقسام والتجزئة الانسانية والفكرية والاجتماعية والسياسية ..مراكز لتثقيف العاملين على صيغ ومباديء وقيم جديدة على المجتمع العراقي والشخصية العراقية والتي تهدف لاشاعة الولاء للأجنبي وتحريم الدفاع عن الوطن!!..وتبرير الاحتلال والتعامل معه والسير بمخططاته وتنفيذ اجندته ..وأصبح في هذه الوزارات مكاتب خاصة للاحزاب المتنفذة والمسؤولة عن كل وزارة ..ومكتب خاص للمتابعة والاشراف الامريكي ومن يرتبط بالامريكان واجهزتهم الاستخبارية ..وتم توزيع هذه الوزارات وفق مبدأالمحاصصة فأصبحت عدد من الوزارات للطائفة الفلانية وتلك للطائفة الاخرى وهذه للدين الفلاني وتلك الوزارات للاكراد وهذه للعرب السنة وتلك للشيعة !!.. فمنتسبي الوزارات التي يسيرها حزب الدعوة أو حزب الحكيم أو الصدر يجب ان يكون كل موظفيها من الاستعلامات الى الوزير من المنتمين الى هذا الحزب وتحرسها ميليشيلت هذه التيارات وتتحكم في مقدرات الوزارة لجان حزبية من هذه الاحزاب ..وهذه الوزارات للاكراد وتلك للتوافق حتى أصبحت الشهادة والاختصاص والخبرة والكفاءة والنزاهة هي آخر ما ينظر اليه في التقييم والتعيين والترفيع!.. وينسحب هذا التقسيم على كل شيء بحيث ان الوزارة الفلانية لديها اليوم عيد الاضحى.. والوزارة الفلانية تحتفل بالعيد غدا!!..وهذه الوزارة تحتفل بعيد نوروز وتلك تحي ذكرى عاشوراء بينما الوزارة الفلانية تحي ذكرى المولد النبوي وهكذا!!..
وأصبح العديد من وزارات الصدر والحكيم والمالكي مقرات تنفيذية لتوجهات الاحزاب وأوكارا وسجونا ومعتقلات ومراكز اعدامات وتحولت كل مخازن هذه الوزارات وبعض طوابقها الى مناطق مخصصة للتعذيب والاستجواب والاعتقال والاغتيال.. ويقوم موظفي الوزارة من هذه الاحزاب بنقل جثث المقتولين في سيارات الوزارة ورميها في مناطق غير ماهولة او رميها على قارعة الطريق وبعض الوزارات تسلم جثث المغدورين الى الطب الشرعي مباشرة!!..ومن هذه الوزارات الصحة والداخلية والامن القومي ؟؟
وزارة الصحة التي كانت لكل العراقيين وتحوي خيرة الاطباء وأندر التخصصات والمعدات ويقوم منتسبو مؤسساتها بواجبهم باخلاص وتفاني ويواصلون الليل والنهار لتقديم افضل الخدمات الصحية والعلاجية على الرغم من ظروف العراق الذي كان يرزح تحت الحصار الظالم.. واليوم قتلت ميليشيات الحكومة الطائفية العدد الكبير من هؤلاء الاخصائيين وهجرت الكثيرين واجبرت الباقين على ترك العراق بحثا عن الأمان المفقود وسيطر على الوزارة الجهلة والاميون والقتلة والسراق وتحول المؤتمر الطبي الصباحي للاخصائيين والأطباء الى تجمع حول الوزير والمدراء العامين للقيام بتنفيذ جانب من الشعائر الدينية الخاصة بطائفة محددة كبداية لنهارعمل جديد!!..وحولوا الوزارة الى مكاتب للاستفسار والاستجواب لكل مراجع يدخل وقد لايخرج سالما بشكل مطلق!..
أما في وزارة الخارجية العراقية فترى العجب اليوم ..هذه الوزارة التي كانت واحدة من مدارس تعليم الدبلوماسية والاصول في التعامل السياسي والعلاقات الثنائية المبنية على التكافؤ والتعامل بالمثل والتي كانت تربط العراق بدول العالم أجمع ويجري اختيار السفراء والمسؤوولين في كل سفارات ودوائر واقسام الوزارة وفق معايير ثابتة واصول معلومة ..ووزارة الخارجية اليوم أصبحت بكل سفاراتها وممثلياتها في الخارج وفي أقسام ودوائر الوزارة وكرا للبرزانيين أولا ثم الطالبانيين ثانيا ثم للاكراد الآخرين وبعد ذلك للبقية رغم اصرار والحاح الحكيم والمالكي والجلبي على تقاسم مناصب فيها وبقي هذا الحال منذ ولاية علاوي ولحد الآن وتمارس أغلب سفاراتنا طقوس وتعليمات واحتفالات الحزبين الكرديين وكان هذه السفارات تمثل أقليم كردستان فقط وليس كل العراق ويتحدث السفير والقائم بالأعمال والوزراء المفوضون الاكراد باللغة الكردية او الانكليزية ويرفضون التحدث باللغة العربية ويجري تعامل الموظفين في السفارة منهم باللغة الكردية مع المراجعين..والعراقي الذي يراجعهم عليه ان يجلب معه احد يتحدث الكردية !!..وسفراتنا في الخارج تعج اليوم بالبيشمركة من قتلة الابرياء والعزل والنساء والاطفال وهم يتبجحون بأعمالهم وقد حولوا سفرات العراق وقنصلياتها من خلال مناصبهم الدبلوماسية الى تجمع لاغواء المستثمرين والطامعين بالاستثمار في كردستان اضافة الى اعتبار واجباتهم في السفارة هي لتنظيم برامج ترفيه المسؤولين الاكراد او قضاء أشغالهم والذين يزورون هذه الدولة او تلك!!.. وغالبا ما يقدم السفير الدعوة للمسؤولين في الدولة المعنية والذي يلتقي بهم لزيارة الاقليم والمشاركة في استثماراته!! وهو لايتحدث عن شيء أسمه العراق لانه معين من البرزاني وعليه تقديم الولاء والطاعة له قبل الحكومة العراقية أو رئيس وزرائها ..وغالبا ما يكون لأقليم كردستان مكاتب تمثيل له في عواصم الدول المهمة وتقوم هذه المكاتب بتوجيه وادارة السفارة ويتقدم ممثل الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني على السفير الكردي في كل سفارات دولة العراق الديمقراطي الجديد!!..
والتعليم العالي الذي كانت جامعاته ومراكز أبحاثه منارا للعلم والمعرفة والبحث والتطوير والمساهمة في كل نشاطات الدولة أصبح اليوم ملكا لعائلة ولحزب متخلف وفي الوقت الذي كان الاتحاد الوطني لطلبة العراق طليعة مناضلة لتوجيه ورعاية الطلبة والدفاع عن حقوقهم أصبحت التنظيمات الطلابية اليوم تمارس شعائر الطائفة واجبار الطلاب والاساتذة عليها وتجعل كل ايام الشهر ولكل السنة الدراسية مناسبات دينية لممارسة شعائر الطوائف ولا يستطيع أي استاذ او رئيس قسم او عميد كلية ورئيس جامعة ان يعترض والا سيكون مصيره مع المختطفين والجثث المجهولة الهوية!!
أما وزارة التجارة فقد انحدرت الى أدنى مستوياتها وسيطر الفساد على كل فعالية فيها بعد ان اجتثوا واغتالوا وطردوا وحاربوا رجال العراق الحريصين على شعبه واستولت عصابات الحكيم والدعوة والصدر على دوائرها وعاثوا في الارض فسادا بعد ان احتضنهم كل من احمد الجلبي والسفير الايراني فأصبحت عقود التجارة لا تفي بأسعارها الا بطريقة واحدة وهي التحايل على النوعية وحتى اذا كانت فاسدة .. لكي يتمكن التاجر من تسديد التزاماته لسلسلة من المرتشين لا أول لها ولا آخر..
وفي وزارة التربية التي كانت تربي اجيال العراق على حب الوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيله ويجري اختبار الطلبة على حفظ الاناشيد الوطنية التي تتغنى بالعراق والامة العربية وتراثنا الاسلامي المجيد ..تختفي اليوم من هذه الوزارة ومؤسساتها الاحاديث عن الوطنية والقومية والتراث الاسلامي وانتصاراتنا عبر التأريخ حيث صوروا رغبة الملوك والاجداد العظام والرؤوساء الوطنيين بأنها نزعات توسعية وعدوانية على شعوب الجوار وقام هؤلاء الخونة بتزوير كل التأريخ وجعلوا المعتدين الذين غزوا ارض الرافدين وعاثوا فيها قتلا وتدميرا عبر التأريخ ابطالا ومحررين وزوروا مفهوم القومية وحذفوا منها كل ما له علاقة بهويتها وجعلوا من يناضل من أجلها شوفيني وعنصري ورفعوا كل ماله علاقة بمقاومة شعبنا وحقه بالدفاع عن ارضه ومستقبله.. وتلاعبوا بكل مناهج التربية والوطنية والتاريخ والجغرافية والتراث والدين !..
ووزارة النفط العراقية التي كانت العامل الاساسي المحرك لمنظمة اوبك واوابك ودورها في استقرار النفط العالمي ورسم السياسة النفطية للعراق والدول المنتجة الآخرى وما كانت تمثله من رمز للسيادة العراقية ..حيث كان العراقيون هم المتحكمون في هذا القطاع والمحافظون على ثروة الاجيال ..كانت هذه الوزارة رمز الارادة السياسية للدولة عندما تم استخدام النفط كسلاح في معارك الامة ..اليوم هذه الوزارة يعبث بمقدراتها زمرة فاسدة تتحكم بمصير ثرواتنا وتسمح لأيران بالسيطرة على آبارنا وتطرد مختصينا بناءا على اوامر الامريكان المكتوبة التي سمحت لبعض من العاملين السابقين بالبقاء وطرد كل كوادر وزارة النفط التي عانى وشقى من اجلهم الشعب لتأهيلهم وتطويرهم واعدادهم ..وسرقة النفط الخام مستمرة وتحت مرأى ومسمع القوات الامريكية واشرافهم ورعايتهم واصبحت سياستنا النفطية تتخذ في أقبية أحزاب الحكيم والدعوة لتنفيذ الاجندة الايرانية لتذهب الخطة للمصادقة من قبل الامريكان !!..لقد أثبتت وزارة النفط اليوم وسياسة الحكومة الحالية النفطية أنه اذا تعلق الامر بسرقة ونهب ثروات العراق فسيتفق كل أعداء الشعب العراقي جميعا وبلا استثناء أذا لم يختلفوا على حصص السرقة والنهب!!..
والصناعة والزراعة والنقل والمواصلات والاتصالات والثقافة وما تبقى من وزارات فهي مؤجلة اليوم في العراق ولا يوجد وقت لدى المسؤولين لمعرفة اسباب ذلك!..بعد ان استلم العديد من الاشخاص مسؤولية وزير في الدولة العراقية الديمقراطية التعددية الجديدة وهم في السويد ولندن وألمانيا وايران بلا ادنى معلومات عن طبيعة عمل وزارتهم التي استلموها!!..
اما وزارات اقليم كردستان ! ووزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ..فلكل من أوكارها اليوم قصة تدمير وتفتيت خاصة بها!!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق