كتابات أبو الحق
ثاني من تشرين 2
2010
إبادة حكومية للمسيحيين العراقيين
مأساة أخرى لمسيحيي العراق ، ساهمت القوات الأمنية فيها بشكل كبير ، في الفصل الأول ، وفي الفصل الأخير منها كما تم عرضه على العالم ، ولو أنّ إرهابياً أو مقاوماً تم القبض عليه في بيت مواطن عادي لتم تطبيق فقرات الإرهاب العنقية والقطنية والعصعصية على المواطن المسكين، بمعنى ، قصم ظهره كلياً،!!! فهل يختلف حال أجهزة أمن المالكي عن هذا الحال وهل يستحقون غير المعاملة بالمثل ، وهم قد سهلوا دخول المنفذين ، ومن ثم عاملوا الرهائن كما لو كانوا هم أنفسهم أولئك الإرهابيين ، نار أحرقت الجميع وبدون تمييز، فنعم القيادة أي والله !!
مسيحيو العراق ،الذين تجمع كل مكونات الشعب العراقي على كونهم مكوّن أصيل كل الأصالة وفاعل جداً من حيث الأمانة وحسن التعامل وسعة الصدر وأمور أخرى وسمتهم بطبع مميّز ، وقعوا بين فكي كماشة ، فك المجرمين المستأجَرين من قبل إيران والقاعدة من جهة ، وفك الحكومة غير الشرعيّة من جهة أخرى، الحكومة التي لا ترى في إبادة العراقيين أمراً يجبرها على التنحي عن مكانها الذي لم تفلح بإثبات أهليتها له طيلة هذه السنين، بما في ذلك تفجيرات الوزارات وأيامها الدامية تلك ..هل أبقوا يوماً من أيام الأسبوع لم يجعلوه دامياً بعد ؟ لا بل أنها تحتاج لتخويف العراقيين ضمن هكذا سيناريوهات، ليذعنوا لمطالب المالكي ويجددوا الولاية له ، عمركم سمعتم بكلب يشبع من العظام ؟
العذر الذي تم إيراده في بيان الجهة التي أعلنت عن مسئوليتها عن الجريمة لا يقبله عاقل ، يقولون حدّث العاقل بما لا يعقل فإن عقله فهو غير عاقل ، ما علاقة امرأتين من أقباط مصر أسلمتا وتم إجبارهما على التراجع من قبل الكنيسة القبطية ، بمسيحيي العراق أصلاً ؟ هل يمكن تصوّر قيام منظمة مسيحية متشددة في ألمانيا أو أمريكا مثلاً ، بخطف وقتل عشرات المسلمين على أراضي بلدهم ، بحجة مبرر مشابه ؟ وهل أنّ إجبار البابا شنوده لمسيحيتين من ملته على التراجع عن قرار التحوّل للإسلام ، يعني الإقتصاص من مسيحيي العراق ، أم أن المنطقي هو الإقتصاص من مسيحيي مصر على سبيل المثال ، وحتى هذا، فهو غير معقول ولا مقبول أصلاً لأن القتل والإرهاب هذا لا يقرّه أيّ دين !! هذه أعذار مفبركة تريد توسيع شق الخلاف وخلط الأوراق والتغطية على السبب الحقيقي لارتكاب هذه الجريمة التي لم أسمع مسلماً واحداً يبررها ويعطي مرتكبيها أيّ عذر ، أللهم إلا امرأةً واحدة ربطت بين استهداف مسيحيي العراق وإستهداف المحجبات في السويد ببندقية قناص متربص لهنّ ،و لم أجد أيّ ربط بين الأمرين هذين ، لكن الناس فيما يؤمنون مذاهب وعجائب وغرائب ، فبلاء التعميم يوقعهم في ذنب تبرير الجرائم هذه ، بدون شك.
جريمة إرهابية جماعية إتخذت من عذر عديم اللون والطعم والرائحة مبرراً وغطاءاً ، جريمة كهذه تمت معالجتها بأغبى أسلوب كشف مدى إنحطاط القوات الأمنية التي لم تميّز بين الضحايا والمجرمين، فأعدمت الكل على وجه سواء، وكل هذا بعد سنين طويلة من التدريب في أميركا والأردن وبلاد الچيك، والإنفاق الهائل والإستحواذ على ثلث كهرباء المحافظات، و تخويلهم الصلاحيات غير المحدودة، التي هي كلها على حساب شرف وحياة وحرية وخصوصية المواطنين العراقيين الذين لا زالوا يدفعون ثمن ديمقراطية مفروضة عليهم ،في الداخل ، في كل لحظة من حياتهم ، فالليلة هذه، على سبيل المثال، كانت سيارات الهمفي القبيحة للفرقة الثانية، تجول في شوارع الجانب اليسر بالموصل، ويقتلع جنودها لوحات تسجيل السيارات المدنية في الشوارع الداخلية ، لا يسمحون لأية سيارة بالتواجد في أيّ شارع ، فرعي طبعاً، لأن الشوارع الرئيسية محرمة كما لو كانت قدس الأقداس، وهو كله لأغراض الأمن بدون شك، لكن هناك حدود للصلاحيات ، وهناك حدود للمعقول ، وهناك أمر لا يستقيم مطلقاً، كمنع تواجد السيارات كلياً وعلى المزاج ، وكالتجاوز على المواطنين المضطرين لمراجعة مستشفى أو جامعة أو زيارة أقاربهم .. و هاهُم المسيحيون يقفون اليوم أهدافاً سهلة لمجرمين لا يتورعون عن قتل البشر العزّل بينما الحكومة لا تفعل إلا ما هو خلاف المطلوب، تعتقل المواطنين الأبرياء على الهوية المذهبية، وعلى الظنة ، ووفق المخبر السري ذاك، وتقيّدهم في خانة الإرهابيين من أول لحظة كما لو كنا نعيش في نيويورك وميامي مع مسلسل سي إس آي ، حيث الأدلة الجنائية تمسك بالمجرمين خلال سويعات، والبركة بشريط أخبار العراقية والديار والفرات والفيحاء الذي يحفل بعشرات الإعتقالات يومياً حتى ليخال للقارئ أنّ كل العراقيين هم إرهابيون، ومن ثم ما أن تحصل جرائم كهذه الواقعة الكبيرة، حتى تنصدم العقول ويدرك القارئ ذاك أنّ كلّ المعتقلين أولئك لا شأن لهم بشيء مما نسبوه إليهم ، لأنّ المجرمين الفعليين مطلقي السراح كما هو واضح ويتنقلون بحماية رفاق السلاح في السيطرات ونقاط التفتيش، ويحظون بدعم الدولة وتسهيل القوات الأمنية لها .. الحكومة تترك المجرمين الفعليين مطلقي السراح ، والأمريكان قبلهم كانوا يتدخلون لإطلاق سراح المعتقلين من الإرهابيين قبل تطبيق إخلاء القواعد المدينية ، فأنت لو سألت العراقيين عن مصير المجرمين الذين كان يتم إعتقالهم في مناطقهم ، لسمعت نفس الرد من أهل الشمال والجنوب، إنهم يحظون بإطلاق السراح من السجون بقوة الأمريكان ورغماً عن أنف الشرطة العراقية، ولا شأن لأحد بكيف ولماذا ومَن ، أو أنّهم يفرون من السجون عبر نفق تم حفره بملعقة شاي من البلاستك المعاد !! والحقيقة هي أنّ جهاز الشرطة العراقية متأسس على حثالات المجتمع ، وهؤلاء مستعدون دوماً لفعل أيّ شيء مقابل ثمن، حتى لو كان المطلوب هو إطلاق سراح شارون الزنخ نفسه، لو كان بعهدتهم هم، مقابل حفنة من الدولارات أو بضعة بطاقات تعزيز رصيد الهاتف النقال .. وأعلم يقيناً أنّه لا فائدة من مناقشة الوضع مع مؤيديهم، لأنَه لا نفع من هذه الحكومة ولا من قواتها الأمنية ، فالأساس نفسه خايس ميّه بالميّه ، إبتداءاً من المتطوع المرتزق، وإنتهاءاً بالوزير و وكيلي الوزير ، الأول والثاني ! لا يهم أن يكون الوزير سنياً أو شيعياً، أو حتى مسيحياً كوجدان ميخائيل ، فالكل أسوأ من بعضهم البعض ، أنا أحكي عن نظام جديد من تصميم الأمريكان ، مرتزقة دخلوا على طمع، ومن يضع المكاسب وحدها نصب عينه، فلا خير يُرتجى من ورائه . أما المتطوّع، فيكفي أنني كنت ليلة أمس بالذات أسير قرب إحدى سيارات الهمڤي القبيحة تلك، وقد فتح الجنود بداخلها البابين الخلفيين ليسرقا عرض الشارع أكثر فأكثر ، وللتهوية كما يبدو ، وكانت فرصة لألمح وبسرعة خاطفة ما كان أبو خلاوي الجديد يتأمله في شاشة تلفونه النقال ، صورة إمرأة عارية ، عظيمة المنكعين شلولحة ، والمسكين المحروم من رائحة اللحم الأبيض المتوسط منذ أمد طويل كما يبدو، يبحلق فيها كما لو كانت (اللات)، وهو غافل عن حقيقة أنّ هناك مَن يرى نشاطاته العسكرية هذه ويوثقها !! ، أما بقية أصحابه في السيطرات على طول الطريق، فما أن تحل الساعة العاشرة ليلاً، حتى تبدأ فقرة ( ساعة لقلبك، وساعة لحبّك)، تراهم متكئين على الأعمدة وجدران الكونكريت، والهواتف لصيقة آذانهم ، والوجه كله تعابير أرنوبية ،ولا شغل لهم بمن يمر ، لا يردون السلام، ولا يتكلفون عناء تفتيش السيارات، و سلم لي عالأمن الوطني وشرواله الوائلي !! أنى للمسيحيين ولغير المسيحيين أن ينجوا ممّن يتربص بهم ، مع هكذا وزارة دفاع يقودها الأرعن العبيدي ذاك؟ هل نسينا أجهزة رقصة الحصان تلك، لكشف عطور الكولونيا على أساس أنها متفجرات؟ لماذا تلاشت كل تلك الضجة حولها وبدون أيّة عقوبة أو محاسبة؟ أين أنت يا صباح الساعدي، يا خير برلماني مستقل بين شلة السفلة أولئك ممّن لا همّ لهم إلا بطونهم وأرصدتهم !
سلامة أرواح وممتلكات المسيحيين أمانة بأيدي العراقيين من غير المسيحيين، وهذه حكيناها منذ مدة طويلة يوم ردّ أحد الرعناء على عرب تايمز بعبارة خلطت بين مسيحيي العراق ومسيحيي مصر . إنه من الجبن الشديد أن يتوخى المعتدي هذه الجماعة التي لا ترفع السلاح ولا مليشيا لها. في صدر الدعوة الإسلامية، قام نجاشي الحبشة بمنحهم الأمان وإستضافهم ومنع تسليمهم للمشركين ، وفي عصرنا الحالي هذا، هم لصيقين بتربة البلد لولا ممارسات ونظم إدارية تدفعهم للبحث عن بيئة أكثر أمانا وتسهيلاً وحريات ، و يقوم الغربيون منهم بمنح فرصة حق اللجوء لكل من يحتاج إليه من العرب المسلمين المتلظين بنيران أنظمة وطنية تستلذ بشيّ البشر وإعتقال البشر وتقطيع أوصال البشر ، كل هذا، بينما لا تجد دولة إسلامية أو عربية واحدة، أيّةّ دولة، تمنح هذا الحق ، أللهم إلا إقامة محدودة ومهددة بالزوال في أيّة لحظة ، ومقابل ثمن خاص، هو رءوس أموال تودع بالبنوك لتعزيز إقتصاد كل دولة منها ، مَن الأولى بالإنتقام والحالة هذه إذن ؟ حتى تركيا نفسها، رغم كل شيء يجعلها أفضل من إيران بعشرة آلاف مرة ربما ، لا تقبل بإستضافة أيّ لاجئ على أراضيها فهي لم توقع إتفاقية جنيف تلك ، لكنها ، في مقابل ذلك ، تتقبل أيّ أوروبي يحلّ على أراضيها ،بلا شروط أو موانع . الموضوع الذي نحكي عنه، جريمة الكنيسة، كما يبدو لنا وبوضوح شديد ، لا علاقة له بأقباط مصر ولا بالسيدتين المحتجزتين لدى البابا شنودة ، فتلك يصدقها السذج والبسطاء والمنفعلين جداً ، إنه أقرب لأهداف المالكي بضمان تجديد خرايته ، منه للمسرحية المعلنة تلك ، لقد أنجز كرّ ما وعد ، فمن يومها، هدّد المالكي العراقيين، بتعبير مغلف ظاهره الرحمة والتعاطف وباطنه الإجرام والعذاب ، هددهم بأنّ عدم إختياره كرئيس للزمايل مرةً أخرى، سيغرق البلاد في أتون تفجيرات تستجلب حروباً طائفية أخرى ، إنه نوستراداموس المالكي وإنها نبوءاته من دون فنجان قهوة فاضي !! .
في التفجير ذاك، الذي استهدف حافلة تقلّ طلبة مسيحيين من ناحية الحمدانية وهم في طريقهم لجامعة الموصل ، سقطت طالبة منهنّ ضحية للتفجير كما سقط غيرها ، وأولهم كان حرفياً مسلماً، يعمل بمحل على الطريق قرب السيطرة المشتركة على مداخل الموصل من جهة أربيل شرقاً، سارع ونبه سائق الحافلة لوجود عبوة على الطريق، وكان هو أوّل ضحاياها.. في ذلك الإنفجار المأساوي، تشوهت معالم وجه الفتاة تلك، وفقدت أطرافها، لم يستغرق الموضوع أكثر من لحظات تلقي الخبر ليفسخ خطيبها عقد الخطوبة ويتركها لمصيرها ، الفتاة إنتهت حياتها بفعل إصابتها البليغة تلك ، وفي شارع (الدواسة خارج) بالموصل، تم تفجير دراجة نارية ملغومة قبل أكثر من سنة، فكانت إصابات أحد المواطنين، سني المذهب ، بضعاً من ألفي شظية بمختلف الأحجام ، تليّفت الأنسجة حول غالبيتها وإستحال إستئصالها من جسده، وفي حادثة أخرى بحدود العام 2005 إستهدفت أحد البنوك في شارع الرشيد، دخل رجل وهو يدفع عربة يدوية كانت محملة بالمتفجرات تحت مواد البناء كغطاء ، كانت إحدى الموظفات ، شيعية المذهب، من بين الضحايا، جعلتها شدة العصف تطير في الهواء وترتطم بالجدار وتلتصق به كما لو كانت بعوضة ملطوخة عليه، وتمزق جسمها وصولاً لأحشائها الداخلية ، وفقدت إحدى عينيها، أتمنى لو شاهدتم حالتها وحالة زوجها بقربها ، أتمنى لو كان يمكنني تصوير مشاهد الطالبة تلك والرجل ذي الشظايا المتليّفة بجسده كي أعرضها على كل مَن يدافع عن المالكي ويستخدم أسلوب المقارنة مع صدام حسين في كلّ مرة تحكي له عن جرائم المالكي ومئات الآلاف المعتقلين ممّن يغتالهم ويرمي جثثهم بشكل ممنهج، بإعتبارهم جثثاً مجهولة ، وهو أسلوب أغبى من الغباء، نفس الأسلوب الذي يجنح إليه بعض المدخنين عندما تنبههم لمخاطر دخان سكائرهم على صحتك أنت ، وتأثيرات التدخين السلبي ، فترى واحدهم يبادر للإجابة من فوره ( وهل دخان السكائر أكثر ضرراً من دخان عوادم السيارات والمولدات وتلوث البيئة والغبار الأحمر والأزرق واللاموني؟) وأنا أقول كل هذا، و أعرف مسبقاً أنه لا فائدة من محاورة عصابة مؤيدي الحكومة المجرمة، فإنّ من يدافع عن الخنزير هو أشد خنزيرية منه ، فنحن نعيش عصر المعلوماتية والمعلوميّة، لم يعد هناك سذج لنفترض ضرورة التخاطب معهم وفق ما يناسبهم من معسول الكلام.. آلاف العراقيين سقطوا مثل هذه النماذج الثلاثة من ضحايا التفجيرات ، المصيبة ليست في الموت فذاك محتوم ولا مناص من حلول أجله ، المصيبة هي في البقاء على قيد الحياة بعد هكذا تفجيرات، فتلك بداية عذابات لا تنتهي إلا بالنزول لحفرة القبر، لذا ينبغي عدم التفكير بالشهداء من المصابين وحدهم فحسب ، بل بأهاليهم، وبمن يعولون، وبالجرحى وصولاً لأبسط إصابة، هذه مصائب لا يدرك حجمها إلا من أصبحت ممارسة متبعة على رأسه، كالفلسطينيين ، فالصهاينة يلعبون على أرض فلسطين منذ عقود ، واليوم هم يعبثون بالعراق كذلك وتحت مسميات جديدة ، والممارسات التي جرت في سجن أبي غريب لها نظائر مقابلة في سجون العدو الصهيوني الحقير، وهذا ما كشفته الأخبار الأخيرة عن إساءات الجنود الصهاينة لمراهقين معتقلين لديهم، ترى، هل أحتاج لتجديد الدعوة لنزع الثقة من كل من يروّج لثقافة الإهانة والتعذيب والظلم والإغتصاب ؟ هل أحتاج لتوضيح العلاقة بين الصهاينة والحكومة العراقية الحالية هي وعرّابتها في قم وطهران؟ يقول المثل الغربي :" إنها لرابطة من نوع خاص أن يكون مجموعة من الناس قد قرءوا الكتاب نفسه " ، فما قولكم برابطة إشتراك شعبين أو أكثر، بنفس المظالم والإنتهاكات، ومن قبل نفس الجلادين ؟
إحدى قارئاتنا العزيزات فقدت أخاها في جريمة كنيسة النجاة ، وفقدت عزيزاً آخر هو زوج إبنة أخيها ، وأصيبت زوجة أخيها بوابل من الرصاص ، وبقية الإصابات لا مجال لتصوّر قسوتها وآلامها .. ما الذي بقي من شجرة العائلة هذه يا ترى ؟ وأيّ إجراء يمكن تصوّره لإيقاف هذه الجرائم المستهترة بحقهم ؟ ومَن الذي يتولى مهمة تخليصهم من هذه التصفيات ؟ متى كان العراق ساحةً لقتل هؤلاء الناس الذين لا يعرفون الإعتداء والتسليب، ولا يقرنون أفراح حفلات زفافهم مع إطلاق الرصاص في الهواء حتى ؟ وما نفع الشجب والإستنكار والإدانة ،فيما منجل القتل مستمر بحصد أرواحهم بلا حساب ولا تحقيق فاعل، أللهم إلا تشكيل لجنة أخرى تلتحق بقافلة اللجان التي سبقتها والتي لم يرشح عن تشكيلها أيّ خبر مفيد ولحد اليوم ، وكنا نقول في التسعينيات السالفة أنّه إذا أريد لموضوع أن يتلاشى ويتم نسيانه ، فتشكيل لجنة للتحقيق بتفاصيله كفيل بطي صفحة الموضوع وغلق التحقيق بدون أن يشعر الجمهور !
لك الله يا أمل ، ولنذير و فادي، وبقية الكوكبة ممّن سقطوا كأجساد لكن أرواحهم سمت صعوداً لسماء تسمع شكواهم ولا تتخلى عن معاقبة المجرمين القتلة وفق مشيئة الله ..
إنه زمان العهر والتردي ، حيث يسود أسافل القوم ويتحكمون بالشرفاء، لكن ، إنّ موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟
--
Abu Al Haq
A Freelance Philosopher
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق