الى اصحاب الجلالة والسيادة الملوك والرؤساء العرب
اصحاب الجلالة والسيادة المحترمون
معالي الامين العام لجامعة الدول العربية المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا))
لاشك انكم اطلعتم على الكم الهائل من الوثائق الرسمية الامريكية، التي سربها موقع ( ويكيليكس) عن الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية ضد العراق وما نتج عن ذلك الاحتلال من ازهاق ارواح الابرياء وتدمير البنى الأساسية للإقتصاد والحياة في العراق بالكامل، وما اقترفته ولا زالت تقترفه الحكومات والاحزاب والمليشيات الطائفية التي قدمت مع المحتل، من جرائم وفظائع منذ عام 2003 .
ورغم أن هذه الوثائق لم تمثل أكثر من 10% مما هو معروف وموثق لدى العراقيين، الا أن اهميتها انها جاءت هذه المرة من المحتل نفسه معترفا بصدقيتها.
ذكرت هذه الوثائق أن المواطنين المدنيين العراقيين الذين قتلوا بين الأعوام 2004 و 2009 بلغ عددهم 109 ألفا وليس 77 ألفا كما أعلن في السابق، لكن الحقيقة هي أن الضحايا المدنيين العراقيين هم خمسة عشر ضعف هذا الرقم . فقد توصلت دراسة إحصائية قام بها اطباء امريكيون وعراقيون محايدون ونشرت في المجلة الطبية البريطانية لانسيت الى انه لغاية عام 2006 تعرض اكثر من ستمائة الف عراقي للموت نتيجة الحرب والفوضى التي سببها الاحتلال الامريكي للعراق ، وتوصل بحث ميداني أجراه معهد الأبحاث البريطاني المستقل المعروف بإسم (أو.آر.بي) ونشر في خريف عام 2007، الى أن عدد القتلى العراقيين تجاوز المليون . والوقائع تشير الى أن العدد تجاوز المليون ونصف المليون في نهاية 2010.
لقد اعلنت المقاومة العراقية عبر بياناتها، ونشر الوطنيون العراقيون من كتاب ومحللين واكادميين ومنظمات حقوق الانسان نداءات وبيانات توضح بالارقام ما يواجهه الشعب العراقي من جرائم الحرب وجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية من قبل المحتل والاحزاب السياسية والميليشيات الطائفية التي جاءت مع المحتل ، ووثقت هذه النداءات والبيانات الدور الايراني المخرب في خلق الفتنة الطائفية وتأجيجها وتزويد المليشيات الطائفية بالسلاح والمال وتدريب عناصرها .
إن الولايات المتحدة الامريكية لاتزال قوة احتلال بموجب القانون الدولي، وهي مسؤولة بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 عن أي أذى يتعرض له شعب العراق وممتلكاته، إضافة إلى مسؤوليتها القانونية بموجب إتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية،
أصحاب الجلالة والسيادة ،
لقد كشفت الوثائق المنشورة لحد الان، معلومات عن أكثر من ثلاثمائة من المجرمين الذين اطلق عليهم المحتل وصف السياسين وزعماء الكتل السياسية . وقدمت الوثائق دليلا ماديا لايدحض على جرائم الحرب وجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال وإرتكبها هؤلاء العملاء .
وبهذا الصدد نود أن نشير الى ديباجة ميثاق الأمم المتحدة التي تقول ( نحن شعوب الأمم المتحدة آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب ) وكذلك الى الفقرتين (3و4) من قرار الجمعية العامة للامم المتحدة ( القرار 3074 (د-28) المؤرخ في 3 كانون الاول\ديسمبر 1973 ، والتي نصّها
3. تتعاون الدول بعضها مع بعض، على اساس ثنائي ومتعدد الاطراف، بغية وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والحيلولة دون وقوعها، وتتخذ على كلا الصعيدين الداخلي والدولي، التدابير اللازمة لهذا الغرض.
4. تؤازر الدول بعضها بعضا في تعقب واعتقال ومحاكمة الذين يشتبه بانهم ارتكبوا مثل هذه الجرائم، وفي معاقبتهم اذا وجدوا مذنبين.
كما نود الإشارة الى أن أن جرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من الإحتلال وحكومات الإحتلال هي من نوع الجرائم التي لا تسقط بالتقادم وفق اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضدة الانسانية لعام 1968.
وإستنادا الى المواثيق القانونية أعلاه والى الحقائق الدامغة عن ارتكاب المحتل وعملاء المحتل هذه الجرائم بحق شعب العراق ، فإننا ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم وفق القانون الدولي ووفق مباديء الأخوة العربية والإسلامية . لقد آن الاوان، يا أصحا ب الجلالة والسيادة أن تصححوا أخطاء الماضي وأن توقفوا جريمة العصر . ندعوكم ان تهبوا، بنخوة عربية وإسلامية صادقة لنجدة اشقائكم الذين يذبحون يوميا، واخوانكم واخواتكم الذين يغتصبون على مدار الساعة.
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في حديث صحيح، من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه وأن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان.
فهل من منكر اعظم وأكبر من الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي؟؟
اننا نطلب منكم اضعف الايمان، وهو :
1- مطالبة المحتل بالخروج الفوري وغير المشروط من العراق وترك شعب العراق يقرر مصيره بنفسه، وتحميل المحتل مسؤولية جرائم الحرب التي حصلت في العراق.
2- سحب سفرائكم وممثليكم لدى هذه الحكومة المجرمة وابعاد سفرائها المعتمدين في عواصمكم وتعليق عضوية حكومة الاحتلال في الجامعة العربية.
3- الغاء عقد القمة العربية القادمة في بغداد والغاء عقده تحت رئاسة هذه الحكومة المجرمة في أي بلد عربي. وبعد التحرير، ان شاء الله، سيستقبلكم الشعب العراقي باسره في بلدكم العراق ويفرش لكم الورود والياسمين ضيوفا أعزاء.
4- عدم استقبال أي من هؤلاء العملاء وجميع السياسين الذين قدموا مع الاحتلال أو من يمثلهم في عواصمكم.
5- الكف عن تقديم اية مساعدة مادية أو معنوية لهذه الحكومة المجرمة، وايقاف فضائياتكم من الترويج لهم وتحسين صورهم الكالحة. .
6- لقد اقرالعالم كله بعدم شرعية الاحتلال الأمريكي للعراق، ويقر القانون الدولي بعدم شرعية القوانين والمؤسسات السياسية والتشريعية التي أنشأها الاحتلال في العراق. وبما أن القوانين الدولية والشرائع السماوية تقر بمشروعية مقاومة المحتل الغاصب، بجميع الوسائل المتاحة، لذا لقد آن الاوان، لأعترافكم بالمقاومة العراقية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب العراقي والتعامل معها بدلا من الحكومة المجرمة الحالية او تلك التي ستتشكل من نفس هؤلاء المجرمين.
أن أملنا بالله كبير، وثقتنا بالمقاومة العراقية مطلقه ، وأن النصر أت باذنه تعالى، ونتعشم فيكم نخوتكم العروبية الاصيلة وايمانك برسالتكم الاسلامية، ان تقفوا مع اشقائكم المظلومين في العراق ، ونرجوا من الله العلي القدير أن نسجل هذا الموقف لكم.
وتقبلوا، أصحاب الجلالة والسيادة ، فائق تقديرنا واحترامنا, والله الموفق
رابطة الدبلوماسيين العراقيين
بغداد المحتلة
27، تشرين الاول، أكتوبر، 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق