الخميس، نوفمبر 04، 2010

خلدون حدادين : أحكام جائرة في ظل إفلاس عسكري وسياسي امريكي في العراق

أحكام جائرة في ظل إفلاس عسكري وسياسي امريكي في العراق
شبكة البصرة
اخوكم خلدون حدادين
القطر العربي الاردني
لم يكن ً الحكم الجائر والحاقد الذي صدر من المحكمة الجنائية العراقية اللاشرعية المكونة في ظل الاحتلال والصادر بحق الرفاق المناضلون رجال الدولة والحزب في العراق الوطني الشرعي مفاجئا للمراقبين للمشهد العراقي بعد الاحتلال. لان الكل اصبح متيقن بما لا يقبل الشك من ان مسلسل المحاكمات التي جرت وما زالت تجري هي ذرائع يصنعها لقيط الاحتلال الامريكي في المنطقة الغبراء تحت حجج واهية تدعي زورا وبهتانا  انها تحاسب رجال الحكم عن جرائم ارتكبوها! في الوت الذي بعرف فيه رجل القانون المنصف انها اعمالا سيادية قام قادة العراق حفاظا على الشرعية والمشروعية والاهم من ذلك الفاع عن مصالح الدولة العراقية العليا.
 
أضف الى ذلك ان القيادة العراقية التي قررت الاختفاء في التاسع من نيسان عام 2003 ووفقا للظروف التي باتت معروفة قد تركت ارثاً كبيرا من التحديات والمفاجئات لمستقبل المشروع الامريكي في العراق عسكريا وسياسيا، تلك المفاجئات الميدانية في حلبة الصراع التي تقاطعت مع حسابات الاعداد والتخطيط العدواني المسبقين للغزاة وعملائهم.
 
فرفاق درب القائد الشهيد الحي صدام حسين اثبتوا انهم رجال مباديء واهل للدفاع عن الحق وتحمل تبعة وقوفهم المبداي مع المسيرة والوفاء لها.
 
كيف لا وحادي ركبهم القائد الشهيد الحي صدام حسين ورفاقه الشهداء الابطال الرفيق طه ياسين رمضان والرفيق برزان ابراهيم الحسن والرفيق رعد البندر السعدون وبعدهم بفترة تبعهم الى سلم المجد والفخار الرفيق المناضل علي حسن المجيد.... نعم تقدموهم في ملاقاة الموت دفاعا عن الحياة بشجاعة ورباطة جأش قل نظيرها في هذا العصر من ان الشعب العراقي البطل ومقاومته الباسلة قادرين على تحقيق النصر المؤزر في معركة كبيرة وباهظة التضحيات.
ان اجمل واعمق وصف لموقف القائد الشهيد الحي صدام حسين في مجابهة ما اعد له ولرفاقه الابطال من مكر حقد وجريمة نكراء ما قراته في الكتاب القيم (صدام والعراق) سيجد طريقه للطبع مستقبلا للاستاذ عماد نجيب. حيث يقول هذا الكاتب الاصيل الذي رافق القائد الشهيد الحي فترة طويلة :
لقد وقف القائد الشهيد الحي صدام حسين أمام الجبروت العرمرم وهو متيقن :
من أن ساعة واحدة حافلة بالمجد خير من دهر معطل عنه.
 
ولله انهم قادة يستحقون لقب شرفاء الامة العربية والانسانية جمعاء، لقد اثبتوا انهم أهل للمنازلة ومقارعة الظلم والباطل وكانوا خير مطبقين لقول القائد الشهيد الحي صدام حسين يوماً حينما كان يستمع للحكم الجائر الصدر بحقه قال باعلى صوته: نحن لها
 
احكام باطلة وجائرة
ان الاحكام الجائرة التي صدرت بحق الرفاق المناضلون، وهم الرفيق المناضل الأستاذ طارق عزيز عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعميد الدبلوماسية العربية والرفيق المناضل سعدون شاكر الذي تبوأ العديد من المواقع النضالية في الحزب والدولة في عراق ثورة 17_ 30 الثورة التي ساهم مع رفاقه الآخرين في تثبيت اقدامها وترسيخ قيمها الاصيلة على الطريق والرفيق المناضل سبعاوي ابراهيم الحسن شقيق القائد الشهيد صدام حسين الذي عبر بسلوكه ورده الاخلاقي في الكثير من المداخلات اثناء سير المحاكمات بطريقة استطاعت أن تنهي وإلى غير رجعة عالم الدعايات المغرضة وتبهير الاقاويل التي كان الطابور الخامس من العملاء ينتظرها بلفهة وشوق لتلقفها وصنعها اعلاميا والترويج لها بغية استخدامها للحملة المضادة لشعبية وعمق تاثير القائد والقيادة في في ضمير الشعب والامة , ومعهم ايضا الرفيق المناضل عبد حمود مرافق القائد الشهيد صدام حسين كانت وما زالت تستهدف النيل من قادة ورجال العراق الافذاذ وبالتالي الضغط على المقاومة العراقية.
 
نعم لقد كان الرفيق المناضل طارق عزيز عضو القيادة للحزب وعميد الدبلوماسية العربية بأستحقاق، هذا اللقب والوسام الرفيع اطلقه عليه يوماً رفيقه القائد الشهيد الحي صدام حسين، حينما عاد الاستاذ طارق عزيز (ابو زياد) من مدينة جنيف عقب لقائه مع المدعو جميس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة قبيل إندلاع الصفحة الاولى من ام المعارك الخالدة، حيث وجه الرفيق المناضل الاستاذ طارق عزيز الى مسامع (أذني جميس بيكر) كلاما لم يتجرا به رئيس دولة ان يوجهه لمسؤول امريكي،...... حديثاً كانت مضامينه مباشرة ومعبرة عن معاني السيادة والارادة الوطنية في مجابهة صلافة وغطرسة غير مسبوقة في التاريخ الحديث لدولة اعتادت بغرورها المعروف عالميا على عدم الانصات والاحترام للمقابل. نعم كانت دروسا بليغة في تلقين الدبلوماسية الامريكية كيف يكون التكافؤ والادب اثناء الحوار في احترام المقابل المعنوي لها.... في السيادة والحق في امتلاك الإرادة الوطنية.
وستثبت الايام والشهور القادمة ثمار ذلك التحدي الكبير ستقطفه المقاومة العراقية الباسلة عاجلا ان اجلا... ان غدا لناظره لقريب.
 
ان ما قام به الاستاذ طارق عزيز خريج مدرسة القائد الشهيد الحي صدام حسين  هو مجابهة وتحدي الغطرسة والعنجهية والصفاقة والاستعلائية المقرفة التي انتهجتها وتنتهجها المدرسة الامريكية الحديثة في التعامل الدولي خاصة بعد اصابتها بمرض الغرور الناجم عن امتلاك القوة المادية -ليس الا – عقب الانهيار الذي حصل في الاتحاد السوفياتي السابق.
 
لقد مضى على ذلك اللقاء قرابة العقدين ونيف من الزمن. تخللته العديد من الحروب الطاحنة والباهضة في تكاليفها ومع الاسف ما زالت الولايات المتحدة مستمرة في الغباء.
 
فهل تستيقظ الولايات المتحدة الامريكية من غفوتها في الاستمرار بسياسات الغباء والامعان في الصلافة والتبجح بالقوة بعد كل ما جرى؟
سؤال كبير ستجيب عنه الايام القادمة؟
 
القضاة يتحملون المسؤولية
ان أكثر الناس معرفة بشرعية او لا شرعية هذه المحكمة وأحكامها الجائرة من الناحية القانونية المجردة هم القضاة الذين أصدروا الاحكام الجائرة السابقة واللاحقة بحق رجال الدولة العراقية الشرعية قبل التاسع من نيسان 2003 الاسود، اولئك الرجال الذين مارسوا المسؤولية والصلاحيات المحددة لهم دستوريا وبشكل صارم لا هوادة فيه ابان فترة النظام الوطني الشرعي في العراق خاصة عندما كان الامر يتعلق بالمصالح العليا للبلاد، منها على سبيل المثال لا الحصر الاضطرابات والفوضى واستغلال حالات التسيب في شمال العراق احيانا والتي كانت تقوم بها وتعمل على اثارتها في شمال العراق الاحزاب والتنظيمات الخارجة عن القانون وعن السيطرة المركزية للدولة وذلك من جراء الاعمال والتصرفات التي كانت تستهدف اثارة الفوضى وخلق الارباك الامني للدولة واحيانا كثيرة كانت تقوم بها الاحزاب العميلة لايران بالتعاون مع طابورها الخامس في الجنوب والوسط على الاكثر تحديدا.
اضف لذلك ان القطط السمان من اوساط التجار والمهن الحرة المهن التي كانت تحاول جاهدة استغلال أي ظرف صعب يمر به القطر خاصة في ظروف الحروب النمستمرة حتى تحقق الارباح الخيالية والاقتناص السريع للفرص في صفقات كانت تحاول التملص فيها من القانون وقواعده الملزمة تلك القواعد القانونية التي سنها المشرع العراقي من اجل المحافظة على مصالح العراق العليا.
 
والكل يعرف جيدا وانا اقصد المنصفين، ان العراق وقيادته قد ابتليا بالحروب المفروضة والجائرة من حيث مقدماتها والنتائج المرحلية التي كانت تجعل الصراع مستمرا والتهديدات المحتملة والمترتبة عليها في كل المراحل، بدءا من العدوان الايراني الذي استمر ثماني سنوات ومروا بمؤامرة حكام الكويت قبيل الثاتي من اب 1990 ومروراً بالحصار الجائر والذي استمر قرابة الثلاث عشرة عاماً والتي كانت بمجموعها تستهدف اسقاط النظام الوطني علنا وفي وضح النهار.
هل يعاب على قيادة العراق الشرعية انها تصرفت وفاقا للقوانين والانظمة والتعليمات التي وضعها كل من المشرع الدستوري والتشريعي في العراق وبما يحقق المشروعية والشرعية للقوانين السائدة والمعمول بها في عراق ما قبل الاحتلال؟ اني لا اعرف كيف يمكن لقاضي يؤمن بمبدأ حياد القاضي ونزاهته يقبل على نفسه ان يكون اداة لتنفيذ الخصومة السياسية، والسؤال الاهم اين مبدأ استقلال القضاء وأين هو مبدا الفصل بين السلطات؟ ورجال القانون يعرفون ان اعمال السيادة وردت احكامها في القانون المقارن بل ان اغلب المشرعين اوردها على سبيل الحصر نظرا لاهميتها سياديا.
انها احكام باطلة ومن غرائب عصر الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان الذي ضرب القانونين الخارجي (الدولي) والداخلي (مجموعة قوانين الدولة وسيادتها على ارضها) بصفتها صاحبة السلطة والسيادة قواعدا ومواثقيا ومعاهدات واعراف.
 
ويكفي إذا كان قد تبقى لهؤلاء القضاة ذرة من النزاهة والعدالة والضمير القانوني المجرد والاهم من ذلك الوفاء للقسم الذي ادوه أمام المراجع المختصة حينما أصبحوا قضاة (بأستثناء النفر القليل الذي تبوأ سلك القضاء بعد الاحتلال، فلهم شأن آخر في الحديث) عليهم مرة اخرى ان يبحثوا في الاسباب التي دعت زملائهم على تقديم الاستقالة من المحكمة الجنائية سيئة الصيت والسمعة عربيا ودوليا وعلى راسهم القاضي العراقي الجريء والمنصف والشجاع رزقار أمين نظرا لافتقارها الى معايير الموضوعية والانصاف والعيوب الشكلية التي لا تعد ولا تحصى على طول مسار المحاكمات. وقبل ذلك كله ان يعودوا الى كتب القانون الاداري والقضاء الاداري واعادة النظر في اعمال السيادة في الفقة القانوني المقارن، الانجلو سكوسني المعمول به في دولة الارهاب العالمي الاول (الولايات المتحدة الامريكية) والنظام اللاتيني (مجلس الدولة الفرنسي) وحتى الجرماني (الالماني) ومضافا لهم الفقه العربي لمجلس الدولة المصري كنموذج متقدم في فقه القانون والقضاء الاداريين في الوطن العربي كيف عرفوا اعمال السيادة.
 
أن اقل ما يستحقونه هؤلاء القضاة جراء قبولهم الجلوس على كرسي القضاء المفصل من المحتل الغازي لارض العراق، ويشاركوا في اضفاء اللباس القضائي على تلك الاحكام الجائرة, هو أن يقدموا للعدالة بعد التحرير، وذلك بتهمة تنفيذهم لاوامر العملاء افراد السلطة التنفيذية المنصبة (لقيطة دستور بريمر) ومعها اسيادها من برابرة وارهابيي العصر، حكام الولايات المتحدة الامريكية منفذي اوامر الصهيونية العالمية.
 
ان صدور القرارات الجائرة السابقة بحق القائد الشهيد الحي صدام حسين ورفاقه الابطال الشهداء الابرار، كل ذلك يأتي في حقيقة الامر تلبية لرغبة المحتل الغازي ينفذها له العملاء الخونة في المنطقة الغبراء وذلك لتحقيق هدف الاغتيال الجماعي للقيادة الشرعية وعناصرها القوية المؤثرة في التنظيم والدولة والقدرة المجربة، معتقدين عبثاً وخيبة ان بإستطاعتهم الإمساك بالدولة (حجر العثرة الوحيد في وجه التسوية التامرية).... حتى تغرد جيداً في السرب الصهيوني الامريكي على طريقة انظمة الجوار التي ركعت وركعت سابقا.
 
إفلاس سياسي
فمنذ مجيء الاحتلال وعملائه ومروراً بمجلس الحكم سيء الصيت على الذاكرة الجمعية لشرفاء العراق والوطن العربي بل ولكل شرفاء العالم، ومروراً بكتابة الدستور اللقيط ومراحل إنشاء سلطاته الثلاث اللاشرعية بما فيها حكومات التسابق المتتالية على خدمة المحتل ومشاريعة المهزومة في ميدان النزال والقتال مع المقاومة العراقية الباسلة وهم يحلمون ويبحثون عن والشخوص والكتل والوسائل والطرق التي تمكنهم من إنشاء حكومة مستقرة تكون المخرج لهم من المازق الكبير في العراق.
 
لقد بات من الواضح الان وبعد مرور ثمانية اعوام على مجيء الاحتلال وعملائه للعراق، ان مستقبل الاتفاقية الامنية ومستقبل الوجود العسكري الامريكي في العراق محفوف بمخاطر الاستنزاف المستمر خاصة وان صاحب قرار وقف اطلاق النار هو المقاومة العراقية الباسلة
وليس قيادة قوات حكومة الاحتلال العميلة التي تبحث عن من يحميها في الشوارع ويحمي مستقبلها الاسود.
 
نعم انها أستحقاقات مكلفة للخزينة الامريكية ولا يمكن لها ان تبقي على قدرتها في الاستمرار في عملية الانفاق المتزايد امام مقاومة عراقية متصاعدة... نعم انها محيرة لصناع قرارات العدوان في لندن وواشنطن وخندقهم الامامي الكيان الصهيوني.
 
لقد بات واضحا وبما لا يقبل الشك ان الحد الادنى للاجابة عليها مر وقاس ومكلف وباهض لادارتي الشر في لندن وواشنطن. فالانسحاب البريطاني المبكر من العراق تحت وطاة ضربات المقاومة العراقية الباسلة والرغبة البريطانية في الهروب من المواجهة المباشرة على الارض لا يعني نهاية التحالف غير المقدس بين ادارتي الشر في لندن وواشنطن  بين المجرمين بلير وبوش ومن عمل في ادارتيهما فكلاهما يتحمل المسؤولية الدولية في تحمل الخسائر والاضرار الناجمة على ارتكاب جرائم الحرب اللا شرعية بالاضافة الى النمسؤولية الاخلاقية والانسانية امام المجتمع الدولي.
 
اسئلة بدون اجابات واضحة تدور في اذهان الجميع..! ومستقبل مظلم يبنتظر سياسة التبجح بالقوة واستعراض العضلات في الفضائيات لم يعد مجدياً، وخسائر كبيرة في الامدين المنظور والبعيد، فقد بات الطفل في الولايات المتحدة الامريكية يدرك وفي اكثر من منطقة العالم ويعرف ان كل تصريحاتهم وادعاءاتهم اكاذيب وافتراءات يندى لها الجبين.
 
ومن المؤكد ان هذه المخاوف باتت تساور وتؤرق صانع القرار السياسي الامريكي واستراتيجيته المهددة بالانحدار الحتمي مما سيؤدي حتما الى تحقق المفاجاة في سير الاحداث وهذا ما ستجيب عنه الايام والاسابيع القادمة والاشهر القادمة في اقصى احوالها.
 
فمن حكومة فاشلة  الى أخرى في المنطقة الغبراء  وبدون جدوى ولا نتيجة واضحة ومؤكدة امامهم سوى السيل الجارف من الدماء والخسائر الكبيرة في المعدات للقوات الغازية الى ان وصل الحال الى فقدان القدرة حتى على تشكيل الحكومة موخراً... فهاهم يطلبون من السعودية مبادرة وغدا تحركات وتصريحات وربما تنازلات محسوبة بغية ازالة الجليد الذي صنعه العملاء بانفسهم فكيف سيكون الحال بالنسبة لهم، هذا ما ستجيب عنه الايام وربما الاسابيع المقبلة.
 
ان العالم اليوم ينتظر ويرقب بلهفة بالغة لحظة الاعتراف الامريكي بحقيقة الامور في العراق في داخل وخارج العراق وكيف ستؤول اليه الامور والاوضاع في التدهور المستمر في الامن وسوء الاوضاع المعاشية وهذا يعود بشكل حاسم الى دور المقاومة العراقية الباسلة ودرتها الفائقة غير المسبوقة وبالرغم من الظلم المجحف والكبير في فرق القوى المتقابلة في الامكانات المادية بينها وبين اعدائها وخصومها.
 
نعم لقد استطاعت المقاومة العراقية الباسلة ان تقطّّع اوصال وارجل أي مشروع سياسي امريكي يمكن للعملاء ان يتكؤا عليه.
فهل ستتعض الادارة الامريكية من الدروس الباهضة في العراق؟
 
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار