الهيئة نت / بتفقد الأخبار هذا الصباح مررت بخبر لوكالة الأنباء الفرنسية يتحدث عن التهم التي وجهت مؤخرا ضد أربعة جنود أميركيين خدموا في العراق في العام ,2007 تتضمن التهم التآمر لارتكاب جريمة القتل العمد ، علاوة على تهم أخرى. ووفقا للبيان الصحفي العسكري ، تآمر هؤلاء الجنود لقتل معتقلين عراقيين عندما كانوا يخدمون في الكتيبة الأولى ، من فوج المشاه الثامن عشر . إلى جانب حقيقة أن هذا يبدو مثل محاولة أخرى من كبار ضباط الجيش للتهرب من فشلهم بتوجيه اللوم الى الجنود متدني الرتب ، ثمة حقيقة أكبر هي أنه إذا اتهم هؤلاء الرجال بالتآمر على قتل العراقيين ، عندها ألا يجب توجيه التهمة ذاتها الى أناس آخرين؟ فهؤلاء الجنود لم يذهبوا الى العراق من تلقاء أنفسهم ، ليشيدوا سجنا ويتخذوا قرارا بقتل بعض العراقيين المعتقلين هناك.لا ، ذهبوا لأن البنتاغون ارسلهم إلى هناك بعد البدء بالحرب والاحتلال الذي أمر به البيت الأبيض وأقره الكونجرس. هؤلاء الرجال والنساء في واشنطن يعلمون أن حربهم واحتلالهم قد يقتل العراقيين. الواقع ، أنهم اعتمدوا على تلك الحقيقة أملا بأن يحققوا أهدافهم بتدمير حكومة صدام حسين واستبدالها بحكومة مستعدة لتنفيذ عروض واشنطن. الحقيقة أن تحقيقهم لهدفهم الأخير هو السبب الرئيسي لاتهام الجنود المشاه بالتهم المذكورة آنفا في العراق في المقام الأول. ليس من حقي تحديد إدانة او براءة هؤلاء الجنود الاربعة ، لكني متأكد أنه لو وجه الاتهام للمقيمين في واشنطن وفيرجينيا الذين خططوا ومولوا الحرب في العراق بالتآمر لقتل العراقيين ، فلا شك لدي في إدانتهم.عندما كنت أجادل ضد حرب الولايات الأميركية في فيتنام مع والدي وبعض من أصدقائه الضباط ، كان النقاش يتحول غالبا حول اخلاقية هذه الحرب. النابالم ، والعامل البرتقالي والقصف الشامل- كانت تلك الأعمال بمثابة قتل متعمد بالنسبة لي. اصطف الضباط ضدي ، ولكون معظمهم من الأشخاص المتدنين ، فقد جادلوا بأن تصوري كان خاطئا. فقد فسروا أن قتل المدنيين كان غير مقصود وقتل المقاتلين كان مبررا. هذه الأيام ، ندعو قتل المدنيين غير المقصود بأنه "أضرار جانبية" - رافضين حتى الاعتراف بإنسانيتهم. ومثل العديد من اليسوعيين الذين يجادلون دفاعا عن صواب قتل الوثنيين البرابرة في العالم الجديد ، فقد يصر الضباط بأن هناك فرقا بين القتل في الحرب والقتل في ظروف أخرى. كان ردي ردا شاركني العديد من المعارضين للحرب فيه وناقشه بشكل مقنع هوارد زن في كتابه "فيتنام: منطق الانسحاب". جاءت تلك الحجة على النحو التالي ، (وقد أعدت صياغة ما كتبه زن): حيث أن قتل المدنيين أمر لا يمكن تجنبه في الحرب الحديثة فلا يمكن أن ندعوه بالحادث. طيارو القاذفات والمروحيات لا يقصدون بالضرورة قتل المدنيين ، لكن عندما يهاجمون قرى أو شوارع المدن المكتظة بالسكان فانهم يعلمون بأن مدنيين سيقتلون. عندما لا يستطيع الجنود ورجال المارينز التفريق بين المدنيين والمتمردين ويطلب منهم تطهير المنطقة ، فسوف يقتلوا مدنيين. قد لا يكون هذا القتل متعمدا ، لكنه ليس حادثا. يلخص زين الأمر بالعبارة التالية: "القتل ليس جزءا من الحرب. إنه الحرب نفسها". لا أعلم إذا كانت طريقة التفكير هذه قد أقنعت والدي أو أي من أصدقائه ، لكن من المؤكد أنه ينطبق على الحروب الحالية في العراق وأفغانستان. إذا كنت شاكا في ذلك ، فاقرأ بعض شهادات الجنود السابقين في العراق وأفغانستان على الموقع الالكتروني "محاربوا العراق القدماء ضد الحرب".ما أن يقبل المرء بالحجة التي أوردها زن وعديدون آخرون ، حينها لن يكون هناك شك بأنه إذا تورط الجنود على الأرض وفي الجو في القتل الجماعي أو القتل الفردي فإن الذين أرسلوهم لارتكاب هذه الجرائم مشتركين معهم أيضا. لذا ، سواء أدين الجنود الأربعة المتهمين بالتآمر على قتل العراقيين أو أخلي سبيلهم ، مثل الذين شاركوا في مجزرة حديثة ، فلن يكون هناك عدالة حقيقية ما لم توجه للرجال والنساء المسؤولين عن الجنود الموجودين هناك اتهامات ليس بالتآمر على قتل العراقيين وحسب ، بل بقتل الافغان والأميركيين أيضا
انتي وور كوم
انتي وور كوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق