الأحد، نوفمبر 23، 2008

انهم خونة واغبياء وجبناء

د.محمد رحال. السويد

صفة الخيانة التي يحملها من في المضبعة الخضراء ليست صفة من جيبي بل هي نتيجة جد وتعب وعمل متواصل في خدمة الاحتلال , وهي صفة لم يخجل منها هؤلاء ابدا وتفاخروا بها , وشاهدنا صور الولائم والاستقبالات ومشاهد العناق الحميمي جدا بين اصحاب اللفات السوداء وغيرها واصحاب البدلات العسكرية الامريكية , والتي اغرقت الجميع في دماء شعب العراق ,كي لاتترك لهم مجال للتراجع عن مسيرة الخيانة , ولقد تابعت مناقشات مايسمى البرلمان العراقي , وتابعت مهازله , ومهازل رئيسه المشهداني , والذي رضي بدور المهرج او الجوكز او الكلاون , فما ان يبادر احد الاعضاء بالحديث حتى يبدا بتشتيت افكار المؤتمرين والمتآمرين هنا وهناك , كطفل فرح بتعلم الكلام لتوه فتراه يلقي بكلامه جزافا هنا وهناك ولايدري ان كان يقول كلاما او جملا , مدحا او هجائا , فسيان لديه والمهم ان يحمل مطرقته والتي لاتختلف في شيء عن مطرقة عادل امام في شاهد ماشفش حاجة , ويبدو ان المشهداني هنا حمل دور رئيس البرلمان الذي لايفهم حاجة فلديه الاوامر المطلقة بالموافقة على الاتفاقية جملة وليس تفصيلا , ومع علمي وعلم الجميع ان الحكومة في المضبعة الخضراء هي حكومة ائتلاف من مجموعة من الاحزاب لعنها الله والتي تشكل في عمومها غالبية لاكثر من الثلثين في البرلمان العتيد , فمن المفروض ان يكون التوقيع على الاتفاقية هو من قبل الحكومة العميلة وان لايحمل البرلمان كله تبعات هذه الخيانة , فتضاف الى سجل طويل للخيانات , ودرجت العادة في البرلمانات الاوروبية ان لاتصدق الاتفاقيات في البرلمان في حالة وجود حكومة وطنية تتمتع بالاغلبية , كما انه لايمكن الا ان تعامل بالمثل ويطلب تحويلها الى معاهدة تكون فيها حكومة الاحتلال مسؤولة عنها امام شعبها , ويضاف الى ذلك انه من المفروض على البرلمان طرح الثقة في تلك الحكومة ذات الاغلبية باعتبارها اسقطت حقها في توقيع اتفاقية ثنائية بين طرفين ندين , لاي سبب ما , وهذا يعني انها لم تعد حكومة وطنية , اي انه انتفى سبب وجودها , والاكثر غرابة في تلك المناقشات ان الاعضاء كانوا يصرون على مناقشة اتفاقية لحكومة انتهت صلاحيتها , والمضحك في الامر ان حكومة الظلام في المضبعة الخضراء لايقراؤن الصحف ولايستمعون للاخبار , ولا يتابعوا الاحوال العالمية , وان الاحتلال سيخرج قسرا من العراق وان هناك خطة انسحاب سريعة موجودة في يد اوباما , وذلك بسبب الضائقة الاقتصادية , وما يريده الاحتلال هو احتلال مدفوع الثمن , وان الذين يتكمشوا بالاحتلال هم اشد الاطراف خيانة لاانهم يعرفون جيدا انهم جاؤوا مع الاحتلال وانهم سيزولوا مع الاحتلال , ولم يكن هناك سؤال واحد عن كلفة الاحتلال ومن سيدفعها مدعين ان الضامن لهذه المعاهدة هو جورج بوش نفسه والذي سيرحل بعد ايام وهم كالذي يطلب من الميت كفالة الاحياء, واوباما يصرح علنا ان هناك فائضا في الاموال العراقية يجب ان تصرف على القوات التي تحمي العراق , والغباء المنقطع النظير يتركز في اؤلئك الذين يصرون على ان الاحتلال سيطول وان هذه الاتفاقية هي طوق النجاة الامثل , وذلك لانهم انشغلوا بالنهب المفرض فلم يعلموا ان الهزيمة المالية هي من اهم اسباب هذا الانهزام , واذا كانت الولايات المتحدة قد رفضت مساعدة ابنائها اصحاب شركات السيارات الضخمة وتكاليفها اقل بكثير من تكاليف الحرب التي ورطوا فيها , فلا اعتقد ان سلامة الحكومة المالكية وكلابها اهم من سلامة الشعب الامريكي , ولم يعلموا ان الحكومة الامريكة قد جمدت كل اموال الاستثمارات العربية والتي اكل اكثرها , وصفر غالبها واضطر معها عاهل المملكة العربية السعودية الى مسايرة الجو الامريكي والمشاركة علنا في قرع كؤوس الخمر وذلك حفاظا على الخيط الرفيع الباقي بين الطرفين ومحاولة استسلام رهيبة لانقاذ بعض ماتسمح به الادارة الامريكية من مال لهؤلاء الذين لعب البيت الاسود الامريكي بعقولهم واجبرهم على توظيف اموالهم في شركات خاسرة , والجبن الواضح في هذه الحكومة انهم لم يستطيعوا الصمود لشهرين اثنين امام الضغوط الامريكية والتي انتهى عمرها الافتراضي ولهذا فانها تسوق لاتفاق مخز ومجلل بالعار الذي لايخجلهم ابدا والذي هو تاجهم الذي يتباهون به , ولهذا فاني لااستغرب ابدا لمن قبل ان يعمل تحت احذية الاحتلال ان يرهن العراق وشعبه ومصيره الى الابد , ودونما اي خجل .
د.محمد رحال. السويد
GLOBALRAHHAL@HOTMAIL.COM
تحرير العراق واجب ديني شرعي ووطني وانساني وشرف لايدانيه شرف فساهم في تحريره وتحرير كل ارض مغتصبة

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار