الجمعة، يناير 23، 2009

درب الجلب...عالكَصّاب

كتابات أبو الحق
ثاني وعشرين من ك2
2009


"الطقس هذه الليلة هاديء مشوب بالقلق من تأثيرات العاصفة الجليدية المقبلة بعد أيام ,.."


لو كانت لأحوال العراق السياسية نشرة أنواء لتصدرتها هذه العبارة الزرقاء أعلاه , لوصف المرحلة الراهنة بعد تصريحات أوباما الأخيرة , عن ضرورة ترك العراق لأهله , بما معناه أنّ الرئيس السابق له كان يخوض فترة المراهقة السياسية الثانية له يوم قرر أن يصخم وجهه ويتلاعب بميزان القوى لصالح أولاد الزانيات من آل الحكيم وآل الجعفري وآل البرزاني وكل من صافحهم أو ابتسم لهم أو إرتجى من وراء تلتهم عنبا يسكر بعصيره .. لا يهم مذهب أو ديانة من أقصد , فهي لعبة قذرة شارك بها من شارك ..
نعم هناك عاصفة على الطريق وزلزلة , هناك رعود وصواعق تبرق , هناك أوراق صفراء تهتز وتتساقط , فقد آن أوان سقوطها ,
.. لا ننصح الربع بشيء من قبيل شد السلاسل على الإطارات أو الإكثار من إرتداء قماصل ( Thermal Insulation) , فهذه المقبلة لن تنفعهم معها كل التدابير الممكنة .. كونوا على ثقة مما أقول ..
من هو الغبي برأيكم؟؟
أليس هو من لا يحسب لتقلبات الزمان حساباتها ؟؟ مَنْ يتصوّر أن المقام سيدوم له ؟ .. ذاك الذي كان يتصور أنه لا شأن له بإنتخابات أميركا , وأنها لن تجر على رأسه البلاء ؟؟
كنت خارجا في مشوار , وكان ملجأ الأيتام الذي أديره ممتلئا بما لذ وطاب من الصغار, بعضهم أيتام فقدوا الأم الحنونة والأب المحامي , وبعضهم " أجلكم الله" نغولة , من نتاج الحرام , لكن الملجأ كان يتسع لهم كذلك , فهم لا يتقبلهم بيت أصلا ..إذ مَن يقبل بتربية إبن حرام مع أولاده ؟؟مَنْ ؟؟
خرجت بمشواري فشاءت الأقدار أن أتغيّب بضعة أيام , رغما عن إرادتي , ومن ثم عُدتُ
..كثيرة هي الأشياء التي ساءتني في حياتي , لكن أبدا ليس كحال الملجأ يوم عدتُ إليه ..
الدم الأحمر الطبعات على كل جدار , وسخام الحرائق والآجر المتناثر , وأكثر من كل ذلك , تلك النظرات الخاوية في حدقات العيون , تحكي مليار قصة ممنوعة من النشر , اللبيب تكفيه الإشارة ومو كلّ الحجي ينكَال ..
لقد تسلط أولاد الحرام على الملجأ بمقدراته وبأناسه , فعاثوا في الوضعية فسادا ,
أول شيء فعلوه , كان التنكيل بزملائهم من الأيتام الفعليين من مستحقي هوية الملجأ شرعا وقانونا,
البعض تم ضربهم بكل وحشية لحد تكسير العظام والمفاصل ,
والبعض الآخر تم رميهم من طوابق الملجأ العليا , مع الكثير من الصرخات الهستيرية وعبارات الكفر بحق السماء
وهم لم ينسوا أن يستعينوا بأولاد الحرام من البناية المجاورة , فأولاد الحرام بعضهم لبعضهم ظهير .. " أول فور وَن أند وَن فور أول ", هناك إستعارات إثر مشاهدة أفلام الفرسان الثلاثة ..
والخطوة الثانية كانت ردّ الجميل لمن أحسن إليهم , لكن على طريقة أولاد الحرام بردّ الجميل , تجريد الملجأ الذي إحتواهم وأسبغ عليهم كل فضل , بالمأكل والملبس ودفء الفراش في كل المواسم , وبالعناية والمتابعة وتحمّل أعباء التربية .. لم يتركوا فيه شيئا إلا أحرقوه , كذا فِعلُ العواهر في كل مهرجان عربدة و فسق ..
اليوم أنا عدتُ للملجأ , بوجه جديد وبإسم جديد , ستعرفوه قريبا, أعدكم ..
لكن أعتقد أن إولاد الحرام سيتمنون لو لم يتعرف آباؤهم بأمهاتهم من أصله , فقد أعددتُ لهم ما لا قبل لهم به ..
سيترحمون على أيّامهم الأولى تلك معي , وسيترحمون كثيرا على فورات أعصابي , فالقادم أدهى وأمرّ...
ومن إبتعد أو سوف يبتعد , فسوف أجرجره إلى حيث ينبغي , كما يجرّون الثور للمذبح رغما عن قرنيه وأنفه , ستحضره الأتفاقيات والدعاوى الدولية وكل وسيلة إحضار , ستحضره كل تلك الوسائل أو سيطاله الرجال يقتصوا منه حتى لو كان في جزر البهاماس , أو كان يختبيء خلف شلالات نياكَارا , كل صخلة لها ثمن , واللي ياكله العنز , يطلعه الدباغ ...
أنا لن أدخر جهدا بإذن الله , فلدي من أخشاب المشانق وحبالها الشيء الكثير , ولدي من أشكال المقاصل ما هو أكثر , ولديّ من الأسماء والعناوين والوقائع ما هو لازم ..
لدي قوائم بأسماء من عمل معهم ومن ترابح معهم , من باع العراق والعراقيين لهم , كل ما كتبوه , كل ما سطروه بمنتهى الغباء منهم , محسوب عليهم , لدينا أسماءهم و عناوينهم , لدينا حتى دينهم ومذهبهم وقياس تنورات أمهاتهم ..
أعدكم أيها العراقيون الأشراف أننا سنغسل صفحات التاريخ منهم , وأن حكايتهم ستتفوق على كل الحكايا ..إنها مسألة وقت لا أكثر ..
وإن كانوا سمعوا بمصائر أعمامهم قبلها , فأنا أعد فروعهم أنهم لن يعثروا لهم على شيئ , ...سنحاسبهم بأقسى مما فعلوا , وسنكتبها بمداد أحمر لا يزول , قصة للدهر ولكل من يبغي تعلم فنون الأدارة , أن أولاد الحرام لا مجال لإعطائهم أكثر من السوط والعصا , وأنهم لن تقوم لهم قائمة أبدا , الله تعالى لا يرضى بذلك , العالم كله لم يعقلها, .. الحمير والبغال والخيل , هي مطية للبشر , كذا يقول كتاب الله , " والخيل والبغال والحمير لتركبوها..", إنه ناموس الحياة وقانونها, مهما بدا مقلوبا في مزرعة الحيوانات, رائعة أورويل تلك , فهو حلم من أحلام اليقظة , أبشّركم بمقاربته على النهاية .. نلتقي وقتها يا أخي أبا الحمزة , وسنعلّم الحمير كيف تبقى حميرا ..إلى يوم الدين ...
شكرا أوباما على إلتزامك بوعدك , شكرا لله من قبلها , على وصولك للحكم ...
هناك ديون مستحقة تتطلب منك أن تترك الملعب , فقد حان دورنا ...
أنا أتكلم عمن لا تجوز معهم المسامحة , من لا تنفع معهم المصالحة , عن وحوش نهشت بلحومنا وإستحلت كل ما طالته براثنها ولا زالت تفعل من دون أي تناقص بتعداد جرائمها , فهي أسوأ من التتر .. لا عذر لهم بأيّ شيء إقترفوه , لأنهم أسوأ من أسوأ طبقات البشر .. هذا الشهر تم إعتقال مئات من الشباب والرجال البالغين من مختلف مناطق الموصل , إثر بضعة تفجيرات وقنابر هاون متساقطة على قواعد الجيش , كالعادة , المدنيون من السائرين بدروبهم وعلى نياتهم هم من يدفعون الثمن , ضربات الكيبلات التي نالت أقدام البعض منهم على يد القوات الكردية الأصل كانت كفيلة بنزع اللحم الحي عن العظام , اليوم شهدتُ حالتين منهن في خلوة تم تدبيرها لي على يد صديق قديم , إضطر الضعاف والصغار منهم للأعتراف بكل شيء, إبتدعوا أدوارا لمتهمين من معارفهم المقرّبين لهم , إبتدعوا لهم أدوارا من حيث التمويل ونقل المتفجرات وزرعها , 100 دولار و 300 دولار , كالعادة , وشهدوا على أنفسهم وعلى أصدقائهم , كي تتوقف الضربات والدفرات وتكسير الأضلاع , من ابناء وطنهم مع شديد الأسف , والسجن المؤبد ينتظر ربعهم بينما الأعدام ينتظرهم هم و الباقين , أناس لا دخل لهم بشيء وربما كان هذا جرمهم الحقيقي , فمن يساق للأعدام زورا وظلما وتلبيسا , كان الأولى به أن يقاوم, أن يخمش وجه معتقليه, أقل المقاومة, أقل الجهاد, أقل المعروف , لكن أنا أتحدث عن " أولاد" , حرفيين دايخين بإعالة عوائلهم المنهكة , فمن يلمهم ؟؟
.. سينتابك العجب عندما تنصت لأكاذيب وإدعاءات الداخلية والدفاع والبيشمركة , ومثلها أكاذيب وردت في حديث البرزاني أمام من قابلوه من عرب الموصل ومن خونة الموصل من المزايدين قبل يومين , سترى أن ما أقوله هنا ينتمي لعالم آخر, زمن آخر, مكان آخر, ربما كوكب آخر , .. والمصيبة أنّ صديق عمري, الكردي الأصل , يناقشني بهذه الحوادث والأعتداءات الظالمة كما لو كان هو نفسه مسعور البرزاني , أنا أواجه حيوانا أسلم عقله للأعلام البيشمركَي , فأصبح يتهم كل معتقل وكل من تغتاله عصابات مسعود بأنه بعثي وصدامي , أنا أشهد تحول الهوموسابينز إلى النياندرتال يا أخوان , والله لو كان الوضع يسمح لحصلتُ على الدكتوراه بتميّز , من مجرد دراسة تلافيف الكتلة القهوائية التي في جمجمة هذا الكديش, أنعل أبو اللي عرفني بيه قبل تلاثين سنه , شوف يا أخ شيسمونهه !!!
إخواني , ربعكم العراقيون لا زالوا يُقتلون ويُعتقلون ويُعذبون, كل ساعة وكل يوم , بيد الجنود, بيد الشرطة, أمهاتهم تذرف الدموع الحارة لأجلهم , ولا أحد يسمح لهنّ بمقابلتهم إلا لخمسة دقائق, والمطلوب دائما هو عشرات آلاف الدولارات , ليس لأطلاق سراح المعتقل البريء حسب قرار قاضي التحقيق , بل لمجرد تجنيبه النقل لسجون بغداد , حيث إنتهاك العرض وتقطيع الأعضاء وكل أشكال الموت البطيء ,
العراقيون لم تتحسن أحوالهم مطلقا , منذ واقعة ابي غريب , الجلاد كان أمريكيا أو صهيونيا أو كويتيا , واليوم يرتكب فعلاته عراقي بالإسم فقط , من الكلاب التي سنتناولها بإذن الله , إحفظوا اسماءهم ووثقوها , لا تتركوا صغيرة ولا كبيرة دون تثبيت, فالقصاب يحتاج كل معلومة عن ذبائحه المقبلة..
أنا بلغتُ ألا فإشهدوا , والله من فوقنا شهيد ...
قديما قالت العرب "ما ضاع حق وراءه طلابُ"
وهنا في العراق نقول ,
"وين يروح المطلوب إلنه ..
وين يروح المطلوب إلنه"

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار