د. أمير البياتي
" مثلما لايمل المعسكر المعادي – معسكر المحتل وأعوانه وعملائه والمنتفعين منه وبه- من تشويه مسيرة البعث العظيم زوراً وبهتاناً متناسين الانجازات العظيمة التي حققها الحزب وهو ينتقل من تحدٍ الى تحدٍ أكبر، ومثلما يُصر الآخرون على النيل من صورة سيد شهداء العصر في كافة مراحل نضاله ويحاولون شيطنته، وينسبون إليه ماليس فيه،،، فإن واجبنا أن لانمل من نشر الحقائق وتوضيح الصور خصوصاً أن هناك دائماً دماً جديداً يدخل الى الشبكة كل يوم وهو يبحث عن الحقيقة حول كل مايسمع ويشاهد، وحرام أن نخسر مثل هذه العناصر بسبب خوفنا من التكرار."
كانت صفحة الغدر والخيانة فرصة للنظام الإيراني لينتقم من العراق الذي هزمه وحطم أحلامه بالسيطرة على الخليج العربي ولعب دور الشرطي فيها. كما كانت فرصة مناسبة لكل العناصر الخائبة التي شاركت فيها لإرضاء نزعة الإنتقام ولتشرب من دم البعثيين الذين كانوا رأس الحربة في عملية بناء العراق والدفاع عنه...
لقد أستغلت المخابرات الإيرانية إنسحاب الجيش العراقي من الكويت وعدم إحترام الجانب الأمريكي لوقف إطلاق النار فدفعت بعناصرها مع مجموعة من الخائبين الهاربين من الجيش العراقي وحفنة من المغرر بهم الذين يميلون مع الريح أينما مالت أو من الذين في قلوبهم مرض تقودهم أنفار ممن تتملكهم شهوة السلطة وحب المال- وهم معظمهم اليوم مطايا الإحتلال وادواته الفاعلة في عراق مابعد 9/4/2003، تجمع كل هؤلاء للقيام بحملة تقتيل واسعة سفكت قيها الدماء وأنتهكت فيها الأعراض وأستبيحت فيها كل المحرمات ومن ضمنها المراقد المقدسة التي أستعملت كسجون وأماكن تعذيب وساحات إعدام! لقد أرتكب الوحوش الذين نفذوا صفحات الغدر والخيانة أعمالاً يندى لها جبين الحيوانات وأبتدعوا مقابر جماعية دفنت فيها جثث الأبرياء ليتهموا بها نظام البعث فيما بعد... وستبقى صفحة الغدر والخيانة مكتوبة في تاريخهم كوصمة عار لا ينفع معها كل الإعلام الغربي والإيراني الذي سماها " إنتفاضة شعبية" أو "شعبانية"،،، فهي لم تكن سوى سلسلة من الجرائم الجبانة بحق البعثيين وعوائلهم وبحق كثير من الأبرياء من العراقيين لم تنتهي إلا بالتصدي الحازم والشجاع لقطعات الحرس الجمهوري المدعوم بالجهد المدني البعثي وتحت قيادة مباشرة من أعضاء القيادة أنفسهم التي أعادت الأمور إلى نصابها خلال مدة قياسية ليفر بعدها "قادة الحركة" إلى أحضان اسيادهم في إيران تاركين "قواعدهم الشعبية" من المغرر بهم ليقعوا تحت طائلة العقاب!!!
ولم يكن غريباً أن يُصرَّ صدام حسين على أن يقود أعضاء القيادة بأنفسهم حملات التصدي وعمليات تطهير المحافظات التي سقطت تحت براثن أعوان الشيطان من أولئك الذين ارتكبوا جرائم القتل وإنتهاك الأعراض والممتلكات وأحرقوا سجلات التجنيد ودوائر التسجيل العقاري ( وهي نفس الأعمال التي عادوا وقاموا بها بعد 9/4/2003)، فقد أمر رحمه الله أن يكون كل عضو قيادة على رأس مجموعة من المقاتلين البعثيين لتشارك قطعات الجيش العراقي البطل من رجال المهمات الصعبة في إستعادة هيبة القانون والدولة، فقد كان مطلوباً في ذلك الوقت أن يشعر كل البعثيين ويروا بأم أعينهم ليتأكدوا أن المطلوب ليس "تحرير الكويت" وإنما رأس العراق ورأس الحزب ورأس صدّام حسين! وإن التضحية بالنفس في سبيل المبدأ واجب وطني وديني واخلاقي.
أنتهت هذه الصفحة المؤلمة بعد أن كلفت العراق جهوداً ودماءً كان يمكن أن توفر للمباشرة بعملية البناء الجديد لما خلفه العدوان الثلاثيني من بنى تحتية مدمرة ولبعث الروح في مشاريع متوقفة وأخرى مؤجلة... لقد كان أمام القيادة وصدّام حسين مهمات عاجلة أهمها شحذ الهمة العراقية بأتجاه إعادة البناء وترميم الذات وإعادة الوحدة الوطنية التي أصابها الشرخ بسبب صفحة الغدر والخيانة من جهة وبسبب عمالة الحزبين الكرديين في شمال العراق... ولم تدخر الولايات المتحدة جهداً في سبيل إعاقة جهود العراق هذه، فتعددت الوسائل وتنوعت الأساليب ولكن الهدف واحد: أبقاء العراق ضعيفاً مجزءً ومعطلاً عن دوره القومي، أو منشغلاً بلعق جراحه في أحسن الأحوال...
وبسرعة لافتة للنظر تمت المباشرة بتصفية القضية الفلسطينية وتم التوقيع على إتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة وغيرها من إتفاقيات الإستسلام التي وقعها العرب مع المغتصب الصهيوني وبمباركة ودعم أمريكيين. فمادام القط غائباً أو جريحاً فلتلعب الفئران لعبة الخنوع والتنازل المهين والذي أوصل القضية إلى ماهي عليه الآن حيث يرفرف العلم الصهيوني في السماء العربية وإسرائيل تذبح غزة بعدوان وقح يسكت عليه بعض العرب ويتواطيء معهم عليه آخرون. لقد كان تدمير العراق تدميراً للحاجز النفسي الذي لم يجرأ أحد على تجاوزه منذ وقف صدّام حسين وقفته القومية الحازمة عند قيام السادات بزيارة العار إلى تل أبيب عام 1978 وتم منع إنتشار عدوى الإستسلام بين الخانعين من الحكّام. وعندما جُرح العراق تسارع سقوط الأنظمة العربية في خانة التسويات المذلة والتنازلات المهينة، لينتهي ببيع كامل للقضية مقابل كراسي حكمٍ متهرئة لا تستحق أن يتعامل معها شعبها إلا كما تعامل منتظر الزيدي مع بوش! بالحذاء ولا شيء غير الحذاء.
وبرزت العبقرية القيادية لصدّام حسين وهو يقود شخصياً ومن مواقع متقدمة عمليات البناء والتصدي لتأثيرات الحصار الظالم الذي كاد أن يشل كل مفاصل الحياة المدنية والعسكرية لولا حكمة التصرف وبعد النظر اللذين تحلت بهما قيادة الحزب والدولة، ولولا عمليات الأشراف المباشر من رأس الدولة صدّام حسين... لقد كان يرحمه الله يناقش المهندسين بأرقامهم والكيمياويين برموزهم والفيزياويين بمعادلاتهم ويقنعهم أن بناء العراق بالإمكانيات الذاتية ليس مستحيلاً مادام الأنسان مؤمناً وألا حدود لأرادته إلا إرادة الواحد الأحد ولا مستحيل أمام مشيئته إلا مشيئة الله عز وجل... وبرز شعار "تباً للمستحيل عاش المجاهدون والله أكبر" كشعار للمرحلة التي تميزت بتسابق المبدعين والمضحين والبنائين إلى بناء العراق العظيم وكل من موقعه... كما برز في نفس الوقت الدجالون والصاعدون على أكتاف الآخرين والمزايدون، ولكنهم كانوا سيسقطون إن عاجلاً أو آجلاً، وبرزت شريحة المتاجرين بقوت الشعب والذين ضربت الدولة على أيديهم بقوة، وبرز أغنياء الحصار...
لقد كانت معاناة العراقيين من محنة الحصار وآثاره شديدة كما كانت آثاره شبه كارثية على بعض شرائح المجتمع وعلى قطاعات مؤثرة من الناس، كما دفع الحصاربعض العراقيين الذين ضاقوا بالوضع الإقتصادي الصعب وبهجرة بعض العقول التي كان صبرها على نتائجه قد نفد، وسقط من العراقيين من سقط في حبائل المخابرات الأجنبية والمعادية، وهي كلها ظواهر كان على صدّام حسين ورفاقه التعامل معها.
وبعد أن أحتوى العراقيون وقيادتهم صدمتي الحرب والحصار الأوليتين وتعاملوا مع نتائجهما التي تمثلت بأوضح صورة في المعاناة الإقتصادية وتدمير البنى التحتية وإنهيار جزء كبير من المنظومة القيمية لقطاعات واسعة من أبناء الشعب- وكل واحدة من هذه المشاكل كانت كفيلة بأنهيار الدولة لولا تماسك القيادة وعقلها المدبر. نقول أنه بعد إحتواء الصدمة الأولى بدأ العراق بهجومه المقابل... فبعد إعادة إعمار البنى التحتية وأهمها الكهرباء ومياه الشرب والجسور والطرق وبأوقات قياسية لم تتجاوز الأشهر وإعتماداً على الأمكانات الذاتية وتحت ظل أقسى حصار لإقتصادي عرفه التاريخ الحديث ( قارن هذا بما يسمى بإعادة الأعمار تحت ظل حكومات الإحتلال) كان لابد من الإلتفات إلى إعادة الحياة إلى المصانع المتوقفة والمباشرة السريعة بتدوير عجلة الإنتاج وإلى تعزيز دور التعليم وبناء مؤسساته باعتبارها المفتاح الأهم لبناء الجيل الجديد، وتم التوسع في بناء المدارس وتأسيس الجامعات حتى شملت كافة محافظات القطر.
غير إن معركة البناء وإعادة الإعمار هذه لم تشغل العراق عن ممارسة دوره القومي والريادي في الدفاع عن قضايا الأمة وأهمها القضية الفلسطينية، وشكل الدعم المادي – رغم محدوديته- والمعنوي للمقاومين الفلسطينيين قوس نور في سماء العرب التي أظلمت بفعل إتفاقيات العار التي وقعها بعض العرب مع العدو الصهيوني.
وتنبهت الدوائر المعادية إلى الحقيقة المرّة فلا العراق سقط ولا البعث سقط ولم يسقط صدّام حسين، بل تعزز وجوده الوطني وتزايد دوره القيادي والأهم أن تأثيره القومي قد تنامى وبدأ يبرز ثانية كقائد أوحد لمعسكر التصدي للإستسلام وكان العائق الأعظم أمام إتمام صفقات بيع القضية وتصفيتها،،، وكان لا بد من تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحقه قبل عقود من الزمن وفشلت كل المحاولات السابقة لتنفيذه... وكان لا بد من غزو العراق، ومهما كان الثمن!!!
" مثلما لايمل المعسكر المعادي – معسكر المحتل وأعوانه وعملائه والمنتفعين منه وبه- من تشويه مسيرة البعث العظيم زوراً وبهتاناً متناسين الانجازات العظيمة التي حققها الحزب وهو ينتقل من تحدٍ الى تحدٍ أكبر، ومثلما يُصر الآخرون على النيل من صورة سيد شهداء العصر في كافة مراحل نضاله ويحاولون شيطنته، وينسبون إليه ماليس فيه،،، فإن واجبنا أن لانمل من نشر الحقائق وتوضيح الصور خصوصاً أن هناك دائماً دماً جديداً يدخل الى الشبكة كل يوم وهو يبحث عن الحقيقة حول كل مايسمع ويشاهد، وحرام أن نخسر مثل هذه العناصر بسبب خوفنا من التكرار."
كانت صفحة الغدر والخيانة فرصة للنظام الإيراني لينتقم من العراق الذي هزمه وحطم أحلامه بالسيطرة على الخليج العربي ولعب دور الشرطي فيها. كما كانت فرصة مناسبة لكل العناصر الخائبة التي شاركت فيها لإرضاء نزعة الإنتقام ولتشرب من دم البعثيين الذين كانوا رأس الحربة في عملية بناء العراق والدفاع عنه...
لقد أستغلت المخابرات الإيرانية إنسحاب الجيش العراقي من الكويت وعدم إحترام الجانب الأمريكي لوقف إطلاق النار فدفعت بعناصرها مع مجموعة من الخائبين الهاربين من الجيش العراقي وحفنة من المغرر بهم الذين يميلون مع الريح أينما مالت أو من الذين في قلوبهم مرض تقودهم أنفار ممن تتملكهم شهوة السلطة وحب المال- وهم معظمهم اليوم مطايا الإحتلال وادواته الفاعلة في عراق مابعد 9/4/2003، تجمع كل هؤلاء للقيام بحملة تقتيل واسعة سفكت قيها الدماء وأنتهكت فيها الأعراض وأستبيحت فيها كل المحرمات ومن ضمنها المراقد المقدسة التي أستعملت كسجون وأماكن تعذيب وساحات إعدام! لقد أرتكب الوحوش الذين نفذوا صفحات الغدر والخيانة أعمالاً يندى لها جبين الحيوانات وأبتدعوا مقابر جماعية دفنت فيها جثث الأبرياء ليتهموا بها نظام البعث فيما بعد... وستبقى صفحة الغدر والخيانة مكتوبة في تاريخهم كوصمة عار لا ينفع معها كل الإعلام الغربي والإيراني الذي سماها " إنتفاضة شعبية" أو "شعبانية"،،، فهي لم تكن سوى سلسلة من الجرائم الجبانة بحق البعثيين وعوائلهم وبحق كثير من الأبرياء من العراقيين لم تنتهي إلا بالتصدي الحازم والشجاع لقطعات الحرس الجمهوري المدعوم بالجهد المدني البعثي وتحت قيادة مباشرة من أعضاء القيادة أنفسهم التي أعادت الأمور إلى نصابها خلال مدة قياسية ليفر بعدها "قادة الحركة" إلى أحضان اسيادهم في إيران تاركين "قواعدهم الشعبية" من المغرر بهم ليقعوا تحت طائلة العقاب!!!
ولم يكن غريباً أن يُصرَّ صدام حسين على أن يقود أعضاء القيادة بأنفسهم حملات التصدي وعمليات تطهير المحافظات التي سقطت تحت براثن أعوان الشيطان من أولئك الذين ارتكبوا جرائم القتل وإنتهاك الأعراض والممتلكات وأحرقوا سجلات التجنيد ودوائر التسجيل العقاري ( وهي نفس الأعمال التي عادوا وقاموا بها بعد 9/4/2003)، فقد أمر رحمه الله أن يكون كل عضو قيادة على رأس مجموعة من المقاتلين البعثيين لتشارك قطعات الجيش العراقي البطل من رجال المهمات الصعبة في إستعادة هيبة القانون والدولة، فقد كان مطلوباً في ذلك الوقت أن يشعر كل البعثيين ويروا بأم أعينهم ليتأكدوا أن المطلوب ليس "تحرير الكويت" وإنما رأس العراق ورأس الحزب ورأس صدّام حسين! وإن التضحية بالنفس في سبيل المبدأ واجب وطني وديني واخلاقي.
أنتهت هذه الصفحة المؤلمة بعد أن كلفت العراق جهوداً ودماءً كان يمكن أن توفر للمباشرة بعملية البناء الجديد لما خلفه العدوان الثلاثيني من بنى تحتية مدمرة ولبعث الروح في مشاريع متوقفة وأخرى مؤجلة... لقد كان أمام القيادة وصدّام حسين مهمات عاجلة أهمها شحذ الهمة العراقية بأتجاه إعادة البناء وترميم الذات وإعادة الوحدة الوطنية التي أصابها الشرخ بسبب صفحة الغدر والخيانة من جهة وبسبب عمالة الحزبين الكرديين في شمال العراق... ولم تدخر الولايات المتحدة جهداً في سبيل إعاقة جهود العراق هذه، فتعددت الوسائل وتنوعت الأساليب ولكن الهدف واحد: أبقاء العراق ضعيفاً مجزءً ومعطلاً عن دوره القومي، أو منشغلاً بلعق جراحه في أحسن الأحوال...
وبسرعة لافتة للنظر تمت المباشرة بتصفية القضية الفلسطينية وتم التوقيع على إتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة وغيرها من إتفاقيات الإستسلام التي وقعها العرب مع المغتصب الصهيوني وبمباركة ودعم أمريكيين. فمادام القط غائباً أو جريحاً فلتلعب الفئران لعبة الخنوع والتنازل المهين والذي أوصل القضية إلى ماهي عليه الآن حيث يرفرف العلم الصهيوني في السماء العربية وإسرائيل تذبح غزة بعدوان وقح يسكت عليه بعض العرب ويتواطيء معهم عليه آخرون. لقد كان تدمير العراق تدميراً للحاجز النفسي الذي لم يجرأ أحد على تجاوزه منذ وقف صدّام حسين وقفته القومية الحازمة عند قيام السادات بزيارة العار إلى تل أبيب عام 1978 وتم منع إنتشار عدوى الإستسلام بين الخانعين من الحكّام. وعندما جُرح العراق تسارع سقوط الأنظمة العربية في خانة التسويات المذلة والتنازلات المهينة، لينتهي ببيع كامل للقضية مقابل كراسي حكمٍ متهرئة لا تستحق أن يتعامل معها شعبها إلا كما تعامل منتظر الزيدي مع بوش! بالحذاء ولا شيء غير الحذاء.
وبرزت العبقرية القيادية لصدّام حسين وهو يقود شخصياً ومن مواقع متقدمة عمليات البناء والتصدي لتأثيرات الحصار الظالم الذي كاد أن يشل كل مفاصل الحياة المدنية والعسكرية لولا حكمة التصرف وبعد النظر اللذين تحلت بهما قيادة الحزب والدولة، ولولا عمليات الأشراف المباشر من رأس الدولة صدّام حسين... لقد كان يرحمه الله يناقش المهندسين بأرقامهم والكيمياويين برموزهم والفيزياويين بمعادلاتهم ويقنعهم أن بناء العراق بالإمكانيات الذاتية ليس مستحيلاً مادام الأنسان مؤمناً وألا حدود لأرادته إلا إرادة الواحد الأحد ولا مستحيل أمام مشيئته إلا مشيئة الله عز وجل... وبرز شعار "تباً للمستحيل عاش المجاهدون والله أكبر" كشعار للمرحلة التي تميزت بتسابق المبدعين والمضحين والبنائين إلى بناء العراق العظيم وكل من موقعه... كما برز في نفس الوقت الدجالون والصاعدون على أكتاف الآخرين والمزايدون، ولكنهم كانوا سيسقطون إن عاجلاً أو آجلاً، وبرزت شريحة المتاجرين بقوت الشعب والذين ضربت الدولة على أيديهم بقوة، وبرز أغنياء الحصار...
لقد كانت معاناة العراقيين من محنة الحصار وآثاره شديدة كما كانت آثاره شبه كارثية على بعض شرائح المجتمع وعلى قطاعات مؤثرة من الناس، كما دفع الحصاربعض العراقيين الذين ضاقوا بالوضع الإقتصادي الصعب وبهجرة بعض العقول التي كان صبرها على نتائجه قد نفد، وسقط من العراقيين من سقط في حبائل المخابرات الأجنبية والمعادية، وهي كلها ظواهر كان على صدّام حسين ورفاقه التعامل معها.
وبعد أن أحتوى العراقيون وقيادتهم صدمتي الحرب والحصار الأوليتين وتعاملوا مع نتائجهما التي تمثلت بأوضح صورة في المعاناة الإقتصادية وتدمير البنى التحتية وإنهيار جزء كبير من المنظومة القيمية لقطاعات واسعة من أبناء الشعب- وكل واحدة من هذه المشاكل كانت كفيلة بأنهيار الدولة لولا تماسك القيادة وعقلها المدبر. نقول أنه بعد إحتواء الصدمة الأولى بدأ العراق بهجومه المقابل... فبعد إعادة إعمار البنى التحتية وأهمها الكهرباء ومياه الشرب والجسور والطرق وبأوقات قياسية لم تتجاوز الأشهر وإعتماداً على الأمكانات الذاتية وتحت ظل أقسى حصار لإقتصادي عرفه التاريخ الحديث ( قارن هذا بما يسمى بإعادة الأعمار تحت ظل حكومات الإحتلال) كان لابد من الإلتفات إلى إعادة الحياة إلى المصانع المتوقفة والمباشرة السريعة بتدوير عجلة الإنتاج وإلى تعزيز دور التعليم وبناء مؤسساته باعتبارها المفتاح الأهم لبناء الجيل الجديد، وتم التوسع في بناء المدارس وتأسيس الجامعات حتى شملت كافة محافظات القطر.
غير إن معركة البناء وإعادة الإعمار هذه لم تشغل العراق عن ممارسة دوره القومي والريادي في الدفاع عن قضايا الأمة وأهمها القضية الفلسطينية، وشكل الدعم المادي – رغم محدوديته- والمعنوي للمقاومين الفلسطينيين قوس نور في سماء العرب التي أظلمت بفعل إتفاقيات العار التي وقعها بعض العرب مع العدو الصهيوني.
وتنبهت الدوائر المعادية إلى الحقيقة المرّة فلا العراق سقط ولا البعث سقط ولم يسقط صدّام حسين، بل تعزز وجوده الوطني وتزايد دوره القيادي والأهم أن تأثيره القومي قد تنامى وبدأ يبرز ثانية كقائد أوحد لمعسكر التصدي للإستسلام وكان العائق الأعظم أمام إتمام صفقات بيع القضية وتصفيتها،،، وكان لا بد من تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحقه قبل عقود من الزمن وفشلت كل المحاولات السابقة لتنفيذه... وكان لا بد من غزو العراق، ومهما كان الثمن!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق