الخميس، نوفمبر 06، 2008

اوباما رئيسا ام قائد ثورة



د.محمد رحال. السويد

انتهت الثورات في البلدان المتقدمة منذ عقود طويلة , واستبدلت شعوب العالم المتقدم هذه الثورات والتي هي اصلا للتغيير استبدلت ادوات الثورة باستبدال حكامها بواسطة دورات انتخابية متوالية , تكافئء فيها الحكومات الناجحة , باعطائها ثقة الشعب من جديد , او تعاقب بطردها من دوائر الحكم ولكن بطرق تحترم فيه مشاعر الجميع , ويكون التعاقب على الحكم تعاقب بناء وليس هدم كما اعتادت دول العالم الثالث ان تفعل , وبهذا فان فرصة الافكارالمبتكرة تطرق ابواب الشعب وحين يقبلها فانها تصل بواسطة الادوات الانتحابية التي طرحتها على الشعب , فلا يستبد رئيس , ولا يمن ملك على شعب , ويتحول فيه الحكام الى اجراء يسترضون الشعب من اجل فترات تالية من حكم جديد , تحدد قواعده ضمن اصول دستورية , لايتجرا احد من الحكام ان تمتد اليها يده مهما بلغ من مكانة عند الشعب , فلم نسمع ابدا عن رئيس طرح تمديد مدة حكمه خدمة للوطن , ولاان يمدد له لفترات تالية , ولاان تخرج الشعوب مطالبة بالحكم مدى الحياة ومن خلال مسيرات مفبركة , ضمن اطار حكم الله الابدي , ولاان يبدل الدستور لتصغير عمر الرئيس اكراما لشخص بعينه احب اباه ان يورثه الحكم من بعده ضمن قوانين دولة جمهورية منتسبة الى الهيئات الدولية على انها جمهورية وليست ملكية , وحينما يستبد رئيس ما بحكمه ومعه ادوات السلطة التشريعية فان غضب الجماهير في التغيير الديمقراطي يكون كبيرا وصاعقا , ولكن هذا الاستبداد حين يمتد ضمن اقوى واكبر بلد في العالم سلطة وادعاء بالديمقراطية , وحين يمتد هذا الاذى ليشمل العالم باسره , مع الدعم المادي والمعنوي من فئآت لاتهمها القيم الانسانية , فان العقاب الشعبي يكون مهولا , وتاثيره على العالم يكون مدويا , لتتحول قوى التغيير الى موجات من المد الثوري في كافة المجلات والانشطة الانسانية , وهذا تماما ماحصل في الولايات المتحدة الامريكية , والتي انقسمت الى شطرين , والشطر الاول والذي يقبع احد اركانه في هرم السلطة في البيت الابيض ,ومعه حزب عريق اوغل في عنصريته واعتداآته على حقوق الوطن والمواطن داخل الولايات وخارجها فصادروا حريات المواطنين واحتلوا دولا ظلما وعدوانا ولم يرعو في ذلك حق او انسانية او ضمير, والطرف الثاني والذي قاد مده احد ابناء افريقية السوداء , والذي لقي في البداية من حزبه منافسة كاسحة وعلى الاخص من زوجة رئيس سابق يحترمه اغلب الامريكيون ,وما كاد ان يجتازها وبشق الانفس حتى واجه غيلان الحزب الجمهوري وذئابه والذين استنفروا كل قواعدهم من اجل البقاء سادة بيض انقياء للدولة التي اعتقدوا ان الله خلقها لهم وسخر شعوب الدنيا عبيد نزواتهم , وهنا سار المد الشعبي بموجاته في كل ارجاء الولايات المتحدة وخارجها وبالملايين , وساهم اغلب فقراء الولايات المتحدة في حملة تبرعات في غاية النشاط والسخاء من اجل ايصال حلم الملونين في الولايات المتحدة الى سدة الحكم ومعهم احرار العالم ومقهوريه , واثمر هذا الجهد وهذه الثورة البيضاء عن الاطاحة بنظام يعد الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية , ولاول مرة يقف جمهور السود والملونين امام حلمهم يرونه متجسداحقيقة ويتحسسونه في شخص اوباما , درجة ابهرت العالم بعد وقوفهم طوابير طويلة من اجل الاقتراع , فتمازجت اهازيج الفرح بدموعه , ولم يكن غريبا ابدا ان نرى القس جيسي جاكسون وغيره يقف مذهولا ودموعه تسيل من عينيه وكانه ينادي القس مارتن لوثر كينغ ان افق لترى حلمك يتحقق , فهاهو اول رئيس ملون في الولايات المتحدة ,وهو مافرحت له فبمقدار مااحب تلك الحرية لشعبي فاني افرح بها لغيري مع تحفظي الشديد على سياسة كلا الحزبين في امريكا وقناعتي انهم متورطون في دماء شعبي المقدس في العراق وفلسطين وغيرها , ومع تحقيق الحلم في امريكا كنت امني النفس بحلم الوحدة الذي يجمع المغربي مع اليمني والخليجي والعراقي ,لايفصل بينهم حدود ويحملون بطاقة هوية واحدة توحد العربي والبربري والتركي والكردي , وتعيدهم كما كانوا اخوة واهلا وجيرانا يتفانون في حب بعضهم بعضا , وان نرمي وراء ظهورنا كل عفن التفرقة ونظريات الجهل , وان يشترك الجميع في انتخاب رئيس واحد يكون خادما للشعب وموظفا لديه تحت راية علم واحد لوطن حر وكبير وقوي , لقد كان حلم مارتن لوثر كينغ حلم شتاء طويل اثمر واينع اما انا ومع شعبنا العربي فان حلمنا مازال حلم صيف قصير يقلقه ظلم الحاكم ونفاق المحكوم,

د.محمد رحال. السويد
globalrahhal@hotmail.com
تحرير العراق واجب شرعي ووطني وانساني فساهم في تحريره وتحرير كل سليبة ارض

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار