هيئة التحرير/
المقال الافتتاحي لاسبوعية القادسية الجزائرية الصادر في 8/11/ 2008
انتهت ليلة أمس واحدة من أهم المعارك الانتخابية في مسار التاريخ الامريكي المعاصر. وسيقال الكثير عن أسباب وصول أوباما كأول أمريكي ينحدر من أصول أمريكية الى سدنة البيت الابيض. وربما سيحاول الليبراليون والديمقراطيون الترويج والثناء والمديح لتبييض صفحة الوجه الامريكي البشع المحمل لآثام الجرائم وحروب الابادة والغزو للامم الاخرى. سيتحدث كثيرون عن هذه الفرصة الفريدة لمساواة الديمقراطية الامريكية التي يكفلها النظام الرأسمالي بوصول أول رئيس أسود لحكم البيت الابيض.المهم أن نؤكد هنا إن ما تقوله وسائل الاعلام والانصار والخصوم من جميع المشارب السياسية والاعلامية وفي كل القارات عن بوش يكاد ان يشكل حالة من الاجماع الفريد قلما تكرر في التاريخ أيضا. فالرئيس بوش انتهى مهزوما بحزبه الجمهوري وعساكره وترسانته المالية وانهى معه أحادية قطبية الولايات المتحدة التي كانت على وشك حكم العالم متفردة.لا أحد سيذكر لبوش شيئا من الحكمة أو الفطنة السياسية ولا التفكير الاستراتيجي لرئيس دولة كان يمكن لها ان تكون في ذاكرة الحضارات المستمرة والممتدة الوجود جغرافيا وانسانيا. لقد بلغت حماقات المحافظين الجدد أنهم سقطوا بمعدلات لم تكن محسوبة وخصوصا في تقديراتهم لغزو العراق واسقاط دولته ونظامه السياسي من دون إدراك وفهم الكوامن الحضارية والثقافية لبلد تشكل جذوره وتكوينات شعبه ونخبه السياسية والثقافية متشابكة نسيج مقاومة لا تقهر. واذا كانت القيادات الامريكية استسهلت غزو العراق فانها وجدت نفسها في الموقف الاصعب بعد خمس سنوات من الغرق في المستنقع في ايجاد طريقة تحفظ للولايات الامريكية ماء الوجه للانسحاب من العراق. ولابد هنا من الاشارة بكل فخر واعتزاز الى دور المقاومة العراقية وارادة شعب العراق في كشف أبعاد الغزو الامريكي وأبعاد المطامع للامبريالية الجديدة في محاولتها الاستحواذ على ثروات الامم وعدم إحترامها لاستقلالية الدول وتجاهلها لارادة العالم الحر واستمرارها في الجرائم المنكرة التي لم تبق للجمهوريين اية ثقة يمكن ان يمنحها العالم لهم. ومن هنا فان العالم بكل قاراته وشعوبه صوت لاسقاط بوش قبل يوم الاقتراع الذي أوصل الديمقراطيين واوباما الى البيت الابيض.وقناعتنا ان الادارات الجمهورية والديمقراطية هما وجهان للدولار والمصالح الرأسمالية والامن القومي لمطامع الولايات المتحدة وان اوباما في قناعة نفسه يعرف ان حملته الانتخابية والاعلامية وحدها لم تسقط ماكين وانما كانت أحلام ماكين باستعادة مجد عسكري وسياسي ومالي للولايات المتحدة كان وهما لم يرغب في استيعابه واكتشاف حكمة التاريخ والشعوب التواقة للحرية واستعادة الاستقلال الوطني.وكعرب ومسلمين علينا أن لانراهن على تواجد الوجه الابيض او الوجه الاسود في بيت سمي بالبيت الابيض رغم حمرة جرائمه و يبقى اسودا رغم لون واجهته البيضاء لأن حرمة وحقوق الشعوب أقوى من كل الضجيج الاعلامي الذي يظن انه أوصل اوباما واسقط ماكين. تحية لمقاومة شعب العراق وصبر شعب فلسطين وآلام شعب افغانستان فلولاها مجتمعة لما انتهى بوش الى مزبلة التأريخ ولما تمكن اوباما ان يطرق باب البيت الابيض بإمتياز الفرق بين الاصوات التي تباع وتشترى في بازارات وول ستريت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق