شبكة البصرة
بقلم بدر الدين كاشف الغطاء
افرزت معركتنا الشاملة ضد العدو الأمريكي وحليفه الإيراني بطولات فذة لرجال ونساء قارعوا الإحتلال ببطولة نادرة وانتصروا عليه في ساحات المواجهة كافة. هؤلاء العباقرة المجاهدين لهم في اعناق العراقيين والإنسانية جمعاء دين عظيم فهم طليعة الركب في تحقيق الإنتصار التاريخي على أعتى قوة عالمية وعلى أغدر قوة اقليمية. وآخر إنجازات هؤلاء الأبطال هزيمة حزب بوش المنكرة في الإنتخابات الأمريكية بعد أن أسقطوا قبله توني بلير البريطاني وأزنارالأسباني وهيوارد الأسترالي.
ومع أن الوقت لا زال مبكرا لتوثيق بطولات هؤلاء العراقيين الأفذاذ، أو ذكر أسمائهم وما أنجزوه، إلا أننا بحاجة لإستعراض بعض جوانب هذه البطولات لنستمد منها المزيد من العزم على تحقيق النصر النهائي على المحتلين البغاة والخونة العملاء.
وسأذكر نموذجين عبقريين كنت شاهدا عليهما
الأول هو الشاب زيد الذي يخطط وينفذ عمليات المقاومة بعشق وشغف وعفوية كأنه يرسم لوحة جميلة أو يلعب كرة القدم. زيد لا يفهم بالسياسة كثيرا ولا بالتوصيف القانوني للإحتلال، لكنه بالفطرة لم يحتمل وجود العلوج واذنابهم في مدينته وعلى أرض وطنه. فكان يذهب مع أصدقائه الى خارج المدينة، ومن مخزن لإعتدة الجيش العراقي المخزونة هناك يستل زيد قذيفة هاون يأخذها الى بيته ويحولها الى عبوة ناسفة يزرعها على طريق أرتال المحتل ثم يجلس كصائد سمك صبور ينتظر آليات الأعداء ليفتك بواحدة منها بعلوجها، ويعود بعد العملية مع أصدقائه للعب كرة القدم أولمراجعة دروسهم، ويتفقون على إختيار موقع جديد لعبوة جديدة. زيد ورفاقه لم يتخلفوا عن هذه الهواية الا في حالات نادرة، كالمرض أو الإنتشار الكثيف لدوريات العدو، او مصادفة وجود أطفال يلعبون على قارعة الطريق قرب العبوة وقت التنفيذ فيؤجل التنفيذ.
قصة زيد هذه عاشها ورواها الكاتب الألماني تودنهوفر في كتابه (لماذا تقتل يا زيد) وهو الكتاب الأكثر مبيعا في المانيا منذ صدوره في آذار 2008 وخصص الكاتب ريع الكتاب لمعالجة الأطفال العراقيين ضحايا الغزو الأمريكي. وقصة زيد هذه جعلت كثيرا من الألمان على قناعة بإن أمريكا مهزومة في العراق حتما لإن المقاومة في العراق لا يقوم بها مقاتلون مؤدلجون محترفون فحسب، بل وايضا هي عمل يقوم به العراقيون بالفطرة وبلا توجيه او تمويل.
والنموذج الفذ الثاني هو الكاتبة السياسية العراقية الأصيلة التي إختارت مؤخرا لقب (عشتار العراقية). هذه المجاهدة العراقية شمرت عن ساعدها منذ الإحتلال وسخرت وقتها وقلمها للدفاع عن العراق وقيادته الشرعية ورئيسه المجاهد الشهيد صدام حسين. تتميز كتابات عشتارالعراقية بلغة رصينة سلسة يمتزج فيها القانون بالتاريخ والحجة بالمنطق وبسخرية عراقية راقية عند الحاجة. وتخصصت عشتار بتفنيد اراء ومواقف الطائفيين المتعصبين والعملاء المحترفين. ويكفي أن نلقي نظرة على المواقع الطائفية والعنصرية كبراثا وصوت العراق لتجد آثار نصال عشتار في خواصرهم. وعطاء عشتار ثرّ فهي تكتب مقالا في اليوم بالمعدل ولا تترك لإعداء الله والعراق متنفسا وتكيل لهم الصاع بعشر.
كتابات عشتار العراقية هي مدرسة في فن مخاطبة مزوري الحقائق من الجهلاء المسبحين بحمد الإحتلال. هؤلاء الجهّال المتعاقلين عادة ما يعيون مجادليهم، حتى قال فيهم الشاعر :
وهل يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار الى دليل
لكن الجهال المتعاقلين عملاء الإحتلال لم يستطيعوا إعياء عشتار العراقية. عشتار تقول (أنا لا أتحسس من الغباء لأن ذلك إعاقة لا يد للمرء فيها) وترى ان مهمتها معالجة غبائهم وأوهامهم بصدمات من الحقائق بلغة يفهمها الجاهل والعالم.
عشتار اثارت عضب إعلاميي طهران وواشنطن فسخّروا المزيد من الأقلام المأجورة للهجوم عليها، فهذا يقسم أنها رجل متخف بإسم سيدة والآخر يقول أنها من (عشيقات عدي)، وقال ثالث إنها بعثية فأجابته ببلاغة نادرة (أنا لست بعثية ولكني صدامية) وهي فعلا ليست مرتبطة بحزب البعث لكنها إختارت صفة خالدة يفخر بها البعثيون وغير البعثيين.
واقول أخيرا، إن جهاد عشتار هو حالة فذة تستنهض همم مجاهدي القلم من ابطال المقاومة العراقية أن يكثفوا جهودهم ويطوروا وينوّعوا وسائل إتصالهم مع جماهير شعبنا، بضمن ذلك اولئك الذين جرى إستغفالهم بدعاوى الطائفية الفارسية ودعاوى التحرير الأمريكي للعراق.
كما أن حملة عشتار العراقية هي رسالة واضحة لإولئك الذين كانت مقالاتهم تملأ الصحف أيام كنا في السلطة ولم نسمع لهم صوتا منذ الإحتلال أو سمعنا لهم أصواتا خافتة وموسمية، ولإولئك الذين كانوا يمنّون علينا أنهم كانوا مناضلين يوما ما، وليعلم هؤلاء بإننا في عصر الإنترنت وثورة المعلومات وكل نشاط يجري توثيقه الكترونيا، ولن يكون في العراق المحرر مكان للناكصين أو الأدعياء أو تجار الماضي.
بوركت يا زيد
بوركت يا عشتار
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
بغداد 6/11/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق