الثلاثاء، مايو 06، 2008

كتابات ابو الحق. مايس..2008





في بيتنا دارفور
أشقر أم أسمر ؟؟
أنعل أبو كريستوف كولمبس لابو إيزابيلا
Your Country Wants You!!


منذ سنين و في سلّة الخبز العربية تلك,تدور أحداث دامية في منطقة "دَرَخَ" الناس إسمها لكثرة ما تم تسليطه عليها من أضواء كشّافه, كما لو كان منتهى الإجرام هو ما يجري في تلك المنطقة فقط , وكذا هو حال الإعلام إذا "توحّم" واشتهى جمّار البرحي في غير موسمه...يقيم الدنيا ولا يقعدها ويشبع الأثير زعيقا ما لم يأتوه بمبتغاه, يصرخ بكل قوة أوتيَتْها حباله الصوتية أنه لا بدّ من مراعاة مطلبه وإلا فالجنين سيولد أعور العين أو أحولهما..

...وكنت أول أيام الترويج للمشكلة تلك أحسب القضية تدور حول صراع قبلي مسيحي – مسلم نظرا لكون هؤلاء السفلة من المتعصبين المزمنين ضد الإسلام مهما حاولوا التغطية على ذلك , ونظرا لكثرة ما دسّ بلير وبوش وبوب كَيلدوف أنوفهم المستدقة في كل إست سودانية طالتها خياشيمهم, حتى حسبتُ أنّ لهم ثأر شرف عند أحد السودانيين الدارسين في بلادهم , وأعذروني للتشبيه هذا, فهو ينطبق على هؤلاء السفلة الثلاثة أكثر من غيره,...
........... هذه ملّة لا تنتبه لفساد معتقداتها كما تنتبه لسلبيات غيرها أو زلاتها,وأقصد بالملّة هذه نخبة الحكام والسياسيين ومستشاريهم وإنتلجنسياتهم ومنظّري أيديولوجياتهم وإعلامهم وعسكرهم وعوائل عسكرهم وكل من يكدّر مزاجنا على مواقع كموقع اليوتيوب بعبارات تمجّد الجريمة الأمريكية التي تدور بحق أفغانستان والعراق, وتمعن سبا بمقدساتنا لسبب أو لغير سبب , وتشمل كل من يرى أصحاب البشرة السمراء أهلا للتشكيك والتعذيب بالسجن والقصف والتدمير, وهي ملّة كبيرة العدد جدا فوراءها تصطف ملايين هائلة في أوربا وأستراليا وكندا والكيان الصهيوني من دون أدنى شك...فملّة الكفر واحدة..هكذا تعلمناها من معلمنا الأكبر.....
.. أنا لست مع الحكومة السودانية إذْ أتطرّق لتدخّل الأمريكان والأوربيين من كوشنير فرنسا إلى أم المركَة في ألمانيا, في كل شئون السودان , ولست ضدها أيضا, فهناك خازوق رباعي الدفع إبتلت به المنطقة من حولي بما لا يترك لي مجالا لأهتم بتزكية الحكومات الأخرى كالسودان مثلا , يكفيني نتفة من الاهتمام بالأمور التي لها صلة بمأساتنا العراقية, كذا أعتقد.

يرفع الأمريكان كحكومة وكشعب في غالبيته, راية الحرية ويحتكرون رمزيتها كونهم يمتلكون أكبر نصب يرمز لها على الصعيد العالمي , وإن كان ليس من صنع أيديهم ولا من بنات أخت أفكارهم, وهم ينتمون إلى الدولة الوحيدة التي تتكلّف عناء إصدار تقارير منتظمة كل سنة وكل فصل ربّما, يدرجون فيها الدول الأخرى على لائحة"أسوأ دولة" و"أفكَس نظام", عملا بآلية سلسلة كَينِس المشهورة , أطول, أكبر, أصغر, أغلى, أرخص, ...وللصبح, وكان هناك نسيب لي شكا من الإضطهاد الفكري الذي يمارسه إبنه بحقه , على نفس طريقة" كَينيس" هذه, إبنه البالغ الثالثة من العمر فحسب!! تصوروا!! فالصبي الذي كان في مطلع تفتّح الأبجدية والمعرفة الأولى, أتخم أسماع أبيه بأسئلة من وزن:" بابا, نهر دجله أطول , لو الموز أحلى؟؟"!!!
والأمريكان الأذكياء , الذين يراعون أهمية إختبارات الذكاء والتفكير المنطقي ولديهم جامعة فرضية يسمونها" مينسا" تضم أذكى 10% من نخبة الأذكياء, يستزملون وهم يبتدعون لأنفسهم دورا في الحكم على غيرهم بمدى مراعاة حقوق الإنسان والتعدّي على أنياب الفيلة والكركدان, أو إبادة الزرق والشطرنجيّين من الحيتان, وصولا إلى إستئصال قرون الوعول والغزلان, من دون التطرّق لا من قريب ولا من بعيد طبعا لجريمة الحلفاء الأسبان, بخصوص هوايتهم المقرفة في مصارعة الثيران!!!
....إنهم وهم يمنحون أنفسهم شرف محاسبة غيرهم دونا عن أنفسهم قبل كلّ شيء ,لا يقلّون غباءا و زمالكّيّة عن بعض ربعنه ممن يتصورون أن لهم الحق في تزكية الناس الذين أرمت عظامهم منذ قرون , من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار, ومَنْ أفضل مِنْ مَنْ , متصوّرين أنّ العملية ممكنة, كما لو كانت مجرد سوفتوير تضعه في حاسوبك فيجعلك تفعل الأفاعيل وترسم غابة من المنحنيات المتعاشقة مع بعضها بالأبعاد الثلاثة ,أو برنامج أكسل الذي يمكنك من إجراء عمليات حسابية هائلة بمجرد نقرة على مفتاح.. شيء مذهل جدا مما يمكنه أن يخلب لبّ آينشتاين لو بُعِثَ حيّا ويجعله يصوفر و يعيط بيك:
" آنَه خوك يا بَعَدْ شيبي, عليك النبي مَتكَلّي شلون دَبّرتْهَه"!!!

.....إعتقل الأمريكان بطريقة الإختطاف اللصوصي كما تعلموه من الموساد , ومن دون أي مبرر أو مسوّغ قانوني , المئات والآلاف من المسلمين المسالمين , عربا وأعاجم, وألقوا بهم في زنازين عابوا على صدام حسين مثيلاتها, أشبعوهم تعذيبا و إنتهاكا وتعاونوا مع كلّ دولة حليفة لهم في تنفيذ هذه الجرائم ..قتلوا الكثيرين منهم وأخذوا يصوّرون أنفسهم مع جثث ضحاياهم وهم مبتسمين ومنتشين ,ومن لم يقتلوه إعتدوا على شرفه, ومن لم ينله ذاك الانتهاك خسر سنينا من عمره وأعمار أفراد عائلته ومحبّيه , عاشها هو كما عاشوها هم , بهاجس الخوف والرعب والقلق..وتكفي هذه الدرجة الدنيا مما أسميه أنا ب" أضعف إرهاب الأميركان" لتجعلك تشطب عليهم وعلى ديانتهم اليمينية المتعصبة و المهووسة بكل أنواع الإرتياب والتمييز الديني والعرقي , ولا تحدّثني عن روعة جسر بوابتهم الذهبية تلك وكم مسار للسيارات يمر عليه سواء بإتجاه الخرّي, أو بإتجاه المرّي, فعلى طرفي سان فرانسيسكو التي تؤويه يتواجد أكبر عدد من أنصار قوم لوط في تعداد أيّة مدينة بالعالم...
.... ولا تقل لي أن لديهم ساحة إسمها تايم سكوير تستطيع أن تلحظ العالم كله يمر بك عندها في بحر ساعة من الزمن, لأن فرعون مصر كانت لديه أهرامات أعظم إنجازا وأثرا وأثار الأرض وعمّرها أكثر مما أثارها مصمم تلك الساحة, لكن قل لي قبلها, ما هو مصير فرعون وكم يعدل عند خالقه؟؟؟
...ولا تحكِ لي عن روعة مدينة دِزني-لاند تلك, بل تعال معي أريك كم من أطفالهم ونسائهم يعرضون شرفهم على مواقع الأنترنيت, ملايين الصور والبروفايلات فيما يسمونه " قاعات الشهرة"..لو تصفحت ما متاح على الشبكة العملاقة منها لما أمكنك أن تصدّق أن لديهم 10% من النساء الشريفات, طفلات كنّ أم شابات, عازبات كنّ أم متزوجات...
....حبسوا الأسرى من الطالبان ممن لا دراية لهم بأحداث نيويورك تلك فهم مجرد جنود يتواجدون على قاعدة هرم السلطة ذاك, بيادق فحسب, على رقعة الشطرنج التي يجلس فيها بوش وأمبراطوريته العائلية, مقابل بن لادن وتاريخه الغامض مع تلك الديرة, تايكونات تتناطح فيما بينها, ربما لأسباب من وزن تلك التي كانت أساس سيناريوهات مسلسلات" دالاس" و"نوتس-لاندنكَ", حبسوا أسرى الطالبان في حاويات معدنية مغلقة بعزّ الحرّ وتحت حريق الشمس حتى شرب بعضهم إدرار بعض, وغرسوا أنيابهم بعروق بعض في غمرة العطش الذي لا يتصوره أحد, ماتوا أبشع ميتة وسط جوّ منتن الرائحة على يد الخونة من ذيولهم التي ترتدي تلك الكاسكيتات العسكرية الحقيرة التي تذكّرك بأيام الطلائع, كدوستم أخو روستم ذاك, وما أشبه اليوم بالبارحة, تباهوا بالفعل القذر الذي لو بدر من مسلم من المسلمين, لناب الرسول محمد "عليه أفضل صلاة وتسليم", حاشاه , لنابه ما نابه من زعمائهم ومفكريهم , فهذه الخنازير الناطقة لا تعرف أو تجيد شيئا في مجال الفكر والضمير إلا إحالة كل عيوبنا على نبينا, فيما ينسبون مساوئهم لأيّة جهة مرجعية غير الدين والنبي خاصتهم, حاشاه....
..تباهوا بتنكيلهم بالجثث وأحرقوها من فرط صليبيتهم اليهودية اليمينية الجديدة و النتنة, وكذا هو فعل الجبناء في كل سطوة باطل, ولا أدري كيف يمكن لهم أن يستمروا بتصديق كذبة تمثال الحرية تلك وإنتسابهم للحرية, بعد كل ما جرى ويجري , بدءا بإبادة الهنود الحمر تلك, مرورا بهيروشيما وناكَازاكي و فييتنام و نيكاراكَوا وتشيلي, وأفغانستان والعراق, ولا تكاد تكون هناك جريمة ترتكب في أبعد بقعة عن قارتهم إلا ويكون لهم دور فيها,حتى الحرّ المفرط وذوبان الجليد القطبي والتعرّق الزائد والأعصاب الملتهبة لكل إنسان مُحتَرّ هنا في العراق أو في أقصى أصقاع أفريقيا, لا بل وحتى الغبار بالجوّ وعواصفه المتربة التي تسمم جوّنا هي كلها من نتاج تدخلهم وعربدة دباباتهم العابثة على التراب العراقي المستكنّ منذ أيام الكويت تلك ,..... هم سبب كل نقيصة, كما كان يقال هنا عن أي حادث تصادم , من أنّ المتسبب الرئيسي هو سائق البرازيلي , حتى لو كانت السيارات المعنية ليس بينها سيارة برازيلي أصلا ,.... الأمريكان يخلقون الجريمة ويغذّونها ويروّجون لها, بقصصهم وبأفلامهم وبإعلامهم وبنظرياتهم وبتجارتهم, هم من صنع السلاح الذي قتل, وإذا لم يكونوا هم من صنعه في واقعة محددة على سبيل الإفتراض, فهم مَنْ صَنَعَ العتاد, ...هم من هيّج وألهم بالشرّ عقل وخيال القاتل الذي قتل و المغتصب الذي اعتدى, وهم من نصّب الزعماء الساديّين المستبدين على شعوبهم, وهم من دعموهم ولا زالوا يدعمون, وكذلك يفعلون..
تمثّل الجريمة والجريمة المقابلة عصب حياتهم ومفتاح تنفيس الملل والكآبة لديهم, فعلى الإباحيّة والتحرر وتناول أخبار الآخرين وأعراضهم وفضح دواخل غرف منامهم وحرّية التسلّح تأسست نظم حياة مجتمعاتهم, وعليها قامت أرباح مؤسّساتهم ومبيعات صحفهم وأرباح محطاتهم الإذاعية والتلفزيونية...
....في كل مكان آخر غير بلدهم هذا, تعتبر جرائم القتل أو الإغتصاب أو الشذوذ أعمالا شائنة يُعرِض الإنسان عن تغذيتها بأيّ شكل, لأن غاية ما مطلوب هو منع حدوثها أصلا , وإلا فالإمعان في معاقبة من يفعلها, كخط ثان, عسى أن يرتدع من تسوّل له نفسه تكرار الجرم,... أما في هذه الأمريكا , فهذه الجرائم تغذّي مبيعات وتصاميم ورؤى مريضة, وتروي عطش منحرفين يتلهفون للتصنت على أحاسيس الأزواج في المخادع ....لا شيء هنا ممنوع, لا شيء هنا يعيب...طالما كان يصب في صالح مشيئة إبليس وكل ما يعينه على تنفيذ وعيده بحق بني آدم من أنه سيغويهم ويقعد لهم صراط الله المستقيم, هذه آراء لن يستوعبها أي شخص, فهي لا تشابه أيّا مما دار من عِظات حول إبليس لحد اليوم, وهي رؤية من جانبي لكيف يعمل إبليس على مستوى العالم كلّه ,
...كلّ هذه التداولات الأمبريالية والليبرالية كما يرونها, مما يجافي شريعة الإسلام والأديان السماوية الأورثوذكسية المحافظة, كلها تمثّل دعما لحياتهم الدنيوية العابثة واللاهية عن حقيقة الموت وعذاب القبر والبعث والحساب والخاتمة السرمدية, وهو لبّ الخلاف مع هذا المجتمع, ليس خلافا بين الهلال والصليب, بل خلاف بين من يرى الدنيا هي كلّ شيء ولا دخل لله بها, ومن يرى أنّ الدنيا رحلة عابرة تمهّد الطريق إلى رضا الخالق أو غضبه , ويعتبر أن الأمر كله لله والحاكمية كلها له.....وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان...
حياتهم اللاهية المترفة والمتشبعة بوجبات همبركر سوبر سايزد, مخصص لشخص واحد لكنها تكفي 13 إفريقي جائع, وسطلة بوب - كورن من الحجم الزمالي يزدردها زنجي تفس أو أبهق نمس لا يعدل عند الله جناح بعوضة, وأثواب مرصّعة بالدرّ واللآليء , تتوج جسد مومس عالمية هي أية واحدة من نجماتهم, تراها تتباكى بدموع التماسيح على مجاعات إثيوبيا وكل بقعة أفريقية, بينما ما ترتديه هي ومن هنّ مثلها من صويحبات إمرأة العزيز تلك, يكفي لإشباع كل معدة خاوية في القارة السوداء تلك..فتأمّل!!!
كيف يمكن أن تنطلي لعبة الدجل والنفاق والتعمية على العقول , على العالم كله من دون أن ينتبه إليها أحد من مفكري العالم؟؟
رؤيتهم للحياة محتواة في نمط حياتهم هذه و التي تتلخّص بعبارة هي عنوان مجلة معروفة لديهم...
Vanity Fair..ساحة التباهي والخيلاء ...كذا يرون الدنيا بينما هي دار الغرور...كذا هو وصف الدنيا وفق القرآن الكريم...من دون تمجيد وإعزاز..وكذا هي في عرفهم ...يعرفون تفاهتها لكنهم يتعبّدونها تعبّدا....
وترى على اليوتيوب بالموقع الذي عمّمتُهُ لقائمتي المفضّلة قبل أسابيع, ترى تسجيلا لبضعة خسيسين منهم ينكّلون بالعراقيين , ولا يستثنون الكلاب المحلّيّة من تنكيلهم, ويروّج من نشروا التسجيل ذاك لعبارة أو شعار يعتمدوه, يظهر جليّا في نهاية التسجيل....كذا:

"أعيدوا أبناءنا للوطن Bring The Boys Back Home"..

..... كذا يعتقد أمثلهم طريقة وأحلى إخوته منهم...يحسبون أن الحرب غير المبررة هذه قد تسببت لأولادهم المنحرفين بأعراض الجنون وفرط القسوة....لكن الحقيقة هي أن الكراهية وإحتقار السمر من البشر متأصّلة فيهم منذ زمن الرضاعة, زرعتها كنائس يمينية متعصّبة من تلك التي ينتمي إليها بوش والنيوكون خاصته, ومنظمات متخصصة في الترويج لمشاعر الكُرْه,....... ينتسبون للمسيح بإعتقادهم وهو منهم براء, لا بل يحسبوه أبيض البشرة أزرق العينين مثل البعض منهم, وهذه من أولى علامات التعصّب لديهم, فلو أنّ الكنيسة كانت تروّج منذ قرون لحقيقة أن المسيح عليه السلام ليس أبيض البشرة بالضرورة ولا هو بالأزرق العينين كما صوّرته رسوم عهد النهضة, لأن منطقة الشرق الأوسط لا تعرف هذه التركيبة إلا نادرا, لو أن هذه الحقيقة الموءودة إعتُمِدَت مع كل قدّاس في كلّ يوم أحد, لما تولّدت هذه العقدة الشوفينية لدى سكان ثلاثة قارات تكره البشرة السمراء كما تكره نبيّ الإسلام...وأدعو أيّ قارئ لا يتّفق معي بالرأي للتمعن بتصرفات وقرارات وتصريحات كندا واستراليا وإسبانيا, مع كلّ موقف تحتضنه بريطانيا وأمريكا...
قادة الأمريكان وذيولهم التابعة من الذين أعرفهم, ممن يكرهون مواطني بلدي وكل بلد لا يدين بثقافة الجينز والهمبركر, "هم تحديدا وليس الأوادم منهم ,لأن التعميم خطأ مقابل", هؤلاء هم صورة إبليس التي تعجز العقول عن تصورها طالما العيون لا تبصرها, ويوم أن يسألني أيّ مشكّك:" أين الله تعالى؟؟", فخير جواب لديّ هو, أن دلائل صنعته وجمال خلقته من حولنا وإتزان الأمور في الأرض وفي السماوات, وحتمية فناء كل مخلوق في النهاية, كلّ ذلك هو مثبتات وجوده, وبالمقابل,..... فيوم يسألني عن الشيطان الأول أين هو , فإن إجابتي هي أن العقلية المتعالية الأمريكية المفسدة هي خير ما يؤيد وجوده هو الآخر..
لا يدور صراع دارفور حول ديانتين ومن ينتمي إليهما, القضية عبارة عن صراع مالكي الأرض مع الرعاة والطارئين على المنطقة,تلك التي تشكو من التصحّر وندرة العلف البرّي ربّما..ولا أنكر وجود صراع على ثروات مخزونة ,أو وجود قوى تدخّل أجنبية تحرك خيوط الصراع, لكن أنا نفسي أشهد كل يوم صورة دارفوريّة تتكرر حول منطقتي, من رعاة شياه يحتلون الأراضي المتاحة بين البيوت فيشبعون الشوارع المبلطة بعرورا ويتخمون الهواء الملوّث بدخان المولّدات أصلا, يتخمونها بروائح الخراف المبللة وفضلاتها, ويقودون خرافهم لتأتي على كل خضرة زرَعْتَها أنت أمام بيتك ,كما لو كانت الأحياء السكنية هي مرعاهم الذي أفرده الله تعالى لهم, لا بل يرمقونك شزرا ما أن تنتقد تصرفاتهم أو تجاهر بإظهار إمتعاضك منها, كما لو كان لهم كل الحق بنقل أعراف البادية إلى الأحياء الطايحة حظ أصلا, والتي لم تعد تتحمّل أية "عكسيّة " أخرى من جانب عدنان القيسي, ذاك الكلاوجي المعتّق مال أيام زمان !!!!
..وهم يتجرّأون على تهديد كل من تسوّل له نفسه أن يطالب بإخلاء الأبنية الأهلية والحكومية منهم, فهم متطفلون من النوع العدائي وليسوا ضحايا كما يصوّرهم الإعلام الماكر والحامل لدرجة التوحّم حسب وصفي في أول سطور هذه المقالة...كذا هي صورة دارفور الصغيرة هنا قرب بيتي, فما بالك بالصورة الكبرى التي تدور في الشارع الخلفي الكائن وراء بيت حسني بمبارك!!!
....أنا أخشى أن تسعف الغيرة اليعربية السيد السمين العام للأمم المتحدة فيتعهّد بإرسال قوات دولية لتحكم الأمن والإستقرار في الحي السكني هذا, وعندها سنشبع من أخبار الإغتصابات والأعتداء الجنسي على الأطفال وتهريبهم ليباعوا في بلاد الغرب, والمتاجرة بالسلاح مع المسلحين في المنطقة وإغماض العين عن المذابح كما حصل في رواندا والبوسنه وغيرهما, أخشى على أهلي من هكذا غيرة يعربية, فقد حفظنا القصة والفلم واستوعبنا الدرس جيدا..أننا مهما كنّا سيئين, ومهما بدت صورتنا قبيحة, فنحن أشرف من قادتهم ونخبتهم التي دمّرت حياتنا ,ويتقدس وجه أشرفهم بتراب الحذاء العراقي والعربي والمسلم , على الأقل أن لنا مبررات الخطأ ومسوّغات الوقوع فيه , ولازالت هناك أمة قائمة على العهد باقية, بينما هم لديهم موجبات الإرتقاء والعمل بما تمليه عليهم حياتهم المتطورة, لكنهم لا يحسنون العمل بها..ولا غرابة لم لا يهتدون , كما فعل قوم بلقيس من قبلهم , لأن الله أعمى بصائرهم فهم لا يهتدون مهما صنعوا من تلسكوبات هابليّة و قابليّة, أو أنزلوا من مركبات على سطح المريخ ..القلب منهم كافر وأعمى , ويكفي هذا..
..ولا يغررك إلتزامهم بأعراف تشابه ما ورد بنصّ شريعة الإسلام مثلا,فيما ترى المسلمين هنا مبتعدين كل البعد عنها , فهم توصّلوا إلى حتمية العمل بها, لأنها تقلل من مشاكل القضاء وتحسم التناقضات والنزاعات حول حدود كل حرية و واجب..إنه منطق العلم, وهو شيء جميل ورائع, لكن النيّة فيه ليست لوجه الله أبدا, لذا ترى أنك لا تستقر على إنتقادهم, كما ترى أنك لا تستقرّ على إمتداحهم ...هم يعجبوك بنمط حياتهم المنظّم وبتركهم لكل العادات القبيحة التي تسرطنت في بيئتنا بكل أسف , وهم لا يعجبوك في مواضع أخرى كثيرة تجعلهم ينكصون على أعقابهم ويظهرون على حقيقتهم التي تجلت في أبي غريب وكابول ...هناك حلقة مفقودة هي النيّة الحسنة وتوخّي وجه الله...

لقد قتلت أيديولوجياتهم ملايين الملايين من البشر, و وثّقت الحضارات البشرية أقبح التعاملات من جانبهم مع الأسرى ومع المدنيين المسالمين ومع بيوت العبادة...تعودوا القتل بالجملة والإبادة بمنتهى الوحشية, فهم لا يرتقون بذلك فوق مستوى الحجاج بن يوسف الثقفي , لا بل يقعون تحت مستوى سطح بحر نذالته وجبروته وتحجّر فؤاده... وسننتهي بنتيجة مريعة لو أجرينا إحصاءا مقارنا لأعداد ضحايا جرائمهم في كل العالم مع من ينسبونهم إلينا كضحايا لجرائم ضد الإنسانية, يتباكون عليهم في دارفور أو في مقاتل إسرائيلية على يد الفلسطينيين ,أو في المقابر الجماعية بالعراق, مهما كانت حقيقة تلك المقابر, وأضيفوا لذلك من فضلكم الرقم واحد ممثلا لرفيق الحريري, لا تسقطوه من الإحصاء رجاءا , فهم يعلون له شأنا لأنّ وفاته مقتولا هي مدخلهم لإستباحة أرض سوريا كما يأملون, و هم أيضا يتصورونه يعدل من البشر هنا بمقدار ما كان يملك من دولارات, لذا يعيروه من الاهتمام بقدر ما يستحقه ستمائة مليون صيني أو اندونيسي أو عربي أو أفريقي..وكذا هو حكمهم , ألا ساء ما يحكمون ...
....ولاحظوا أن الصورة لو كانت مقلوبة, لو أننا كنا نحن من أباد اليابانيين بالقنابل النووية تلك , لخرج علينا مليون كاتب ورسام ورجل دين, ينسبون كل هذه الوحشية والتعطش للدماء , إلى محمد الرسول" صلى الله عليه وسلّم", حاشاه.. ...وأنصحكم بقراءة أفضل كتبهم تقربا من ديننا, " الإسلام" لألفريد كَيلوم, وسترون كيف يتألّم الكاتب من معاقبة نحو من 300 يهودي متآمر على الرسول ومدينته في غزوة تواطئوا فيها مع المشركين على الفتك بالمدينة بطعنة في الظهر , ويرى أن إعدام أولئك المتآمرين الخائبين يتناقض مع تسمية
" نبي الرحمة"!!!
300 آسهول كما يستحقون أن يتسمّوا, يستكثر الكاتب المتنوّر إعدامهم وهم خونة...300 طايح حظ من أسلاف أولئك الذين خانوا نبيهم موسى من يومها , ومن ثم خانوا هتلر بعد ثلاثة عشر قرنا من الزمن, فذاك هو ديدنهم ودينهم..
..300 خائن غادر وليس ملايين من اليابانيين والفيتناميين والأفغان والعراقيين , ممن أجرموا بحق الكون يوم أن إختاروا أن يولدوا سمر البشرة سود العيون وليسوا زُرقها!!!
تعال يا ألفريد الأطرش وأنظر ما الذي يحدث اليوم على أرض العراق!!
تعال واحكم على الوضع, قياسا إلى أفكارك تلك..فقد ضاع القياس هنا وأفلَتَ من أيادينا!!!
كذا يفكرون هم, وكذا نفكر نحن...فكلّ إناء بما فيه ينضح ..وكذا تعرف ضحالة عقولهم وحقارة جمعهم كما قال فيهم بن لادن...من أنهم أمة حقيرة لا تستحق الحياة ...وأنا شخصيا لا يعنيني كثير علمهم وتطوّر صنعهم وإنارة لاس- فيكَاسهم , فالنيّة وراء أعمالهم سوداء وذاك ما يحبط بياض العمل ....لا أراهم إلا أمة كبيرة تستحق بصقة هائلة بحجم قارتهم تهبط على رءوسهم...

تحية تقدير إلى سامي الحاج , وعزاؤه أن أجره قد وقع على الله بإذن الله, ومن يحسن الجزاء أفضل من الله؟؟ , تحية له على صبره على البلاء الذي نزل عليه بسبب أن لون بشرته أسمر فيما الخنازير الذين إعتقلوه ست سنين مستمرة يتصورون المسيح أشقر...., فلو كان الرجل أشقر البشرة أزرق العينين أو أخضرهما لإنكسر قلب الأمريكان المدنيين عليه وسعوا في إطلاق سراحه ولو بمقالات تنتصر لحقه كما يملأون الصحف والإعلام عواءا من أنّ شرطيا ما "قد إنتهك حَقهم الدستوري" لمجرد فتح أمتعتهم عنوة بقصد التفتيش مثلا, أو منعهم من نقل زجاجة مشروب بالطائرة, وتعلّمها منهم بعض العساكر من جحوش مسعود, فتراهم يصادرون الهواتف النقّالة والحاسبات من أي مسافر أو متنقل على الطريق داخل المدينة, ليفتحوا خزائن معلوماته, كما يفعلون مع أي دفتر يقع بيدهم, يتصيّدون أيّة كلمة تنبيء عن شبهة تتسبب بإعتقال المواطن, وتمنح الجهبذ الذي بلّغ القيادة عنها كلمة" عَفيَه زمال عَفيَه",لا يا (صَي -كُرا –صَي) , وكذا يتعلم التابع الحقير من أستاذه الكبير !!!...
....يتصيدون أيّة كلمة أو نكتة مخزونة قد تقود إلى إعتقال صاحبها..مصطادين في الماء العكر, باحثين عن حبّ الركَي في البُدنك البشري!!!
...وعزاءا أرسله لأصدقائي الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة مؤخرا هاربين بأنفسهم من التهديد والإجرام...تذكروا ألا تنسوا ترسيخ الحق في نفوس أبنائكم وبناتكم , أنّ هذه الديرة الفارهة العالية العمران هي فعلا دار النجاة من مجرمي عراق الحرّية هذا اليوم , رغم غربتها ,لكنها ليست دار الحق, فحكام هذه الأمريكا وجنودها هم من رسم صورة مدن العراق المحترقة و صَخّمَ سماءها , وهم مَن صبغ بلون الدم القاني لوحة مكانها وزمانها, وجعل دخان الحريق الأسود غمامها وفضائها ,هُم هُم أنفسهم أسّ إبتلائها وبلائها,...
...فلا جيشهم يتشرف الواحد بأن يكون جيشه الذي يفخر به ويرفع العلم ويحييه إجلالا لقتلاه المؤبدين في نار جهنم بإذن الله وأمره ,.... ولا رئيسهم يستحق نظرة احترام أو بسمة ومصافحة من أيّ طفل , وجه حقير أرجو الله أن يمتّعني بمشاهدته وهو جلّ جلاله ينظر إليه بنظرة السخط تلك التي تُسقِط اللحم والدم عنه يوم يقوم الحساب, قبل أن يُرمى في حفرة من حفر جهنّم تلك , واحدة من ذوات السبعين خريف......
....ومهما بدت وجوههم مرحّبة وأحضانهم دافئة, فليكن تعامل أولادكم معهم بقدر المادة والنفعية التي سنّوا هم أنفسهم سنّتها, فهم من أوقد شجرة النار التي أحرقت بغدادكم , وهم من صنّعوا الزومبيات التي أرعبت ليلكم وأخرجتكم من دياركم..هم من يدفعون رواتب ومخصصات داخلية اليوم, وهم من بدأوا صنعها وتدريبها..
سيبقى وطنكم أنتم وكل مهاجر هو العراق, ويبقى أهلوكم وأصحابكم هناك في العراق , لا تنزعوا هذه الأيقونة من أعناقكم....عسى أن يرفع الله هذه الغمّة يوما ما ولو بعد عقود من الزمن, فعدوّ الأمس لا يمكن أن يكون صديق اليوم....

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار