بسم اللـــــــه الرحمــــن الرحــــــــــيم
من ذاكرة الزمن الماضـــــــي
(2)
" نشرت المقالة في جريدة بابل العدد 2038 ( السنة الثامنة) في 13/4/1998"
الحج فريضة من الخالق على كل مسلم ومسلمة اذا استطاع اليه سبيلا لقوله تعالى : -
"ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا " ولقول الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم :
( بني الإسلام على خمس : شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان " .
وهو فرض على المسلم والمسلمة مرة واحدة في العمر لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( الحج مرة فمن زاد فهو تطوع ) ومن المستحب تكراره كل خمسة اعوام لقول النبي فيما يرويه عن رب العزة : "ان عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة اعوام لا يقصد آلي لمحروم ".
اما العمرة فهي سنة واجبة لقوله تعالى " وأتموا الحج والعمرة لله " وقول الرسول الكريم " حج عن أبيك واعتمر " جوابا على سؤال .
والحج والعمرة تطهير للنفس من آثار الذنوب لتصبح مؤهلة لرضا الله سبحانه وتعالى وكرامته في الدار الآخرة .
وقوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم : ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
وقد حث الرسول على فعلهما ورغب فيهما بمختلف السبل كقوله صلى الله عليه وسلم : - ( الحج المبرور ليس له جزاء الا اللجنة ) كما حذر ورهب المتقاعس عن فعلهما فقال : - ( من لم تحبسه حاجة ظاهرة او مرض حابس او منع من سلطان جائر ولم يحج فليمت ان شاء يهوديا او نصرانيا ) .
وقال الفاروق عمر "رض" : ( لقد هممت ان ابعث رجالا الى هذه الأمصار فينظر كل من كانت له جدة ولم يحج فيضرب عليهم الرزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين ) .
وقال الإمام علي كرم الله وجهه : ( من ملك زادا وراحلة تبلغه الى بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه ان يموت يهوديا او نصرانيا ) .
وهما غير مقيدتين بعمر لقول الصحابي جابر بن عبد الله "رض" : ( حججنا مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم ومعنا النساء والصبيان ) .
عليه فان وضع قيود على أدائهما وفرض ضريبة السفر على الحاج او المعتمر وكأنه ذاهب الى نزهة او عمل مخالفة وإثم فكما لا يجوز فرض الضريبة على الصائم او المصلي اذا دخل المسجد للصلاة فكذا الحج والعمرة وان ما نحن فيه من غمة ومحنة تتطلب منا ان نفر الى الله ونطلب منه التوبة والاستغفار عسى ان يرانا بعين رحمته فهو المنجي لا مجلس الامن ولا باتلر .
ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او أخطانا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعفو عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .
ودود فوزي شمس الدين
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق