شعر رعـد بنـدر
يا من ْهـرعتُمْ لاهِثيـن َكالجَـرَاد ْ
مُنتـخِـبيـن َالوَهْـمَ والذلَّ المُـعَـاد ْ
مُـلـوِّثِـيـن َإصْــبَـعـا ًأحـرَى بـهِ
بأن ْيكون َضاغِطا ًعلى الزنــاد
ْ خــذلـتُـمـو بــلادَكــمْ ، وأنـكــمْ
خــذلـتُـمو أنفسَـكـمْ قبـلَ البـــلاد ْ
* * * اسـتغفـِرُوا كلَّ الألى ماتـوا وقد
تحـوَّلـتْ أجـسَـادُهُـمْ الى رمــاد ْ
اسـتغفِـرُوا المُضطهَدِين َوالألى
لمْ يأتِ بعدُ دورُهُمْ في الاضطِهاد ْ
اسـتغفِـرُوا كلَّ سَـجين ٍمضغتْ
أضـلاعَــهُ السِــيـــاط ُوالقــتــاد
ْ اسـتغفِـرُوا كلَّ الألى قد هُجِّروا
ودمـعـــة ُالأسَـى لـهَــا ارتِـــداد ْ
اسـتغفِـرُوا كـلَّ أبٍ يخـجَـلُ من
أطــــفــالِــهِ وهُـــــمْ بــدونِ زاد
ْ اسـتغفِـرُوا الأمَّ التي عـيـونُـها
مـثـل حـصَــاتـيـنِ مِن السُــهَـاد ْ
تبحَـثُ عـن وليـــدِها فلـمْ تجـــدْ
سِــوى بـقــايــاهُ على الوسَــــاد
ْ سِـوى قِـمـاطٍ لاهِـبٍ تـفـوحُ من
دمــــائـــهِ رائِــحَـــة ُالرُقــــــاد ْ
اسـتغفِـرُوا كـلَّ مُـقــاوم ٍمـشــى
بجـــرحِـــهِ يـجــرّ ُبـالضَـمَـــاد ْ
اسـتغفِـرُوهُ ..
إنـهُ بــاع َسـريـر طـفـلِـهِ كي يـشــتـري عَـتــاد ْ
اسـتغفِـرُوا آشورَ ، أورَ ، بابـلَ
التي رأت ْ، واسـتغفِـرُوا شـبعـاد ْ
اسـتغفِـرُوا ارتـبَـاكَ شــهـريـارَ
والبـريـقَ في جَـبـيـنِ شـهـرَزاد
ْ اسـتغفِـرُوا العراقَ وهـوَ مـأتــم ٌ
يـفِـيـضُ بـالدمـــوع ِوالسَـــــوَاد ْ
اسـتغفِـرُوا (شـيلاتِ) إمَّهـاتِـكـمْ
حـليــبَـهُــن َوالبُـكـــاءَ والحِــدَاد
ْ و(طـاسـة) الماءِ على أقـدامِكـمْ
راحِــــلة ً، وخــفـــقــة َالفــــؤاد
ْ والقـادسِــيّـاتِ ، النِـبـالَ والقنـا
والغـيـظ َوالرصَـاصَ والجـيَــاد ْ
استغفِرُوا شِبْرَ الترابِ كمْ جَرَى
دم ٌبـــــهِ فــي ذروةِ العِــــنــــاد ْ
ولـمْ يَطـأهُ واطِيءٌ ، أحــداقـكـمْ
فــوَّهَـــة ًكــانــتْ لـهَــا اتــقــاد
ْ يا حيف مَن تجرَّعوا السُمَّ الزعا ف َمنكمو ، قد أصبحوا أسـيـاد ْ
* * * فلتحصِدوا الفراغ َمن مـنـاجـل ٍ
مـبــريِّــةٍ ومــا لــهــا نــفـــــاد ْ
حـصَـادُهـا رقــابُــكمْ وفي غـدٍ
سَـتـبـتـدي مـواسِــمُ الحَــصَـاد ْ
هي الفِـخــاخ ُذاتــها تـكـرَّرت ْ
هي الوجُــــوهُ ذاتـــها تــعَـــاد ْ
مستنسخات ٌمثلما الموتِ الذي
يَـسْـتـنـسِــخ ُالدمــاءَ والرمــاد ْ
وسوفَ تـُمـلَأ ُالجُـيُـوبُ مــرَّة ً
أخـرى وسوف َويـبـدأ ُالمـزاد ْ
وينتشي (حنّونُ) في اسـلامِـهِ
ظــنّــا ًبمـثــلِــهِ الاســـلامُ زاد ْ
مرحى لـ (حنّون ٍ) ودامَ ظِـلّهُ
سَــيَــبــلـعُ البـــلادَ والعِـــبَــاد ْ
ويُغـرق ُالدروبَ من دمـائِـكمْ
وبالقــبــور ِيَـمـــلأ ُالوهَـــــاد ْ
لا عتبٌ عليهِ ! بل ْعلى الألى
صاروا مطـايا فاعتلى وسَـاد
ْ وأنـه ُبـضَـاعـة ٌعــادت ْلـكـمْ
قـدْ مَــلَّ من كسَـادِها الكـسَـاد ْ
* * * تـبَّـا ًلكمْ من غُـفّـل ٍعن موتِهمْ
أرَدْتُـمـو ... أمْ هــكــذا يُــرَاد ْ
تـبَّـا ًلكمْ تُـقـشِّــرون َدمـعَـكـمْ
كي يـأكــلَ الخِـداع ُوالفـسَـاد ْ
أفتيتمو بالحَـلِّ !! وهو ظلمة ٌ
عـن أيِّ ظــلـمـةٍ بـهِـمْ يُـــذاد
ْ (فأحسَن ُالأسوأ) فخّ ٌقد هَوَت ْ
أقــدامُــكـمْ بــهِ لـكي تُـصَــاد
ْ حصانُـكمْ مُعـبَّـأ ٌبالقطـن ِمـثل غـيـرهِ ،
مـن أنـفــهِ يُـقــاد ْ
مُعـلّـق ٌبالخـيـطِ فهـوَ دُمـيــة ٌ
كـيـفَ الدُمى سَـتحكمُ البــلاد ْ
جـمـيـعُـهُمْ خـناجـرٌ مُـسـتـلّة ٌ
وكـلـمـا نـقــصْـتُـمُـوا تُـــزاد
ْ لأنـكـمْ مَــقــاتِــلٌ مكـشـوفـة ٌ
وخـيـلـكـمْ لا تُحْـسِـن ُالطِرَاد ْ
مُـغـيَّـبُـون َخُـنّعٌ تمشي بكـمْ
أجـسَــادُكـمْ لـكـنّـكـمْ جَـمَـــاد ْ
أبشعُ ما في الأرض ِمن بشاعةٍ
الواقِـفون َدائما ًعلى الحِـيَـاد ْ
* * * إنْ لمْ نعلّقِ الدماءَ في المدى
إنْ لمْ نُعبيءِ الصهيلَ بالجَوَاد ْ
ففي غدٍ نقولُ : قد كانتْ هنا
مديـنـة ٌكـان َاسـمُـها بـغـــداد ْ * * *
تشرين الثاني /2010
تشرين الثاني /2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق