منتظر الزيدي
فيما تمر مهزلة الصراع على كرسي سدة الحكم في متاهات ودهاليز حيرت المواطن العراقي وكل المهتمين بالقضية العراقية، و تعدت حاجز المعقول لتمكث في خانة الأنانية العمياء.
لقد أصبح منصب الرجل الأول هو الهدف الأسمى الذي يسيل له لعاب رؤساء الكتل الفائزة بالانتخابات الأخيرة. والذين وعدوا تحت شعارات كاذبة اسمها (العراق أولا، أو المواطن أولا، والخدمات أولا).. الخ من الأولويات "البريئة" التي لا تحمل أية غاية ثانوية واحدة تتحدث عن الاستئثار بالسلطة ومبدأ (أكون أنا.. وإلا لن يكون غيري )!. لقد أعادت هذه الأكاذيب وما رافقها من تصعيد الهجمات الإجرامية على المواطنين العزل، ليَ حرارة الكتابة الناقدة مضطرا للخوض في مستنقع السياسة والسياسيين المتعفن، بعد أن كنت قد قطعت عهدا على نفسي باني ساسخر حياتي القادمة لخدمة الإنسانية في العراق وحسب,, إلا أن الوضع الحالي حفز في داخلي مشاعر الاستياء كعراقي,وكانسان أرى أبناء جلدتي يموتون ليحيا رجل السياسة ووجدت باني لا أستطيع السكوت أكثر .
ولذا أتساءل أين أمريكا مما يجري .؟وهل اكتفت فـــعلا بدور المراقب الصامـت .؟ ثم كيف بدا التحرك الأمريكي فاترا في اشد الأوقات حرجا لهم وهي بداية تطبيق الاتفاقية الأمنية (إعلاميا)..!! بسحب القوات المقاتلة من العراق .إذن هنالك فرضية ربما لا تكون غائبة عن الأذهان، إلا وهي! من هو الحاكم الفعلي للعراق .؟ومن الذي يقود السلطة العليا المهيمنة على البلاد .؟ والمقصود هنا " السياسة الخارجية والاستراتيجيات بعيدة المدى في التحالفات مع دول الجوار، و إدارة موارد البلاد"! الجواب واضح لاشك ولا لبس فيه ، إن أمريكا هي التي تدير أمور العراق المهمة وتحتفظ بالملفات الكبيرة لنفسها، مبقيةً على الأمور الإدارية الداخلية البسيطة لسلطة السياسيين العراقيين على أن لا تتعدى حدودها صلاحيات رئيس بلدية.!! . منعمةً عليهم بحرية التصرف في ذلك الفتات الذي تركته لهم دون إذن أو مشورة من الجانب الأمريكي . شريطة أن يسرقوا ويقتلوا بعيدا عن الأضواء ,ولعل ما جاء أخيرا من تورط المالكي في عمليات تصفية حساب لصالحه ضد الخصوم السياسيين معتمدا على ميليشيا خاصة (املك معلومات كافية عنها وسأعلنها في الوقت المناسب).
علينا جميعا أن نقر بأن العراق مازال تحت سلطة الانتداب الأمريكي ، والذي تقوده عبر سفارتها التي هي اكبر سفارة أمريكية في العالم.وهنا ينطرح السؤال أرضا,،، دون أن يجد جوابا شاف حول العمل الحقيقي لأكثر من 4000 موظف وعشرات الهكتارات من الأراضي ومثلها من الأبنية والملفات التي تحويها ، هل (الدويلة) شيدت من اجل رعاية الجالية الأمريكية في العراق .؟أم لرعاية الجالية العراقية في الولاية الأمريكية الجديدة (الغنية بمواردها وبأهلها الفقراء والمهملة بذات الوقت)؟؟ أن الصمت الأمريكي والمبادرات التي لا تتعدى الحث على تشكيل الحكومة والحلول السليمانية لنائب الرئيس الأمريكي (بايدن)، لا يعني سوى أمر واحد، وهو أنها "أي أمريكا" لا تكترث لما يجري من شجار وسجال السياسيين ولعبة الدوران حول الكراسي التي يحوم حولها الطامعون على منصب رئيس الحكومة دون حل مثمر، كما يدور الحمار حول الطاحونة دون وصوله إلى الهدف المنشود غير الذي حدده صاحب المطحنة. و في نهاية المطاف وبعد أن يكون الاحتلال قد استنفذ طاقات الشعب العراقي لكي يرفع الراية البيضاء، حسما لكل معاناته وألمه، عندئذ ستفتح أمريكا قبعتها السحرية لمن تراه مناسبا، وبغض النظر عن انتمائه أو حزبه, ليؤدي اليمين الدستوري في السفارة الأمريكية أولا، قاسما على الولاء لأمريكا الأم وعلى رعاية مصالحها وإتباع أوامرها وتوجيهاتها. فأمريكا لا تهتم بهذا الشخص أو ذاك بقدر ما تهتم بأنه سيكون أكثر طاعة وولاء من سابقه ، فكما يقول الخليفة العباسي هارون الرشيد للغيمة التي لم تنزل مطرها في بغداد (اذهبي فأينما نزلت فخراجك عائد لي ) مع الفارق الكبير بين المزن التي تحيي الأرض بعد موتها وبين السياسيين الذين يميتون الأرض الحية.! وبطبيعة الحال يبقى السؤال الملح الذي يبحث عن إجابة له ،هل هي مجرد صدفة أن تعين أمريكا سفيرا جديدا في العراق خلال المدة الماضية .؟ أم انه الحاكم الفعلي الجديد للبلاد؟ إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنها عمدت إلى تعيين سفير جديد مع كل رئيس حكومة جديد للعراق . لينتظر هذا الحاكم المطاع من سيأتي رئيسا جديدا للوزراء للتوقيع على تنازلات عراقية للولايات المتحدة على غرار الاتفاقية الأمنية المبرمة قبل أكثر من عام .ولينال مباركة ورضا أصحاب البيت الأبيض .
منتظر الزيدي
بيروت
نشرت في صحيفة القدس العربي اللندنية
http://alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2010\11\11-10\10qpt77.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق