شهادة رجل التقاه وخبر عن قرب أخلاقه
صدّام:الصّورة المزروعة في وعي النّاس وصورته الحقيقيّة
إياد سعيد ثابت
إياد سعيد ثابت
جرت عدّة محاولات للاتّصال بي من قبل السلطات العراقية عبر بعض الأصدقاء والأقارب خلال النصف الثاني من عام 1992بعضها لم أسمع به إلا بعد مضيّ فترة طويلة والبعض الآخر وصلتني أخباره، إلا أنّني تهرّبت منه تحسّبا من فخ يعدونه لي بقصد تصفيتي جسديا كنت أعلم أن اسمي كان على رأس قائمة المطلوبين من قبل أجهزة السلطة في بغداد ولم تكن تلك المسألة مستغربة، فقد حاربنا النظام عبر الحدود السورية بكل ما نملكه من إمكانيات متواضعة قبل الانتقال إلى إيران في زمن الخميني لنحاربه من هناك وعبر الحدود، انطلاقا من عدة قواعد لنا قمنا بإنشائها على الحدود المشتركة إلا أن الفُرس اكتشفوا أننا قد تحوّلنا إلى خطر كبير يهدد مخططاتهم التي أعدّوها للعراق فقرروا تصفية تواجدنا هناك بعد فشل محاولاتهم المتكررة لاحتوائنا وإخضاعنا لتلك المخططات فقاموا بطردنا من أراضيهم كما هو مبين في كتابنا \"قصّتنا مع ايران\". إلا أن شخصا واحدا نجح في ما فشل فيه الآخرون
كان شخصية محترمة ومحل ثقة وتقدير من كافة الأصدقاء المشتركين الذين اتصل بهم. كان واحدا من المحامين العرب المعروفين. وأنا هنا لست بحِلّ من ذكر اسمه لأني في الواقع، لم استأذنه في ذلك. ولقد وافقت أخيرا على تحقيق ذلك الاتصال بيننا، إلا أنني – مع ذلك- لم أتخلّ عن حذري الشديد حيث أصررت على أن أتولّى الاتّصال به من مكان مجهول وعبر جهاز تلفوني عمومي. ولقد نجح هذا الأنسان وعبر عدة اتصالات تلفونية مطولة في إزالة الكثير من مخاوفي وهو يحاول إقناعي بالعودة إلى أرض الوطن، مؤكدا لي بأن اسمي قد رُفع من قائمة المطلوبين المحكومين بالإعدام॥
كان واضحا أنه مكلّف بالاتصال بي وتوجيه الدعوة إليّ للذهاب إلى بغداد. إلا أن جهوده المكثفة والمخلصة لم تكن هي الحاسمة في أقناعي بالرجوع إلى أرض الوطن بعد غيبة 23 عاما رغم أنها قد ساعدت كثيرا ومهّدت للأمر॥ الذي حسم المسألة كان هو ذلك السؤال الذي وجّهته لنفسي: \"إذا كنت قد أعلنت بشكل واضح وصريح، وعلى صفحات الجرائد، بأنني مع صدام في صراعه مع الأمريكان، وأن بندقيتي ستلتحم مع بندقيته، فكيف يمكن أن يتحقق أمر كهذا وأنا أقف بعيدا عنه آلاف الكيلومترات.إن كافّة الجسور بينه وبين الأمريكان قد نسفت بالكامل والإدارة الأمريكية قد اتخذت قرارا بتصفيته مع نظامه॥
تلك مسألة أكيدة لا تحمل أي شك من أي نوع كان. وإذا كان قد أفلت من الفخ الذي نصبوه له في الكويت فإن المعركة قد بدأت وسوف لن تتوقف إلا بانتصار طرف على الآخر. فإذا كان ذلك صحيحا، وهو صحيح بكل تأكيد، فأي شيء انتظره بعد ذلك؟قصّة لقاء دخلتُ العراق في نهايات الشهر الرابع من عام 1993 أي بعد غيبة دامت لمدة 23 سنة.. العواطف التي اجتاحتني حالما وطئت قدماي تراب الوطن ليس مجال الحديث عنها هنا. لذا فإني سأتجاوزها لأختصر مسافة الخمسمائة والخمسين كيلومترا التي قطعتها سيارات المرسيدس الثلاث بين النقطة الحدودية طربيل وبغداد في جملتين.. دخلنا بغداد بعد غروب الشمس بقليل حيث أخذوني مباشرة إلى الجناح المحجوز سلفا في فندق الرشيد. ثم وبعد يومين اصطحبوني إلى أحد القصور الرئاسية حيث تم اللقاء الأول مع صدام حسين.كان ذلك اللقاء هو لقاء تعارف ومجاملة أكثر منه أي شيء آخر.. صحيح أنني كنت مسؤوله المباشر خلال فترة محاولة اغتيال رئيس الجمهورية في عام 1959، إلا أنها كانت فترة قصيرة للغاية لم التق به خلالها إلا لماما ولدقائق قليلة. ثم افترقنا بعدها ولم نلتق بعدها أبدا إلا بعد ما يزيد قليلا عن التسع السنوات. أي بالضبط في مساء يوم 30 تموز 1968 وأيضا لدقائق معدودة في مقر القوة الجوية كما سبق لي الحديث عنه في مقال سابق. ذلك يعني أنني سألتقي بشخص غريب تماما عني. ومع ذلك فقد كنت أعرفه تمام المعرفة.. ليس بشكل مباشر، بل من خلال الآخرين. من خلال القصص والروايات والصور الرهيبة التي كانوا يراكمونها بكثافة غير عادية في دواخلنا عبر كافة حواسنا المفتوحة على مصراعيها أمامها لتتلقفها منهم كي تصنع منها الشخصية التي يريدونها: فإذا به ذلك الدكتاتور الرهيب الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا.. حياة الإنسان لديه، أي إنسان، لا تساوي حتى سعر الطلقة التي سيُردى بها قتيلا لأتفه الأسباب. بل، ولربما في بعض الحالات، حتى من غير سبب. قد يكون يمازحك ويضحك معك. ولربما قلتَ، وأنت في حالة انشراحك تلك مسألة أزعجته، إلا أنه يستمر في الممازحة معك قبل أن يسحب مسدسه الفضي الضخم ليودع جمجمتك واحدة من طلقاته ويرديك قتيلا قبل أن تدرك ما الذي حدث ولماذا. وإلى آخر أبعاد تلك الصورة التي تجسّدت في وعي قطاعات واسعة من الشعب من مثقفين وبسطاء على حد سواء.
أوهام متبدّدة
أنا ادّعي لنفسي بأني قد اكتسبت خبرة لا بأس بها في النفس الإنسانية لكثرة تعاملي مع البشر وأنا أبحث وأنقب في ذواتهم عن البذور والجذور..
اللقاء الأول استطال مدة تزيد عن الساعتين. ولم تمض سوى دقائق معدودة حتى بدت لي مخاوفي القديمة التي كنت أبثها لصديقي المحامي الذي لعب دور الوسيط، سخيفة ومضحكة. فالرجل الذي يجلس في مواجهتي، شيء مختلف عن بقية من عرفتهم من الرجال.. سألته وأنا أبتسم: \"أخي صدام بأي اسم أخاطبك؟\".كنت مسؤوله المباشرة لفترة قصيرة من الزمن. وكان اسمه هو صدام، لا أكثر. الآن هو رئيس الجمهورية العراقية والقائد العام للقوات المسلحة. وذلك يشعرني بشيء غير قليل من الحرج.. أجابني بجدية دون أن يبادلني الابتسام \"العنوان غير مهم.. المحتوى هو المهم.. التسمية تكتسب أهميتها من المحتوى.. من الشخص ذاته. وبالتالي فإن لك كل الحرية في اختيار التسمية».سألته وأنا أشير إلى لاقطة الصوت الموضوعة بجانبي والأخرى الموضوعة بجانبه: \"لأي غرض هاتان اللاقطتان؟\".- \"لتسجيل محضر الجلسة\"- \"لا أعتقد أن هناك أي داع لذلك، لقد جئتك بلا قيد أو شرط.. ليست لدي أي طلبات خاصة. أنت تحارب الأمريكان والصهاينة وأنا أريد أن أكون بندقية تلتحم ببندقيتك. مجرد جندي في معركة المصير التي تقودها\".رمقني بنظراته لفترة من الزمن. لم يقل شيئا. إلا أنه مدّ يده إلى الجرس الموضوع بجانبه ليضغط عليه.. دخل عبد حمود بعد أن قرع على الباب. أمره صدام برفع اللاقطتين والمسجّل بدون أي تعليق.ثم.. وبعد خروج عبد حمود موصدا الباب من ورائه بهدوء استأنفت الحديث معه وأنا أبتسم: \"ان أحدا ما كان ليصدّق ولو للحظة واحدة بأنك من الممكن أن تكون صاحب مشروع وطني بمثل هذه الضخامة.. كافة الدلائل والإشارات كانت تؤكد بأنك جزء لا يتجزأ من المشروع الأمريكي. لم يكن هناك أي إمكانية لمعرفة حقيقة ما كنت تعد له. ولا حتى تخمين أي شيء قريب منه. لو كنا نعلم، بشكل أو بآخر لاختلفت المواقف بكل تأكيد\".قال بإيجاز شديد وكأنه يجيب عن سؤال لم أطرحه: \"المبادئ هي التي أخذتك بعيدا. والمبادئ نفسها هي التي أعادتك إلى أرض الوطن\". واستمر الحوار بيننا في مواضيع عامة في غالبيتها.. واحد من تلك كانت المسألة الفلسطينية. قلت له مشيرا إلى لقاء سابق كان قد جرى بينه وبين أختي يسرى قبل فترة ليست بالبعيدة: \"لقد فهمت يسرى بأنك تسعى إلى تحرير القدس. فهل تراها قد فهمت صح؟!\".ظهرت بعض علامات الكدر فوق جبينه.. أجاب وقد بدا غارقا في التفكير: \"لا.. لم تفهم خطأ.. أنا بالطبع أريد ذلك، وأسعى إليه بكل ذرة في كياني. إلا أن إرادة الله العلي القدير هي فوق إرادة الجميع\".وبعد هذا اللقاء كانت هناك لقاءات والبعض منها كان يمتد إلى أكثر من ثلاث ساعات. ومع كل لقاء جديد أقضيه معه كنت أشعر أنّ جزءا آخر من الشخصية التي زرعها الآخرون في داخلي بمعونة رغباتي الخاصة قد انتهى ليتشكّل في مكانه جزء من شخصية جديدة مختلفة تماما هي شخصية صدّام الحقيقية: رجل ولا كل الرجال، تتجسد فيه أخلاق وقيم العرب والاسلام كالشهامة والنبل والفروسية والصدق والشجاعة والكرم، بالإضافة إلى الثقافة العميقة وسعة الاطلاع.. كلها وغيرها من الصفات يغذيها منبع صاف من الإيمان العميق بالله العلي القوي القدير وبكتبه ورسله وباليوم الآخر. كان رحمه الله شديد الذكاء وذا عقلية مرتبة تحسب حسابا لكل شيء ولعدة سنوات قادمة. أما مسألة كونه دكتاتورا من عدمه، حسنا.. لا أدري، سأترك الحكم للقارئ وللتاريخ. إذ أن علينا قبلها أن نقف على مضمون موحد لمعنى الديمقراطية وآخر لمعنى الدكتاتورية، ولتلك المنطقة المشتركة التي يتداخل فيها المعنيان وتكثر فيها الأطراف والحواشي ليصبح كل واحد منهما أحد وجهين لعملة واحدة. على كل حال لنترك البحث في هذه المسألة شديدة التعقيد إلى فرصة أخرى، ولنبقَ الآن بين شخصية صدام المزروعة القديمة والأخرى الجديدة..روايات مفبركة كنا جميعا نعلم علما لا يخالطه أي شك أن حياة الإنسان لديه، أي انسان، هي أرخص واتفه حتى من حياة الذبابة. والروايات المدلِّلة والمبرهِنة أكثر من أن تعدّ أو تحصى. وهذه واحدة من هذه الروايات التي قبلناها جميعا كحقيقة بديهية لا يناقش أحدنا في مسألة صحتها من عدمها، بل نرويها لتثبيت الصورة وترسيخها في وعي المستمعين: من المعروف أن صدّام كان يحيط تحرّكاته اليومية بسرية تامة.لا أحد يعلم أين يذهب، وأين هو متواجد عدا قلة قليلة جدا من المقربين المخلصين الذين يقل عددهم حتى عن عدد أصابع اليد الواحدة -تلك ليست من القضايا المزروعة بل حقيقة ثابتة- وحتى هؤلاء القلة فإنه كان يرى في كثير من الأحيان بعدم وجود ضرورة لإخبارهم جميعا بمكان تواجده.. كان يختار واحدا أو اثنين منهم فقط ممن يعتقد بأنه قد يحتاج إليهم في ذلك المكان.. كان حريصا كل الحرص على التمويه والتضليل لمعرفته بأنه مستهدف من جهات عديدة. ولعل ذلك كان من أهم الأسباب التي دعته إلى الإكثار من بناء القصور الرئاسية فوق مساحات شاسعة من الأرض، وفي أماكن متعددة. على كلٍّ الرواية تقول إن شخصيّة سياسية أجنبية على مستوى من الأهمية أبدت رغبة ملحّة في رؤية صدّام على الفور لمسألة على غاية من الخطورة والأهمية. وصادف أنه كان يتحدث في هذه المسألة مع واحد من تلك القلة. وعندما اطّلع هذا الشخص على طبيعة المسألة اجتهد بأنها على أعلى مستوى من الخطورة وبضرورة التقاء تلك الشخصية بصدام على الفور ومن دون أي تأخير. وفعلا اصطحبه إلى مكان تواجد صدام الذي استقبله بحرارة وبحث معه المسألة مقدّرا أهميتها وخطورتها، ثم ودّعه وهو يشكره بحرارة. وما كاد الرجل يغيب حتى التفت صدام إلى الشخص المرافق وسحب مسدّسه ثم أودع جمجمته طلقة خرّ على إثرها على الأرض مضرجا بدمائه.إنّ باستطاعة أي إنسان أن ينتبه إلى بعض الثغرات في تلك الرواية التي تشير إلى أنها ربما كانت مفبركة. إلا أنه لم تكن هناك أي إمكانية لرؤيتها من قبلنا أو حتى الالتفات إليها.. كنا مهيّئين لتصديقها، فصدّقناها. فمثلا، ما الذي منع هذا الشخص المؤتمن على حياة رئيس الجمهورية من الاتصال هاتفيا لتلقي التعليمات والتوجيهات بشأن الضيف ذي الأهمية الخاصة؟.. خوفا من أن تكون خطوط التلفونات موضوعة تحت رقابة أجهزة التصنت المتطورة؟!.. ليس كلها.لا بدّ وأن يكون هناك خط أو اثنان سريان لا تعلم تلك الأجهزة بوجودهما. ولا بد وأن يكون ذلك الشخص المؤتمن على حياة الرئيس قد أؤتمن على واحد منها بكل تأكيد. إلا أنه لم يفعل ذلك، بل فضّل أن يأخذه \"فورا\" إلى مكان تواجد صدّام السري. ثم إن كلمة \"فورا\" لا يمكن أن تعني أن اللقاء يجب أن يتم في هذه اللحظة بالذات. إنما تعني أن تبدأ الحركة فورا من أجل تدبير اللقاء. فمكان تواجد الرئيس، مثلا، قد يكون قريبا أو قد يكون بعيدا بعشرات الكيلومترات. والزائر لا يعلم مقدار المسافة إلا أن \"المؤتمن\" يعلم. فلِمَ لم يترك الزائر لفترة من الزمن تحت أي ذريعة كانت كي يذهب لوحده إلى مكان تواجد الرئيس لتلقي التعليمات ثم العودة إلى الزائر للتصرف معه بموجبها، هذا على فرض أننا اقتنعنا بعدم وجود أي خط هاتفي غير مراقب. وهي مسألة شبه مستحيلة مع شخص كصدام حسين؟ولكن دعونا الآن ننتقل إلى مسألة أخرى سنرى لاحقا، بأنها ستحسم بشكل قاطع بأنها رواية مبركة، كما الكثير من الروايات الأخرى، بقصد تشويه صورة صدام في وعي أبناء الشعب: هذه المسألة عرفت بها من مصادرها بشكل مباشر.. عرض أحدهم على صدام مشروعا لتصفية واحد يعتبر من ألدّ أعداء النظام يقيم في لندن بعد أن هرب من العراق. وقد أخذ على عاتقه مهمة فضح النظام وتعريته وتأليب الرأي العام ضده بكافة الوسائل والأساليب. وقد استمر على هذا المنوال لسنوات وسنوات. ولقد كان هذا الشخص على يقين تام بأن صدام سيرحّب كثيرا بالمشروع، ويعمل على تمويله بسخاء إلا أنه فوجئ برفضه للفكرة كلها. ولكن، لماذا، خصوصا أن تنفيذها غاية في السهولة، كما لو أن الواحد يحتسي قدحا من الماء؟ -والقول هذا لصاحب المشروع نفسه-.- \"المسألة ليست مسألة سهولة أو صعوبة\"، قال صدام موضحا: \"..المسألة تتعلق بالشخص نفسه. أنا أعرف صلاح عمر العلي جيدا -اسم الشخص المقترح تصفيته جسديا- أعرف أنه شخص وطني. وأن دوافعه في مهاجمتنا هي دوافع وطنية بغضّ النظر عن صحتها أو خطئها.. نحن على ثقة تامة بأنه سيكتشف في نهاية المطاف أين يجب أن يكون موقعه من المسيرة. نحن لا يمكن أن نفرّط بأي شخص وطني حتى وإن أساء إلينا في وقت من الأوقات। وبالإضافة إلى كونه وطنيا، فإنه إنسان شجاع। وأنا لا يمكن أن أنسى ذلك اليوم الذي دخلت فيه على عبد الرحمان عارف في مكتبه مشهرا الرشاشة. كنت أظن أنني قد دخلت عليه لوحدي، إلا أنني سمعت فجأة، على يميني، أصواتا لأقسام رشاشة وهي تسحب. نظرت بزاوية عيني فإذا بصلاح عمر العلي يقف إلى جانبي، وسلاحه مصوب نحو عبد الرحمان\".ولسبب ما لم أدرك في وقتها كنهه، شعرت بنبضات قلبي وهي تتسارع قليلا॥ سألته باهتمام شديد وأنا أرمقه بنظرات غير مصدّقة: \"هل قال لك ذلك فعلا؟\".نظر إليّ باستغراب॥ لربما اعتقد بأنني أشكك في الرواية ذاتها: \"قد لا تكون الكلمات ذاتها إلا أن المعنى هو ذاته. لقد رفض السيد الرئيس المشروع لأن صلاح عمر العلي كان وطنيا وشجاعا\".ولنعد الآن إلى الرواية المفبركة السابقة. ألا تثبت هذه القصة الجديدة بشكل قاطع كذبها؟ فالشخص المؤتمن لا بد وأن يكون قد تم انتقاؤه بشكل دقيق للغاية من بين أولئك المرافقين الأكثر وطنية وشجاعة وإخلاصا. فهل يعقل أن يقدم على قتله بهذه الطريقة؟ لا يمكن.. لو أنهم قالوا، في روايتهم، بأنه قد عاقبه على خطئه بطريقة أو بأخرى، كأن يكون قد أمر بنقله أو حتى تخفيض مرتبته العسكرية، ربما تقبّلنا الرواية كواقعة صحيحة حتى بعد الانهيار الذي حلّ بالصورة التي زرعوها في وعينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق