الاثنين، نوفمبر 17، 2008

اتفاقية العار بين التوقيع والترقيع

مجلس الوزراء العميل يصادق على الاتفاقيه

بسم الله الرحمن الرحيم

محرر رابطة عراق الاحرار
17-11-2008
لم يكن عاقلا من كان يأمل برفض الأتفاقية الأمنية من قبل أذلاء الاحتلال وعملائه لأن ذلك سيكون ضد كل القوانين الطبيعية والسايكلوجية لهكذا نموذج من الانسان المتشيطن، وحتى اولائك الذين لم يوافقوا عليها لأسباب تتعلق بغايات ابعد ماتكون عن الوطنية والانتماء للعراق، فكانت اجندتهم مزيج بين الانتماء الى ايران وبين دفع عجلة التوقيع على الاتفاقية من خلال الضغط الجماهيري باتجاه معاكس لكسب بعض التنازلات من اطراف حكومية او حتى امريكية على عكس بعض الاطراف التي انبطحت منذ اليوم الاول لطرح الاتفاقية على طاولة المفاوضات محاولة بذلك دفع الجميع لأمرار هذه الاتفاقية من خلال فكرة شيطانية بديلة لها وهي جعل ارضهم المقدسة مستقرا للمحتل وموقعا بديلا اذا ما تم رفض الاتفاقية من قبل العملاء، وبطبيعة الحال فهي خطوة من جهة اخرى للدفع بعجلة المشروع الاحتلالي الذي شاركت فيه وبقوة كل القوى والاحزاب العاملة تحت مظلة الشيطان الاكبر، وكما عرفنا من خلال الرسالة الامريكية التهديدية للحكومة العميلة التي ارعبتهم وهددت بقائهم على عرش العراق في حال لم يوافقوا على تمرير الاتفاقية الامنية فكانت بمثابة الهدية لهم لكونهم اوصلوا رسالة الى الشعب العراقي تقول باننا سنوافق مرغمين وليس راغبين بينما الحقيقة هي كوضع الملح والفلفل على الطبخة، وبما ان الحكومة العميلة قد قبضت ثمن هذه الخيانة منذ اليوم الاول على تربعهم على عرش الخيانة والعمالة الا انهم مستمرون بنهب العراق وسرقة اموال شعبه. اما البرلمان الذي سيصادق على الاتفاقية فحدث ولاحرج، فهم وعند دخولهم اول يوم الى مبنى البرلمان قد حصلوا على راتب تقاعدي لم يحصله اي موظف في العالم، فلمجرد دخوله مبنى البرلمان فانه يستحق راتبا تقاعديا خياليا عكس الكثير من الارامل والايتام والموظفين السابقين والحاليين الذين يستجدون لقمة الخبز، وعندما تسألهم عن هذه المميزات يقولون نحن جئنا بالانتخاب وخاطرنا بارواحنا من اجل المواطن العراقي الذي انتخبنا ولحد اليوم لم يناقش ولم يكتمل النصاب الا لمناقشة الراتب التقاعدي للبرلماني واليوم لمناقشة المخصصات وسيارات الحماية المدرعه والراتب الشهري الفخم، وكما هو متوقع فقد وافقوا بالاجماع ولأول مرة اتفقت الاحزاب المتضاربه بينها على قانون الامتيازات الذي هو بمثابة الثمن لما سيتم تمريره من اتفاقية العار والاذعان، وبما اننا اليوم قاب قوسين او ادنى من طقوس توقيع هذه الاتفاقية فاننا نستذكر مثيلاتها من الاتفاقيات الاذلالية بين المستعمر والحاكم العميل وعلى سبيل المثال تنصيب المحتلين الامريكان للحكومة العميلة في فيتنام الشماليه وقبلها حكومة فيتشي المنصبة من قبل المانيا الغازية في فرنسا واللتان لم تصمدا طويلا امام الرفض الجماهيري في البلدين بالرغم من دعم المستعمرين لهذه الحكومات،والتي تعود للاذهان بقوة وقسوة بالرغم من اختلاف ظرف الزمان والمكان الا انها لاتختلف من خلال الخطوط العريضة المتمثلة بالمستعمر كطرف اول وبين الحاكم العميل كطرف ثاني.
وبما ان الشعبين الفرنسي والفيتنامي قد قاوما المستعمر بضراوة حتى النصر فمن باب اولى ان تفرض مقاومتنا العراقيه العربيه الاسلاميه البطله نفسها كمدافع شرعي عن حقوق الشعب العراقي ضد المحتلين وعملائهم والذين احرقوا الارض تحت اقدام الغزاة الطامعين والذين اثبتوا على الارض مدى قوتهم وجبروتهم ليس من خلال الدعم الخارجي المعدوم ولكن من خلال اتخاذ منهج المقاومة حتى الشهادة، فاما النصر او الشهادة في سبيل الله والوطن، واذا كان المحتل الامريكي لم يكتشف هذه الحقيقة لحد الان فهو اغبى محتل في التاريخ! وأما انه يعرف هذه الحقيقة وينتظر اليوم الذي يجبر فيه على اتخاذ الموقف بالانصياع لشروط المقاومة من خلال الانسحاب غيرالمشروط والكامل واعادة اموال العراق المنهوبة وتعويض العراقيين المتضررين من هذ ه الحرب غير المتكافئة.
ان هذه الاتفاقية جائت بعد خسائر فادحة للجيش الامريكي ماديا ومعنويا وهي هنا بمثابة الترقيع الذي لايستر عورتها بل يضعها في مفترق طرق، فرئيس امريكا المغادر بوش الصغير على وشك الرحيل واراد ان يخرج بالنزر اليسير من كارثته في العراق فرقعوا له العملاء والجواسيس هذه الاتفاقية عرفانا منهم على الجميل الذي لن ينسوه ابدا عندما جعلهم رؤساء ووزراء بعد ان كانوا رعاع واراذل القوم، وهذا حق مكفول بين السيد وعبده، ولكن كما يقول المثل العراقي (الرقعة اصغر من الشق) فان الاتفاقية الامنية الموقعة بين الطرفين، السادة والعبيد، هي اصغر من ان تكون حلا ناجعا، لا لأمريكا ولا لعملائها بسبب الهوة الكبيرة بين الشعب العراقي الاصيل وبين المحتل وعملائه الصغار، ومهما طال الزمن فان العراقي الوطني الشريف هو الذي سيقود العراق ويمشي بين حشود شعبه كما قاده الكثير من القاده العظام، وشعب كالعراق لايستحق باقل من ذلك أما العملاء الصغار الذين يعيشون في سجون المنطقة الخضراء فانهم الى مزبلة التاريخ لامحالة،.
ان ثياب بوش الملعون المهلهلة قد كشفت عن سوءاته وعلى القادم الجديد البحث عن ثياب جديدة ليداري بها سوءات غريمه المغادر، وينقل امريكا الى مرحلة جديدة من خلال التعامل المتحظر مع العالم وطي صفحة سوداء من الحروب والاعتداءات التي طالت الابرياء من الشعوب، فالاتفاقية التي اراد بوش منها إملاء سياسته وشروطه على الرئيس الجديد ليخرج من البيت الابيض ببعض من ماء وجهه سوف تضع اوباما بموقف لايحسد عليه مع الشعب العراقي، وعليه ان يحرف مسار الاتفاقية بما يتلائم وطبيعة المرحلة القادمة والا ستكون نهايته كمصيرغريمه الارعن.
نقول لشعبنا الصابر المجاهد لاتبتأسوا من توقيع الاتفاقية فالكلمة الاخيرة لكم ولمقاومتكم الباسلة ولن يزيدنا توقيع الاتفاقية الا اصرارا على المنازلة والمطاولة، فنحن شعب ركبنا الصعاب وكلما ادلهمت الدنيا فان الفجر قريب وساعة الحسم والنصر بانت بأذن الله تعالى.

عاش شعب العراق الاصيل
عاشت مقاومتنا الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة
عاشت امتنا العربيه الخالدة
عاش المجاهدون في كل مكان

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار